التخطي إلى المحتوى الرئيسي

النعمي: السلطة الاجتماعية منعت «السينما»... وحجة «الخطر الأخلاقي» غير منطقية


جدة - عمر البدوي 

< لم تزل القرية تسكن أعماقه ولا تغادره، نهل من بساطتها الكلمة الرشيقة والتراكيب العريقة، من طينتها الفكرة العميقة التي تتلمس نبض الفطرة الصافية قبل أن تتغشاها سلطة الزمن الكبير.
وبقدر ما حفرت فيه القرية إنساناً واعياً حياً، طار يحفر في النصوص بمعاول النقد السليم ويبحث في السرديات المخبوء من سلوك المجتمع وتصوراته.
يبحث في «الآخر» الذي يؤمن بدوره ككاشف ثقافي أو صورة مجلوّة عن حدة مواقفنا أو قدرة الوعي لدينا للتجاوب مع شروط التقدم، وفي «الأدب النسوي» الذي يجده ناضجاً ومتطوراً لو أنه تنازل عن خصومته التاريخية مع الرجل، التي تأتي أحياناً استجابة للسائد وتماهياً مع التيار الضارب والاتجاه اللازب.
كتب القصة القصيرة منذ الثمانينات، إذ المساحة المضغوطة والمكتنزة بالأفكار وأطراف الحوار، واختبار القلم على مهارة التحرك والمراوغة في إطار ضيق، قبل أن يطلق العنان لمشروعه عبر إمكانات النقد الواسعة.
يجلس النعمي محكماً على طاولات متعددة، منها المسرح الذي لا ينال حقه من التقدير والاهتمام في مشهدنا الفني والثقافي على رغم العودة المشجعة له هذه الأيام، والسينما التي نجدها في البيوت غير أنها تمنع في الصالات باعتبارها خطراً أخلاقياً ومهدداً للمجتمع.
يعلق النعمي الكثير من الأمل والفأل على رؤية 2030 التي من شأنها أن ترفع الأغلال عن الواقع الثقافي الذي يتحرك وسط حقل من الموانع الاجتماعية المختلقة، ويحاول تفحص الطرق لتفكيك كمية الإشكالات التي تحيط، أو تحيق بالشأن الثقافي.. إلى الحوار:
> ماذا بقي فيك من القرية؟ وهل تعتقد أنها هُضمت ضمن خريطة التنمية السعودية؟
- سؤال على بساطته فهو غامض غموض مستقبل الحياة أمامنا، هل القرية حقبة زمنية تستدعي ذكريات الطفولة، أم أنها مكان باق في الحاضر كما كانت في الماضي؟ هل التغير فيها بفعل الزمن أم بفعل الإنسان؟ وماذا إذا كان الإنسان نفسه وأشياؤه وذكرياته خاضعة لسلطة الزمن الكبير. أشعر أن سؤال ماذا بقي من القرية استفزازي. فالقرية ليست الأحجار والأشجار والفضاءات الكبرى حولها، بل القرية هي الإنسان الذي غادرها ولم تعد صلته بها إلا كصلة عابر سبيل.
> درّست الأدب السردي على منصة رواق الإلكترونية، كيف تقرأ التجربة؟
- تدريس السرديات ليس عملاً عادياً لأنك تحتاج إلى أن تزيل بعض القناعات أولاً، وفي هذه الحالة مواجهة الجمهور أفضل من الوسائط كالإنترنت. ومع ذلك وجدت في تجربة التدريس عبر منصة رواق ما لم أجده في المحاضرات المباشرة. وجدت كثافة الإقبال من المهتمين بالسرد وقضاياه. وجدت جمهوراً بلغ حوالى 3000 مستفيداً معظمهم يسأل ويحاور. وما من شك أن منصة رواق أوصلت رسالتي أسرع وربما أدوم، ذلك أن منصة رواق تتيح التسجيل في المادة للاستماع حتى بعد انتهاء مدة إلقاء المحاضرات. استمرت مادة السرد الأدبي في رواق على مدى خمسة أسابيع، في كل أسبوع محاضرة ويعقبها الكثير من النقاش حول قضايا السرد تكون مرتبطة بما سبق من محاضرة أو محاضرات.
> الآيديولوجيا والأدب، أي منهما نال النصيب الأكبر في واقعنا وبسط نفوذه في الطرح المحلي؟
- ليس كل مؤدلج أديب، ولكن كل أديب مؤدلج. الآيديولوجيا قدر لا فكاك منه إذا كانت تعنى كل ما يعتقده الإنسان ويميز فكره عن غيره. والأدباء مؤدلجون من حيث منظورهم الخاص للحياة من حولهم، وبهذا المعنى لا تصبح الآيديولوجيا عبئاً على النص وعلى الأديب. تبدأ مشكلة الآيديولوجيا مع الأدب عندما تصبح منظوراً سابقاً على النص، بمعنى أن يكون الأديب صدى غيره، وصدى المقولات الجاهزة التي تتحكم في منظوره للناس والحياة. حرية الأدب ليس في قول ما يشاء، بل كيف يقول ما يشاء برؤيته لا برؤية جماعته.
> لماذا الخوف من الليبرالية، وهل من الممكن استنباتها لدينا؟
- الخوف حال نواجهها في خطابنا اليومي والإعلامي والوعظي، وغالباً التحذير سمة هذا الخطاب. نخاف من الليبرالية خوفاً من مخالفة هذا الخطاب، مع أننا جميعاً لا نرفض أن نكون أحراراً في تفكيرنا وأحراراً في تحمل مسؤولياتنا. المشكلة في إنزال الدين في موقع الليبرالية. الدين أسمى من ذلك، هو رسالة هداية للبشرية، بينما الليبرالية طريقة حياة لك أن تأخذ بها ولك أن تدعها، وهذا الخيار ليس في الإسلام، لأنه دين يقتضي الإيمان المطلق ولا يقبل أقلّ من ذلك. وفرق بين خيار دنيوي كالليبرالية للعيش، وخيار ديني للتعبد. فالخوف هنا يأتي من الاعتقاد بالمساواة بين الدين وغيره من الأفكار التي تتغير بتغير الزمان، بينما الدين باق إلى ما شاء الله. إننا للأسف نقلل من ديننا بمجرد المقارنة مع كل ما هو زائل ومتغير من الأفكار والمذاهب.
> بقيت عضواً لنادي جدة الأدبي ١٠ سنوات، هل أصبحت الأندية الآن في حكم الميت؟
- الأندية الأدبية أدت دورها، وملأت فراغاً كبيراً، وسعت لتجميع الأدباء ونشر إنتاجهم، ولا أعتقد أن أحداً ينكر فضلها على الاهتمام بالعمل الثقافي. ومع ذلك صيغة العمل الثقافي في الأندية حان تطويرها، فالمتغيرات كثيرة، والجمهور المستهدف مختلف تماماً.
> لماذا يعاني «المسرح السعودي»؟ وأيّ مستقبل ينتظره مع المجمع الملكي للفنون الذي أقرّ ضمن رؤية ٢٠٣٠؟
- مشكلة المسرح عدم الإيمان به في سياق المجتمع. وفي رؤية 2030 ما يجعلنا تفاءل بشأن المسرح والسينما كذلك.
> الملاحق الصحفية الثقافية، ماذا قدمت للحراك وما قيمتها الآن؟
- ارتبطت الملاحق الثقافية بالصحافة الورقية، فعندما كانت تمتلك المبادرة كان حضورها مؤثراً ومتابعتها جيدة. أما في السنوات الخمس الماضية فقد ضعفت متابعة الصحافة والورقية في ظل هيمنة الوسائط الجديدة التي وفرت حرية التفاعل وسرعته.
ولعبت الصحافة الثقافية دوراً في التنمية الثقافية على مدى عقود طويلة، من هذه الملاحق أصداء الكلمة في جريدة عكاظ، ثقافة الرياض، الجزيرة الثقافية، الأربعاء، ملحق اليوم الثقافي وغيرها.
> عملت محكماً لمسابقات سينمائية محلية عدة، إلى متى تظل محظورة، وما مستقبلنا فيها؟
- حظر السينما ليس على الإطلاق فالأفلام يشاهدها الناس في البيوت من خلال التلفزيون أو مواقع الإنترنت. ما هو محظور هو دور العرض في الأسواق والأماكن العامة. ولا أعرف سبباً للمنع سوى سلطة اجتماعية تمارسها بعض النخب ظناً منهم أن ذلك يمثل خطراً أخلاقياً على المجتمع. وهذه حجة مبالغ فيها وغير منطقية في ظل تمكن الأفراد من مشاهدة الأفلام من خلال وسائط أخرى. المشاهدة في قاعات العرض طقس اجتماعي وسياحي من الدرجة الأولى، وهو ما أتوقع أن نراه في ظل رؤية 2030.
> يشغلك «الآخر» في عدد من دراساتك وأطروحاتك، كيف تجد صورته لدينا؟
- نعم موضوع الآخر مؤثر في سياق المجتمع، فهو العدو دائماً ونعلق عليه الكثير من المشكلات. وتماهت الرواية السعودية مع هذه الرؤية فكرست سلبية الآخر، وقدمته دائماً على أنه نقيض مطلق للذات الحضارية والاجتماعية. ويمكن أن نستثني من ذلك رواية محمد على مغربي «البعث» التي حاولت تقديم الآخر الذي يمكن أن نستفيد منه.
> السرد النسوي السعودي، هل هناك ما يستحق الالتفات إليه؟
- تجارب الكتابة النسائية ناضجة ولم تعد كتابات سطحية، وهناك روائيات يكتبن بأدوات فنية متقدمة، منهن رجاء عالم، وأميمة الخميس، وليلى الجهني، وبدرية البشر وغيرهن. غير أن المفارقة المقلقة في الكتابات النسائية هو تركزهن على الأزمة مع الرجل، فكأن رواياتهن تصفية حسابات أكثر منها رؤية فنية.
> يبدو وكأنك تنتصر للسرد على الشعر في مضمر أطروحاتك؟
- الموضوع لا علاقة له بالانتصار أو الهزيمة، بل هي رؤية تعيد ترتيب الأولويات المعرفية والثقافية. السرد ظلم في تراثنا مرتين، مرة بعدم وجود مصطلح يحدد هويته، ومرة بعدم اهتمام النقاد القدماء بتصنيفه ودراسته على نحو يتوازى مع تأثيره وأهميته وانتشاره في كتب الأدب القديمة.
ولعل الاهتمام بالسرديات الآن يشكل ربما رد فعل تجاه تركة الماضي. وحتى الانتقام أخذ الشكل ذاته، فقديماً قيل الشعر ديوان العرب، والآن الرواية ديوان العرب. والمقولتان خاطئتان، إذ المعيار في الجودة الفنية ليس في دورها الاجتماعي، بل في درجة فنيتها، فالفن عموماً ليس مرآة عصره، بل مرآة ذات مبدعه تجاه الناس والحياة.


ملامح
< بدأت قاصاً، أصدرت ثلاث مجموعات قصصية آخرها «حدّث كثيب قال». وأثناء رحلتي مع الكلمة أغراني النقد فشغلني كثيراً، لكنني ركزت في كتاباتي النقدية كثيراً على النقد المعرفي الذي يعيد قراءة التجارب السردية في سياقات أكبر، آخر ما أصدرت في النقد كتاب «بعض التأويل: مقاربات في خطابات السرد».
ولي كذلك «غواية السرد: قراءة في المقامة البغدادية للحريري»، و«الكتابة السردية بين تنظير الروائي وتطبيقه: دراسة في روايات عبد العزيز مشري»، و«بلاغة المجادلة: قراءة في بلاغات النساء السردية»، كما ترجم لي الفصل السابع من كتاب الأدب العربي الحديث ضمن سلسلة تاريخ كيمبردج للأدب العربي، بعنوان: «الرواية المصرية من زينب حتى عام 1980»، ونشرت العديد من المقالات في المجلات الأدبية والصحف المحلية.
وفي مجال التأليف المنهجي للجامعات، أصدرت «محاضرات في الأدب السعودي»، و«كتاب الأدب العربي الحديث». وتوّجت ذلك بالحصول على جائزة نادي جدة الأدبي للدراسات الأدبية والنقدية في 2015.
شاركت في العديد من المؤتمرات، منها مؤتمر الأدباء السعوديين الثاني وملتقي (قراءة النص)، وقدمت العديد من الأمسيات القصصية والمحاضرات في نادي جدة الأدبي، ونادي أبها الأدبي، ونادي الرياض الأدبي، ونادي الباحة الأدبي، ونادي جازان الأدبي، وفي معرض الكتاب الدولي بالقاهرة في 2000.
توليت مهام ثقافية وتلقيت عضويات في عدد من المجلات ولجان التحكيم المسرحية والعروض السينمائية القصيرة.
أتاح لي عملي في جامعة الملك عبدالعزيز فرصة التواصل مع طلاب الدراسات العليا. ولعل وجودي بين طلابي هو أحب الأماكن بالنسبة لي. الحرية التي أمنحها لطلابي أكسبتهم الثقة، وحفزتهم أكثر على النقاش وبث الأسئلة. وحقيقة، أنا أفيد من أسئلتهم ما يجعلها زاداً لمزيد من النظر والنقاش في كثير من المسائل.
ولعل أهم ما أوجههم إليه هو عدم الخشية من الأسئلة المعرفية التي قد تتناقض في ظاهرها مع المسلمات المسبقة في أذهاننا.


رسائل إلى:
هيئة الثقافة العامة
- لا أعرف لها هدفاً حتى الآن، وأشعر أن هناك ازدواجية ستنشأ بينها ووزارة الثقافة.

وزير التعليم
- المسؤولية عظيمة، وحجم الإدارة ضخم جداً. وأعتقد ضرورة وجود استراتيجية للتعليم الوطني، وألا تترك وزارة التعليم بمفردها في هذه المهمة الصعبة.


مدير الأندية الأدبي الجديد
- أي مدير أندية أدبية مهمته تنسيقية، فهو لا يملك قرار إصلاح حال الثقافة، فليس مسؤولاً عن ضعف التأثير الثقافي في المجتمع.


الأدباء الشباب
- هم مستقبل الأدب، وعلى وزارة الثقافة الاهتمام بهم من خلال عقد لقاءات خاصة بهم. وإذا كان هناك من رجاء أوجهه لفئة الشباب فهو أن يهتموا بالقراءة أولاً والكتابة عاشراً.


العام الجديد
- ‏مع إطلالة كل عام، هناك من يدعو لفتح صفحة جديدة، أما يدرون أن العمر صفحة واحدة، أولها يؤثر في آخرها؟!!


اللغة العربية:
- ‏لا خطر على اللغة العربية إلا ممن يدعي حمايتها، دعوها وشأنها فهي كائن حي قادر على التعايش مع مستجدات الحياة!




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...