التخطي إلى المحتوى الرئيسي

معلم الصفوف الأولية في السعودية.. تعليم بنكهة أبوية



جدة - عمر البدوي 


< بداية العالم الدراسي تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمعلم في إحدى المدارس السعودية يستقبل طلابه في أول يوم دراسي في الصف على طريقته الخاصة، إذ استقبلهم بحفاوة، وقبّل رؤوسهم، وضمهم إليه، فيما بادله طلابه الأمر نفسه.
تصرف المعلم حظي بالإشادة الواسعة ونال استحسان المغردين، واعتبروا المعلم المربي والأب في الوقت نفسه، إذ استقبلهم جميعاً بصفتهم أبناء، اشتاق لهم وتحركت مشاعره عند لقائهم، بينما بادله الطلاب التحية والإجلال.
يتميز معلمو المراحل الأولية بطابع خاص ومؤثر، إذ إنهم يضعون اللبنة الأولى في نفوس الطلاب وأذهانهم، كما يشكلون القنطرة الأولى بين البيت والعالم الخارجي، بعد أن بقي الطالب حبيس بيته وأحضان والديه، ثم انتقل وللمرة الأولى خارج هذا الإطار إلى الصف الأول الابتدائي، وبين يدي معلمه الذي سيكون على قدر عالٍ من الهدوء والرويّة والصبر.
تنتشر بين فينة وأخرى صور من إخلاص المعلمين وحرصهم على مبادلة طلابهم مشاعر الود والتقدير، لخلق شعور الطمأنينة في ظروف في المدرسة، إذ تجد المقاطع المتداولة رواجاً كبيراً بين الناس، وتُعد تعبيراً صادقاً وجلياً عن أداء المهنة بأكمل وجه وأبهى صورة.
الأمر نفسه جرى مع مقطع لمدير إحدى مدارس محافظة جدة الأهلية حمدان العويضي الذي ظهر فيه وهو يتعامل مع طلابه بأسلوب مختلف، هذا الأسلوب تم تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر فيه العويضي وهو جالس على ركبتيه، ويحتضن طلابه بصورة معبّرة، بنية إعطاء الثقة لطلابه والترغيب في المدرسة بدلاً من ترهيبهم.
ويشتهر معلم الصفوف الأولية بمدرسة «الطفيل بن عمرو» التابعة لمكتب تعليم الصفا بجدة محمد الغامدي بأسلوبه المميز في التعامل مع الطلاب، من جهة التواصل الأبوي معهم أم إجادة أداء حصصه التعليمية، التي تتسم بالتنوع والتطبيق والممارسة، وعلى رغم تقدمه في العمر إلا أنه يعامل أبناءه الطلاب على قدر عالٍ من الندية والثقة والاحترام.
وتداول المغردون من خلال وسم على «تويتر» «#محمد-البطيح» من خلال مقطع فيديو لزيارة مدير تعليم جدة عبدالله الثقفي لمدرسة «الطفيل بن عمرو»، وحضوره حصة للمعلم محمد الغامدي، وفي نهاية الشرح المبسط عبّر الثقفي عن تقديره وإعجابه بطريقة شرح الغامدي، فقام بتقبيل رأسه في لمحة رائعة حازت تأييد المغردين.
يحاول المعلم الغامدي أن يمزج بين مهنته معلماً ومربياً، ولديه مهارات تعليمية عدة، إذ إنه دائم الاطلاع على جديد الأبحاث التي تخص الطلاب في الصف الأول الابتدائي، وما يخص شتات الطفل وفرط الحركة، والأمور التي تتعلق بالحال النفسية له، والنمو اللغوي والحركي عند الطلاب.



الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...