التخطي إلى المحتوى الرئيسي

منصات النجاح تكسر صمت الشباب السعودي


آخر تحديث: الإثنين، ١ مايو/ أيار ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)جدة – عمر البدوي 
وأنت تتجول في أروقة مهرجان «حكايا مسك» الذي نظم أخيراً في مدينة أبها، تشعر بحجم الحراك الذي يدب في السعودية، أكثر من 40 ألف زائر للمهرجان الذي امتد لثلاثة أيام، شباب يبحثون عن فرص معلقة في سماء الانتظار، ومساحة من التفكير والنقاش والشراكة لولادة مجتمع المستقبل.
«حكايا مسك» يمثل نمطاً من الفعاليات الجديدة التي تتبناها مؤسسات المجتمع المدني والحكومي في السعودية، بهدف توفير شبكة تواصلية لإثراء الأفكار وخلق أرضية صلبة لانطلاق الشاب السعودي متسلحاً بأدوات النجاح ومهاراته، ومستنيراً بالتجارب السابقة التي توفرها المنصات للتعريف بتجاربها وقصصها، وخط سير نجاحاتها بكل انكساراته.
يصب الوقت والانفتاح على الآخر مزيداً من العناصر الثقافية الجديدة في وعاء الشباب السعودي، يصبح أكثر جرأة في عرض تجربته، والاحتكاك بالأخرى التي تقف على الضفة المقابلة، المجاورة والبعيدة.
الآن انضمت إلى قائمة أنشطته، مهارة الحديث عن نفسه، عن تجاربه، عن قصصه التي تستحق أن تروى، وتقدم في سبيل الإفصاح عن الذات، لمزيد من التقارب، لتقديم نفسه على طاولة التفاهم البشري والتواصل الحضاري الذي يضم الإنسان في أطراف العالم وأصقاعه في قرية واحدة.
الشاب السعودي الذي يعيش مرحلة انتقالية غير عادية، يعبر باتجاه المصاف المتقدم من التأثير والمشاركة في إنتاج الحضارة المعاصرة، يمتطي منصاته المحلية والعالمية للتعريف بنفسه، وجهوده للإسهام في الناتج الثقافي للإنسانية جمعاء.
يتخلى في كل مرة عن تحفظه التقليدي وينسجم مع لغة العصر الحديث، وقد مكّن من أدواته اللازمة وشروطه الموضوعية الملائمة، عبر استقطاب الأفكار والأدوار وإعادة تصميمها على نحو يتفق وثقافته، وروحه الفكرية الأصيلة.
«لقاء الخميس» واحدة من المنصات التي يتبناها مركز الملك سلمان للشباب، وهو لقاء أسبوعي يستعرض قصص نجاح الشباب، ويستضيف من خلاله أحد الشباب السعودي الذين استطاعوا تقديم منجز فعلي له تأثير على المستوى الشبابي أو الوطني أو العالمي.
اللقاء الذي يحمل شعار «قصص نجاح لن تنتهي» انتشر في العديد من مدن المملكة، وينقسم إلى قسمين للرجال والسيدات بنفس الفكرة والمضمون، ولكن باستقلالية تامة وبموقعين مختلفين، يهدف اللقاء إلى تعزيز الثقة والطموح في نفوس الشباب السعودي، من خلال نقل التجربة من المستوى الشخصي إلى الجماهيري، وكسب وتبادل الخبرات بينهم، ومعرفة كيفية تخطي العوائق التي تواجه الشباب في حياتهم، واكتساب جرعة من الثقافة الإيجابية، فضلاً عن إشغال وقت فراغ الشباب بما يعود بالنفع عليهم بشكل مشوق وجذاب.
سلسلة المؤتمرات العالمية «تيد»، والتي تحظى بسمعة واسعة وانتشار كبير، استقطبت منصتها بنسخة سعودية لتمكين الشباب من عرض أفكارهم وتجاربهم، وتنقلت الفعاليات بين مدن المملكة، وقدمت نسخة أخرى للأطفال في مدينة الرياض، وهي مستمرة منذ أربعة أعوام ولقيت اهتماماً واستحساناً كبيرين.
قدمت هذه المنصات قصصاً ملهمة، أبهرت المجتمع وهو يتعرف عليها للمرة الأولى بفضل هذه المنصات الجديدة، والثقافة الطارئة لتحريض الشباب على البوح بقصصهم الشخصية والتعريف بها لجمهور الناس.
وقد تناسلت من هذه المنصات العالمية أو المحلية الكبيرة، أخرى على مستوى المناطق والمدن السعودية المختلفة، تقدم كل واحدة منها فرصة لاعتلاء خشبة الإفصاح عن حكاية تستحق أن تروى، وفكرة تستحق أن تذاع، مثل «منتدى الغد» الذي انطلق في نيسان (أبريل) من عام 2009، وقدم في نسخته الأولى أكثر من 20 تجربة مميزة لشبابٍ سعودي، وهي واحدة من المبادرات التي تتبناها جمعية الغد التي تتطلع لأن تكون محركاً رئيساً في تهيئة بيئة مناسبة ومحفزة للشباب السعودي، ودعم مشاركتهم في تحقيق التنمية المستدامة بمجالاتها كافة.



الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...