التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٤

تأملات في إضراب الطالبات

يعتبر الإضراب والتجمهر بغرض الاعتراض شكلاً من أشكال الاحتجاج ودفع المسؤول للتجاوب مع المطالب ، وهو مرفوض شرعاً وقانوناً في بلادنا ، ولكن تحميل مسؤولية ذلك التجاوز على الطالبات أنفسهن يعتبر من الظلم المضاعف والجناية المركبة ، لأن المسؤول عن تردي الأوضاع في فرع كلية القنفذة للبنات ، وعن إهمال المطالب لسنوات طويلة هو نفسه الذي دفع الطالبات لتبني هذه الطريقة من شكل الاحتجاج على الأوضاع . بعد أن طفح الكيل وزاد بلل الطين وبلغ السيل الزبى وكاد أن يخر السقف على الرؤوس انفجر الغضب في صورة اعتراض حاد على هذا النحو ، دفع ذلك مدير جامعة أم القرى إلى زيارة مقر الكلية على مسافة ٤٠٠ كيلو وفي أقل من ٢٤ ساعة ، وأرجو أن تكون الزيارة للإصلاح والبناء وليست للترضية والاحتواء . وُعد الطالبات بالتغيير ، ورغم التململ من الوعود ولكن إعطاء فرصة جديدة لا بأس به إذا كانت النبرة جادة ومدفوعة بالخوف من ردة فعل أكثر صخباً وتأثيراً من جهة الطالبات . وأكاد أجزم أن جميع الطالبات لا يرتضين الإضراب والتجمهر أمام الناس ولكن المسؤول الذي أغلق أذنه طويلاً بعجين الإهمال ، والخوف على حياتهن من المبنى الذ

الاستثمار في التعصب

كلنا رأى ذلك المدرج الذي لفظ مشجعاً لا ينتمي إلى لونه ، كانت الأمور لتتطور إلى أبعد من ذلك لولا ستر الله ، وقبله مشاهد حرق التذاكر بغرض التضييق على مشجعي الخصم ، والمعلم الذي زف مشاعره المتعصبة إلى طلابه في لحظة الاصطفاف الصباحي وسوى ذلك من المواقف التي تحفل بها الأيام كصورة قاتمة لملامح التشجيع الرياضي . هنا تنتقل معالم التعصب التي تسكبها شاشات البرامج الرياضية في أذهان الشباب ، تحقنهم بكيمياء التنافس المحموم ، تحاول البرامج أن تتناهش الشعبية والجماهيرية عبر أيقونات الضجيج الحلقي ومنطق الحنجرة الجهورية ، تنقل المباراة من حدود المستطيل الأخضر إلى باحات التدافع الجماهيري بألوانه الحادة . تبحث هذه الفضائيات عن ضيوف يرفعون إيقاع الحديث ، يشدون إليهم المشاهدين ، ويكاثرون به المتابعين في ظل الفرص المتزاحمة من البرامج التلفزيونية المتراكمة ، وتغيب الحقيقة في قبضة التعصب الأهوج ، ويحتجب المنطق تحت غربال التحليل الذي خسر موضوعيته بصبغة لون داكن . التعصب للألوان يسحب الأضواء من ملعب المنتخب الوطني ، تقلل من حميمية الانتماء ، تحرّض على التفسير المبتسر لاختيارات المنتخب ، تشاغب على الطمو

أسطورة .. بأمر تاريخي

ماذا يمكن أن ينتابك من مشاعر وأنت تشاهد هذا الاحتفال الشعبي الواسع بدخول نجم الكرة السعودية ماجد عبد الله إلى عالم تويتر ، يظهر لك وكأن طائر تويتر بمسحته الزرقاء الخجولة غير مكتملة الدكانة ، انغمس في قرص الشمس الأصفر وما شاء أن ينفض عنه البلل الأصفر الذي أنعشه ليلة ٩ / ٩ / ٢٠١٤ . الأسطورة عبارة عن حكاية ذات أحداث عجيبة خارقة للعادة أو عن وقائع تاريخية قامت الذاكرة الجماعية باختزانها في الزوايا الفخمة والرفوف الأنيقة ، الأسطورة هي مرحلة متقدمة من المكانة الشعبية والاجتماعية لشخص أو حدث ما ، بطل قومي في مجال معين يصبح رمزاً وطنياً يتجاوز الخلافات الثنائية ويتواطؤ عليه المختلفون . طور الأسطورية ، محطة أخيرة تأتي بعد مراحل من التتالي التقديري ، في لحظة ما يكون مثاراً للإعجاب والتصفيق ، ثم ينتقل إلى مرحلة الظاهرة التي تنال تقديراً عالياً من الجماهير ، تحتشد حوله الألقاب التي تنحت على منوال إنجازاته ونقاط قوته وملامح نجاحه المستحق ، وينتهي إلى مرحلة الأسطورة وقد استند إلى تاريخ لا ينضب وثروة لا تنخفض قيمتها . الأسطورة يختارها الجمهور ، ولا تفرضها الأهواء المشدودة إلى تعص

وأخفق العرب السنة سياسياً

نشر في : الثلاثاء 9 سبتمبر 2014 - 07:14 ص   |   آخر تحديث : الثلاثاء 9 سبتمبر 2014 - 07:14 ص أقلام حرة : عمر علي البدوي ” إذا كنت ستشم بين السطور أي نفس طائفي، فهو ليس أكثر من صورة تقريبية للواقع المتأزم والمحتقن، إذا كانت الصورة فنياً هي حصيلة حبس جزيئات في لحظة ما، فإن المقالة هي نتيجة لقطة ثابتة لمشهد حقيقي “. حسب خبرتي التاريخية الطرية، فإن المنطقة العربية لم تشهد حالة من الاضطراب والتذبذب السياسي كما تشهدها الآن، الدماء تسيل في جملة من البلاد العربية والإسلامية، والقلاقل ما إن تهدأ في طرف ما حتى تنشب في أطراف جديدة وكأنها تنشطر إلى بؤر جديدة من الصراعات والالتحامات البارودية. تهاوت أنظمة عربية عتيقة كانت راسخة في باطن الأرض، وأخرى اضطربت بعد أن كانت نائمة على طبقة من الرماد المتحفز، حالة من التشابك الجيوسياسي يربك الحسابات والمعادلات، وقلق منظور على مستقبل سايكس بيكو الجغرافية، وكأن الدول العربية وشعوبها تبني شرق أوسط جديد من رحم الفوضى الخلاقة. وسواء كان هذا من نتائج القدر البحت، أو من افتعال القوى المتنفذة وأجهزتها الاستشعارية، فإن المنطقة وشعوبها ترفع طموحاتها ا

'ما بعد' الصحوة في السعودية

تحاول الجهات الحكومية محاصرة الفكر المتشدد الكامن، ومراجعة مواقف الدعاة والأئمة وملاحقتهم بقرارات الإبعاد والإعفاء. العرب عمر علي البدوي [نُشر في 09/09/2014، العدد: 9674، ص(9)] أصبحت “ما بعد” لازمة ثقافية وعلمية لكل حدث عميق يعصف بمجتمع ما، والصحوة في التاريخ الاجتماعي والثقافي السعودي لحظة فارقة كان لها ما بعدها، لقد تركت الصحوة آثارا عميقة في البنية الذهنية والسلوكية للمجتمع لا يمكن أن تمّحي بسهولة، كانت موجة هادرة غمرت جيلا كاملا أصبح مأخوذا الآن بنتائجها السلبية أو الإيجابية على حد سواء. الصحوة كانت مكونا علميا وتوجها هوياتيا ضُخ بكثافة في منتجات ورموز اجتماعية وثقافية، وكانت لها غايات دينية وطموحات سياسية، بمعنى يجعلك ترى الصحوة تحيط بك من كل جانب، ورغم مستوى الاعتداد بمرحلة الصحوة من قبل مناصريها إلى درجة الهوس، وما يقابلهم من الهجوم العنيف إلى مستوى العداء وإهمال الحياد، إلا أن المرحلة تحتاج تفحصا موضوعيا، سيما من جهة آثارها اللاحقة. انخفض زخم الصحوة، من جهة سيطرتها على منابر التأثير في المجتمع، ومن جهة انفضاض المناصرين لها إلى قطاعات أخرى وتوجهات مضادة أحيانا، ومت

الأخلاق التكنولوجية

عمر علي البدوي «واحد يقول مرة فتحت جوال أمي؛ لقيت قروب في الواتس اب اسمه (المتحابات بالله) قرأته كله (حش)! غيرت اسم القروب إلى (المتحاشات في خلق اللہ)» رسالة بلاك بيري. لم يعد معيبا أن يجلس الضيف في صدر المجلس وأنت في طرفه وتتشاغل عن أحاديثه السمجة أو المليحة بجهازك الجوال، قد يحدث مثل هذا في حضرة والدك الذي يتلو عليك قوائم النصح والتوجيه وأنت غارق في أحاديثك الجانبية على البلاك، وتكتفي بالتمتمة (صح، أها، أمم) حتى لو قال إنه ولد يشبه البغل. الغريب أن هذا أمر فاضل فوق كونه مقبولا، الموضة تقول هذا، والحضارة وكل مبررات الجدة والتقدم لا تتعارض مع هذه الفعلة. صاحت العجوز في وجه حفيدها نايف عندما أخبرها بصديقاته على الجوال (امرأة مسكينة شغلها قديم)، هكذا رد نايف على جدته التي عادت بحسرة الشيخوخة تحملق فيه، إن كان صادقا فلا مناص من الصمت وإن كان مخدوعا (فالله يجيب العواقب سليمة). كانت شبكات التواصل أحيانا فرصة لاستباحة الأعراض وفرقعة الأخلاق، وأحيانا التظاهر بصورة التدين والخلق الرفيع حتى وإن كان واقع الفرد شحيحا بمثل هذا. لقد نبتت نمطية جديدة من الأخلاق التي تستوجبها بيئ

القنفذة تنتعش

ليست القنفذة التي نعيشها الآن كما كانت قديماً من جهة نشاطها الاجتماعي والثقافي والتطوعي ، إذ تشهد هذه الأيام حراكاً محموماً تتبناه القطاعات الحكومية والأهلية على حد سواء  ، بل تتجه مجموعة الفعاليات والأنشطة إلى مستوى ملحوظ من النضج والعمق والفاعلية ، يترافق هذا مع تنمية عمرانية وخدمية كبيرة في المحافظة رغم البطؤ الذي تشهده على المستوى التعليمي والتدهور المفزع في القطاع الصحي وحرمانها غير المبرر من بعض الخدمات الاستراتيجية مثل إنشاء المطار الذي أقرّ بميزانية ثابتة ولكنه تبخر وكأن شيئاً لم يمكن . ومع هذا ما زالت الأنشطة تتنامى باتجاه الكثرة الكمية والنجاعة الكيفية ، إذ سأعرض تجربتي الشخصية في أقل من أسبوعين تلقيت فيها دعوات كريمة وصادفت فيها مواقف تنبئ عن حجم النشاط وتكشف عن جانب من الرغبة الجادة لدى قطاعات الشباب والمسؤولين في القنفذة على معانقة المجد عبر منصاتهم الثقافية والتربوية والتطوعية . شاركت في مشروع مساء الناجحين الذي يستضيف ريادات من محافظة القنفذة لتحدث جمهور البرنامج عن تجربتها الشخصية في النجاح بتنظيم متقن من مجموعة بصمة شباب التطوعية التي حققت نقلة نوعية