التخطي إلى المحتوى الرئيسي

«ثروة» ... برنامج سعودي يستهدف مليون شاب بـ150 فاعلية


آخر تحديث: الإثنين، ٣ أبريل/ نيسان ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)جدة – عمر البدوي 


«ثروة» هكذا أراد مسيرو البرنامج السعودي الذي يستهدف مليون شاباً تسميته من واقع إيمانهم بأن الشباب هم «ثروة الوطن» ومستقبله، وذلك من خلال الأمانة العامة لتنمية قطاع الشباب في إمارة منطقة مكة المكرمة، التي أودع فيها أميرها خالد الفيصل رؤيته المكتملة لبناء الإنسان التي يتخذها أساساً ومنطلقاً للتنمية الواعية والحقيقية.
ويستهدف البرنامج الشباب في 17 محافظة تقع في النطاق الإداري للمنطقة التي يصل عدد سكانها إلى 7 ملايين نسمة، وذلك من خلال فاعلياته التي تتجاوز 150 فاعلية وستة برامج نوعية ومحاضرات ودورات في المحافظات، وتندرج في نطاق أعمالها جمعية شباب مكة للعمل التطوعي، ولجنة رواد الأعمال، وملتقى شباب المنطقة الذي يتضمن الفاعليات والبرامج النوعية والحملات التوعوية.
يحمل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة، رئيس اللجنة الرئيسة لتنمية قطاع الشباب الأمير خالد الفيصل في طيات فكره مبدأ أن الشباب هم المستقبل، وأن كل ما يفعل ويقال هو لمستقبلهم، وأنه إذا أردنا أن نبني المستقبل فيجب أن نبني الشباب، والإنسان هو «الثروة» الحقيقية لأي مجتمع ولذلك تعمل «ثروة» على أهداف استراتيجية محددة أبرزها التمكين والبناء والتواصل، وتسعى نحو صناعة برامج نوعية تشمل جميع محافظات المنطقة، من بينها برنامج «القوي الأمين» الذي يهدف إلى غرس صفات القوة والأمانة وصناعة قادة لـ«ثروة» مستقبلاً، وإلى أن يكون إنسان المنطقة شريكاً في تنمية الوطن، كما تحرص على توفير بيئة تنموية للشباب عبر دعمهم بالمشاريع والمبادرات وتعزيز دورهم في تنمية المنطقة، كما تهدف من خلال إقامة المشاريع والمبادرات إلى تعزيز الانتماء الى الوطن، والتواصل في دعم الشباب، واكتشاف المواهب والطاقات الشبابية وتطويرها وبناء شخصية القوي الأمين واحتضان مبادرات الشباب وتذليل العوائق امامهم.
ومن رحم «ثروة» ولدت أول جمعية على مستوى المملكة تهتم بالعمل التطوعي لبناء الإنسان المبادر ليكون طاقة إيجابية تسهم في تنمية الوطن وهي جمعية شباب مكة، التي تسعى إلى أن تكون رائدة في تنمية ثقافة العمل التطوعي في المنطقة من خلال تفعيل الشراكات بين مؤسسات المجتمع المدني والقطاعات الحكومية والخاصة ذات العلاقة وإطلاق البرامج التنموية والاجتماعية، كما تهدف إلى رفع الوعي بأهمية العمل التطوعي ودعم الفرق والمشاريع التطوعية لوجستياً ومعرفياً، وبناء قاعدة بيانات للفرق وقادة العمل التطوعي في المنطقة وتوحيد جهود العمل التطوعي بين مؤسسات المجتمع المدني والمشاريع التطوعية.
ولم تغفل «ثروة» أهمية مساعدة الشباب على أن يحوزوا قصب السبق في المجال التجاري، إذ أسست لجنة رواد الأعمال التي تهدف إلى بناء بنك لأفكار مشاريع ريادية وتوحيد جهود شباب ريادة الأعمال في المنطقة.
وفي الجانب الفكري، بادرت «ثروة» إلى تأسيس ملتقى مكة الثقافي الذي يأتي ضمن المبادرات والمشاريع الفكرية، كواحد من فاعليات البرنامج الكبرى الذي يسعى من خلال نسخته الأولى إلى دعم الجهود التنموية في المنطقة لبناء الإنسان فكرياً وثقافياً وتوعوياً، عبر إقامة وتنظيم مجموعة متناغمة من البرامج والنشاطات والفاعليات طوال العام، وفي مختلف محافظات المنطقة ومراكزها، وذلك بالتعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية والخاصة والأهلية في منطقة مكة المكرمة.
ويتميز ملتقى مكة الثقافي بتبنيه شعاراً سنوياً تقتبس منه الفاعليات والنشاطات والبرامج روحها وهويتها، لتوحيد الرسائل الموجهة لإنسان المنطقة، وسيكون الشعار الذي يتبناه الملتقى هذا العام «كيف نكون قدوة؟»، لبناء نموذج القدوة المميزة في المجتمع وتعزيز مفهومها.
وشهد الملتقى تفاعل جهات حكومية وخاصة عدة وكذلك الأفراد، مع دعوته إلى الاشتراك وتسجيل المبادرات الفردية من الأفراد، وترشيح الجهات مبادراتها للتنافس على سبع جوائز خصصت للمبادرات الإبداعية، بنحو 60 مبادرة تم ترشيحها خلال الأسبوع الأول من التسجيل.
ويأتي ذلك في وقت بلغت فيه المبادرات المؤسساتية نحو 235 مبادرة قدمت من 61 جهة حكومية وخاصة، في حين بدأ الأسبوع الماضي استقبال طلبات المبادرات الفردية على موقع ملتقى مكة الثقافي.
ويتحدث قائد شباب محافظة القنفذة التابعة لمكة المكرمة زيد الفقيه لـ«الحياة» عن «ثروة»، مبدياً سروره بالانتماء إلى هذا المشروع الواسع الأثر. ووقف أمير منطقة مكة قبل أسابيع على جهود شباب القنفذة في هذا الإطار وأبدى تقديره وارتياحه لبلوغ الفكرة والمشروع هذا المستوى من النضج والنجاح، ولأن رؤيته حول بناء الإنسان آخذة في التبلور حتى أقصى ما يراد لها من التميز.

وأضاف الفقيه أن المشروع الرائد جاء في بيئة متعطشة لمثله، وأن الشباب فئة ومرحلة أحوج ما تكون إلى البيئة الصالحة والمستوعبة طاقاتهم وإمكاناتهم الواسعة، وزاد من تمسكه بالبرنامج ما اكتشفه في واقع الشباب من مواهب وطاقات كانت لتهدر لولا السبق إلى هذه المبادرة الواعية والمدركة أبعاد الثمرة المرجوة من الاستثمار في الشباب فئةً ومرحلةً.



الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...