التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رخص «التواصل الاجتماعي» السعودية للحدّ من التجاوزات والحماية من الإعلانات المضللة


جدة – عمر البدوي 
شرعت وزارة الإعلام في إعداد وثيقة لتنظيم عمل المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، بهدف وضع ضوابط تنص على التزامهمالمعايير الأخلاقية والقيم الدينية والعادات الاجتماعية. وتتضمن مقترحات يجري إنشاؤها على إلزام المؤثرين بالحصول على رخصة في حال ممارستهم أنشطة إعلانية عبر حساباتهم، ويتم تجديد الرخصة سنوياً. وتستهدف الوثيقة ضمان التزام المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي المصداقية والموضوعية خلال موادهم المنشورة في حساباتهم.
وبارك أحمد السعيد المهتم بالشأن الاجتماعي الخطوة، وقال لـ «الحياة»: «أعتقد أنه مع وجود تجاوزات من بعض المشاهير فنحن بحاجة اليوم لوجود رخصة مهنية للدعاية والتغطيات ومشاركة أي مشهور لأي فعالية وفق بنود محددة يلتزمها، ويحاسب عند أي تجاوز»، داعياً إلى وجود جهة رسمية تُعنى بتطوير مهنية مستخدمي مواقع التواصل باحترافية، «فالإعلام رسالة وطنية سامية» بحسب قوله.
من جهته، قال الكاتب فاضل العماني لـ «الحياة»: «‏الأساس في هذا الأمر هو تحرير الإعلام المسؤول والمنضبط والوطني من الرقابة الصارمة والملاحقة المترصدة، لأن الإعلام الحر يُمارس دوره الحقيقي بكل كفاءة وحرفية ومهنية وإبداع حينما يتنفس الحرية، تماماً كالعصفور الجميل في سماوات الحرية وفضاءات الفرح. ذلك هو الأساس والمؤمل والمفترض».
واستدرك بالقول: «الأمر لم يعد يحتمل ضبط النفس الرقابي والحقوق المجتمعية، نتيجة الممارسات الخاطئة والصادمة، بل المستهجنة التي أصبحت العنوان الأبرز في مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي التي تُسيطر تقريباً على فكر ومزاج وسلوك كل مكونات وتعبيرات المجتمع».
ولفت العماني إلى أن هذه المنصات والشبكات المعقدة «لم تعد تؤثر فقط في الجماهير بمختلف الأعمار والمستويات، لكنها أصبحت هي التي تقود تلك الجماهير، خصوصاً تلك الطبقة الشهيرة من المؤثرين في مواقع التواصل الذين يُتابعهم الملايين من الأطفال والشباب»، مشيراً إلى أن مشاهير «السوشيال ميديا» هؤلاء «ليسو سلة واحدة، ولكن غالبيتهم لا يملكون الوعي بقيمة وخطورة وتأثير تلك الشبكات والتطبيقات والبرامج التي يُطلون منها على جماهيرهم العاشقة لهم حدّ الهوس، وكل ما يهمهم هو كسب المال والشهرة والمتابعين، فتلك هي حرفتهم وتجارتهم».
‏وأكدت ضرورة سن قوانين ولوائح تُنظم هذا المجال «المزدحم بالمشاهير غير المنضبطين، بل يحتاج الأمر إلى استحداث شروط ورخص وموافقات من وزارة الإعلام أو من الجهات المعنية، من أجل تحديد وتنظيم وتدريب ومراقبة المنتسبين لهذا المجال، ومحاسبة ومعاقبة وتجريم المخالفين والمسيئين، لاسيما المشاهير الذين يتابعهم الملايين».
وأشار فضل العماني إلى أن هؤلاء المؤثرين الذين يكسبون الملايين، «يجب أن يدفعوا جزءاً من أرباحهم الخيالية للدولة التي أتاحت لهم المجال والفرصة، بل الدعم في كثير من الأحيان، تماماً كما تفعل كل دول العالم».
فيما علق رئيس ملتقى «إعلاميون» عبدالعزيز فهد العيد على الخطوة، بالقول إن «الانفتاح الهائل على وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها، أحدث خللاً في تركيبة الرأي العام وفئة المثقفين والإعلاميين وصناع الرأي عموماً بالشكل التقليدي، وأصبح الكل سواسية، فكل من يملك جهازاً ذكياً صار مؤثراً، شئنا أم أبينا، إيجاباً أو سلباً، وإن كان الغالب الأخير». وأضاف العيد: «بالتالي تقدم الصفوف وارتقى السلم أناس بلا هدف نبيل، ولا رسالة هادفة، يحركهم المال وجنون الشهرة وقادوا قطيع العامة في نمط الاستهلاك وصناعة أولويات بديلة وتافهة، وتأتي على حساب الموضوعية والحقيقة وعلى الوطن ومواطنيه أحياناً، لذا أؤيد وبقوة أي تنظيم يأخذ في الاعتبار رقابة المضمون وجودة الهدف وعدم اللعب على المشاعر والغرائز فكما نجدد رخصة السواقة للتأكد من قدرة الإنسان على قيادة المركبة، كذلك يجب أن نفعل مع من يعدون أنفسهم قائدي الرأي العام عبر أجهزتهم الذكية».
وكانت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع أطلقت مبادرة «الميثاق الأخلاقي للتواصل الاجتماعي»، وتهدف إلى تشكيل وصياغة ميثاق تفاعلي ومرجع موحد للإعلام الرقمي في المملكة إلى جانب إيجاد ثقافة إعلامية متميزة في قنوات الحوار، فيما عكفت في إعداد مسودة للميثاق الأخلاقي بمشاركة المؤثرين في عدد من المناطق.
وأقيمت ورش عمل ومحاضرات تثقيفية موازية لمبادرة الميثاق الأخلاقي للتواصل الاجتماعي، بمشاركة أكثر من 1700 مشارك من المتخصصين والمؤثرين والمهتمين في الإعلام الاجتماعي، في إطار مبادرة الميثاق الأخلاقي للإعلام الرقمي.


الرابط :
http://www.alhayat.com/article/4588638


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائياً ع

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم، ومن

ماذا يخطر في بالك ( 5 ) ؟

هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) . راجياً لكم النفع والفائدة  . ضعف التقدير يقود إلى سوء التقرير . .................. كلما كان واقعك ثرياً وغنياً ، بارت بضاعة خيالك الواهم . …………… إذا أحببت شيئاً ثم التقيت به بعد غياب فكأن الروح ردت إليك بعد غيبة الموت ، أو العقل عاد بعد جنون ، أو الذاكرة استفاقت بعد غيبة . كل الأشياء الرمادية تسترجع ألوانها الزاهية ، والروائح الزاكية تستجرّ عنفوانها ، والمشاعر اللذيذة تستعيد عافيتها . ما يفعله الشوق بك من ذهاب العقل وغيبة الذاكرة وموات الروح ، يفعل بك الوصل أضعافه من الفرح والطرب والنشوة . لقد جُبل هذا القلب على الإلف بما يحبه والتعلق به حتى يكون بمثابة الطاقة الموصولة بألياف الكهرباء ، أو الزيت الذي يقدح النور ، والجمر الذي يستفز أعواد البخور . وإذا غاب المحبوب واستبد بك الشوق انطفأ نور الوجه وضاقت النفس وذهب الفرح حتى يعرف ذلك في حدة طبعك وانغلاق عقلك وعبوس وجهك ، فإذا التقى المحبوبان والتأم القلب عادت المياه لمجاريها وشعشع الوجه واتسع الثغر وانفرجت الأسارير . سبحان من خلق . ……………… إذا كنت تسم