التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حرائق «غامضة» تطارد عائلة من منزل إلى آخر


جدة - عمر البدوي 

< ترابط فرقة من الدفاع المدني 24 ساعة يومياً في بلدة السلامة التابعة لمحافظة القنفذة جنوب مكة المكرمة، بعد أن تكررت حالات احتراق أحد منازل المواطنين فيها، مما ألزمهم المكوث حوله من دون مفارقته لحظة واحدة، إذ ما تنتهي مجموعة حتى تستلم مهماتها أخرى لسرعة التجاوب مع حالات الحريق عند تكرارها.
ولا يزال الغموض يلف رواية اشتعال النيران لأكثر من سبع مرات في منزل المواطن، إذ نشب الحريق أولاً في مطبخ المنزل قبل أن ينتقل إلى غرف أخرى وتبادر فرق الدفاع المدني لإخماده، واستدعيت لمواجهة الحالة مبكراً، ولكن الموقف لم ينته عند هذا الحد بل إنه وبعد ساعات اندلع الحريق في غرفة المعيشة بالمنزل، وثالثة في ملحق المنزل، وتكررت المأساة على امتداد يومين ماضيين حتى أتت على معظم أجزاء المنزل.
اضطر المواطن للانتقال إلى منزل أحد أقاربه بعد حدوث الكثير من التلفيات في منزله، ولكنه تفاجأ المواطن صباح اليوم التالي بانتقال الحريق لمنزل خاله، إذ احترق المنزل مرتين أولاً في الصباح والثانية بعدها بساعات قليلة من اليوم نفسه، في ظل وجود فرق الدفاع المدني المستمر بموقع الحادثة منذ بداية القصة الغامضة مجهولة الأسباب، والتي جعلت المواطن في حيرة من أمره.
الحريق حتى الآن امتد إلى أربعة منازل من البلدة نفسها وتشريد سبع أسر تضررت هي وممتلكاتها من حال الحريق المستمر في منازلهم، واضطر أهل المنازل المتضررة أن يبيت بقية أثاث منازلهم خارجها حتى تنتهي الأزمة التي لا يجدون لها تفسيراً أو حلاً، إذ سبق أن احتفظ أحدهم بالأثاث في منزل أحد جيرانه ولكن الحريق طاردها مجدداً والتهمه عن بكرة أبيه.
نامت العائلة في يوم جديد على أمل بأن تنتهي القصة وينقضي الخطر، ولكن النار عادت للاشتعال من جديد في آخر بيت نزلوا به، وبادرت فرق الدفاع المدني المرابطة بالقرب منه منذ أيام إلى احتوائه مجدداً، وبحسب رواية أفراد العائلة، تضطرم النار مباشرة من دون وجود ما يستدعي أو يفسر سبباً لاشتعالها.
وشكل رئيس مركز حلي إبراهيم العيافي لجنة تحقيق وتقصي لحالات الحريق المتكررة على أمل بأن تبدأ مهماتها خلال الأيام القليلة المقبلة، وتساعد في وضع حلول أمام الأزمة المتفاقمة التي لا تكاد تتوقف.



الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...