التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٩

جسر " القصيبي " بين السعودية والبحرين

على مسافة قصيرة من باب البحرين أشهر معالم البلد الآمن في الحافة الشرقية للجزيرة العربية ، يقع واحد من الصروح الثقافية المميزة الذي افتتح مطلع شهر مارس ويوثق لسيرة واحد من الرموز السعودية التي برعت في فنون دبلوماسية وثقافية وإنسانية مختلفة حتى أضحى أيقونة سعودية وخليجية في مقدمة الأسماء العربية اللامعة. منامة القصيبي هو اسم المشروع ، وهو صرح ثقافي مميز يعكس حياة الشاعر والسفير والوزير والإصلاحي والليبرالي الراحل غازي القصيبي، تلك الشخصية السعودية التي عرف عنها حبها الجمّ للبحرين. وليس الاسم وحده يؤشر إلى العلاقة الأثيرة بين البلدين الخليجيين ، وهو يجمع بين اسم العاصمة البحرينية والشخصية السعودية ، ولكن المشروع نفسه تنفيذاً وتمويلاً يجمع بين البلدين كذلك ، إذ تبنت تنفيذه مؤسسة بحرينية هي مركز الشيخ إبراهيم بن محمّد آل خليفة للثقافة والبحوث ، وموّلته جهة سعودية هي مؤسسة الوليد الإنسانية التي يرأس مجلس أمنائها الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود. وقد جرى تجديد وترميم منزل تاريخي يملكه السيد صلاح القصيبي، فيما استعان مركز الشيخ إبراهيم بفريق دولي لإظهار الإرث الفكري للقصي

عمار الأمير فوتوغرافي سعودي قادته صورة لمكة إلى العالمية

المصور السعودي عمار الأمير يقول إن المصوّر دليل سياحي صامت وجمال اللقطة يكمن في التفاصيل. الجمعة 2019/03/29 في العام 2017 التقط الفوتوغرافي السعودي عمار الأمير صورة عنوّنها بـ”بستان الزهور” تظهر فيها مظلات ملونة وزاهية تغطي الحجيج في صفوف منتظمة، وانتشرت تلك الصورة في مواقع التواصل الاجتماعي في موسم الحج، انبهر الكثيرون بما حملته من فن عصري مغلف بطابع روحاني يلامس النفس البشرية، الصورة ذاتها تم اختيارها في المركز الأول في تصويت “ناشيونال جيوغرافيك” العالمي بعد منافسة مع العديد من الصور، عمار الأمير التقته “العرب” فكان هذا الحوار. الرياض  – عمار الأمير، ابن مكة المكرمة، الذي حصلت صورته خلال موسم الحج لطائفين من ضيوف الرحمن على تقدير مجلة “ناشيونال جيوغرافيك”، وهم ينتظمون في صفوف ملونة، بمظلات زاهية، التقطها عمار ونقلها للعالم أجمع، التقته “العرب” ليتحدث عن ولعه بالكاميرا وعن التقاطاته الفوتوغرافية المميزة وعن صورته المتوجة “بستان الزهور”. يقول الأمير “لم أتقيد بمحور معين فالمحاور متعددة والمصوّر الطموح يمارس التصوير بكل مجالاته، إلاّ أن تصوير أطهر بقاع الأرض لا

خيبة المثقف العربي

يا لخيبته وهو يشعر بالعزلة فيما يضيق به الفضاء وتلفظه الوسيعة ، رغم أن الزمن العربي الآن أحوج ما يكون إلى دور مثقفيه ومسعفيه من بناة الرأي وحماة الفكر ، لكن الأقلام تراجعت والنصال تقدمت ، جفّ الحبر وسال الدم ، انكفأت الأفكار وانقدحت الشرور . السياسي يستخدمه في حدود ما يكون مفيداً لسلطته ، والمجتمع يشعر بقلة تثمينه للدور بعد أن خسر الثقة به في مناسبات مختلفة ، فيما تتنازعه الخصومات وتتناوشه الميليشيات والتيارات في فضاء مسموم لا يعوّل كثيراً على العقل والفكر والرأي . كان المفكر السعودي تركي الحمد عرضة لمسلسل من التنمر الإلكتروني بعد تعرّضه لإصابة جراء حادث سير أثناء حضوره معرض‫ القاهرةالدولي للكتاب ، أجريت له عملية جراحية عاجلة ، وتقرر نقله عبر طيران الإخلاء الطبي إلى العاصمة‫ الرياض. ‏لتضجّ شبكات التواصل الاجتماعي بكثير من رسائل التشفّي والشماتة به دون رعاية الجانب الإنساني من القصة ، هذا الجانب الذي طمس نتيجة عقود من تحميل الوسط الثقافي العربي بمعايير لا تنتمي إلى حقله ولا تصلح أداة لمعالجته والنظر فيه . كان الحمد مثل غيره ضحية لعقود من ضخّ الصحوة الأيديلوجية التي عبثت ب

معرض الكتاب ونهاية "الاحتساب"

في ما مضى وقبل أن تنقشع غمامة الأفكار الأحادية... كان معرض كتاب الرياض موسما محموما بالخلافات، ومنصة للالتحامات بين تيارات فكرية اشتركت لسنوات في تأزيم المشهد الثقافي السعودي. الاثنين 2019/03/18 انطلق موسم الثقافة والقراءة في الرياض لهذا العام، بافتتاح معرضها الدولي للكتاب الأربعاء الفائت، ليكسو مساءات العاصمة السعودية بالدفء فيما يلفّها شتاء متمهل لا ينوي مغادرة المدينة. زرت المعرض الذي يغصّ بالزوار والمرتادين عن بكرة أبيه، العديد من الأركان والأقسام والزوايا التي تلبي حاجات كل الفئات، وترضي جميع الاهتمامات قدمت من دول عربية وأوروبية للمشاركة في هذه المناسبة الثقافية الكبيرة. ورغم الزحام الكبير الذي يملأ المكان، ينساب فيه المتجولون بفضل الدور المهم الذي يقوم به شباب وشابات التطوع في تنظيم الجموع وإرشادها وبذل الوسع لإنجاح المعرض، وقد اكتسب المنظمون خبرة متراكمة نتيجة السنوات الطويلة من التنظيم في عمر هذا المعرض الحيّ والثريّ. في ما مضى وقبل أن تنقشع غمامة الأفكار الأحادية عن المجتمع السعودي، كان معرض كتاب الرياض موسما محموما بالخلافات، ومنصة للالتحامات ب

إيران إذ تخطط للبقاء طويلاً

إذا نويت مرة أن تتوجه إلى مطار بيروت، أو مغادرته إلى حيث تقصد ، ستُطالعك لوحة عملاقة تحمل اسم " جادة الإمام الخميني"  عند مدخل المطار. تسببت هذه اللوحة بتسميتها الجديدة في جدل ونقاش طويل ، سرعان ما انطفأ وذهب مع الريح ، وبقي واقع أن بلداً مثل لبنان أصبحت ملامحه مسلوبة لصالح المتنفذ الإيراني ، وقد أحكم قبضته وأخذ يشوه وجدان هذا البلد العربي الذي طالما كان منارة حرية ودوحة انفتاح وقبلة للفرح والسياحة وراحة البال. ما إن غرزت طهران مخالبها الشرسة ، ودفعت بوكيلها " ميليشيا حزب الله " إلى أقصى ما يطيق من توسيع نفوذه وبسط قوته ، حتى شلّ هذا البلد الوادع ، انصرف عنه الناس ، عجز عن تشكيل حكومة تخدم مواطنيها شهوراً طويلة ، ذهب شبابه صرعى دفاعاً عن الرايات الأيديلوجية العمياء ، أزكمت روائح القمامة شوارعه ، دخلت البلد في سبات تنموي طويل ، وذهب صوت المنطق وسط ضجيج الخلافات السياسية المزعجة ، إنها نتيجة طبيعية لكل بلد تدخل إليه إيران وتعيث فيه فساداً وتنكل بأهله وتعبث بمستقبله وتفسد فيه الهواء والماء والأرض والسماء. كانت لبنان نافذة العرب إلى الحرية ، بلد التعدد ، مصن