التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شركة ألمانية تستجيب لمطالب فتاة سعودية


جدة - عمر البدوي 

< تردد اسم الفتاة السعودية ريوف الحميضي في شكل واسع خلال الأيام الماضية، منذ اقتراحها إضافة رمز تعبيري لفتاة ترتدي الحجاب وشاب يرتدي الشماغ، وإدراجها في قائمة رموز «إيموجي»، التي تطورها شركة «يونيكود» التكنولوجية، وهي مؤسسة ألمانية تقوم على مراجعة هذه الرموز، ثم تطويرها وإطلاقها.
وأرسلت ريوف الحميضي، التي تعيش في ألمانيا وعمرها 15 عاماً، مقترحا إلى شركة «يونيكود»، غير الربحية، التي تراجع وتطور رموزاً تعبيرية جديدة، ونال اقتراحها دعم ريديت أليكسيس أوهانان، وهو أحد مؤسسي منتدى المحادثة على الإنترنت، وإذا تمت الموافقة عليه، فسيكون متوفراً في عام 2017.
وأرسلت ريوف مقترحها إلى شركة «يونيكود»، بعدما قرأت تقريراً عن تصميم الرموز التعبيرية، وساعدها عضو في إحدى اللجان الفرعية بالشركة في إعداد مقترح بطريقة رسمية.
ويرى متابعون أن نجاح ريوف يوفر فرصة لأنسنة الصورة النمطية عن المسلمات المحجبات، والمسلمين الخليجيين لارتدائهم الشماغ، بعد تعرضها للتشويه بفعل غزو جماعات التطرف وإلصاق التهمة بصورة العربي والمسلم، وزاد من ذلك ما يسمى معركة الحجاب في بعض الدول الغربية التي تكابد مسألة الحجاب والنقاب بين فينة وأخرى.
وقالت ريوف في رسالتها إلى الشركة: «في عصر الرقمنة، أصبحت الصور عنصراً حاسماً في التواصل، وبالنظر إلى حجم الاختلافات في العالم، يجب أن يكون لنا تمثيل فيه، وعليه فإننا نقترح إضافة رمز تعبيري إيموجي بالحجاب». واستضاف فضاء «روديت» للمحادثة على الإنترنت نقاشاً بشأن مقترح ريوف، وأتاح لمستخدميه فرصة مناقشة فكرة الفتاة السعودية، وطلب البعض التدخل في النقاش، فيما تساءل آخرون عن الحجاب، واعتبروه «وسيلة لاضطهاد المرأة».
يذكر أن الفكرة لاقت جدلاً حول العالم، تواصلت إثره وسائل الإعلام عالمية مع الفتاة الحميضي لتقديم فكرتها حول «إيموجي حجاب»، وظهرت لهذا الغرض على قنوات «cnn»، و«bbc»، و«واشنطن بوست»، متحدثة عن الفكرة وكيفية تقديمها والهدف منها، وتعتزم لجنة التصميم تقديم نسخة نهائية لشركة «يونيكود» في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وبدأت فكرة إضافة «إيموجي» سعودي في التطبيقات لدى ريوف من مجموعات التواصل في «واتساب» مع صديقاتها في المدرسة، وقامت كل صديقة باختيار «إيموجي» يمثلها، إلا هي، فلم تجد «إيموجي» يمثلها بالحجاب، خصوصاً وهي ترتديه.
وكان الموقف حافزاً للكتابة لشركة «آبل» لإدراج «إيموجي» بالحجاب، غير أنها لم تتلق أي رد، لكنها لم تيأس من عدم رد «آبل».
وقبل نحو شهر شاهدت ريوف على قناة «ماشبل» على «سنابشات» كيف يتم تقديم عرض متكامل لفكرة «إيموجي»، ويقدم لشركة «يونيكود كونسورتيوم»، لتقدم عرضاً متكاملاً إليها، الأمر الذي لاقى استحساناً، كما لاقى استحسان الشركة وقبولها.



الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...