التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٩

قسوة وزير خارجية البحرين في محلها

قسى وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة على زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، على خلفية البيان المتطفل الذي أصدره وضمنه اقتراحات سخيفة تمس الشؤون الداخلية لمملكة البحرين وتتجاوز على حرمة ومكانة قيادتها الكريمة. وقد كانت قسوة وزير خارجية البحرين في محلها، إذ لعلها تنبّه الصدر إلى مواطن العطب في نظرته وهو يزجي النصح بدعوى إصلاح البلدان المجاورة، فيما تغوص قدماه في وحل من المشكلات المعقدة والظروف الواهنة والمستعصية على الحل، طالما بقيت قيادات البلاد تفكر بنفس المستوى من التعامي والازدواجية وخدمة أجندات خارجية. وأبدت الدول الخليجية موقفاً موحداً - باستثناء الدول المرتمية أو المستثمرة في السلة الإيرانية - ضد التدخل في الشؤون الداخلية للبحرين، وقد تضامنت السعودية والإمارات مع المنامة ضد الهجوم المجاني الذي شنه عليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، سيما وأن الموقف الرسمي لبغداد كان متردداً وأقل شجاعة مما ينبغي. لم يتحرّج الصدر من إبداء نصيحة في حق البحرين بشأن استقرارها واستمرارها، فيما يقاسي الواقع العراقي - الذي يشترك في صناعة مأساته الصدر وبقية شركائه الحش

تركيا تدعم الحوثي نكاية بالسعودية

كيف تجرؤ الحكومة التركية بترخيصها لهذه المظاهرة المشينة، أن تستخف بمتاعب اليمنيين وتضحياتهم، وتمنح اعترافا بعدالة هذه الجماعة الانقلابية المتمردة؟ الأربعاء 2019/05/01 سمحت الحكومة التركية قبل أيام لعشرات الأتراك بتنظيم وقفة احتجاجية أمام القنصلية السعودية في إسطنبول لتأييد ميليشيا الحوثيين المدعومة من إيران، رُفع خلالها الشعار الشهير للجماعة ويسمّى “الصرخة” وصور لزعيم حركة “أنصار الله” عبدالملك الحوثي، مرددين شعارات ضد المملكة العربية السعودية تصفها بأقذع الألفاظ. في بلد تضيق فيه مساحة الحرية والعفوية مثل تركيا، يسمح النظام لديها بدعم فصيل خارج عن الشرعية، ومرفوض لدى المجتمع الدولي، يتسلط على الشعب اليمني، يمارس عليه أبشع أنواع التنكيل، غير آبه بمشاعر اليمنيين ولا تضحياتهم في سبيل التحرر من قبضة هذه الميليشيا المتخلفة. تفعل أنقرة هذا بدوافع سياسية غير نزيهة، وتجاهر بازدواجيتها الصارخة، وهي التي أعلنت عن دعم عمليتيْ عاصفة الحزم وإعادة الأمل أول الأمر، ثم تنكص اليوم وتعطي الضوء الأخضر لمجاميع المؤيدين لهذه الجماعة الإرهابية للتعبير عن نفسها في وسط ا

السعودية: الحرب على الإرهاب مستمرة

الإنجازات الأمنية الأخيرة هي استمرار في جهود السعودية المشهودة عالميا لمواجهة آفة الإرهاب، التي يبدو أنها- رغم الإنجازات الأمنية والفكرية المتعددة- لن تنحسر وتنتهي بعد. الخميس 2019/04/25 ضربتان قاصمتان واستباقيتان، نجح فيهما الأمن السعودي خلال وقت وجيز في وجه الخلايا المتطرفة، الأولى في المنطقة الشرقية، إذ نفذت الجهات الأمنية السعودية عملية ناجحة، قُتل على إثرها مطلوبان اثنان. كما تمَّ القبض على اثنين آخرين حاولا الفرار من مركز ضبط أمني في أبوحدرية شرق المملكة العربية السعودية. المجموعة مرتبطة بأجندات إيرانية، وكانت جزءا من مشروع أكبر تجهزت له طهران في غمرة انتفاضات الربيع العربي، لكنه انحسر تماما الآن، وجففت ينابيعه الموحلة بفضل النباهة الأمنية العالية لدى السعودية، وتراكم التجربة التي جنّبتها العديد من مناسبات الانفلات الأمني التي أريد لها أن تكون ثغرات وفجوات للإيقاع بالسعودية في حبائل الانهيار والفوضى. على الطريقة السعودية الفريدة عُولجت مشكلة الجماعات الميليشياوية التي باعت ولاءها وفرطت بفرصها الواعدة تلبية واستجابة لأيديولوجيا الملالي في طهران.

بدر بن فرحان المؤتمن على روح الثقافة السعودية ومستقبلها

الأمير بدر بن فرحان يتولى واحدة من أكثر المهام حيوية في دعم وتعزيز مستهدفات رؤية السعودية 2030، وهو يمثل جيلا جديدا وشابا من القيادات التي تتكفل بتسيير شؤون المملكة في طريقها لتحقيق النقلة النوعية في واقعها ومستقبلها المنشود. الخميس 2019/04/18 كشفت  وزارة الثقافة السعودية  خلال الأسابيع القليلة الماضية عن استراتيجيتها العامة لطريقة عملها والكيفية التي ستقود عبرها حالة الثقافة في بلد متطلع ومركزي يشد بعضه نحو تحقيق رؤيته الكبرى في2030. وقد ضمنت الرؤية 27 مبادرة رئيسة، تحدد ثلاثة تطلعات أساسية للوزارة الوليدة، وهي تكريس الثقافة كنمط حياة، والثقافة من أجل النمو الاقتصادي، والثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية وتحقيق الأثر العميق، الذي يعبر عن الهوية السعودية. وقبل إنشاء هذه الوزارة المستحدثة التي تأسست بأمر ملكي في 2 يونيو من العام الماضي، والتي تم تعيين أول وزير لها وهو  الأمير بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان آل سعود ، كانت مرتبطة بوزارة الإعلام، وكان اسمها آنذاك وزارة الثقافة والإعلام، قبل أن تستقل  بهدف تطوير وتنشيط صناعة العمل الثقافي في السعودية وجع

لماذا تسرف الدوحة في غيّها

لا تريد قطر أن تكون مستقلة، فهذا حق مكفول لا يزاحمها عليه أحد، لكن الدوحة بكل عمى أيديولوجي، تريد أن تمدّ في نفوذها وتفرش سجادة إمبراطوريتها المتخيلة على هشيم الدول المحيطة بها. الجمعة 2019/04/12 استنكفت الدوحة مؤخرا إلى جانب تركيا ومنظمة حماس الفلسطينية عن تصنيف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني، الاثنين الماضي، منظمة إرهابية أجنبية. أثار هذا الموقف استنكار الجميع، وارتباك الحلفاء المفترضين لقطر، الذين عجزوا عن فهم هذا التصرف. غير آبهة بالويلات والمرارات التي تجرعها الشعب السوري ومثله اليمني وقبله اللبناني والعراقي من ميليشيات الحرس الثوري الإيراني، أمعنت الدوحة في اقتفاء أثر رعاتها في تركيا ورفضت تصنيف منظمة طالما شتمتها على منابرها المختلفة، وادعت مواجهتها على صعيد الثورة في سوريا. يزيد الأمر تعقيدا إذا عجزت عن فهم سلوك قطر، أو الحصول على تفسير يسير يطفئ حرارة الاستغراب التي تغزوك مع كل تصرف ترتكبه الدوحة ليفاقم من عزلتها ويعزز تناقضها، ويضاعف تكاليف عودتها إلى حضنها الطبيعي حسب تقاليد الجغرافيا وحسابات المنطق. ربما يكون الأمر

محمد بن راشد .. عرّاب نمط المدينة الدولة

احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة قبل أيام بمرور خمسين عاماً قضاها حاكم دبي وولي عهد البلاد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في خدمة بلاده وشعبه ، واحتفت بجهوده التي أصبحت محل تقدير وإشادة عالميين ، جعلت من دبي قبلة ونموذجاً مهماً ، وقد طُبعت بحركيته ونبوغ أفكاره وتقدميته الكبيرة. وفي لحظة تفيض بالتقدير ، قال الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي ورائد المرحلة الجديدة للمملكة والمنطقة ، في حديث سابق خلال مؤتمر الاستثمار في الرياض إن الشيخ محمد بن راشد رفع سقف النجاح في الشرق الأوسط ، وقدم نموذجاً ملهماً في دبي يُحتذى به ، وأشاد بالنجاح الذي حققته دبي والتطور على مختلف الأصعدة. يعدّ محمد بن راشد عرّاب نمط " المدينة الدولة " في المنطقة ، بمعنى أن تنهض المدينة ككيان مستقل وبتجاوب أسرع وخطة تنسجم مع روح جغرافيتها وطبيعتها ، وقد نجح هذا النمط إبان فترة الثورة الصناعية، إذ أتاحت الفرصة لأوروبا لأن تبدأ بداية أفضل وأسرع من الصين الكبرى . وفيما المنطقة تعاني ، وتئن أعرق حواضرها وعواصمها العتيقة نظير حالة من التراجع والتخريب على كل المستويات ، وتتخلف تلك المدن

رهانات الرياض في التقارب مع بغداد

الخيارات العربية التي انكمشت تحت نير الاستبداد الأيديولوجي، أصبح بمقدورها أن ترى النور وتبادل السعودية الود والتقدير وبناء شراكة تعود بالعراق إلى حضنه العربي. الثلاثاء 2019/04/09 لم يتحمل المرشد الإيراني علي خامنئي صورة الوفد السعودي وهو يزور العراق ويشد من عضد الحكومة المنتخبة شعبياً لتعبر عن آمال وطموحات العراقيين، ويتجول بأريحية بين مدنه ومعالمه، في خطوة اتخذتها الرياض لزيادة الجدية في نيتها مد جسور التواصل والتعاون والاهتمام ببلاد الرافدين بعد سنوات من الجفوة والابتعاد وانحسار الحضور العربي لديها. وأدلى خامنئي بتعليقات انتقد فيها التقارب السعودي – العراقي، خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي الزائر عادل عبدالمهدي، وقال إن التقارب السعودي – العراقي لا يعكس حقيقة موقف الرياض. يتحدث خامنئي من موقع أنه الجدير بإدارة المشهد العراقي، وإن كان الدور الإيراني مؤثر في بغداد نتيجة عقدين من الحفر في أعماق الحالة العراقية التي تُركت نهباً لميليشيات قاسم سليماني، لكن السياسة مهيأة باستمرار للتحولات الجذرية، وعصية على الاستقرار بوتيرة واحدة. تشعر إيران وهي التي