التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٤

العصفورة تدمي مقلة الديناصور!

عمر علي البدوي «الشباب هم قوام المجتمعات» هذه مقولة شهيرة ودرجت على لسان كل مثقف وعامي، ولكنها حقيقية رغم استهلاكها وصائبة رغم إنهاكها بكثرة الاستخدام، ولأن الشباب يشكلون نسبة عالية من المجتمعات العربية فإن ثقافتهم ولغتهم ومستوى تفكيرهم بكل ما فيه من مرونة وانفتاح وتخفف من أثقال الماضي تصبغ شبكات التواصل وتقنياته الحديثة. لقد وجد الشباب طريقهم أخيراً، أولئك الجاثمون على صدور الصحف المحلية مثل (البُراك) الذي يزعج العزاب ويجثم على صدورهم في منتصف الليل، إنهم ديناصورات معطلة عن القذف بالنار، تشتغل بقذف كلام مكرور وسامج. انتصر الإعلام الجديد للشباب، وقدم البديل الذي ينافسون به كبريات منافذ الإعلام التقليدي، لقد أصبحوا ينافسون أساطين الثقافة والفكر والمعرفة على طاولة إضاءات ومع تركي الدخيل نفسه الذي اجتمع بالجابري وأركون والعودة وأبو يعرب المرزوقي، اليوم يلتقي بعمر حسين نجم على الطاير، ومالك نجر مبدع رسومات مسامير، وعبدالعزيز الشعلان أحد رموز تويتر من الشباب. كل شيء يتغيّر!.. الأرقام التي تسجلها برامج الإعلام الجديد مذهلة للمتابع، ومخيفة لثلة ممن يتحسس إرثه الإعلامي الذي بد

ماذا فعل السكوت (تعففاً) في مجتمعاتنا؟

عمر علي البدوي هذه التقنيات الحديثة في التواصل، وأجهزة البلاك بيري المتفشية بين أيادي المراهقين، كشفت عن فجوة معرفية وعيب خلقي في ذهنية المراهق، إنه مكتظ بالقلق على مستقبله، وتحيطه الجهالات من كل جانب، ولا يجد من يشفي غليل أسئلته ويروي عطش استفهاماته ويهدئ من روع حيرته القاسية. اليوم وعبر مثل هذه الوسائل الحديثة اختلق مجتمعاً بديلاً وتيسر له التخفي عبر معرفات ورمزيات وتأمين التعبير عن مكنوناته بكل أثقالها الأخلاقية والإفصاح عن قناعاته إلى درجة افتضاح جوهره واستكناه دخائله بكل ما فيها من روعة أو خيبة، بكل ما تعج به من تناقض وتحتلها من محمدة أو مثلبة. للوهلة الأولى عندما ينشب خلاف بين مثقف ما وشاب عامي بسيط، ربما تتجاوز المثاقفة السلمية إلى حرب لفظية ومهاترات سوقية، وتزداد الأزمة احتقاناً عندما تحدث ملحمة يشارك فيها جمهور من المناصرين أو الناقمين. نحن مجتمع هروبي، قلّ ما ندرب الطفل على كل ما يمكن مواجهته في الحياة، لدينا رزمة من المحظورات الكلامية، نواجه أسئلة الطفل البريء بالصمت والتخجيل ونعلق المسألة بالإجابة الطاحنة: إذا كبرت راح تعرف!!! ثم يمضي الطفل بكل استسلام لهذا ال

جدل حول المشروع الفكري لليبرالية في السعودية

اختلافات فكرية حول جدوى تطبيق الليبرالية في السعودية صراع الوجود يصطدم بتوجس التسمية والازدواج والمشروع الليبيرالي يعاني من التهميش ومن تكالب صقور التشدد الديني. العرب عمر علي البدوي   [نشر في 2014\03\03] ما إن ترتفع حدة الاختلافات بين التيارات في السعودية حول قضية ما، إلا ويتنابز الفريقان بألقاب تعود إلى التاريخ الثقافي للنهضة الأوروبية. كلمات مثل المحافظين والإصلاحيين والليبراليين حاضرة في السجال المحلي السعودي، إلا أن تجسيدها على أرض الواقع يبدو غير حاضر. المسميّات الفكرية حاضرة لدى الطرفين على حد سواء، تكون أحيانا بغرض التصنيف وأحيانا لإسقاط الخصوم، وأحيانا أخرى لإعطاء أفكار تيار ما صبغة عالمية وتأسيسا تاريخيا. “الحياة” تطرح مفهوم الليبرالية على بعض المختصين والمهتمين بها، للإبحار في مفهومها واستكشاف فلسفتها وتسعى إلى إيضاح حجم الحضور الحقيقي لها في الواقع السعودي والحراك المحلي. يستشهد الكاتب عبدالرحمان الحبيب بإحد مقالات الناقد عبدالله الغذامي عن الليبرالية السعودية حين قال:”لأول مرة في حياتي البحثية أعمل على أمر موجود وغير موجود في آن واحد، هو موجود وهو غير موجود،

شباب مع التحية !

للوهلة الأولى تعتقد أن هؤلاء مجرد شباب عاديين يلتقطون لهم صوراً أمام المرايا المصقولة لإرواء نرجسيتهم الطاغية . تعتقد أنهم مجرد شباب مستغرقون في حياة بلا هدف أو معنى أو نهاية للوقت الذي يهدرونه على سفح ملاهيهم الفارغة . تعتقد أنهم مجرد شباب ينام ويأكل ويصحو ويلهث وراء الفراغ ، لا يحمل هماً للمستقبل أو طموحاً يشتعل في فؤاده أو فكرة تستضيء في عقله . ولكن البراء ، وعلي ، وأحمد ، وصالح على العكس من ذلك تماماً ، إنهم يستعدون لاستكمال نزهتهم في مدينة جدة ، وفي الطريق التقطوا هذه الصورة التي تجسد طبيعتهم العفوية وتلقائيتهم الطريّة . تعودت هذه المجموعة أن تذهب في نزهة أسبوعية للتخفيف من ضغط برنامجهم العلمي الذي يستغرق أوقاتهم ويستحوذ على اهتماماتهم ، يحفظون القرآن الكريم كاملاً ويشتغلون على دراسة العلوم الشرعية ولم يتبقى سوى عشرة أجزاء تفصلهم عن حفظ القرآن بسند يتصل بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم . في مدينة جدة التي اختاروها للتنزه نهاية هذا الأسبوع يناصفون الوقت بين الخروج للتنزه وبين مراجعة أوراد القرآن لبعضهم البعض ، فالقرآن لا ينفصل عن حياتهم ولا ينقطع يوماً من عمرهم . رغم أنهم ذهبو