التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٢

هاجس سوريا

أقول مخاطباً نفسي : الذي يحدث في سوريا يخيف ويقشعر له البدن ، ليس فقط لأجل تلك المشاهد المروعة وليس فقط لبركة الدماء التي تغرق فيها سوريا ولا أصوات الرصاص الذي لا يعلو عليه شيء ، ولا مشاهد الأطفال المروعين ، والأمهات مخطوفي القلوب والأبصار ، أو الرجال والشيوخ عاجزين مكتوفي الأيدي . وآه من عجز الرجال ، وقهر الرجال ، وغلبة الزمان ، وخائنة الأيام . لا يخيف الوضع السوري فقط لأجل تلك المشاهد التي تهلع القلوب ، ولكنه يخيف لأن غضبة السماء لا يساويها شيء . ها نحن العرب والبشرية جمعاء ، نبكيهم لحظة ونرقص لحظات ، نتذكرهم يوماً وننساهم أياماً ، نستأذن في الدعاء ، ونستجدي الغرب لإنقاذهم ، ونشحذ الشعوب لإطعامهم ، ونحاول جاهدين لتوافق روسيا أو الصين بضوء أخضر لطائرات غيرنا أن تؤمن أخواتنا وأمهاتنا . في ( عرب آيدول ) و ( الجنادرية ) و ( دوري المحترفين ) و ( محكمة الزنادقة ) و ( مقاطعة تويتر ) و ( بهو ماريوت ) .. ودواليك من صراعات الضوضاء وسجالات الفراغ ، والفخر أنها تحمل شعار ( صنع في السعودية ) . هكذا نتشاغل أو نتناسى أو نتجاهل ، لا يهم ! الحقيقة تبدو أننا غير صادقين في مشاعرنا إلا ما رحم ربي

الديرة

أي سحر فيك يذويني ، وأي لحن في حشاياك يستهويني ، إن فيك جاذبية ليست تلك التي اكتشفها نيوتن ولا تخصه في شيء ، وجمال ليس في لوحات بيكاسو ولا سيمفونيات بيتهوفن ولا مقطوعات أندريه ريو ولا أدبيات فيكتور . إن في ترابك عبقرية ليست من صنيع العقاد ، وأياما لطافاً لم يعشها طه حسين ، وذكريات لم يدونها الطنطاوي ، وجلسات مع القمر لم يحضرها الرافعي ، ومسامرات لم يستمتع بها أنيس منصور . هل السحر هو تلك الوجوه التي اختبأت في ملامحها قطع الأيام التي تقاسمناها ألماً وفرحاً ، هل السحر تلك الأزقة التي اختزنت آلامنا وآمالنا ، هل هو الخبت الفسيح الذي طالما احتوى مسامراتنا وعتابنا ، أم هو السماء التي التحفت سنوات الطفولة والصبا والشباب ، أم هو كنز الماضي الذي أبى الرحيل وامتنع السفر دون هذا المكان . هل هو قبر تلك المسكينة التي كانت من الوفاء بمحل حتى ما رضي جسدها أن يزايل قريته الذي نبت من ترابها واستقوى بشمسها وارتوى بمائها واحتمى في كنفها واقتبر أخيراً في لحدها . أي مساء ذلك الذي ينزل بك ، إذ تطير معه أحاديث التصافي والحب ، وتعقد جلسات السمر والأنس مع خير رفقة في خير بقعة ، وتعبق به رائحة عبير زاكية