التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٢

أزمة السلفية

لا أميل لفوز السلفيين بالانتخابات العربية ، إذ هم في حاجة إلى مراجعة قاسية لبنائهم السياسي . السلفية تملك أكثر قدرة تبريرية لمظالم الحكام باسم عصمة الدم والحفاظ على الاستقرار وخشية الفتنة . كما أن تعاملهم مع " الآخر " يتسم بكثير من الحدية والحساسية في ظل اتجاه عالمي نحو التعدد وتقبل المباينين . ويتمحور السلفيون في سعيهم السياسي على أساس " الحفاظ على العقيدة " ويهمشون جوانب التنمية ووفرة المعيشة وترقية حياة الإنسان . بالتالي هم في حاجة ماسة إلى تطوير " مبادئهم السياسية " قبل أن يستجيبوا للآليات والأنظمة التنظيمية والديمقراطية . لا شك أن السلفيين أكثرهم عدالة ونزاهة بحكم النظام التربوي والتعبدي ولكن الطباع الحسنة لا تكفي لإدارة دولة . السياسة تدار بشكل براغماتي وتقوم على حفظ المصلحة واللعب على وتر التنازلات والمقايضات وهذا ما يخدش في ديانة المرء . صحيح أن إدارة الدولة من الداخل تحتاج إلى كثير من الصدق والتعفف وهذا ما يمتاز به السلفيون ، ولكن كيف هو الحال مع المناطق المتقاطعة مثل الأقليات وحرية التعبد والفنون والتفكير الحر وملفات السياحة وغيرها .

كيف تأخرت الدعوة عندنا ؟

لا أحسب أنني خير من يتكلم في هذا الشأن ، ولا أولى الناس به ، فهو مضمار ضخم ينخرط فيه عموم الرجال التي تبنت هذا الهم المقدس والعمل المعظم وقد امتدح الله سبحانه أهله في نص كتابه الكريم . لقد بدى لي بعد عمر متواضع في الدعوة أن عموم العاملين في منطقتنا يغيب عنهم المعنى الحقيقي لمهمتهم الربانية ، لقد احتكروا مشروعهم في تخريج مجموعة من " المطاوعة " يسيرون سيرتهم في المجتمع ، ينقطعون عن العامة ولا يتماهون في داخلهم في سبيل الحفاظ على عذرية تدينهم أن تتلطخ بمساوئ الخلطة وتتكدر بشائبة الحياة العامة . لقد نسوا أن الإسلام رسالة عامة ، جاء ليبني الإنسان بكل حاجاته ومكوناته ويستجيب لرغباته كما يستحثه لغاياته ، وتمثّل فيه الدعوة " النظام التربوي " أو الفلسفة الاجتماعية . بمعنى : أن الدعوة هي أكبر نقطة التقاء بين الفكرة الإسلامية والمجتمع ، حينها لا قيمة للعزلة والتمترس وراء أستار التدين ، حتى أصبحت أكبر أهداف الدعوة في حلي " كسر حاجز القطيعة بين المؤسسة الدعوية والمجتمع سيما الشباب " . ولأن فهمهم للدعوة توقف عند تمتين الجانب الديني لدى الإنسان . ذهب مجمل جهده

مستقبل الثقافة في حلي

مما يؤسف له أن مصطلح " الثقافة " لا يتداول في أوساطنا بشكل صحي وحقيقي وهذا يجد ما يبرره في ظل مستوى الوعي لدى مجتمعنا الريفي الذي تسيطر عليها ثقافة البداوة والقبيلة والمصلحة الراهنة . إذ يعتبر الحديث عن الثقافة بنفس دلالاتها الأدبية والعلمية ضرب من " الترف " في تفكير الجادين وضرب من " التفلسافة " الممجوجة في تفكير العاديين . لا يمكن تطوير الثقافة إلا إذا كانت جزءاً وظيفياً من حياة المجتمع ، وإذا طالعت أشكال الوظائف التي ينتشر فيها أبناء حلي ستجدهم يتراكمون في السلك العسكري بكل عاهاته الثقافية وفي سلك التعليم المتهافت إذ لا يخفى عليكم حالة التعليم على مستوى المملكة فضلاً عن حلي . بقي أن تصبح الثقافة " هواية معظمة " لدى قطاع الموهوبين والمبدعين ، وهنا يشتعل حماس المبتدئ ثم يبرد عند تكاثف أشغال الحياة حتى يغرق في دوامة تنتهي به إلى قبر موهبته وانطفاء جذوتها . ثمة تحديان محوريان لدى المثقف في حلي : حجم التفاعل على المدى المحلي ( الوطن ) وفي المدى الكوني ( خارج الوطن ) وهذا يضمن للمثقف توسيع مداركه واهتمامه وتجويد قلمه واكتسابه صبغة احترافي

أنا الإنسان !

أحاول دائماً تفكيك هذا السر " الحياة " أحياناً كثيرة أعجز ولا أقوى على ذلك ، وأخرى تذهلني الحقيقة . يمارس القدر لعبته في الخفاء مستغفلاً عقولنا التي تمارس التذاكي حيناً فتقع في قبضة الذهول والتغابي حيناً آخر فتسجن في زنزانة القلق . أهبط إلى ما دون مثاليتي أعيش كما الحيوان بين آلامه السطحية وأوجاعه الداخلية ، أغرق في لذاذاتي ، لا أهتم كثيراً لسؤال الوجود القلق ولا ألتفت لنداءات الحياة الجادة وهتافات الأسئلة الحائرة ، أبتعد كثيراً عن نموذج " الإنسان الحقيقي " . ثم تشتعل حرقة موارة وينزع بي الطموح إلى التعالي عن هذا المحيط المسف ، أستعيد توازني وأستجيب لطموحي الراغب في التغيير والارتقاء ، أتخفف من وطأة النزوات والشهوات ، وأتسامى إلى عوالم المعرفة والنور والإيمان . ثمة عالم غيبي يدير هذه الحياة يقع في اللامرئي ويسكن في ما بعد المشاهدة ، يحافظ على موقعه العلوي حتى يكون أقدر على الحكم والعدل والنصفة ، ولكنه لم يترك الحياة خواء من التصرف ولا البشر مسلوبي الإرادة ولا الكون منزوعاً من التمكين . بل هيأ له سعة من الحرية كفيلة باتزان سيره ، وقدراً من الاختيار تضمن

خيبة الإنسان !

لا خلاف على أن البشرية بلغت درجة من الرقي والتقدم لا مثيل لها في كل مفاصل تاريخها ، ثروة معرفية بلغت أوجها وتوظيف تكنولوجي مبهر وقدرة تطبيب متطورة وانهماك استهلاكي التذاذي عالي . لكن المؤسف أن الإنسان بمعناه الوجداني الحقيقي لا يعيش أفضل حالاته بالضرورة ، إنه يقتل بدم بارد ، وتغتصب لقمته وكلمته وروحه لأجل حاكم مستبد . الطفولة كأكثر معاني الإنسانية براءة وعفوية فقدت بريقها وحضورها ، فهو إما عامل ورشة مثقل بالمتاعب والمشاق أو منتهك الحقوق ومغتصب في براءته ومحروم من طفولته . المرأة ليست أفضل حالاً من ابنها ، فهي إما لعبة استعراض وسلعة جذب في السوق الحر أو مدفونة مأفونة ، وهي بين ذلك نهب احتراب الأطراف الفكرية والسجالات الصحفية . أما الدين الذي جاء لتخفيف متاعب الإنسان ودفعه باتجاه الطمأنينة وسلوك طريق الله استخدمه أهل السياسة بشكل مسف حتى كاد ينهار ، لولا لطف الله . ما زال النظام العالمي الجديد الذي يشيع قيم الديمقراطية والحرية والعدالة يحاول استنقاذ الإنسان ، ولكن يبدو أنه أصبح جزءاً من المشكلة واستعبده الطغاة والغلاة لتحقيق مصالحهم الضيقة . كل طرف يحتكر امتلاك الحل ويدعو البش

موعد على البحر

استقبال : جئت من هناك ، من حيث تحف بك سحائب السماء ، وتعلو بك جبال تشبه شموخك كثيراً ، جئت إلينا حيث انبساط الساحل وكأنه يد ممدودة بالترحيب ، وحيث انقضاض الموج وكأنه يسابق خطوات وصولك للترحيب بمقامك . مرحباً بك ، نجماً تطرز سماءنا ومصباحاً تملأ فضائنا وزهراً يانعاً يفوح بعبيره على أرضنا ، خذ منا التحايا بغزارة هذا البحر وتلقى منا التراحيب بعداد الخطوات التي قطعتها لبلوغ موعدنا . ليست هي المرة الوحيدة التي تقوم فيها قائمة مسائنا هذا ، ولكننا هذه المرة نعيش الحدث وكأنه سجادة فرح طرزناها بخيوط من ابتهاج وأنسجة تشع بالسعادة وتضيء في انحناءات السجادة العسجدية وزواياها الثلجية . حديث : # يحاول البحر دائماً في مدّه أن يتطاول على عظمة الأرض اليباس ثم يعتذر خجلاً في جزره ويعود أدراجه أو أعماقه ، اليوم يتعانقان في نقطة تفصل المد والجزر وتماهي بينهما احتفاء بأهل الأرض الذين يحتفلون على قارعتهما بهذه المناسبة البهيجة . أما القمر فإنه يتواضع من عليائه ويزورنا فجأة في غير موعده وقد استأذن الزمن أن يتقدم به إلى حيث موعدنا هذا ويتنزل بيننا ضيفاً كريماً عزيزاً على القلوب . تفاصيل هذا المسا

لماذا نعيش ؟

قد تكون ثمة لوثة أصابت عقلي الغض الطري ، أو طار بي حماس شاب متوهج ينفخ فيه أصحابه بكير الثقة والتميز والتفوق ، وقد يكون غير هذا وذاك لأحيي عظام هذا السؤال وهو رميم وأنفخ فيه روح القيام واليقظة . ولكن بالتأكيد كانت تجربتي القصيرة مع من عرفت من الناس سبباً موصولاً إلى ذلك ، عرفت من الناس كثير ؛ رأيتهم أغير ما يكون على أعراضهم وأضيعهم لقيمهم الشخصية ، يشترون كرامتهم بحيواتهم ثم يبيعونها في موعد غرامي عابر ، يكاد لا يفرط في عقد صداقتنا الوثيق حتى تحين موعدة من مصلحة ومنفعة فيبيعها بأبخس ثمن وأرخص جعل ، وجدت بعضهم أشدهم في الحرص على الدين وأزهدهم في الحياة الدنيا ثم لا يتوانى عن الوقيعة في الأعراض وحض الناس إلى الاعتراض . مزيج فسيفسائي يصيبك بالدوار إذا صرفت باتجاهه الأنظار !! تصفحت وجوه الناس فرأيت العجاب ، تعمقت في النظر إلى تفاصيل المواقف الإنسانية الشتيت ، جالست اليائس والبائس وتحدثت إلى الناجح والطامح ، تلقيت من الحياة صدمات وبشارات ، حاولت التباسط والتفلسف ، استقمت لأمر الدين وجربت ما يناقضه من باب إدراك الشرور لمجانبتها وأحياناً لمواقعتها . أحتفظ بتاريخ من المواقف المتضارب