التخطي إلى المحتوى الرئيسي

محمد ديريه: الصومالي المحبط عربياً يكتب قصص نجاح كثيرة في الغرب



آخر تحديث: الثلاثاء، ٢٥ أبريل/ نيسان ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)جدة - عمر البدوي 


< قال الطبيب والكاتب الصومالي محمد علي ديريه إن مخاضاً سريعاً هز هذا المشهد بانتهاء معارك الإسلاميين والحداثيين، وانتقال الشعراء والأدباء من التخندق إلى فضاء التجربة، ومن ضيق المحلية إلى آفاق الخليج والعالم العربي، منافسة وإنتاجاً، وقليلاً قليلاً يتجاوز الكتاب والمثقفون ردود الأفعال التي سيطرت على مشهد الثمانينات، ويحفرون لأشجارهم بعيداً، العوامل كثيرة، بحسب ما قاله في حواره مع «الحياة».
ولد ديريه في لاس عانود، شمال شرق الصومال، ثم انتقل وعائلته للعيش في السعودية. درس المراحل الدراسية ونال شهاداتها صيف ٢٠٠٢ في شرق السعودية بمدارس المنارات الشرقية بالخبر. حاز شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة عام 2008 من جامعة أفريقيا العالمية بالسودان، ثم التخصص العالي في الطب بالجامعة الأردنية في عمّان. حائز على المركز الأول في القصة القصيرة بالمنطقة الشرقية مرتين في المرحلة المتوسطة، ومرة واحدة في المرحلة الثانوية، وأفضل إلقاء للشعر مرتين. حينها تبدّت مواهبه التي تسلح بها خلال رحلاته واغترابه. قدّم مجموعة من المحاضرات، مثل محاضرة «الرواية.. لماذا وكيف نقرأها»؟ في ذكرى اليوم العالمي للقراءة، كما قدم محاضرة «الأدب: لغة عالمية» في مقهى جسور بجدة، ومحاضرة عن الأدب الأفريقي، بصفته ضيفاً على رابطة الأدباء الكويتين بالكويت. كتابه «إلى كراكاس بلاعودة» الصادر عن «دار مدارك» هو الكتاب الأول باللغة العربية لكاتب صومالي في مجال الأدب.
> ماذا يضيف الطب إلى الأديب، بمعنى هل يمكن أن يمتاز الأديب كونه طبيباً على غيره؟
- كلاهما إنساني في المقام الأول، ثم تأتي الصفة الثانية، الطب والأدب يعلمان الانتباه إلى التفاصيل الصغيرة، ويريانك الإنسان في كل حالاته ضعفاً وقوة، ويجبرانك على التفكير والتحليل قبل أن تمتد يدك إلى جسد المريض أو بياض الورقة، ومن مكسيم غوركي إلى خالد حسيني اليوم، تبدو شجرة النسب طويلة جداً؛ من أقصى روسيا إلى نهارات نيويورك الفتية، لازال الطب يرفد السياسة والأدب بعقول أتعبها دور المستمع، وترى في توجهها إلى السياسة أو الأدب امتداداً لصوت الألم أو الحقيقة في مرحلة أخرى من مراحل مقاومة السأم اليومي المستمر في عالم مجنون، ولا ميزة لصاحب مهنة على أختها حين نصطف جميعاً أمام بياض الورقة، فالبقاء للأجدر بالصدق والأكثر مهارة وصدق جلوس على الطريق.
> هل يشكل الأدباء الأفارقة، ممن ترعرع في السعودية، حالاً كاملة، أم مجرد نبوغ فردي لا يرتهن إلى مؤثرات ثابتة؟
- لا توجد قاعدة ثابتة ولا إحصاءات واضحة، التصنيفات لازالت هشة في البدايات، والتمايز قد يكون ظاهراً في الحال الشعرية، مع وجود أسماء عريضة مثل محمد عبدالباري من السودان الشقيق، وابن بيلا، وعلي جبريل، وبالطبع عبدالمنعم حسن، الذي عاد إلى مالي أخيراً حاملاً معه سرب نوارس عبر البحر، لكن في الرواية يبدو التعقيد أوضح؛ لوجود أسماء تحمل الجنسية السعودية، ولكنها تعتبر نفسها أصواتاً افريقية، وعلى كل حال لا ريب أن الأدب نسب عريض وقارة جديدة لا أعلام فيها حين يلتقي قارئ حر كاتباً صدفة، ومع جهود الترجمة من فجر التاريخ تبدو الأجنة متشابهة إلا قليلاً، اختلافات طفيفة هي تلك التي نراها منذ إعلان السفر على خطوط الأدب العالمية، أحياناً نهبط في محطات معينة، كانتظار بين رحلتين، لكن لا ريب أن الأدب سفر دائم باتجاه المجهول والماضي، وتنقيب دائم في الحاضر، مادة كل ذلك الإنسان، مهما اختلفت الألسن وتباينت الديار، ومنذ الأزل والطفرات عصية على الفهم كاملة التعقيد، لذا شخصياً، أراهن على عامل الوقت وكليات الأدب التي يؤمل منها تفكيك مثل هذا النوع من الأسئلة الشائكة.
> الصوماليون في الغرب يحصدون مناصب سياسية، وذلك ما قد يرى تعبيراً عن قدرة الصومالي على التأقلم والتقدم، فيما الصومالي في الشرق العربي لا يجد نفسه سوى في الأدب، والأدب فقط؟
- المنظومة الغربية واضحة منذ البدايات، اتبع الإرشادات تصل إلى النتائج، الحقوق والواجبات مدونة منذ ساعة وصولك، المواطن العربي لا يعرف إلى اليوم حقوقه الأساسية، ناهيك عن واجباته، صدق أو لا تصدق؛ لا زلنا إلى الآن في المشرق العربي في طور دخول صدمة المدنية الحديثة، وهذه حال توصيفية دون تجنٍّ، لا أحزاب حقيقية، والكتب تمنع، بينما لا حرية للصحافة، ولا صيغة علاقة واضحة بين الحاكم والمحكوم! والصومالي - في معظم أحواله - إنسان كان مستقراً في الترحال الداخلي - شأنه شأن كل المجتمعات الرعوية - قبل أن يجد نفسه مهاجراً الى بلد عربي شقيق في حركة تاريخية مفاجئة يعانيها اليمني والسوري والليبيي اليوم، لتشابه ظروف الحال، وتبقى الهويات المتقاربة أشد تمايزاً من الهويات المتباعدة، نتشابه أحياناً حد الاندماج، ذاك الاندماج الذي يؤجله غياب القوانين حتى تنتهي الحرب في بلادك، أما في الغرب فحال الهجرة والاندماج قديمة، لقدم الدولة ونضج التجربة في هذا المجال، وإيمانهم بأنها استثمار حقيقي، إن تم إرشاده وضبط آلياته. والصومالي نموذج واضح في الحالين، قصص نجاح في الغرب، من السياسة إلى الاقتصاد والرياضة والأدب، مع حال إحباط كاملة من وفي داخل الوطن العربي! الجيد أن العائلات الصومالية تتعامل مع المنفى العربي بمثابة استمرار لحال «اللااستقرار»، وتجتهد كي تنتقل إلى الغرب أو تعود إلى لصومال! لا أفق هنا للجالية الصومالية، إذا تحدثنا عن الاستقرار والاندماج.
> هل من أفق مختلف في صومال ما بعد الانتخابات الأخيرة؟
كتبت عن عودة الرجل الوسيم، كنت راهنت على الرئيس محمد فرماجو قبل ستة أعوام، وحين انتصر الوسيم النظيف تلقيت التهاني بالنيابة عنه، حكومة «تكنوقراط» من كفاءات المنفى، بعد أن استنفد الاسلاميون فرصهم في إخراج الصومال من النفق الذي استطال 25 عاماً، أراهن وأؤمل كثيراً على هذه الحكومة الفتية، ولا نحتاج إلى غير الاستقرار السياسي، لتعود نجوم المحيط، متحكمين بمرور 80 في المئة من نفط العالم مع أطول ساحل عربي وإسلامي، وثروة حيوانية مهولة مع نهرين في الجنوب، لنغني جميعاً لعودة الموز الصومالي، مع نتائج تنقيب تقدر ثروة الصومال النفطية بـ110 بليون برميل، لماذا لا أحافظ على ابتسامتي في وجه المستقبل، مثل قرصان قديم، السخرية من واقعية الحياة السحرية، «وتلك الأيام نداولها بين الناس»، متفائل حد التخمة.
> «الرياض أولاً، وداعاً أديس بابا، لا وقت لمصر السيسي» قلتها مرة، هل تعبر عن الواقع السياسي الجديد للصومال؟
- هو ترتيب الزيارات، جرت العادة أن يستهل الرئيس الصومالي زياراته بإثيوبيا، ثم كينيا، لكن فرماجو - الرجل الوسيم - فاجأ النص وطار إلى السعودية بعد تنصيبه مباشرة، واستقبله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وجلس مطولاً مع الأمير محمد بن سلمان، لدينا سفير ممتاز في الرياض، وعلاقات قديمة لا ولن تبلى مع الرياض وبلاد الحرمين، إثيوبيا جار قديم، وبيننا وبينه الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ولم يزرها الرئيس حتى كتابة هذه السطور، على رغم مرور شهرين على تسلمه السلطة. مصر تعاني منذ 35 عاماً وأكثر، وهي أقدم حليف تجاري، مع الإمارات، للصومال منذ فجر الغزاة، لكن يبدو أن الأشقاء في الإعلام المصري، الذي احترف السخرية من الصومال، لم يعودوا يحسنون القراءة ولا الاطلاع على الخرائط القديمة، علماً بأن الصومال تصدر شهرياً خمسة آلاف رأس من الإبل - على رغم المجاعة - لقاهرة المعز، من ينبه المصريين الى أن التاريخ متحرك، بينما تستمر الجغرافيا في ثباتها العنيد.
> الصومال والسعودية والسودان والأردن وأميركا، ترحال للعلم يشبه ترحال البدوي إلى الماء والكلأ، إنها بداوة الحداثة كما يقال؟
- هي الحياة ياصاحبي، تأخذ بيد الطفل الأرمد من عاصمة إلى أخرى، ومن تجربة إلى أختها، احتفلت بدخولي الثالثة بعد الـ30 قبل شهر، ولازلت طفلاً يفرح بالمطر، عادة أهله! أطرب لمحمد عبده وطلال سلامة، حين أريد الانتماء السري إلى الحواري الخلفية أستمع وحيداً لمحمد الثامر أو فيصل العمري، تتعبني الموسيقى أكثر من الترحال، كل أغنية جميلة هي شقاء مؤجل في الذاكرة، عشت طفولتي في البادية تحت القمر وخلف الإبل، ريعان صباي على الخليج العربي في الخبر - الفتاة الجميلة التي ترفض أن تكبر - ثم عاشرت السمر الكرام بين النيلين، ونهلت من أخلاقهم وبعض صفاتهم ما أسأل الله أن يديمه علي، ثم شمألت شاماً وقضيت خمسة أعوام لإكمال التخصص الطبي في عمّان العاصمة النموذجية، وكان ذلك تدريباً جيداً للانتقال إلى نيويورك وليس أميركا، ثمة فرق كبير، أشتاق إلى المطر ومطالع حفلة لندن للأبو نورة ،ويقتلني كسل طلال سلامة اللذيذ وذائقته، وأحب كل سوداني ولو أنه خصمي، وأذكر أيام عمّان (ثم أنثني على كبدي)، يتعبني كل شيء، لكني مستمر في السفر والترحال.
> كيف ترى المشهد الثقافي السعودي؛ إذ يغص بجدل لا يهدأ، وذلك في رأي البعض لا يساعد في الإنتاج المعمق، ولا سيما أن الجدل قد يقصد لذاته أحياناً؟
- الحال السعودية قريبة من القلب، وأغرق فيها أحياناً حتى أراني في قلب الصورة، بحكم التنشئة والبيئة والعمر اللذيذ هناك، لكن لا شك في أن مخاضاً سريعاً هز هذا المشهد بانتهاء معارك الإسلاميين والحداثيين، وانتقال الشعراء والأدباء من التخندق إلى فضاء التجربة، ومن ضيق المحلية إلى آفاق الخليج والعالم العربي، منافسة وانتاجاً، وقليلاً قليلاً يتجاوز الكتاب والمثقفون ردات الأفعال التي سيطرت على مشهد الثمانينات، ويحفرون لأشجارهم بعيداً، العوامل كثيرة، ليس من أهمها الحال السياسية المرتبكة في المنطقة العربية، وتراجع مستويات التعليم في العالم العربي، وتزامن ذلك مع برنامج الابتعاث، وظهور جيل سعودي يرى لنفسه الأحقية في تسيد المشهد، بحكم المركز الديني والجغرافي، لازال الهامش قوياً يرفع صوته في وجه المركز حتى في داخل العربية السعودية، مدن كجازان تحرج الرياض وجدة، شعراء الأحساء يتسلقون النخيل ويسبحون في العيون الحارة حاصدين الجوائز قاطفين ثمرة التنوع والتقاطع مع جهات الخليج، الرطيان يطل من الحدود الشمالية، فهد عامر الأحمدي من المدينة المنورة في فن المقالة العلمية المدهشة، وغالبية رواد كتب مراكز الدراسات من بريدة والقصيم، والنقاش ساخن دائماً هناك، الترجمات تتمركز في جدة والخبر والظهران، هذا على المستوى الورقي، تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي برأيي المتواضع سلباً في شكل مطرد على المثقف السعودي، وبخاصة «تويتر»، ولكنهم يتقدمون في شكل جميل، هذه الحقيقة التي لايراها السعوديون، ويحبون سماعها من غيرهم، وأنا منهم وبهم.
> عملت محكماً لدى «دار مدارك»، وهي تواجه تهمة الاستخفاف بالعمق الثقافي لأجل التكسب التجاري؟

- ولازلت، غير أني متفرغ هذا العام بعد ستة أعوام من العمل في لجنة تقويم الكتب العربية إلى خط الترجمة، لا أدري ما الذي تقصده تماماً بالعمق الثقافي، ولا تحفظك على وضوح الرغبة في بناء نموذج مختلف في سوق النشر من المطبعة إلى التسويق على الرفوف، تبدو عملية مجهدة من الداخل، سهلة النقد من الخارج، وإذا كان هذا هو معظم نتاج الفئة العمرية التي تتصدر المشهد فلا يمكن لنا الاستمرار في إعادة طبعات أمهات الكتب العتيقة، حتى نشرف بوصف العمق الثقافي الضبابي للآن، لا تخلو التجربة من بعض أخطاء الطريق، لكننا الدار الوحيدة التي لا تأخذ شيئاً من الكاتب، بل وتعطيه نسبة مئوية إن وافقت اللجنة على طباعة العمل، شخصياً تستهويني قراءة المسودات، الوصول إلى الأعمال الجميلة قبل الآخرين، وهي شحيحة نادرة هذه الأيام ودائماً على أية حال، ولايعني ردي الموافقة الكاملة على صيغة السؤال المتحاملة إلا قليلاً.



الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائياً ع

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم، ومن

ماذا يخطر في بالك ( 5 ) ؟

هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) . راجياً لكم النفع والفائدة  . ضعف التقدير يقود إلى سوء التقرير . .................. كلما كان واقعك ثرياً وغنياً ، بارت بضاعة خيالك الواهم . …………… إذا أحببت شيئاً ثم التقيت به بعد غياب فكأن الروح ردت إليك بعد غيبة الموت ، أو العقل عاد بعد جنون ، أو الذاكرة استفاقت بعد غيبة . كل الأشياء الرمادية تسترجع ألوانها الزاهية ، والروائح الزاكية تستجرّ عنفوانها ، والمشاعر اللذيذة تستعيد عافيتها . ما يفعله الشوق بك من ذهاب العقل وغيبة الذاكرة وموات الروح ، يفعل بك الوصل أضعافه من الفرح والطرب والنشوة . لقد جُبل هذا القلب على الإلف بما يحبه والتعلق به حتى يكون بمثابة الطاقة الموصولة بألياف الكهرباء ، أو الزيت الذي يقدح النور ، والجمر الذي يستفز أعواد البخور . وإذا غاب المحبوب واستبد بك الشوق انطفأ نور الوجه وضاقت النفس وذهب الفرح حتى يعرف ذلك في حدة طبعك وانغلاق عقلك وعبوس وجهك ، فإذا التقى المحبوبان والتأم القلب عادت المياه لمجاريها وشعشع الوجه واتسع الثغر وانفرجت الأسارير . سبحان من خلق . ……………… إذا كنت تسم