التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رمزي الزهراني: المدن التي غابت عن عين المسؤول غاب عنها العقل المطور لها!


آخر تحديث: الثلاثاء، ٣٠ مايو/ أيار ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)جدة – عمر البدوي 
{ رمزي الزهراني أكاديمي وناشط اجتماعي, يعشق الجغرافيا البشرية، ويحن للمكان والإنسان كثيراً, بالقرب من جبال السروات بدأت رحلته العلمية التي أفضت به لواقع عملي جميل.
ضيفنا يقرأ التحولات المجتمعية جيداً, ويراها ليست مجرد زحزحة وابتلاع وممانعة ونحوه، بل في الواقع تمر بتحولات عدة في مسيرتها وتاريخها، نتيجة لظروف ومتغيرات متباينة، تختلف من مكان إلى آخر، ومن زمان إلى آخر. ويرى أنه لا بد من قبول مبدأ «التعايش بأمان وسلام على رغم الاختلاف»، لأننا في مرحلة مهمة جداً من مسيرتنا الوطنية؛ إذ إن الغالبية العظمى من السكان هم من فئة الشباب المتعلم، المنفتح على العالم الواسع، بثقافاته المختلفة، أياً كانت.
ويضيف: «أظن أننا أدركنا أن من مصلحتنا العامة احتواء شبابنا، رجالاً ونساءً، داخل دارنا، والاحتفاء بهم، بما لا يتعارض مع ثوابت ومسلمات لا اختلاف عليها، إذ سئمنا من سماع ما يردد وما يلصق بنا من مختلف أنحاء العالم من سمات التشدد والتطرف والجمود ونحوه، والغالبية العظمى منا ليست كذلك». ويختم بقوله: «إن من مصلحتنا توسيع دائرة المحبة والتآلف، والتصالح مع الذات والآخر، ومن ثم تقليص دائرة البغض والكراهية والعداء مع الذات والآخر».. إلى الحوار:
> تشهد المدن السعودية توسعاً ملحوظاً، البعض يسأل عن التخطيط الواعي، عن مستقبل الماء مثلاً أمام أخطبوطية التوسع في الرياض، عن أشياء كثيرة؟
- ما نلمسه من نمو عمراني منقطع النظير في مدننا كافة. ويبرز بشكل ملحوظ في مدننا المليونية الكبرى كالرياض وجدة ومكة المكرمة، على سبيل المثال لا الحصر, ومما لاشك فيه أن لكل هذا إيجابيات وسلبيات؛ فمن الإيجابيات الحراك الاقتصادي في هذا المجال، وزيادة العرض في الوحدات السكنية ونمو الخدمات العامة والخاصة المواكبة لكل هذا النمو، ما يخلق فرصاً ومجالات عمل واستثمارات جديدة، إذا أحسن توجيه هذا النمو واقتناص الفرص المواتية.
وكذلك الحال هنالك العديد من السلبيات المقترنة بالنمو الأخطبوطي للمدن، كالضغط على مختلف الخدمات والمرافق العامة، وصعوبة مواكبة هذا النمو، فتنشأ الاختناقات المرورية، والضغوط النفسية المصاحبة لها، خصوصاً في أوقات الذروة المرورية، وأيضاً تراجع إنسانية المكان وتشظيه في ظل سطوة رأس المال، وسيطرة السيارات على المساحات الأوسع، وتلاشي المساحات المخصصة للإنسان من مختلف الأعمار.
فنرى الازدحامات المهولة في الحدائق والمتنزهات القليلة، خصوصاً مساء إجازات نهاية الأسبوع، مع بعض الاستثناءات هنا وهناك. يضاف إلى هذا بلا شك معضلة الطلب المتزايد على المياه في بيئة صحراوية جافة أو شبه جافة، والاعتماد بشكل رئيس على مياه التحلية للمدن، بل وحتى بعض المناطق الريفية. ونتطلع لابتكارات تقنية تقلل من تكلفة تحلية مياه البحر ووصولها إلى مراكز الاستيطان البشري المختلفة، وأن تصبح المملكة الرائدة في تقديم هذه التقنية المأمولة للبشرية كافة.
> المدن الاقتصادية التي أطلقت سالفاً، اليوم لا ضوء على أحوالها ولا جديد بشأنها، هل كانت الفكرة مبالغا بها أم التنفيذ متواضعاً؟
- ملف المدن الاقتصادية شائك ومعقد، ففي الواقع هو ملفات عدة ضخمة، مليئة بكثير من الآمال والطموحات والمفارقات، المبنية على نماذج اقتصادية ونظريات علمية لا خلاف عليها أبداً، إذ تقوم فكرتها على خلق مزيد من مراكز النمو الجديدة في وطننا الغالي، وذلك من خلال إيجاد بيئة واعدة لفرص استثمارية ضخمة، غير مسبوقة، مدعومة على مختلف المستويات في الدولة.
إلا أنه وللأسف فإن المنجز أقل من المأمول بكثير، على رغم مرور أكثر من عشر سنوات على البدء في هذا المشروع الطموح في كل من رابغ والمدينة وحائل وجازان وغيرها، بدعم مباشر من الهيئة العامة للاستثمار. ولعل بوادر ما نسمع من انفراج وتسارع نسبي لوتيرة العمل في كل من مدينتي رابغ وجازان يحمل لنا بارقة أمل بتحلل ركود وضع هذه المدن الاقتصادية، وإخراجها من دائرة العتمة إلى الضوء لتكون كما خطط لها، وتحقق ما عقد عليها من آمال وطموحات.
> في مكة التي سكنتها وسكنتك، لا يتوقف الجدل بخصوص تغوّل الأسمنت على روحانيتها، ما رأيك؟
- صراع العقل والعاطفة أزلي، فهنالك البراغماتيون وهنالك الرومانسيون أيضاً، ولكل منهم منظاره الذي يرى من خلاله الأشياء والحياة بأوجهها المختلفة. ويظل ترتيب الأولويات المهمة الأصعب لصانع القرار، الذي يسعى لتحقيق التوازن في كل هذا. ولكل شيء ثمن، وفي مقابل كل من يكسب، هنالك من يخسر بشكل أو بآخر، وهنا يبرز تقويم مقدار المكسب والخسارة في كل هذا.
فتوسعة المسجد الحرام وساحاته لضيوف الرحمن من مختلف الأصقاع مطلب محمود لا نزاع عليه. وكذلك توفير سكن ملائم يليق بقدسية المكان وإنسانية الحاج والمعتمر وزائر بيت الله وتيسير سبل وصوله لها، وتنقله بين المشاعر غاية لا تضاهى. وأزعم أن تحقيق كل هذا والمحافظة على المظهر العام التقليدي لمكة المكرمة الراسخ في أذهان الأجيال، خصوصاً كبار السن، معادلة صعبة.
> أحوال «البحث العلمي» عموماً في حالنا الأكاديمية الراهنة, كيف تراها؟
- مما يؤسف له تدني مخصصات البحث العلمي في دول العالم النامي بمؤسساته المختلفة، مقارنة بغيرها، ما أثر في مستوى وقيمة مخرجات البحث العلمي وقصورها. وطالما أن الحال هكذا، فإن البحث العلمي يفقد نكهته المميزة المتبقية، إذا خرج عن كونه عشقاً متجذراً في النفوس، بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى، وتحول إلى مجرد أداة لكسب ترقية علمية، أو تجديد عقد عمل، أو تسويق كتاب كمرجع دراسي، للتكسب من وراء كل هذا.
وقد تأثرت كثير من منتجات البحث العلمي إيجاباً وسلباً ببعض التغيرات الكونية، وشيوع ما يسمى بثقافة «ما بعد الحداثة» أو ما يسميه زيغمونت باومان بـ«الحداثة السائلة»، التي شاع فيها استخدام الحاسبات الآلية السريعة جداً، والأجهزة الذكية التي تتيح الوصول إلى مصادر البيانات والمعلومات ومنافذ النشر في كل مكان بيسرٍ وسهولة، والاستفادة منها.
كما ذكر بشكل إيجابي مفيد، أو سلبي ضار أيضاً؛ فالمفيد لا يحتاج شرحاً وإيضاحاً، ولكن الخطر التزايد السريع في دور ومنافذ النشر المفتوحة المستغلة على شبكة الإنترنت، التي لا هم لها سوى العائد المادي لها من عمليات النشر، بصرف النظر عن أي اعتبارات أخلاقية أخرى. 
ويتفاقم الوضع عندما تنتشر كثير من الكائنات الطفيلية غير المرئية التي تعيش على أوهام وأحلام البعض، ما يسهم ببالغ الأسف في خلط كثير من الأوراق، ويؤرق من يسعى نحو المحافظة على ما تبقى من نزاهة البحث العلمي وأخلاقياته. ومما لا شك فيه أن البقاء للأفضل على المدى البعيد، وسيزداد الوعي ومعايير الفرز والتصنيف مع مرور الزمن.
> كاوست والأميرة نورة، منشآت علمية ضخمة، ولكنك قلت مرة: «بناء العقول يختلف عن بناء الكتل الخراسانية»؟
- بلا شك لم يكن المعني بهذا القول جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) أو جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن تحديداً. بناء جامعة رائدة تقود المجتمع علماً وأدباً وابتكاراً وإبداعاً ليس بالأمر اليسير؛ فالمفترض أن تكون الجامعات مصدر إلهام للفرد والمجتمع، ينظر لها كرمز للطهر والنزاهة في مختلف مناحي الحياة، ويتطلع إليها كمصدر للأمان الفكري والثقة اللامتناهية.
وأظنكم تتفقون معي في أن هذه مسؤوليات ليست بالهيّنة، ويراودني كثير من الشكوك في مدى تحقق كثير منها في كثير من جامعات العالم النامي، التي لا يتعدى دور الكثير منها كونها مجرد مراكز تدريس وقليل من المناسبات الرسمية الاحتفائية بأشكالها التقليدية المعتادة.
نتطلع حقاً لجامعات تقود المجتمع نحو السمو  والفضيلة والصواب، لا أن يقودها مجتمع الأكثرية بحسب ميوله وأهوائه، كيفما شاء، والأسوأ أن تظن أنها تحسن صنعاً، وينطبق عليها القول: «إن كنت تدري فتلك مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم»!
> ما زالت «الفلسفة» باباً محرماً على مناهجنا الجامعية؟
- لا تدرس الفلسفة بصفتها تخصصاً في المناهج الجامعية في جامعاتنا، بل تقدم أحياناً على استحياء في فلسفات العلوم المختلفة؛ مثل فلسفة العلوم الاجتماعية وفلسفة التربية وفلسفة التعليم نحوه، إلا أن الفلسفة كما ذكر آنفاً كتخصص قائم بذاته في إحدى كليات الآداب أو العلوم الإنسانية في جامعاتنا فهي غير موجودة، بخلاف الكثير من جامعات الدول الشقيقة المجاورة، بما فيها بعض جامعات دول مجلس التعاون الخليجي.
ولعل هذا من باب المسكوت عنه طويلاً في مسيرة التعليم المعاصر لدينا. وما لنا إلا أن نتأمل التاريخ الثري للحضارة الإسلامية، الذي شغلت فيه الفلسفة حيزاً كبيراً لا يستهان به، 
وفي هذا السياق حري بنا أن نتأمل الدعوات المتكررة في ديننا للتأمل والتفكر والتدبر، التي هي التروس التي تدير عجلة الفلسفة. وقد كانت وما زالت من ركائز تطور العلوم المختلفة والبحث فيها. وأعتقد أننا في مرحلة فكرية متقدمة تؤهلنا لاستيعاب الفلسفة ومدارسها المختلفة، والتعامل معها وفق منهج نقدي واضح، يتماشى مع ثوابتنا وعقيدتنا الراسخة، وعدم المغالاة في الهروب من هذا الميدان الرحب بحجج وذرائع شتى.
> إلى أي حد تبلور أنموذج الأستاذ الجامعي الحقيقي في مؤسساتنا الأكاديمية؟
- مهام الأستاذ الجامعي الحقيقي في كل المؤسسات الأكاديمية في العالم هي التدريس والبحث العلمي وخدمة الجامعة والمجتمع، إذ تكمل هذه المهام بعضها البعض. وبشكل عام تختلف نسبياً الأولويات بالنسبة لهذه المهام؛ ففي الجامعات البحثية، كجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، بصفتها جامعة بحثية فالأولوية للبحث العلمي.
وفي جامعات محلية كبرى أخرى، مزدحمة بالطلاب والطالبات تتراجع كل الأولويات أمام مهمة التدريس، الذي يثقل كاهل الأستاذ الجامعي بتدريس مجموعات كبيرة من الطلاب والطالبات، وبما يزيد أحياناً على نصابه من الوحدات الدراسية في اللوائح الرسمية، متنقلاً بين مواقع التدريس في أماكن مختلفة في الجامعة، ما يؤثر بلا شك في المستوى النوعي لعطاء الأستاذ في مجال التدريس والبحث العلمي، وما يوكل إليه من مهام أخرى أيضاً.
ومن هنا تبرز الحاجة لإعادة تقويم المسيرة بنظرة شمولية جادة، وتعرف مقدار المكسب والخسارة في هذا الميدان المتشعب المتعدد الجوانب، وترجيح كفة الكيف على الكم في كل هذا، ليتسنى اختيار نخبة مميزة للعمل أساتذة في الجامعات، ومطالبتهم ومحاسبتهم على أدائهم المأمول منهم بمهنية واحتراف، بعيداً عن أي اعتبار أخرى.
> تخصص «الجغرافيا» يواجه استخفافاً اجتماعياً حتى على مستوى التعليم النظامي، صورة معلم الجغرافيا ليست على ما يرام، أين العلّة؟
- للأسف لم يعد هناك كتاب جغرافيا ولا معلم جغرافيا في التعليم العام، بل معلم اجتماعيات بشكل عام، وفي هذا كثير من التجاوزات عندما يدرس معلم تخصصاً آخر لم يهيأ له، لا أكاديمياً ولا مهنياً.
وبشكل عام أظن حال مدرس الجغرافيا لا تختلف عن حال غيره من المدرسين الآخرين في مختلف التخصصات، وبالذات النظرية منها على وجه الخصوص؛ فهناك العاشق المتحمس الذي يتفانى في عمله بكل ما أوتي من قوة، بل وينفق على وسائله التعليمية ونشاطه المدرسي بشغف.
وفي المقابل هناك السلبي الذي لا تتعدى نظرته لعمله أكثر من كونه مهنة يحقق من ورائها دخلاً شهرياً، وربما لا يقدم إلا الحد الأدنى من المأمول منه.
ونتطلع بشوق لما ستسفر عنه إعادة هيكلة تقويم الموظفين دورياً في القطاعات المختلفة، ومنها التعليم، لتقديم حوافز مجزية مختلفة للمحسن والمتقن لعمله، ومحاسبة المقصر المتراخي الذي جعل من وظيفته السامية ضماناً اجتماعياً معيشياً.
> مدن الجنوب الغربي والأقصى، قراه، مناطقه، هل أخذت حقها من البحث والدراسة، وهل ذلك حالة عامة، أم قصور نخبها تحديداً؟
- ربما ينطبق على هذه الحال القول بأن «ما غاب عن العين غاب عن العقل».
وبلا شك فإن نصيب المناطق الهامشية في الشمال والجنوب وغيرهما من البحث والدراسة محدود جداً، إذا ما قورن بما ناله بشكل رئيس محور التنمية المتمثل في مناطق (مكة المكرمة والرياض والمنطقة الشرقية).
ويعول كثيراً حالياً على الجامعات الناشئة في هذه المناطق إذ تمثل بلا شك مراكز إشعاع ونمو فكري واقتصادي بالنسبة لمجتمعاتها والبيئة المحيطة بها، إذا أحسنت إدراك المسؤوليات المجتمعية السامية المناطة بها، التي يجب أن تتجاوز مجرد كونها مراكز تدريس ومنح شهادات علمية في تخصصات شتى، وتصبح نسخاً مكررة من بعضها البعض ومن جامعات أخرى عريقة أقدم، بل يجب أن يكون شغلها الشاغل تلبية حاجات بيئتها المحلية المباشرة بفاعلية وصدقية، مع الحرص بالطبع على عدم تأطير محلية وإقليمية التفكير، بل التناغم مع غيرها للعمل سوياً في سبيل المصالح العليا المتوخاة. 
> ماذا عن «الريف» هل يجب المحافظة عليه، أم الخروج منه؟
- الريف بشكل عام هو وجه العملة الآخر، إذا كانت المدينة هي الوجه المسيطر السائد. تؤلمني مساعي تحويل الريف إلى مجرد تجمعات ومراكز حضرية صغرى، فيجب بلا شك توافر كل مقومات الحياة والمعيشة الرغدة في الريف، لكن لا أن يمسخ ويفقد هويته، سواء كان عمرانياً أم سلوكاً ونمط حياة وعلاقات بين الأفراد ومع المكان أيضاً.
شخصياً، بحكم قضائي مرحلة طفولتي المتمثلة في الـ12 سنة الأولى من حياتي في القرية، وعشتها بكل حيوية وعطاء وزخم، أشعر ببالغ الحزن والأسى لما آلت إليه حال الريف وقراه، وتحولها كغيرها من عناصر منتجة فاعلة إلى خلاف ذلك كلياً، وهذا مما هو جدير بالبحث والدرس والتقصي بروية وأناة.
فربما حان الوقت لدعم وتشجيع المنتجين في الريف على مختلف المستويات، وعقد بعض الأنشطة والفعاليات ذات العلاقة في بيئاتها المحلية، فربما تعود الطيور المهاجرة إلى أعشاشها، ليس في إجازاتها السنوية، لأيام معدودة فقط، أو بعد تقاعدها من أعمالها، على رغم أن لكل مبرراته في اتخاذ قرارات جوهرية في حياته، على مضض وبحرقة أحياناً، أسمعها من كثيرين وأراها في ملامح وجوه آخرين.


ملامح
} من مواليد قرية الزحاحيف ببلدة الحكمان في محافظة القرى بمنطقة الباحة في عام 1376هـ. ومن الحكمان على قمم جبال السروات تلقيت تعليمي الابتدائي، أما المرحلتان المتوسطة والثانوية، فكانتا من دار التوحيد بالطائف. والمرحلة الجامعية من قسم الجغرافيا بكلية التربية مما كان يعرف بفرع جامعة الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة، «جامعة أم القرى حالياً».
أما الدراسات العليا لمرحلتي الماجستير والدكتوراه، فكانت من كل من جامعتي ميتشغان الشرقية وكانت الحكومية في ولايتي ميتشغان وأوهايو بالولايات المتحدة الأميركية (1400هـ-1410هـ).
سعدت بالمشاركة في العديد من الأنشطة الطلابية خلال مختلف مراحل التعليم، وتعلمت منها الكثير.
كما شرفت بالعمل في مختلف الرتب الأكاديمية بقسم الجغرافيا بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة (معيد، أستاذ مساعد، أستاذ مشارك وأستاذ). وكذلك الحال كلفت بعدد من المهام الأكاديمية الإدارية، ومنها (رئيس قسم الجغرافيا، عميد كلية العلوم الاجتماعية، مدير مركز بحوث العلوم الاجتماعية، رئيس وحدة القياس والتقويم بالجامعة، المشرف على وحدة العلاقات الدولية في الجامعة، عضو المجلس العلمي في الجامعة، عضو ورئيس هيئة تحرير مجلة العلوم الاجتماعية وغيرها). وعملت في عضوية العديد من اللجان داخل الجامعة وخارجها.
كما شاركت في العديد من المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية.
وأنجزت عدداً من الأبحاث والدراسات في مجالات الجغرافيا البشرية المختلفة بشكل عام، منفرداً ومع زملاء وأساتذة كرام أيضاً.
وشرفت بالمشاركة في تأليف وترجمة بعض الكتب عن مكة المكرمة مع زميلي الفاضلين د. معراج مرزا وأ. محمد مرزا، بعضها رأى النور، والبعض الآخر على وشك إن شاء الله.
وما زال هناك المزيد من الآمال والطموحات، إذا كان في العمر بقية، وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.


رسائل إلى:
وزير التعليم السعودي
} أعانك الله على ما أوكل إليكم من مهام جسام، فأنتم أهلٌ لها، فتحين الفرص كل ما كان ذلك ممكناً لارتداء عباءة ذلك الأكاديمي الذي كان على مختلف المستويات. ولن أقول ما لا تعلم، ففي صلاح التعليم على مستوياته المختلفة صلاح أمة! ويا لعظم المسؤولية وهولها!

الأستاذ الجامعي المتقاعد
} لا تمت قاعداً، بل ظلّ فاعلاً، فمتعة القراءة والكتابة والبحث لا تضاهى، ولا تدع أحداً يسلبها منك بقرار بيروقراطي، حان الوقت لمراجعته وإعادة النظر فيه، فأنت ثروة أمة، وملك لأجيال الحاضر والمستقبل.

وزارة الشؤون البلدية والقروية
} ألم يحن الوقت لمزيد من التحديث لأنظمة التخطيط والبناء في القرية والمدينة، ومن ثم المحافظة كل ما أمكن على المظهر العام الطبيعي المميز في ريفنا  ومدننا؟ ما نراه من نسخ مكررة لمبانينا وشوارعنا وتكالب على استغلال كل مساحة مادياً مزعج، ويفقد أماكننا هويتها بلا مبرر عقلاني مقبول.

اقسام الجغرافيا الجامعية
} الجغرافيا أم العلوم، فاحرصوا على رعاية هذه الأم الحنون والعناية بها، وحافظوا على هويتها المميزة، حتى لا تضيع في ظل رياح عاتية، تهب على تخصصات شتى، وطاولت الأخضر واليابس منها. ولنجعل من شموليتنا وتعدد مدارسنا ومناهجنا مصدر قوة لأقسامنا، ولنغلب الكيف على الكم في مختلف المجالات.

روابط المدن الخضراء
} تحـيــة تقــديـر واحترام لكل الجهود المبذولة، فنحن في أمس الحاجة لجهودكم التطوعية المشكورة، التي نتطلع للمزيد منها، خصــوصاً في بيئتنا الصحراوية التي تعد الشجرة فيها عزيزة.
ولا ننسى العمل بفحوى قول المصطفى عليها السلام، بما معناه: «إذا قامت القيامة، وفي يد أحدكم فسيلة، فليغرسها»، فواصلوا البذر والعطاء، بعزيمة وإصرار، وحب وولاء لتراب الوطن الغالي، ولا أظن أن هناك من يجادل على أن «حب الوطن من الإيمان».



الرابط :


تعليقات

  1. مرحبًا ، أنا سعيد جدًا الآن لأنني حصلت اليوم على مبلغ قرضي بقيمة 60.000 دولار من هذه الشركة الجيدة بعد أن حاولت عدة شركات أخرى ولكن دون جدوى هنا رأيت إعلانات شركة Joan Finance وقررت تجربتها واتبعت جميع التعليمات. وهنا أنا سعيد اليوم ، يمكنك أيضًا الاتصال بهم إذا كنت بحاجة إلى قرض سريع ، فاتصل بهم الآن عبر هذا البريد الإلكتروني: (contact@joanfinancefirm.com) أو whatsapp: +919144909366


    شكرا

    ردحذف
  2. أود أن أشكر مؤسسات الائتمان على الخدمة الرائعة والممتازة المقدمة لطلب القرض. أنا راضٍ جدًا عن خدمتك وأرغب في الاستمرار في المستقبل أيضًا. لقد قمت بالفعل بإحالة أحد أصدقائي إلى هذه الشركة وفي المستقبل أيضًا سأحيل الجميع إليك فقط. اتصل على whatsapp: +393512640785. شكرًا لك، لقد تلقيت قرضًا بقيمة 6800 دولارًا من مؤسسات القروض الائتمانية. اتصل بهم إذا كنت في حاجة إلى قرض عاجل على البريد الإلكتروني:loancreditinstitutions00@gmail.com.. الإدارة: +393512114999. أو +393509313766.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائياً ع

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم، ومن

ماذا يخطر في بالك ( 5 ) ؟

هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) . راجياً لكم النفع والفائدة  . ضعف التقدير يقود إلى سوء التقرير . .................. كلما كان واقعك ثرياً وغنياً ، بارت بضاعة خيالك الواهم . …………… إذا أحببت شيئاً ثم التقيت به بعد غياب فكأن الروح ردت إليك بعد غيبة الموت ، أو العقل عاد بعد جنون ، أو الذاكرة استفاقت بعد غيبة . كل الأشياء الرمادية تسترجع ألوانها الزاهية ، والروائح الزاكية تستجرّ عنفوانها ، والمشاعر اللذيذة تستعيد عافيتها . ما يفعله الشوق بك من ذهاب العقل وغيبة الذاكرة وموات الروح ، يفعل بك الوصل أضعافه من الفرح والطرب والنشوة . لقد جُبل هذا القلب على الإلف بما يحبه والتعلق به حتى يكون بمثابة الطاقة الموصولة بألياف الكهرباء ، أو الزيت الذي يقدح النور ، والجمر الذي يستفز أعواد البخور . وإذا غاب المحبوب واستبد بك الشوق انطفأ نور الوجه وضاقت النفس وذهب الفرح حتى يعرف ذلك في حدة طبعك وانغلاق عقلك وعبوس وجهك ، فإذا التقى المحبوبان والتأم القلب عادت المياه لمجاريها وشعشع الوجه واتسع الثغر وانفرجت الأسارير . سبحان من خلق . ……………… إذا كنت تسم