التخطي إلى المحتوى الرئيسي

محمد الشمراني: اتهامي بالأدلجة بلا معنى... و «زوار السفارات» الأكثر بعداً عني


آخر تحديث: الأربعاء، ١٨ أبريل/ نيسان ٢٠١٨ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)جدة – عمر البدوي 
قال الروائي السعودي محمد صالح الشمراني إنه ليس مؤمنا بنجاح فكرة الأدب الاسلامي في شكله الحالي، وإن كان يمكن له إرضاء تطلعات فئة محدودة، مشيرا إلى أنه سرعان ما سيتخلى عنه الكاتب إذا وجدت رائحة الأدب بصورته الأرحب. وأوضح الشمراني في حوار لـ«الحياة» أن بعض الضوابط الشرعية تحد من أفق الكاتب، وتقيده أحيانا، وتمنعه أحيانا أخرى من الخوض في مجالات محببة للنفس وللقلم، ومع ذلك فهو يحاول تقديم أدب يجمع بين الأدوات الفنية ويحافظ على الحد الأدنى من القناعات والمبادئ الشخصية.
وصدر للشمراني ثلاث روايات، أولاها «أميرة2» التي فازت بالمركز الأول في مجلة البيان اللندنية العام 2007 وروايته التي أثارت جدلاً كبيراً في المحيط الثقافي السعودي وكانت بعنوان «زوار السفارات» ثم روايته «وطن».
إلى نص الحوار:


> هل يصح الآن القول بوجود أدب إسلامي أو محافظ؟
- الأدب الإسلامي موجود على الخارطة بالتأكيد، وإن كان خجولاً ومنكفئاً، لا يكاد يسمع له صوت، لست مؤمنا بنجاح فكرة الأدب الاسلامي بشكله الحالي، وإن كان يمكن له إرضاء تطلعات فئة محدودة، سرعان ما تتخلى عنه إذا وجدت رائحة الأدب بصورته الأرحب، الأدب في طبيعة تكوينه الكثير من التمرد، والجنوح نحو المعاكسة، وحينما يأتي الدين بمنهج وجودي وأخلاقي يأتي ليرسم منهجه السماي المتكامل فيقيد ويؤطر الكلمة، ومن هنا يجيء الاشتباك، وصراع المبادئ.
> في معارض الكتاب، تلاحظ بوضوح طوابير المتلهفين لاقتناء الروايات، يبدو أن زمن أو عصر الرواية لا يزال فاعلاً؟
- الإقبال على القراءة ظاهرة إيجابية بحد ذاتها، وظهور أندية القراءة والكتابة شيء مبهج كم أتمنى احتواءها ودعمها. عصر الرواية لا يزال فاعلا بالتأكيد، لكن ربما عبر موجات متباينة، نلحظ مثلا عام ٢٠٠٥ وما بعده دخول الرواية السعودية منعطفا جنونياً من الناحية الجماهيرية، يعود ذلك حينما تقحمت بعض الروايات الشبابية لشرائح ما كانت تحلم الرواية السعودية بالوصول إلى عتبتها في يوم من الأيام، يمكن بوضوح ملاحظة امتداد الموجة الروائية المحلية سنوات عدة بعد ذلك ثم انحسارها تدريجياً، لكن أعتقد أنه يبقى للرواية الزخم الأقوى من بين أصناف الكتابة الأخرى، وعلى كل حال الفيصل الأخير هو لغة الأرقام لدى دور النشر والتوزيع.
> لديك تجربة في «مقهى رواية» لأي حد تحتفظ مثل هذه التجارب بروح الصوالين الأدبية التقليدية؟
- فكرة «مقهى رواية» مختلفة نسبياً، وإن كانت اقتنصت أصل الفكرة من الصوالين الأدبية التقليدية، المقهى يجمع المهتمين بكتابة الرواية في المنطقة الشرقية من فئة الشباب، نشرب القهوة كل مرة في مقهى مختلف، ونتجاذب هموم الكلمة والحرف.
> يتهم البعض رواياتك بأنها مؤدلجة، وتخدم أهدافا مسبقة، وهذا يحد من تمثلك لقيم الرواية التي تميل للخيال والإبداع والفن أكثر؟
- تهمة الأدلجة يمكن أن يستخدمها أي أحد، والحقيقة أجدها وصفاً مملاً ومستهلكاً وخالياً أيضاً من أي معنى، الفن يمكن أن يكون بلا مبادئ ولا هدف، لا اعتراض على من يُؤْمِن بذلك، لكن حينما يتناول الأدب فكرة بالنقد أو التأييد، أو يحمل رسالة ما.. يسمى مؤدلجاً؟!
> من الذي اخترع التضاد بين الفكر والسياسة والأدب؟
- وصم الأدلجة عندنا للأسف يتوجه غالباً نحو محاولة تعرية الأدب من أي مضامين نبيلة، أنا مؤمن تماما أن الكتابة هم ورسالة، على الأقل على النطاق الشخصي، لدي فكرة مازلت أحملها، أريدها أن تصل في أجمل حلة فنية، أحاول ذلك ما استطعت، رفوف المكتبة ملأى بالأدب المكشوف، والأدب الفارغ.. ولا أريد أن أركن نسخة أخرى منه.. دعيّ الأدلجة تراه يحتفي بأديب لاتيني يصور مقبض باب خشبي في عشر صفحات روائية مملة.. أو روائي عبثي آخر يصور تحول إنسان إلى حشرة في رواية كاملة.. ويرى في ذلك عمقاً أسطوريا.. ثم يضيق بأدب آخر يحمل فكرة تخالف توجهه.. وينعته بالأدلجة..!
> كتب الروائي والكاتب طاهر الزهراني «محمد سيكتب جيدا إذا أراد ذلك، وأتمنى أن يكتب في المرة المقبلة عملا إبداعيا جميلا، طالما انه يملك روح السارد في داخله»؟
- يأتي هذا الحديث في سياق الوصم بالأدلجة، لست راضياً بما يكفي عن بعض أعمالي، وفِي كل مرة أشتعل ندماً حينما أدفعها للمطبعة، تمنيت أنني تريثت أكثر في نشر «زوار السفارات».. الحقيقة أنها الرواية الأكثر بعداً عن قلبي، استفدت ومازلت أستفيد من الأقلام الناقدة لكني لست مقتنعاً بوصاية البعض على طرائق التعبير ومحاولة حصر الفن الروائي في شكل معين يرتضيه.
> الرواية الملتزمة أو المحافظة لها جمهورها الخاص، وهذا قد يجعل القلم مستسلماً للجمهور لأنه يعزز ما تتبناه ولا يثير لديها الأسئلة المنفتحة، وهو ما قد يناقض دور الأدب وروح الفن؟
- الاستسلام للجمهور مرض خفي، أتمنى ألا أكون قريباً من حماه، لكن الصورة ليست كذلك، فالرواية المحافظة تكتب برأيي وفق قناعات الروائي المحافظ التي يُؤْمِن ويدين بها.. وليس يكتبها في ظني إرضاء لجمهور هو في أصله قليل، الكتابة المحافظة تقييد للقلم، وتبنِّيها من دون قناعة شخصية مجرد عبث، وهي على كل حال لا تغري ولا تغني..

> هل ما زلت تؤمن أن «الليبرالية مجرد موضة» كما قلت مرة؟
- الحقيقة أنني لا أتذكر متى قلت ذلك، ذاكرتي مثقوبة يا صديقي، وهل أبقت لنا فوهة النيران التي تشتعل من حولنا شيئا نتذكره؟ عموما.. الفكرة -أية فكرة- تستمد وجودها من ملهم عبقري، أو من فكرة دافقة دافعة، أو عبر دبابة عسكرية، أو ربما عبر ثورة إنسانية عبثية.. وبقاء الأفكار وامتدادها أو انحسارها مرهون ببقاء مسببات وجودها.
> رواية «زوار السفارات» تنتمي إلى مرحلة من التنابز الثقافي، المشهد الثقافي السعودي تغير كثيراً الآن، يبدو التيار المحافظ اليوم كامناً ومنسحباً؟
- من الطبيعي أن تتبدل سجالات كل مرحلة، كل جيل له همومه واهتماماته، لكن لو تركنا النهر يمضي لمجراه لما تشكلت لنا أخاديد مشوهة.
> ما هو عملك المقبل، هل يمكن أن تتوقف عن كتابة الرواية إلى مشروع آخر؟
- من أكثر الأسئلة التي توجعني حقاً. توقفت عن النشر منذ خمس سنوات، بدأت في كتابة عمل يتحدث عن مستقبل «وجود الصحراء»، وأظنني الآن تائه بين كثبانه، مازلت أبحث عن مفازة.. وأرجو أن أجدها قريباً.
> لكن هل أتخيل نفسي في غير فن الرواية؟
- الحقيقة كانت لدي أمنيات حالمة للغاية خارج عوالم الأدب، أمنيات ربما أراها اليوم عبثية أكثر، تخليت عنها جميعا، كلما يتقدم بي العمر أكثر كلما انكفئ على نفسي أكثر.. باحثا عن بهجة ذاتية، أو انتصار داخلي، لقد حققت الانتصار العاطفي الأكثر صعوبة من كل الأحلام الطينية.


الرابط :




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائياً ع

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم، ومن

ماذا يخطر في بالك ( 5 ) ؟

هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) . راجياً لكم النفع والفائدة  . ضعف التقدير يقود إلى سوء التقرير . .................. كلما كان واقعك ثرياً وغنياً ، بارت بضاعة خيالك الواهم . …………… إذا أحببت شيئاً ثم التقيت به بعد غياب فكأن الروح ردت إليك بعد غيبة الموت ، أو العقل عاد بعد جنون ، أو الذاكرة استفاقت بعد غيبة . كل الأشياء الرمادية تسترجع ألوانها الزاهية ، والروائح الزاكية تستجرّ عنفوانها ، والمشاعر اللذيذة تستعيد عافيتها . ما يفعله الشوق بك من ذهاب العقل وغيبة الذاكرة وموات الروح ، يفعل بك الوصل أضعافه من الفرح والطرب والنشوة . لقد جُبل هذا القلب على الإلف بما يحبه والتعلق به حتى يكون بمثابة الطاقة الموصولة بألياف الكهرباء ، أو الزيت الذي يقدح النور ، والجمر الذي يستفز أعواد البخور . وإذا غاب المحبوب واستبد بك الشوق انطفأ نور الوجه وضاقت النفس وذهب الفرح حتى يعرف ذلك في حدة طبعك وانغلاق عقلك وعبوس وجهك ، فإذا التقى المحبوبان والتأم القلب عادت المياه لمجاريها وشعشع الوجه واتسع الثغر وانفرجت الأسارير . سبحان من خلق . ……………… إذا كنت تسم