التخطي إلى المحتوى الرئيسي

«سفراء التطوع» في السعودية ... شعلة نشاط ومثال يُحتذى


آخر تحديث: الخميس، ٢٦ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٧ (٠٠:٠٠ - بتوقيت غرينتش)جدة - عمر البدوي 
أنجز فريق «سفراء التطوع» في جدة أخيراً 1200 ساعة تطوعية، من خلال 260 فاعلية شارك فيها 894 عضواً من الفريق ذكوراً وإناثاً، شملت فوائدها حوالى 23029 شخصاً في مناطق مختلفة من المملكة.
وشهد حزيران (يونيو) ٢٠١٢ انطلاق شرارة واحدة من أهم الفرق التطوعية الناضجة والمحترفة في محافظة جدة، ما ألهب حماسته للعمل الخيري والإغاثي خلال كارثة السيول التي اقتحمت المحافظة حينها، إذ سجل شباب جدة في تلك المرحلة مستوى من الإيثار والبذل والعطاء لا سابق له، وكانت فاتحة ومنطلقاً لفرق وتجمعات تطوعية كثيرة كان لها كبير الأثر في خدمة المجتمع المحلي.
ويهدف الفريق في حملاته ومبادراته إلى نشر ثقافة العمل التطوعي، وتوعية المجتمع بأهميته وتدريب الأشخاص على تحمّل المسؤولية تجاه أنفسهم ووطنهم، من خلال الارتقاء بقيمة هذا العمل، بالمشاركة الفاعلة لأفراد المجتمع، باستقطاب المهتمين وتشجيعهم لقيادة الأعمال التطوعية باحترافية إبداعية.
ويتميز الفريق بقياس أدائه والرفع من كفاءة عمله، إذ يضع على واجهة موقعه الرسمي عدداً لا يهدأ، لحساب ساعات التطوع الفعلية ومستوى تسجيل الأعضاء وسوى ذلك من أرقام الإحصاء، التي توثق المشروع وتحفّز إلى مزيد من كسر الأرقام وتخطي الحواجز القياسية. كما يتبنّى قيماً ترفد عمله كالاحتساب والإنسانية والوطنية والمبادرة، والإبداع في الأفكار والأساليب، والإحسان عبر المعايير الاحترافية العالية في الأداء، والتعاون والعمل بروح الفريق.
ويعد العمل لدى «سفراء التطوع» مشجعاً إلى درجة الإغراء، فقدرته على تسجيل منضمين جدد لا تقاس بسواه من الفرق، إذ تحفّز مبادراته النوعية وتلك اللقطات العفوية أثناء فاعلياته على الانضمام إلى لوائح عمله. لذا يقسّم العاملون لديه بين ناشطين فعليين يتحمّلون الأعباء والمسؤوليات الحقيقية للفريق، وآخرين موسميين يتوافرون عند الطلب، كما أنه يهمّ بتأسيس فريق مرادف للإناث يؤسس لعمل تطوعي نسائي حقيقي ويسجل علامة فارقة، ونموذجاً يحتذى في هذا المجال.
على صعيد آخر، اعتلى أحد مؤسسي الفريق خليل أبو تيم خشبة «مسرح ٢٤» في جامعة الملك عبدالعزيز، وشرع في استعراض تجربة الفريق، وجانب من نشاطاته خلال السنوات الماضية، والقدرة على الحفاظ على مستوى مميز من الإنتاج والفاعلية. كما أسهب في الحديث عن مبادرات تركت تأثيراً في نفوس المنتسبين، وقوبل بتصفيق حار من حوالى ٣٠٠ شخص، إعجاباً بهذه التجربة واستراتيجية العمل المتبعة.
وينشط أعضاء الفريق في شكل مستمر للتعريف بعملهم وعرض تجربتهم. وكان الفريق السعودي الوحيد الذي عرض تجربته في عُمان خلال ملتقى قيادات العمل التطوعي، الذي ضم نخبة من قادة هذا القطاع على مستوى الخليج، وحلّ ثالثاً في ترتيب الفرق المشاركة.
وأوضح أبو تيم أن «مبادرات عدة تبنتها المجموعة، ومنها توزيع 150 وجبة طعام على عمال ومعوزين، ومبادرة تنظيف ثلاثة مساجد، وحملة إدخال فرحة إلى قلب 100 مغترب من خلال شراء 100 بطاقة شحن وهدايا بسيطة وزّعت على عمال وبسطاء». وزاد: «نظم الفريق حملة «سلتي الثالثة» التي استهدفت 72 عائلة فقيرة. وزار عدد من سفراء التطوع جمعية الأيدي الحرفية في منطقة مكة المكرمة بمقرها الرئيس في جدة، ووزعت المساعدات على المحتاجين»، لافتاً إلى أن مستشاري سفراء التطوع عقدوا لقاءهم الشهري السادس، ونظّمه المستشار القانوني خالد أبو راشد. كما نظمت دورة الإسعافات الأولية «بمشاركة 33 سفيرة تعرفن خلالها إلى مبادئ السلامة وأساسيات التصرف عند الطوارئ.
وذكر أبو تيم أن وحدة الصحة التابعة للفريق التي ضمّت 23 متطوّعاً شاركت في فاعليات سوق مرفأ في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية التي زارها حوالى ألفي شخص، وقدمت الخدمة الإسعافية البسيطة لعدد منهم.
وفي أحد أبرز إنجازات الفريق، حقق حلم 70 مسنة بزيارة المدينة المنورة، والسلام على رسول الله (صلعم)، وزيارة الأماكن الأثرية في طيبة، وتعدّ هذه البادرة الأجمل والأرق منذ تأسيس الفريق.
يذكر أن الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس، استضاف فريق سفراء التطوع (35 متطوعاً) للمشاركة في غسل صحن المطاف. كما زار أفراده عدداً من جنبات الحرم تتويجاً لجهودهم في خدمة المجتمع.



الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...