التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٥

كحيلان .. في المليان

بصفقة نايف هزازي الأخيرة والتي أثارت الكثير من الجدل واختطفت الأضواء ، يبدو النصر في طريق المواصلة لزيادة كفاءة الفريق . الأمير فيصل بن تركي الذي يقود عهداً ذهبياً جديداً لكبير الرياض ، يبشر بالمزيد من الصفقات التي تضاعف فرحة العيد للجماهير الصفراء . النصر الذي تعافى سريعاً من خسارة كأس الملك بفضل وعي جماهيره وحكمة إدارته ، انغمس في مشروعه التقدمي لتعزيز قدرة الفريق على المنافسة وحيازة الألقاب . لا نية لدى الإدارة للتوقف عن الركض في مضمار المنافسة ، نهم الجماهير يتزايد ولا يشبع ، أصبح أفق توقعاتهم قاصياً ولا يطاوله شيء ، ولكن الإدارة الكفؤ بقيادة كحيلان وبمفاجآتها التي لا تتوقف تثبت جدارتها وتفيض بغزارتها . عندما تنظر إلى قائمة النجوم المنضمة للفريق مؤخراً ، يخيل إليك وكأن الإدارة تعد فريقاً من الصفر ، ولا تملك فريقاً يحتفظ بلقب الدوري لعامين متتاليين ، ولكن الإرادة تصنع العجائب وتخرج بعبقريتها عن العادة وبإصرارها عن المألوف . لا يمكن أن تتوقع لهذا الفريق إلا المنافسة على كامل الألقاب ، فهو مستعد بما يفوق العادة ، ولكن النصر الذي يحتكر لقب " العالمي " بفضل الأس

سبل الهداية

{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } العنكبوت 69 .   الإنسان في هذه الحياة ينزل ثلاثة منازل لا رابع لها أولها : منزلة البحث وهي نقطة مضطربة تأتي في البدء تتقلب فيها شخصية المرء وتتلون دائماً على حسب نوع الحقيقة التي تستقر في عقله والقالب الذي يتشكل فيه . ثم منزلة الهداية وهي حالة الاستقرار التي يعلوها المرء بعد بحث مضنٍ وجهاد طويل لنيل الحقيقة وإصابتها والعلم اليقيني والحق الجلي وما إن يعثر عليه ويتحصله حتى تهدأ نفسه ويسلك طريقه واثقاً موقناً .   ثم منزلة الجزاء وهي تناول المثوبة عن محصلة سعيه طيلة حياته فإن خيراً فخير وإن شراً فشر ، وفي هذه الحالة لا مجال لاستدراك الفائت ولا الرجوع للخلف وتصحيح الأخطاء وإكمال النقص . والحظ لا يمطر من السماء والأقدار لا تأتي على نحو من العبث بل تتفق الحكمة الإلهية والعدل الرباني لتلتقي الفرصة المناسبة لمن هو أحق بها . ولذلك لما أجهد سلمان الفارسي نفسه للبحث عن الدين الحق كافأه الله بأن يكون أحد العلامات الفارقة في الدين الإسلامي الذي استقر في صدره بصواب خياره وتقرب إلى الن

انتصر لطينتك الأولى

أراك مقززاً وأنت تتقمص أثواباً لا تليق بك، ولا تنضبط على قياسك أو تتفق مع مقاسك، ترتدي أقنعة متكاثرة، فإذا أصبح يوم تناولته وإن أمسى خلعته، تقف في مقام لا يناسبك وتحاول أن تكون ذاتاً لا تنتمي إليك. وأنت في سعيك الزائف هذا، يحترق العمر بين يديك، ويعتريك إرهاق حاد يكاد يقضي عليك، ويفتك بك القلق وأنت تبحث عن رداء يشتملك وراحة تحيط بك، ولكن هيهات وأنت المفتون بالتقليد والمبتلى بالتبعية. ما بالك! كل يوم وأنت في شأن، تجرب كل ما يخطر ببالك، وتنشط لاقتفاء أثر كل ملفت، وتهرول عبثاً وراء شخوص متناقضة وأحوال متراكضة. وربما ينبو عنك اللوم إذا كان هذا حالك في مراهقتك وصباك، أما وقد فعلت هذا وتفعله وأنت تدرج بالقرب من سن الرشد وعلى حافة الرجولة، فإنك حقيق بالتقريع وجدير بالمحاسبة. بإمكانك أن تتأنق في ملابسك، تضع سلسالاً يتدلى من عنقك، أن تتنكر للهجتك الريفية، أن تغير محيط أصدقائك كأنك تخلع ملابسك من فوق جسمك أو تغير جلدك، أن تنغمس في مدينتك الجديدة وتزدري قريتك البائسة، أن تعيش غاية ما تستطيع من صور التحضر المديني البارد، أن تلاحق الموضات وتستعجل ركوبها وكأنك تدفن بقاياك المتطينة من غب

الذنب والانفعال الوعظي

أزمة هذا التفكير الذي أراد 'بعبقريته' إحداث التوازن في الذهنية الاجتماعية، أنه أسرف في التخويف وأمعن في تسويق الترهيب سبيلا للحفاظ على الناس وحمايتهم من المعاصي. العرب عمر علي البدوي [نُشر في 25/06/2015، العدد: 9959، ص(9)] الحالة الوعظية المتوترة التي تضخمت أدواتها وزادت فعاليتها إبّان الصحوة الدينية، صورت الذنب وكأنه جريمة لا تغتفر، وتجاوز لا يمكن أن يحدث إلا ممن استبد به الشيطان وذوى لديه سلطان الإيمان، وهو مسرف على نفسه وسادر في غيّه، هذا لو أنه ارتكب معصية من اللمم وتجاوزا من صغائر الذنوب، أما إذا تجاوز الخطوط الحمراء وارتكب كبيرة ماحقة أو ذنبا مع الإصرار والترصد، فإنه شق طريقه إلى جهنم واختار مقعده من النار يوم القيامة. لم يعد الذنب، في تفكير الوعّاظ ولا ذهنية المجتمع المنضبطة بإيقاع الصحوة، جزءا من طبيعة الإنسان التي تتسع للضعف والانهزام أمام إغراء المناطق المحظورة، ولا من تكوينه الذي ينطوي على الخير والشر، والتقوى والفجور في آن معا. نحن نذنب لنستغفر، والاستغفار عبادة عظيمة تتحقق في أعمق صورها من الانكسار والتذلل بين يدي الله عندما تقع في خطأ أو تقصير. نحن

أطروحات الطائفية عجلت بتهاوي حركات الإسلام السياسي

مجتمعات المنطقة تحصد ما زرعه الإسلام السياسي من تطرف وعنف وطائفية الإسلاميون حين جعلوا هدفهم الوصول إلى السلطة مهما كلفهم ذلك من ثمن، تناسوا أن اللعبة السياسية لا بد لها من تأصيل فكر المشاركة لا مفهوم الغلبة، وانتشار مفاهيم الطائفية في أدبياتهم جعل الصدام هو الحتمية والنتيجة، سواء كانت هذه الحركات التي تدعي الانتساب إلى الإسلام متجلببة برداء السنة أو الشيعة. العرب عمر علي البدوي [نُشر في 15/06/2015، العدد: 9949، ص(13)] عندما تتّبع خطابات رئيس حزب الله اللبناني ذي التوجهات الإيرانية حسن نصرالله منذ بدء الأزمة السورية حتى هذه الأيام، ستلاحظ حجم الانهزام في عنترياته وخطاباته الهوجاء، إذ تتكبد ميليشياته الكثير من الخسائر البشرية والمعنوية، التي تتزايد بضراوة هذه الأيام، ويبدو هذا واضحا في استماتته لحفظ ما تبقى من عنفوان الحزب وماء وجه الحركة. تورّط حزب الله وبقية وكلاء الجمهورية الإيرانية في المنطقة في حرب الأطراف المتداخلة في سوريا، حيث جاءت الأزمة السورية في توقيت غير مناسب بالنسبة إلى حساباتهم وافتضحت قيمة الشعارات البطولية التي كان يرفعها الحزب ضد الاحتلال الإسرائ

كرة النفس الأخير

طوي الموسم الرياضي لهذا العام ، توج الملك سلمان بحضوره آخر المسابقات المحلية ، حضور يعبر عن اهتمام القيادة بأدق اهتمامات الشباب والوطن يمرّ بمرحلة هامة ومفصلية ، رفع جمهور الفريق " تيفو " التلاحم مع القيادة في مسيرها الحازم والعازم إلى منصات المجد والسؤدد . وطن يحتفل أبناؤه بكأس ملك البلاد خادم الحرمين الشريفين في أزهى صور التلاحم والتواؤم ، قطبا العاصمة وجماهيرهما الغفيرة والكبيرة في الجوهرة التي تتوهج في جدة وتحتضن هذه التظاهرة الجميلة ، في لحظة الوطن وساعته التي لا يعكرها حدث ولا يؤذيها أحد . العالمي والزعيم ، أو الزعيم والعالمي ، كيف جاء الترتيب سيبقى العنوان الأبرز هو المتعة والإثارة والجماهيرية . جماهيرية تتجاوز حدود هذا الوطن المنتعش ، إلى العالم العربي كله ، تأتي هذه المباراة كختام المسك وقلادة العقد وتتويج موسم بطولي مترع بالمناسبات الجميلة . انطلقت المباراة وكان الفريقين على قدر المسؤولية والمتعة المنتظرة ، الجماهير كانت جزءاً من اللوحة الفاتنة لخاتمة الدوري ، تقدم النصر وفرض سيطرته على دقائق المباراة ، وظهر وكأن الكأس أقرب إلى فارسه ، ولكن الكرة تم

حديث شخصي مع مراهق داعشي

للوهلة الأولى يبدو مثيرًا للانتباه مسألة أن تضم خلية داعشية مراهقين يتبنون عملًا إجراميًا مكتمل الشروط، عملًا إجراميًا يفوق قدرتهم على الفهم ويتجاوز أعمارهم بمسافات ضوئية، تزيد المسألة ضبابية وإدهاشًا حدّ العجز عن الاستيعاب عندما يفجر شاب مراهق نفسه في مسجد للطائفة الشيعية، مراهق للتو تخرج من الثانوية كان كغيره من أهل قبيلته وأترابه متطلعًا إلى الترتيبات الروتينية لحياة عربية تقليدية ككل الشباب بلا استثناء. لا يبدو الأمر مقنعًا ولا كافيًا عندما نعتقد أنه مجرد إغواء يشتغل على عامل السن، وتغرير يستند على سذاجة الشباب وأحلامهم الصغيرة، الأمر أبعد من ذلك، والقصة تنطوي على أبعاد عميقة، تفسر الجاذبية التي تدفع شبابًا مرفهًا من دول الحلم الأوروبية يتبنى فكر التشدد ويسافر إليه ويستعد للموت من أجله، القصة جادة إلى الحد الذي يجعل الموت من أجلها سهلًا ومستساغًا وربما فضيلة يتنافس عليها المراهقون وكأنهم يراهنون على نيل فؤاد فتاة مرهفة، ويوم يذهب الشاب مقبلًا على الموت ومنصرفًا عن الحياة بمحض إرادته فإن وراء الأكمة ما وراءها من الأسرار والأخبار. لا أملك جزمًا باكتشاف ذلك، ولا أدّعي أنني

الإيجابي .. مثقف بالضرورة

الاثنين 14 شعبان 1436   الموافق  01 يونيو 2015 عمر علي البدوي لا قيمة للإيجابية دون علم، ولا معنى للروح المعطاءة دون ذخيرة معرفية، إن الحركة المسبوقة بعلم تلك التي تستحق أن تزاحم الأفكار والمشاريع التي جوّدت بالعلم، وهذّبت بالمعرفة، وشذّبها الفقه والبصيرة . إن المشاريع العظيمة التي بلغت الآفاق، وغارت في الأعماق؛ تنطلق من علم ثاقب وبصيرة نافذة، ولذلك كانت أولى رسائل المشروع الإسلامي ( اقرأ )، وهي رسالة يعنى بها كل من وضع لنفسه مشروعاً أن يبدأ بالعلم؛ فهو الطاقة الحقيقية لكل عمل إيجابي . إن المثقف الموسوعي الذي اصطلح العلماء على تعريفه بمن " يعرف شيئا عن كل شيء " ذلك وحده التي تكون منتجاته ناجحة، ولها رواج رهيب بين الأفكار، وتجد من يتلقفها، ويعجل إلى الاستفادة منها؛ لأنها قيمة ذات معنى غائر، وفائدة عظيمة . إن الذي عبّ من بحور المعارف، ونهل من ينابيع العلم، وتعددت اطلاعاته، وتنوعت قراءاته؛ فأخذ من كل بستان زهرة، وارتشف من كل غيث قطرة، ذلك الذي بمقدوره أن يلون أحاديثه بأطيب الفوائد، ويزهو كلامه بأجمل المنتقيات، وأجود الفرائد . إن من تصيخ له سمعك، وتولي لك

كمدريدي متحضّر

يجتمع علاء ووليد وعلي وبقية أصدقائهم في قروب على الواتس آب ، يجمعهم رابط تشجيع الفريق الإسباني الملكي ” ريال مدريد ” يتبادلون أخباره ويتابعون تفاصيل مبارياته وانتقالاته . في الأيام التي يلعب فيها ريال مدريد على كل مسطح أخضر ، يشتعل القروب بالحماس ، يكشفون عن توقعاتهم ويحصل صاحب التوقع الأقرب للصواب على هدية معينة ، عند الفوز يتبادلون التهاني ويغنون بفرح وينتعشون بالنتيجة ، عند الهزيمة يحاولون البحث عن الأسباب الفنية والنفسية والتكتيكية التي ألحقت الهزيمة بفريقهم المفضل . واحد من أهم شروط القروب ، الامتناع عن النقاش في الرياضة المحلية ، وهم على الرغم من انتماءاتهم المختلفة في الدوري السعودي ، اشترطوا تجنب استدعاء أي نفس متعصب قادم من رياضة محلية تعاني من احتقان جماهيري غير مسبوق ، ويعود على القروب بالإرباك والحساسية . في نقاشهم المكثف حول فريقهم الميرنقي ، كأن على رؤوسهم الطير ، لا تنابز ولا ضغينة ، مجرد تداول للأرقام وتعزيز للفكرة بأسبابها الفنية ، يتحدثون بعمق مشفوع بالعلل المنطقية ، يبدو وكأنهم خبراء على طاولة شاشة أوروبية يتداولون المسألة الرياضية . لا يستحضرون الخصوم