التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شخصيات «تلفزيونية» رمضانية.. رحلت وبقيت أسماء في حياة الناس


جدة – عمر البدوي 

تغرق الفضائيات والجهات التلفزيونية والإذاعية بالتزامن مع حلول الشهر الفضيل في بحر إنتاج البرامج إلى الدرجة التي جعلت من هذا الشهر محوراً للإنتاج الفني، وهذا في المقابل يثير استياء قطاعات دينية عدة.
ويعود رمضان كل عام بسلة من الذكريات التي لا تفارق مخيلة الأجيال، ومنها شخصيات تلفزيونية وإذاعية كانت لازمة الموسم لجيل قديم عاصرها وارتبط بها وجدانياً وفنياً.
وعلى رغم الكم الهائل من المنتجات الفنية لم تستطع خلق حال من الانفصال بين شخصيات إعلامية وارتباطها بجيل كامل ممن تعلق بهم وارتبط بأدائهم على عفويته، ولكنه بقي رابطاً نابضاً بالذكريات ونبتاً لتلك البيئة المتسامحة، قبل أن تعصف بها المعارك الآيديولوجية والتي كان التلفزيون جزءاً منها وربما رأس حربة تلك المعركة.
يأتي برنامج «على مائدة الإفطار» للشيخ علي الطنطاوي في مقدم البرامج الشعبية، وامتاز فيه الطنطاوي بلغته البسيطة التي تختلط بلهجة شامية واضحة وعفوية واسترسال في الكلام المخزون بالمواقف الطريفة والتعليقات الساخرة، وبقي البرنامج مدة طويلة وجبة يومية لأبناء ذلك الجيل. والطنطاوي المتوفى عام 1999 في مكة المكرمة، صاحب علم واسع واطلاع كبير على المعارف المنوعة فضلاً عن صلته المباشرة بالمجتمع وقضاياه بعد تاريخ طويل من العمل في القضاء، وعلى رغم الغياب الطويل منذ توقف البرنامج عن البث ورحيل صاحبه، بقي أثره يتكرر في الأذهان مما حفز بعض الجهات لإعادة بثه وكسب المنافسة بأدوات الماضي واستنهاض شعبية أخذت في التلاشي بفعل غزو المنتجات الفنية الجديدة.
«أم حديجان» شخصية إذاعية قديمة كان يقدمها الفنان عبدالعزيز الهزاع في رمضان منذ 50 عاماً تقريباً، تقدم «أم حديجان» في سلسلة قصصية يتحلق لأجلها سكان الأحياء السعودية القديمة على أجهزة المذياع بقصد الاستمتاع بما تقدمه الشخصية الطريفة والمرسومة في الأذهان عبر أداء إذاعي محترف ينطق بالعفوية والبساطة.
السلسلة يؤلفها ويجسد جميع أدوارها فنان واحد من جيل الرواد الذين أسسوا الدراما الإذاعية بجهود ذاتية، ويعتمد فيها الهزاع على موهبة تقليد الأصوات، التي يتقنها جيداً.
وأخيراً حاولت بعض الجهات استثمار تلك الشهرة والموقع الأثير للشخصية الإذاعية، لإعادة بثها في مسلسل كرتوني ثلاثي الأبعاد يقدمها الهزاع نفسه ولكن لجمهور جديد وجيل مختلف، يذهل للصورة أكثر من أي شيء آخر سواء جودة الأداء أم براعة التقليد. برنامج «حروف» يحمل المكانة الرمضانية نفسها، وهو برنامج عرض على شاشة القناة السعودية الأولى في رمضان بتقديم عدد من الشخصيات كان منها إبراهيم القاسم، وماجد الشبل، وغانم الصالح، وغالب كامل، تم عرضه للمرة الأولى عام 1408هـ، واستمر لـ10 سنوات تقريباً، وتقوم فكرة البرنامج على اشتراك فريقين بلونين مختلفين، وغالبًا يفوز الفريق بثلاث جولات من خمس في مرحلة التصفيات، أما في التصفيات النهائية فالفوز من خمس جولات.
يمتاز البرنامج بتنوع أسئلته الثقافية وثرائها، ويعتمد في كثير منها على إظهار التطور التنموي في المجالات الصناعية والطبية والفنية والرياضية في السعودية، إذ تعرض معلومة مرئية تحكي هذا التطور.
ولعدم وجود ممول للبرنامج على رغم جماهيريته اضطرت الجهة المسؤولة وقف البرنامج، لينوب عنه برنامج المسابقات الشهير «سباق المشاهدين» لمذيعه حامد الغامدي، ليتوقف هو الآخر بعد أن سحبت الشاشات الخاصة البساط من التلفزيونات الحكومية.

الرابط :



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائياً ع

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم، ومن

ماذا يخطر في بالك ( 5 ) ؟

هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) . راجياً لكم النفع والفائدة  . ضعف التقدير يقود إلى سوء التقرير . .................. كلما كان واقعك ثرياً وغنياً ، بارت بضاعة خيالك الواهم . …………… إذا أحببت شيئاً ثم التقيت به بعد غياب فكأن الروح ردت إليك بعد غيبة الموت ، أو العقل عاد بعد جنون ، أو الذاكرة استفاقت بعد غيبة . كل الأشياء الرمادية تسترجع ألوانها الزاهية ، والروائح الزاكية تستجرّ عنفوانها ، والمشاعر اللذيذة تستعيد عافيتها . ما يفعله الشوق بك من ذهاب العقل وغيبة الذاكرة وموات الروح ، يفعل بك الوصل أضعافه من الفرح والطرب والنشوة . لقد جُبل هذا القلب على الإلف بما يحبه والتعلق به حتى يكون بمثابة الطاقة الموصولة بألياف الكهرباء ، أو الزيت الذي يقدح النور ، والجمر الذي يستفز أعواد البخور . وإذا غاب المحبوب واستبد بك الشوق انطفأ نور الوجه وضاقت النفس وذهب الفرح حتى يعرف ذلك في حدة طبعك وانغلاق عقلك وعبوس وجهك ، فإذا التقى المحبوبان والتأم القلب عادت المياه لمجاريها وشعشع الوجه واتسع الثغر وانفرجت الأسارير . سبحان من خلق . ……………… إذا كنت تسم