التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٤

ضجيج الأصابع

في حارة القهر، وبالتحديد في جانبها الأيمن وعلى رابية ترابية تنتصب مقاعد الحبال التي يجلس عليها شباب الحارة منذ عشرات السنين كتقليد اجتماعي ضارب في القدم، رغم تناوب السنين وتعاقب الأجيال بقيت هذه (التكوة) حية تحتضن أحاديث الشباب وتشاركهم المطعم والمغنم. كثيراً ما يبرمون من المواثيق ويضجون بالأحاديث ويتسلّون بقصص مغامراتهم المتواضعة، كثيراً ما تجادل اثنان إلى درجة التشابك بالأيدي، ناهيك عن المناقشات الرياضية والاجتماعية والسياسية، حتى غدت مسرحاً للبطولات والفتوّات ومصدراً موثوقاً للمعلومات والأخبار والبيانات. اليوم تغيب الجلسة في صمت مطبق، على الرغم من حضور كافة أعضائها من الجيل الجديد، ولكنهم محجمون عن الكلام، ليس لأن مكافآت حافز استثنتهم لصغر سنهم، وهزائم منتخب بلادهم المتكررة لا تتدخل من قريب أو بعيد في ذلك. ولكنهم مستغرقون في أجهزة البلاك بيري التي تضج نغمات رسائلها مثل سرب طيور متيقظ عند مطلع الصباح، أصبح مجلسهم مثل صالة العزاء إذ تجدهم منكسي رؤوسهم، يلتهمون التحديثات الجديدة ويتبادلون الرسائل الجماعية مع أصدقائهم الافتراضيين. للوهلة الأولى تظن أن خبراً صاعقاً نز

الشغب السعودي

نقد الأداء الحكومي لا تستغني عنه الأمم والدول الصادقة والجادة لرسم مستقبلها واحترام ذواتها، ويجب أن تعطى له الفرصة والمساحة الكافية ولكن ما زاد عن حد المعقول جاء بغير المأمول. العرب عمر علي البدوي   [نشر في 2014\01\04] يواجه وزير العمل السعودي، عادل فقيه، حملة نقد منظمة تقترب إلى التشويش، فهو ما إن يعلن عن برنامج أو خطوة من شأنها أن تساعد على رفع فاعلية المرأة وتطوير دورها المجتمعي وتوظيف طاقاتها كعنصر فاعل وعامل في الدولة، حتى تشتعل حرب شعواء عليه وعلى وزارته وتكال له قوائم تطول من الشتم والتخوين والتشكيك في درجة تقديره للثوابت والقيم وخصوصية المجتمع. بلغ الحال إلى زيارات متواصلة يقوم بها جماعات من رجال الدين إلى مكتبه في الوزارة ومحاولة ثنيه عن بعض القرارات التي تمس أوضاع المرأة العاملة في السوق السعودية، يفتح الوزير فقيه النقاش معهم وتكال له عرائض النقد والتقريع، وربما وصل الأمر إلى التهديد بالدعاء عليه ورميه بسهام الليل التي لا تردّ وإرادة الشر له والفتك به كما حصل مع الوزير السابق، حسب تصريح أحدهم. هذا النقد الحاد والممانعة القاسية التي يواجهها وزير العمل لا تقتصر عل

التهنئة برأس السنة والـ«كريسميس».. تشهد تقارباً وليونة من الشرعيين

جدة – عمر البدوي الجمعة ٣ يناير ٢٠١٤ مع مضي العام الميلادي 2013 وقدوم العام الجديد، عاد إلى الواجهة الجدل القديم المتجدد حول جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم. الممانعون للاحتفال برأس السنة أو تهنئة غير المسلمين ينطلقون من فتاوى لعلماء سابقين، والمبيحون يأخذون فتاوى لعلماء حاليين، ويبدو أن الجهود التي بذلتها الحكومات والمنظمات الدولية لإرساء قواعد الحوار بين الحضارات والديانات لم تخفّف من حدة التوتر والمفاصلة بين أتباعها. تأخذ الفتاوى الصادرة بهذا الخصوص أبعاداً مختلفة تتأثر بالواقع الاجتماعي الذي يحيط بالعالم المستفتى، وحجم حضور أصحاب الديانات المغايرة في بلده ومجتمعه، وربما هذا يفسر محافظة المدرسة السلفية على موقفها التقليدي من تهنئة «الكفار» بأعيادهم، وتحريم ذلك، وإحياء فتاوى الرموز السلفية والحنبلية المعاصرة. من تلك الفتاوى إجابة العالم الراحل محمد بن صالح ابن عثيمين إذ يقول: « تهنئة الكفار بعيد الـ«كريسميس» أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق، كما نقل ذلك ابن القيّم في كتابه أحكام أهل الذمة، إذ قال: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يُه

من داعش إلى جبهة النصرة: القاعدة.. دولاب التحولات مستمر

2013-12-31 | بقلم: عمر علي البدوي / كاتب من السعودية تملك القاعدة الآن، فكراً وتنظيماً، أفضل فرصها التي توافرت على الأراضي السورية بعد أن انحرفت ثورتها الشعبية السلمية إلى احتراب دموي غير مسبوق، حيث استطاعت القاعدة أن تتسرب إلى صفوف المقاتلين بأطيافهم المختلفة حتى تمكنت من بناء قاعدتها المستقلة وتنظيماتها المنفردة. مسارعة فرع القاعدة في الأراضي العراقية إلى استغلال الموقف السوري والانتقال إلى ميدان قتالي جديد، يعطي فرصاً واسعة للتجنيد والتسلح وإحياء الفكر والعمل الجهادي الأممي، التقى هذا مع رغبة النظام السوري بحرف القتال المسلح على أراضيه إلى حرب مشروعة حسب التصنيف الدولي: بين نظام قائم وجماعات تكفيرية متشددة. ولكن الملفت في التحرك القاعدي على الأراضي السورية هو الخلاف الذي ظهر علانية بين فصيلي القاعدة، جبهة النصرة التي يقودها قاعديين سوريين أعلنوا ولاءهم لقائد القاعدة الحالي المصري أيمن الظواهري وبين دولة الإسلام في العراق والشام (داعش) التي تشكل امتداداً لبقايا القاعدة في العراق. ويبدو أن الخلاف لا يتوقف على مجرد قضايا تنظيمية وإدارية مرجعية، بل أعمق من ذلك إلى البنى