التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٥

حبيبي يا رسول الله

المشهد في أحد مقابر المدينة المنورة ، التاريخ قبل ألف وأربع مئة سنة . قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : وددت أني لقيت إخواني ، فقال أصحاب النبي : أو ليس نحن إخوانك ؟ قال : أنتم أصحابي ، ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني . الحدث في مدرجات ملعب رياضي على بعد كيلوات من المكان الذي تشرف ثراه بأقدام النبي الكريم ، البطل هو جمهور نادي الاتحاد السعودي . لم يكن – بأبي هو وأمي – ينطق عن الهوى ، تذكرت هذا الحديث وأنا في مدرج الذهب ، كانت ليلة ملهمة ، كل شيء كان يدعو للتأمل والفخر ، شباب في عمر الزهور لا يحملون إلا حبهم العميق لمن بعث رحمة للعالمين ، في أعظم تصديق للنبوءته الكريمة . عندما ارتفعت الأيادي الغضّة بلوحة الحب العفوية للنبي الكريم ، وقف الجميع من هول المهابة ، ستون ألفاً في لحظة الحدث ، وخلف الشاشات ملايين تشرئب لهذه اللقطة التاريخية . فجأة خيم صمت رهيب ، وانساب النشيد المدني العظيم : طلع البدر علينا .. من ثنيات الوداع ، كل المدرجات رددت وبصوت واحد هذا النشيد ، وكأن أحداً لم ينساه رغم تطاول السنوات ، كانت القلوب تهتف بالحب قبل الألسن ، والعيون شاخصة يلمع فيها

مقبول العلوي .. وفتنته الباقية

نودي باسم الروائي السعودي مقبول موسى العلوي في حفل افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام لتسلّم جائزة الرواية الفائزة من وزير الثقافة والإعلام عن روايته " زرياب " . عندئذ انداحت الذكريات التي تربطني بهذه القامة الأدبية التي أصبحت تنافس عن جدارة واقتدار أسماء روائية عربية من الصف الأول ، يمكن أن تكتشف هذا بطريقة علمية ودقيقة في التناول الصحفي لرواياته خارج هذا الوطن الذي قليلاً ما يثق نقاده وصحفيوه بنتاج أبناء بلادهم وجودة أطروحاتهم . أول ما أفصح به الذهن من الذكريات هي أيام المرحلة الابتدائية التي جمعتني به معلماً للتربية الفنية ، كان معلماً مقصراً في تخصصه ولكنه ينطوي على طريقة منفردة في تعامله ، لديه أسلوب مؤثر في تواصله مع أبنائه الطلاب ، وربما تشاغل عنهم ذات حصة باردة بكتبه التي يصطحبها أثناء الدرس ، كثيراً ما كان يشاركهم قراءاته ويناقشهم بعض مضامين الفقرة التي توقف عندها من الكتاب . كان شغوفاً بالآلات ، أتذكر جيداً يوم جاء بجهاز " أطلس " وأخذ في الانشغال به كعادته ، استدعانا للاطلاع عليه ، تحول ذلك الجهاز إلى لعبة في يد الجميع ، كل طلاب الفصل جرب ح

توبيخ الربيع العربي

بحصول الباجي قايد السبسي على كرسي الرئاسة في تونس بعد ظهور نتائج الانتخابات ، يبدو وكأن العالم العربي أعاد شريط واقعه إلى ما قبل " ١4 جانفي " مهد الربيع العربي ، من نقطة الصفر التي انطلقت منها سلسلة الثورات العربية ، من نفس شارع الحبيب بورقيبة؛ الذي احتضن الجموع الشعبية الأولى للثائرين العرب ، تعلن تونس انطفاء جذوة الثورات وكأن شيئاً لم يكن . يبدو المشهد الاسترجاعي للواقع العربي واضحاً وصريحاً في تونس ومصر بعد خسارة الرئيس الإخواني المنتخب كرسي الرئاسة المصرية بعد ثورة ٣٠ يونيو التي أنتجت عزلاً عسكرياً، حصل بموجبه قائد العسكر عبد الفتاح السيسي على استحقاق الرئاسة ، في المقابل تحملت ليبيا وسوريا واليمن أعباء الآثار الأكثر سلبية وكارثية للربيع العربي . ليبيا التي تعاني انقساماً حاداً بين فكر التأسيس لدولة مدنية ديمقراطية ولكنها تفتقد إلى معيل مؤسساتي وبنية دستورية منيعة يمكن أن تساعد في إرساء هذا الحلم في واقع ليبيا المتعطش ، وبين مواجهة مخاطر الإرهاب والعنف السياسي بمنطق القوة العسكرية التي لم تثبت جدواها في التاريخ تقريباً ، وهي لا تسير على حال طيبة . واليمن تتجر

قم !

{ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ } المدثر 1 – 7 . يا أيها المدثر : ذلك لنعلم أن ما يمنع المرء عن الرفعة والمطلب النفيس إنما هو الميل للراحة والدعة والتقلب على فراش النوم والخمول والكسل . وإن الطامحين إلى المعالي الراغبين في فضائل الأمور لا يأخذون من النوم إلا قسط الضرورة ، ولا تغلب رغبة النوم رغبتهم الطامحة التي تطرد النوم من الأجفان فلا يستعذب معها سوى المعالي فقط . وهل أضاع المسلمين إلا غلبة النوم والتنعم في فراش القعود والراحة وعلى أسرة مبسوطة بالإحجام ومفروشة بالنعيم والكنوط بعيداً عن مشقة السعي وكلفة العمل . قم فأنذر : إنما القيام هو مبدؤ الخير وأول الغيث قطرة ومطلع البشارات ، قم فإن السعي أجدر بك ، والدنيا لا تقبل بغير القائمين بأمورها الساعين في دروبها وإن ضاقت وتوعرت . قم : إني رأيت وقوف الماء يفسده إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب والأسد لولا افتراق الأرض ما افترست والسهم لولا فراق القوس لم تصب قم فأنذر : فإنما دورك إ