التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٤

تداخل الدين مع «السياسة»: من يوظف الآخر أكثر؟

الخميس، ٢٧ فبراير/ شباط ٢٠١٤ (٠٠:٠) آخر تحديث: الخميس، ٢٧ فبراير/ شباط ٢٠١٤ (١٨:٤٩) جدة - عمر البدوي لم تكن جدلية الديني والسياسي في الساحة الشرعية وليدة اللحظة، إذ كانت حاضرة بشكل ملحوظ على امتداد التاريخ الإسلامي، سواء عبر منظومته المعرفية والعلمية أم في صوره العملية والواقعية التي حفلت بالصدام والوئام أحياناً بين رجال الدين والدولة، وتحديد موقف الدين من السياسة لم يكن حكراً على التاريخ الإسلامي، ولكنه نقاش بشري عاشته كل العصور وجربته كل الحضارات. مع موجة الثورات العربية، عادت هذه الجدلية إلى الواجهة بعد أن استطاعت بعض الأحزاب الإسلامية أن توظفه للوصول إلى الحكم ضمن سباق سياسي تقليدي، إضافة إلى ما يفرزه المشهد السياسي والديني من تحولات عميقة طرأت على البنى والمنظومات الفكرية والشرعية الإسلامية من الخط السلفي، إذ شهد مناورات سياسية ومشاركة حقيقية في بعض البلدان العربية، فضلاً عن الأحزاب الحركية بتاريخها السياسي القديم التي بلغت منصات الحكم والقيادة، واصطدمت بمراكز القوى الراسخة. كل ذلك أذكى الحديث الذي لا يزال قائماً حول مساحة التشابك المعقدة بين الديني والسياسي في

الإفصاح عن الذات

عمر علي البدوي «داج معتّق.. بكالوريوس سماجة مع مرتبة الشرف الثانية من جامعة أكسفورد قسم الفنون والمواهب الصعبة.. جوهري يا رجل من يحترم.. يحترم».. هكذا يكتب (رئيس حزب الكدادين) تعريفاً بشخصه على جدار تويتر، وهكذا يغريك تويتر للتعريف بنفسك والكشف عن جوانب من حياتك، يحرضك لتختار التعريف الذي يليق بك ويروق لك. الشعوب التي غرقت في الإهمال اليوم تيقظت لحقها في التعبير، مارس عليها المستبد كل صنوف التسطيح والتجهيل والإبعاد عن مواطن المشاركة، واليوم تنتفض لأبسط حقوقها وتطلب كرامتها، وتفصح عن ذاتها. أحياناً.. نحن من يصنع الوجاهات المزيفة! ومشكلة المقامات عندنا نحن العرب يصنعها (المنصب - الشهرة - النفوذ - المال - السلطة) ولا تقوم على معان حقيقية، وبالتالي تجد أكثر الناس استحقاقاً لهذه المكانة الاجتماعية يتكدسون في طابور عاشر مصيرهم التجاهل والتغييب. نحن مجتمع مستسلم لذهنية متراجعة، ويكفي أن تجد رجلاً بديناً بأكتاف واسعة يتزيّا بمشلحه المهيب ، بينما تتقدمه»كرشته « خطوات لتفرش له الطريق، ويحتف به الجهّال، وتلاحقه أبصار الدهماء الشاخصة. ثم تشتغل «الإشاعة الاجتماعية» في أذهان الناس و

الفن يهزم ذاكرة الصحوة

على ضفاف البحر الأحمر الذي يمد أمواجه في فضاء لامتناهي من الكون يرقد ذلك البناء الهادئ الذي يحتضن معرض "أسبوع الفن" بجدة، كانت السيارات تتوافد بشكل ملفت على بوابة المعرض، تقل عشرات الزائرين للوقوف على تفاصيل المعرض الذي ينظم مشغولات فنية . يغلب العنصر النسائي على الحضور في المساء الأخير من عمر المعرض، يقبل النساء بشغف يثير انتباه أكثر المتواجدين بروداً، لعل المعرض يشكل متنفساً لنساء يعشن في ظروف اجتماعية غير طبيعية، وأكثر من ذلك عندما تجد بعض المعروضات التي اشتغلت عليها النساء تعبر بوضوح عن نوع من الضجر أو التعبير عن رغبة عميقة للتغيير . " وسمة منصور" التي تعرض بعض صورها العبقرية على جدران المعرض كتبت في لوحة تعريفية مثبتة إلى جانب واحدة من صورها التي تحمل عنوان سعوديات عازبات: "تسعى صوري إلى توسيع الجدل في الحوار الدائر عن المرأة السعودية من خلال تقديم صورة مختلفة بعض الشيء عن واقعها وتجاربها، وينظر العمل إلى كيفية قيام المرأة السعودية العزباء بإعادة التفاوض حول حدود دورها الاجتماعي والنسائي وتجاوز الأعراف الاجتماعية في المملكة العربية السعودية وغيرها

الفراغ.. أزمة خانقة عندما تضيق البدائل

عمر علي البدوي - (٤٧٪ في السعودية يستخدمون الإنترنت لأغراض الدردشة) مركز أسبار للبحوث والدراسات. - «قام الفنان لاتفيا ودودمي فولدمارس بوضع لوحة مفاتيح قديمة على شرفة بيتهم مع القليل من مكعبات اللحم المقدد والتي قاما بتثبيتها بشكل جيد على الأزرار بواسطة براغي، لتأتي الطيور ولتتغذى وتأكل المكعبات وبما أنها تأكل بمناقيرها فبالطبع سوف تنقر على الأزرار وبذلك تكون قد قامت بالكتابة على اللوحة والتي تم وصلها بحاسوب لاتفيا ودودمس» وفي صفحتها (الطيور الجائعة) عبر التويتر تقوم بكتابة مئة تغريدة بشكل يومي تقريباً حسب قول لاتفيا ودودمس ويتمكن الجميع من قراءة هذه التغريدات المبهمة عبر حسابهم @hungry_birds « العربية نت يبدو هذا العمل تافها بعض الشيء، إذ ما معنى أن تكتب طيور جائعة مجرد رموز وأرقام غير منتظمة ولا تعبر عن معنى أو فكرة أو غرض، هل يشبه هذا فعل بعض البشر على مسرح شبكات التواصل؟ ربما!!الفراغ يشكل ضغطاً هائلاً على المواطن العربي لأنه معطّل من المشاركة، ويشكل عبئاً على الرجل العربي لأن خياراته محدودة وهو ملاحق بالقيود والحدود ولا مساحات حرة وفضاءات منفرجة للتحرك والانطلاق، وهو مض

ربيع العرب: ثلاث سنوات من الاستغراق في الاحتفاء باللحظة الثورية

2014-2-21 |  عمر علي البدوي بقلم: عمر علي البدوي / كاتب سعودي ــــ جدة كانت لحظة فارقة في التاريخ الحديث للعالم العربي، بلغت درجة اليأس لدى الشعوب من تحسن الأوضاع إلى مستوى لا يطاق، ولأنه إذا استحكمت حلقاتها فرجت يوم نظن ألا تفرج، اندلعت شرارة الربيع العربي من مدينة "سيدي بوزيد" التونسية، من حيث المجهول، من نقطة اللامتوقع، جاء الفرج ليستنقذ الشعوب من وحل اليأس إلى فضاء الأمل. جاء التغيير في مواكب الانتفاضات الشعبية التي هزت عروشاً جاثمة على صدور شعوبها وغارقة في الفساد والاستبداد، ضربت تلك الهبات العفوية كل التوقعات والاستعدادات المخابراتية والأسبار البحثية الاستشعارية التي وظفتها أجهزة أمن وحماية كراسي الحكام، وجاءت بغير المتوقع. مضت اللحظة الرومانسية لثورات الربيع العربي، وانتقلت المسألة إلى مرحلة العمل الجاد والدؤوب لإنضاج الثمار التي انطلقت من أجلها صيحات الجماهير وسالت في سبيلها دماء الثوار. بعد ثلاث سنوات من الاستغراق في الاحتفاء باللحظة الثورية والمرحلة المفصلية من تاريخ الهبات الشعبية، جاء الوقت ليسترد العقل انضباطه ويتنفس القلم صعداء التحليل العميق غي

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس

اللغة الحديثة

عمر علي البدوي ‭)‬ﺣﻴﻦ‭ ‬ﺗﺮسل‭ ‬الفتاة‭ ‬‮«‬ﻃﻠﺐ‭ ‬إضافة‮»‬‭ ‬ﻟﻚ،‭ ‬ﻓﺬﻟﻚ‭ ‬ﻳﻌﻨﻲ‭ ‬أنها‭ ‬ﺗﺮﻳﺪ‭ ‬أن‭ ‬ﺗﻜﻮن‭ ‬ﺻﺪﻳﻘﺔ،‭ ‬ﻻ‭ ‬‮«‬ﺣﺒﻴبة‮»‬‭ ‬وﺣﻴﻦ‭ ‬‮«‬ﺗﻌﻠﻖ‭ ‬ﻋﻠﻰ‭ ‬اﻟ‮»‬‭ ‬BC‮»‬‭ ‬ﻓﺬﻟﻚ‭ ‬ﻳﻌﻨﻲ‭ ‬أنها‭ ‬اجتماﻋﻴﺔ،‭ ‬وﻻ‭ ‬ﻳﻌﻨﻲ‭ ‬‮«‬ﻣغازﻟﺘﻚ‮»‬‭ ‬ﻛما‭ ‬ﻳﻔﻬﻢ‭ ‬اﻟﺒﻌﺾ‭ ‬وﺣﻴﻦ‭ ‬‮«‬ﻳﻌﺠﺒها‭ ‬ﺗﻌﻠﻴﻘﻚ‮»‬‭ ‬ﻓﺬﻟﻚ‭ ‬ﻳﻌﻨﻲ‭ ‬أﻧﻪ‭ ‬ﻗﺪ‭ ‬أﻋﺠﺒﻬﺎ‭ ‬التعليق،‭ ‬ﻻ‭ ‬‮«‬أﻧﺖ‮»‬‭ ‬ليست‭ ‬كل‭ ‬نظرة‭ ‬إعجاب‭ ‬تساوي‭ ‬‮«‬حباً‮»‬،‭ ‬وليس‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يشرب‭ ‬حمضيات‭ ‬‮«‬درباوي‮»‬‭( ‬رسالة‭ ‬بلاك‭ ‬بيري‭ ‬الرسالة‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬يتبادلها‭ ‬مستخدمو‭ ‬البلاك‭ ‬بيري‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬خلاف‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬التعبيرات‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التقليدي،‭ ‬ولذلك‭ ‬لزم‭ ‬التنبيه‭ ‬بطريقة‭ ‬ساخرة‭ ‬كعادة‭ ‬اللغة‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬يتداولها‭ ‬المستخدمون‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يتداول‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬البلاك‭ ‬بيري‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬نقولات‭ ‬لحكم‭ ‬وأمثال‭ ‬شهيرة‭ ‬واقتباسات‭ ‬لكبار‭ ‬المفكرين‭ ‬والفلاسفة‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تستوعبها‭ ‬ثقافة‭ ‬وأذهان‭ ‬المراهقين‭ ‬الذين‭ ‬يشكلون‭ ‬نسبة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬مستخدمي‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬والمنتظمين‭ ‬في‭ ‬خد

الكويتيون والسعوديون.. يتبادلون أدوار الجهاد في سوريا

2014-2-3 |  عمر علي البدوي بقلم: عمر علي البدوي / كاتب سعودي رغم أن فكرة الجهاد الأممي التي انتهت إلى المنتج القاعدي لم تكن نبتة خليجية خالصة، ولكن الخليج العربي ظل يرعاه بالمال ويحافظ على كينونته الفكرية والشرعية، والخليج هنا بمعناه الشعبي وليس الرسمي. وزاد تصدر أسامة بن لادن السعودي بكاريزمته العالية من ترسيخ الدور الخليجي في فكرة الجهاد العالمي، بالإضافة إلى حماس الشباب الخليجي وتفانيه لخدمة مشاريع الجهاد، نتج هذا من البناء الديني المتين لشباب الخليج، والطابع المحافظ البسيط لمجتمعاتهم، والأشواق الطوباوية التي زرعتها سنوات الضخ الديني المكثف، والعلاقة الوطيدة بين الدين والدولة في التكوين السياسي، وحصانتهم التاريخية ضد الموجات المنفتحة العلمية والسياسية، والاعتبار الجغرافي لمنطقة الخليج وارتباطها بمبدأ الإسلام والوحي المنزل وصدر التاريخ المحمدي. وتأتي الكويت والسعودية على رأس القائمة الخليجية قياساً إلى نسبة السكان وقوة حضور الجانب الديني في الواقع الاجتماعي. والجهاد مسألة دينية بحتة دون اعتبار للمناطقية من حيث المبدأ، ولكن ضرورة التحقيق والبحث لتفكيك التراكمات اللاح