التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٩

فضاء الخليج مسموم بالتكهنات

لا تزال إيران تمارس لعبة الشد والجذب في ظل التوتر المتصاعد الذي تشهده المنطقة، اعتدت مجدداً - حسب ما تجمع عليه الاستنتاجات الأولية - على ناقلات نفط في خليج عمان، ثم أنقذت طواقمها وأسعفت ٤٤ بحاراً ألقوا بأنفسهم في المياه. ليس لدى إيران سوى خيارات صفرية ، فهي إما تذعن لشروط التفاوض المذلة التي أعلنها بومبيو لأي طاولة نقاش تجمعه بالإيرانيين. أو إطالة عمر العقوبات القاسية التي تعانيها الآن بما يصل إلى تصفير مواردها ومدخراتها ويشل قدرتها على الصبر والانتظار. وأمام هذه الفرص الضيقة لتجاوز أزمتها ، تفضل طهران دفع وكلائها لافتعال حوادث متفرقة لتثقب جدار الإرادة الأمريكية، وتجرّ اهتمام العالم إلى المنطقة بتهديد استقراره الاقتصادي. أو بزيادة أسعار النفط التي ستشكل - حسب رأي طهران - ضغطاً دولياً على ترمب يضطره للتواضع في شروطه والقبول بالحد الأدنى من إذعان إيران دون أن يلغي قدرتها على المراوغة والخروج من تضييق الخناق بأقل الخسائر والالتزامات. ورغم الزيارات غير العادية من بعض زعامات العالم ممن يتحسسون التهديد الذي قد يعصف بأسواقهم ، لكن الحل لا يمكن ولا يكمن إلا عبر خط ترمب - خامنئي ، وما زالت

عام منذ قيادة المرأة : ماذا تغيّر ؟

انقضى عام على بدء سريان قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة في السعودية ، هذا القرار الذي أبطأت به الكثير من التحفظات الاجتماعية قبل أن تطوى تماماً بقرار رسمي شجاع . انقضى عام على القرار الذي هضمه الواقع السعودي بكل أريحية واستوعبت الشوارع والطرق الضيف الجديد الذي تأخر وصوله ، تماماً مثل كل المجتمعات الطبيعية بعيداً عن تشويش المتشددين وهواجسهم وهوسهم ومبالغاتهم ، ممن كان يوظف هذا الملف ضمن لعبته الواسعة للقبض على روح المجتمع والنفاذ منه إلى إدارة المشهد العام وصوغه على هوى أيديولوجيته وغاياته البعيدة . لم يكن قرار السماح لقيادة المرأة إلا تفصيلاً صغيراً في سجادة واسعة من التحولات التي شهدتها السعودية ضمن نهجها الجديد ومرحلتها الراهنة ، وهو - أي القرار - يشكل عنواناً عريضاً لهذه المرحلة ورمزاً لقاطرة طويلة وتزيد من القرارات الجسورة في هذا الإطار . بعد عام من سريان هذا القرار ، لم نكتشف فقط قدرة المجتمع على استيعاب خطوة تأخر اتخاذها بكل عفوية ، بل عن هشاشة تلك المحاذير التي نفخ فيها المتشددون واستخدموها متاريس لحجز المجتمع عن المضي في شروط التنمية والنهضة والحداثة . ولأن القرا

سفير أميركي أكثر ملاءمة لدى الرياض

كيف سيساعد سفير جديد يمتلك خلفية كافية لفهم الشرق الأوسط، في دعم توجهات السعودية لضمان استقرار المنطقة ومواجهة دعاة الفوضى وعواصم الخراب؟ الأربعاء 2019/06/19 استقبل العاهل السعودي مطلع هذا الأسبوع عددا من السفراء المعينين حديثا لدى المملكة العربية السعودية، من بينهم سفير الصين الشعبية والولايات المتحدة وغيرهما. السفير الأميركي المعين لدى الرياض هو جون أبي زيد الذي سلم نسخة من أوراق اعتماده لوزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف الشهر الفائت، وشرع الآن في مزاولة أعماله رسميا بعد أن تسلم الملك سلمان أوراق اعتماده بقصر السلام بجدة. قد تأخر وصوله منذ ترشيح الرئيس دونالد ترامب له، وسجل بذلك أطول غياب لسفير أميركي عن الرياض منذ يناير 2017، بعد أن حصل على موافقة مجلس الشيوخ لتثبيته في مهمته الحالية. ينتظر من السفير الجديد أن يكثف من مساعيه لتعميق حالة العلاقة الإستراتيجية التي تجمع البلدين، والتي تعيش أفضل مراحلها انسجاما في المواقف تجاه الملفات الكبرى في المنطقة (إيران- سوريا- اليمن)، مع بعض الخلافات (فلسطين) والتي قد يساعد وجود أبي زيد في تحسين ظروف التباين فيها، لاس

حرب الخليج الرابعة

إيران تراهن على شراء الوقت، وتود لو تمضي غمامة ترامب بخسارته الانتخابات القادمة عبر تمديد حالة التردد لديه بعمليات مبعثرة وتنشيط وكلائها غير المباشرين. الأربعاء 2019/06/12 في البدء، لا أحد يتمنى أن تنشب حرب في منطقة لا تنقصها الويلات، إذ لا تكاد تتوقف أزمة حتى تشتعل أخرى في الشرق الأوسط أو أطرافه، ولا شيء يؤشر- للأسف- إلى نهاية واضحة لهذا الانفلات. رغم الأجواء المسمومة والمتحفزة لنشوب حرب تقرع طبولها مع كل تصريح مرسل أو حادثة مفتعلة، لا أحد من اللاعبين في المنطقة يودّ أن تنقدح شرارة المواجهة الصفرية، والتي بالضرورة ستؤذي تبعاتها كل المنطقة ولن يسلم من شرورها أحد. لا شك أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفلسفته المختلفة والمناقضة تماما لما كان عليه سلفه باراك أوباما، يريد أن يضع حدا لتجاوزات إيران، ويؤسس لفضاء مختلف في المنطقة بقواعد لعب جديدة تفقد معها طهران أوراقها الاستفزازية، وتحد من سلوكها المتهور الذي كلف المنطقة الكثير من ورطات الحروب والمواجهات الخاسرة. اختار ترامب الطريق إلى ذلك عبر خنق إيران، والتقتير على مواردها الاقتصادية التي تغذيها بأسباب ا

في الذكرى الثانية لمقاطعة قطر

بعد انقضاء عامين على قرار المقاطعة، لا يبدو أن الدوحة ماضية إلا في المزيد من الهروب إلى الأمام. تمعن في المكابرة رغم ما تتكبده من خسارات في المكانة والاقتصاد. الاثنين 2019/06/10 مع حلول الذكرى الثانية لمقاطعة قطر، فتحت الدوحة شاشاتها وساعاتها لمحاولة لفت انتباه المجتمع الإقليمي والدولي وتعزيز روايتها، والبحث عن منقذ يحرك مياه الأزمة المهملة وحل المشكلة التي علقت بها منذ قرر الرباعي العربي أن يعاقب النظام هناك، ويمنعه من الإسراف في سلوكه المؤذي ويجبره على دفع فاتورة أخطائه الفادحة التي ارتكبها في حق المنطقة، والكفّ عن سيرة طويلة من التأليب والتحريض وتأجيج المحيط العربي والإسلامي ضدّ عواصم الاعتدال والاستقرار. بعد انقضاء عامين على قرار المقاطعة، لا يبدو أن الدوحة ماضية إلا في المزيد من الهروب إلى الأمام. تمعن في المكابرة رغم ما تتكبده من خسارات في المكانة والاقتصاد والقلق الذي يفتك بها وهي تتقلب بين النقيض ونقيضه لتنجو من الشبكات المعقدة التي أبرمتها طيلة سنوات التسامح والعفو وغضّ الطرف من الجيران، وعندما حانت ساعة المواجهة العارية من كل المجاملات، أسقط في

السعودية وجدية تنويع خياراتها العسكرية

السعودية مهتمة بتنويع سلة تحالفاتها في الشأن العسكري والتسليحي بعيدا عن حسابات الحلفاء وترددهم في وقت لا تنفع معه المماطلة. الأحد 2019/06/09 تأخذ السعودية مسألة تطوير قدراتها العسكرية على محمل الجد، وذلك استجابة لتحديات المرحلة الجديدة، وكونها تشكل واجهة الإقليم العربي بعد انسحاب وتواضع حضور عواصمه التقليدية بما ضاعف من أعباء المسؤولية عليها، فضلا عمّا تقتضيه مكانتها السياسية والدينية في منطقة مضطربة تتهافت عليها القوى الإقليمية والدولية دون اعتبار أو مراعاة لمصالح ومخاوف وهواجس أبناء المنطقة نفسها. تلعب السعودية دورا دبلوماسيا شديد الفعالية. وتملك حضورا اقتصاديا أهّلها للجلوس مع الاقتصادات العشرين الكبرى في العالم. وتتمتّع بمكانة وجدانية أثيرة لدى ربع سكان الكرة الأرضية بفضل خدمتها للمواقع والبرامج والمراكز الإسلامية. لكنها كانت في الجانب العسكري وترسانتها التسليحية تعتمد على عون حلفائها وما تؤمنه علاقاتها من دعم لوجستي. وأصبحت بمرور الوقت رهينة حسابات هؤلاء الحلفاء وابتزازهم ومعادلاتهم التي تنتصر لمصالحهم الضيّقة وحروبهم الداخلية وموازناتهم المحلية ول

عائض القرني داعية سعودي خلع الصحوة في الوقت الضائع

القرني يؤكد أن الصحوة بعد أن أصيبت بالتشدد صارت ترى سلبيات الدولة فقط ولا تنظر إلى إيجابياتها، وهذا سبب الصدام. السبت 2019/05/18 دوّى الحديث التلفزيوني الذي أجراه الداعية السعودي عائض القرني عبر شاشة روتانا خليجية في أول أيام شهر رمضان الجاري، عندما سأله مذيع البرنامج عبدالله المديفر عمّا إذا كان يدين باعتذار شجاع إلى المجتمع السعودي عن حقبة الصحوة وما اقترفته مجاميع الدعاة وقتئذ من تجاوزات ومخالفات. فقال القرني “أعتذر باسم الصحوة للمجتمع السعودي عن الأخطاء التي خالفت الكتاب والسنة وسماحة الإسلام وضيقت على الناس”، وذلك بعد أن نقض خلال الحلقة عددا كبيرا من السلوكات التي اقترفتها مرحلة الصحوة باسم الدين في حق المجتمع . القرني كان ضمن نخبة مشاهير تلك المرحلة التي تسمى “الصحوة في السعودية” وهي حركة فكرية اجتماعية متشددة في التفاصيل، تأثرت بالإخوان المسلمين بعد نزوحهم من حواضنهم الأصلية في مصر وسوريا وزرعهم نفوذهم في المؤسسات التعليمية والإسلامية في الخليج. تيار جارف بدأ مصطلح الصحوة في الظهور إبّان حقبة الثمانينات الميلادية على يد عدد من الأشخاص في ذلك الوقت من أمث

قطر التي آذت السعودية كثيرا

عمدت قطر أن تمد لها سببا في كل مجال تجد فيه فرصة لنصب سهامها ضد السعودية، وتستثمر في كل البيئات التي يمكن اختراقها لمناكفة الرياض، وتطرق كل باب سيجرّ فتحه الرياح الشعواء في وجه الشقيقة الكبرى. الجمعة 2019/05/17 رغم مضي ما يقارب العامين على إعلان الرباعي العربي (المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين) مقاطعة نظام قطر نتيجة أفعاله المشينة في حق هذه الدول وفي استقرار المنطقة العربية وشعوبها عموما، لا تزال الملفات السوداء لنظام الدوحة تتكشف كل مرة، وتكشف حجم ما كان يكنّه ويضمره ضد جيرانه الخليجيين، وقد حظيت السعودية بالنصيب الأكبر من استهدافه وعدائه. عن عمق الصبر والإمهال الذي بذلته هذه العواصم يكشف رغبة منها في تجنب المواجهة، وأملاً في أن تثنيه النتائج الخائبة التي نالت نظام الدوحة رغم كل الوقت والجهد والأموال التي أزهقها في سبيل تحقيق أهدافه الخاسرة. ورغم أن قطر واصلت، مكابرة، في سياسة العداء والاستعداء على نحو يدينها ويؤكد صدقية قرار المقاطعة، إلا أن التاريخ القريب لسلوك قطر ونشاطاتها المريبة يحتفظ بملفاته المثخنة بالأسرار