التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٣

الفساد يغتال رهام

يبدو أن الفساد لا يستريح إلى التخفي ، فهو ما يلبث أن يتنامى حتى يفتضح سره ويتفشى حتى ينكشف أمره ، وهذه سنة الله العلي القدير أن يضع الفاسدين تحت شمس الفضيحة وطائلة الحساب . ورهام حكمي لم تكن سوى فرصة مخزية لتداول مسألة الفساد ، وضربة قاضية من هذا الشبح الغليظ في جسد هذه الفتاة المسكينة . لا يكتفي الفساد أبداً بغصب الناس حقوقهم وسرقة أملاكهم ومحاصصتهم في المغنم والمكسب بل يتجاوز جشعه ويتطاول نهمه إلى تلويث دماء المساكين والفتك بمقدرات الحياة في أجسادهم . ولأن الفساد إبليس سياسي لا يهنأ بغير البوار للعمران والخسارة للإنسان فإنه لم يكتفي بمعاناة رهام مع مرض الأنيميا القاسي الذي يلزمها الفراش ويوخزها بالألم البراح ويفسد عليها مادة الحياة وماء النجاة بل لوّث بقية الدم الذي تعتاش عليه . الفساد يا رهام هو صمتنا المخزي عن الخيبات المتكاثرة لمؤسساتنا ، أو هو كلامنا الذي نتسلى به في مجالسنا وتجمعاتنا الإلكترونية ، هو متاجرتنا الإعلامية بقضايا الناس لتصفية الحسابات وإزاحة الخصوم ، هو النجومية الخنفشارية أو بهلوانية الكلام الفارغ الذي لا يقدم ولا يؤخر ولا يسمن ولا يغني ، هو الأطراف المؤدلج

عربة الخضار .. الانحياز للمغلوبين

لن يجد الفقير وفاءاً يشبه وفاء عربة الخضار البسيطة له ، تدر عليه الرزق وتحمل عنه الهم وتطرد منه الفاقة والعوز ، تقيم أوده وعوده وتحشو جيبه وبطنه . بقيت عربة الخضار كل عمرها وهي تنتصر للمغلوبين وتنحاز للمسحوقين ممن يعيش في هوامش الحياة وعلى قارعة الطريق ، تتربص الناس عند المساجد والمطاعم والمراكز  . تبتاع بضاعتها بثمن بخس وكأنها تراعي الحال ولا تطمع في استنزاف جيوب المعدمين كما يفعل الجشعون ممن يمتصّ الدماء والأموال ويزهق الأرواح والكرامات . وقد لا تكلف عربة الخضار صاحبها سوى أن يجمع طاقته على دفعها باتجاه مواطن الرزق ، ولعله يدفع معها همه الذي يثقل كاهله ويرهق عاتقه . بعجلات مرهقة وألواح خشب مكدود تشبه كثيراً حال صاحبها الأشعث الأغبر الذي ارتسم الأسى فوق حاجبيه وعلى خديه وخط تحت ناظريه ظلال الليالي السود التي عاشها . تمشي ببطؤ وكأن رهقاً لحقها وجهداً يثقل حركتها ، تشبه انحناءة امرأة مسكينة مكبة على وجهها من ثقل ما لاقت من هذه الحياة ، تصدر صريراً وكأنه أنين الفقر وشدة الفاقة وصرخة غضب في وجه سلطان جائر . هذه العربات الفقيرة معرضة باستمرار للمصادرة ، وكأنها صورة شبي

معنى أن تكون فحلاً لا رجلاً ؟

كانت امرأة بسيطة تقمّ المسجد ، استفقدها النبي الكريم - عليه الصلاة والسلام - وسأل عنها وكان الجواب مفجعاً إذ رحلت إلى بارئها ، انزعج النبي لأنه لم يدري بها ، واعتذر الصحابة الكرام بتأخر الوقت وخشية إزعاج النبي ، توجه مباشرة ليصلي على قبرها ، تكريماً لدورها وبذلها ، وما عرف المؤرخون أن محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - صلّى على جنازة بعد دفنها غير هذه المرأة السوداء . والحقيقة أنها امرأة عادية ، كانت تقوم بعمل بسيط ، وماتت بشكل تقليدي ، ودفنت كما يدفن عامة الناس ، ولكنها كانت تعيش في مجتمع صالح ، ناضج ، ومتحضر ، ويزن الناس بميزان الاحترام والاهتمام على اختلاف أديانهم وأجناسهم وذكوريتهم وأنوثتهم ، ولذا كانوا سادة البشرية ، وعباقرة الكون ، ومحور الحضارة ، واحتفظ التاريخ بحضورهم الفاخر رغم تطاول السنين . ثم انحدرت هذه الحالة الحضارية في الأمة العربية والإسلامية ، وأكثر الأمثلة وضوحاً تكلف المؤرخين تنقية التاريخ من أدوار المرأة التاريخية وحضورها الرمزي والاجتماعي والثقافي في أحشاء الماضي ، ولعله تعففاً ، أو ظلماً ذكورياً ، أو تصرفاً غير لائق ولا حضاري ، المهم أن الم

مشاركاتي في صحيفة الحياة السعودية

المرحلة الثانية