التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الوشمي لـ«الحياة»: الأندية الأدبية مطالبة بإتقان عملها



جدة – عمر البدوي 

وضح الأمين العام لمركز الملك عبدالله لخدمة اللغة العربية الدكتور عبدالله الوشمي أنه لا يمكن وصف حال اللغة العربية سوى من خلال أرقام ومؤشرات، وأنه في غياب هذه المؤشرات يصعب القول بأن اللغة العربية تعيش حالاً من الانتشار فقط، إنما أيضاً حالاً من التعثر. ولفت إلى أن خدمة اللغة العربية مسؤولية الجميع، وليست وظيفة فرد أو مؤسسة.
واعتبر الوشمي في حوار مع «الحياة» أن تجربة الانتخابات في الأندية الأدبية تستحق الدرس من نواحٍ عدة. وقال إن الأندية الأدبية مؤسسات ثقافية لا تختلف عن غيرها من المؤسسات، وإنها مطالبة بأن تبذل وسعها لإتقان عملها. إلى جانب اهتماماته باللغة العربية وخدمتها، فالوشمي شاعر معروف وقدّم إنجازاً شعرياً جعل منه أحد أهم الشعراء في جيله، من دواوينه «البحر والمرأة العاصفة»، و«قاب حرفين»، و«شفاه الفتنة»، و«فتنة القول بتعليم البنات». إلى نص الحوار:
> كيف هو حال اللغة العربية اليوم في ظل طوفان التقنية الذي يغير على كل الأشياء؟
- من زاوية علمية، لا يمكن أن نصف حال اللغة العربية إلا من خلال أرقام ومؤشرات دقيقة، ولذلك فإننا في ظل غياب المؤشرات الدقيقة وظهور المؤشرات العامة نستطيع أن نقول: إن الحال العام للغة العربية يوحي بزوايا من التألق والانتشار وزوايا من التعثر، بخاصة في مجال لغة الشباب، وما يجب أن نتيقنه هو أن هذا الموقف ليس موقفاً من اللغة العربية فحسب، وإنما هو موقف طبيعي أفرزته التقنية تجاه اللغات المتعددة، وقد صدرت دراسات كثيرة في مجال التخطيط اللغوي عربياً وأجنبياً تربط علو استخدام اللغة وانحداره بمسائل التقنية، فاللغة مثل العملة ترتفع قيمتها بكثرة المتداولين لها، وهذا ما يرتبط بالسياسات اللغوية كما نُظر لها، حتى بلغ الحديث عن ذلك في مفهوم حرب اللغات. علماً بأننا نقدم جهودنا في المركز في سياق التواصل والتعرف والتمازج مع ثقافات العالم والتقاطع معها.
> كيف ينبغي أن تكون العلاقة بين العامية والفصحى؟
- مستويات اللغة العربية متعددة، ولئن رفضنا بشكل قاطع كسر النظام اللغوي، أو هدم المسلمات اللغوية، أو التقليل من قيمتها، فإن الواجب أن تتسع آفاقنا ونظرتنا وصدورنا لقبول مستويات اللغة العربية الأخرى التي حين تخل ببعض الاشتراطات اللغوية، فإننا ندعوها إلى التصحيح والمعالجة، مثل بعض الاستخدامات العامية التي لا تنقض الأساس اللغوي.
لا نركز في المركز على الدراسات التي تتعمق في مجال العاميات، أو أننا لا نُعنى بها في هذه المرحلة، ولكننا نُعنى بالدعوة إلى استخدام اللغة العربية والحرص على فصاحة المفردات، وفي الوقت نفسه نبادر إلى التأكيد على قيمة لغتنا واتساعها وقدرتها على هضم المفردات المتعددة وعلى اقتراض الجديد منها.
خدمة اللغة العربية مسؤولية الجميع، وليست وظيفة فرد أو مؤسسة. هذه القاعدة هي المنهج الذهبي الذي ندعو إليه ضمن ما وجه به معالي المشرف العام وزير التعليم، وننطلق من خلاله في مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، وهو الذي نجعله مفتاحاً للإجابة على مثل هذا السؤال، لنقول: يتعين على جميع الجهات والأطراف من الأكاديميين والتربويين والآباء والأسر والمجتمع ورجال الإعلام ورجال السياسة تجاه أي مزاحمة للغة الفصيحة أن ينهضوا بتسديد الفجوات والأخطاء الموجودة في أي قطاع وأي مسار تنظيمي. وهذا ينقلنا إلى تأكيد الدعوة الدائمة والمتكررة إلى ضرورة إيجاد سياسات لغوية عربية عامة تؤصل لاستخدام اللغة العربية وتمكينها، وتفسر الأنظمة العامة التي تنص على أن اللغة العربية لغة الدولة بحيث يتضح للجميع طريقة استخدام العربية في التعليم وفي الحياة العامة وفي المجتمع والمطارات وفي الفنادق وغير ذلك، من دون أن تترك للاجتهادات.
> ما قيمة أن يؤسس مراكز وتعتمد أيام للفصحى، إذا كان أهل اللغة يعانون ضعفاً في الإنتاج العالمي؟
- تأسيس المؤسسات المعنية باللغة العربية واعتماد برامج مثل الأيام العالمية، هو طريقة من طرق العمل على صناعة البيئة اللغوية السليمة وإعلاء الشأن اللغوي في المجتمع، ولذلك فإننا نقول: إنها سبلٌ ومجالات تعزز حضور العربية وثقافتها في النطاقات الدولية، وتصنع فضاءً وتنميطاً صحيحاً لقيمة العربية ومستخدميها في العالم، ولكننا نؤكد دائماً على أن هذه المواسم يجب أن تكون للإنتاج وتقويم الجهود وإطلاق المبادرات، وليست للاحتفاء الخطابي المجرد.
> هل تعتقد أن ارتباطك بمشاريع ومؤسسات لخدمة اللغة يثقل قريحتك الشعرية بالاهتمامات الجادة ويمنع اعتكافك على الإنتاج الشعري الشخصي؟
- ربما أقول: إن الارتباط الإداري هو الذي قد يؤذي التوقد الشعري والإبداعي، وربما أمتدُّ بذلك فأربطه بنزوع العقل إلى التفسير المنطقي للأشياء والمواقف، ثم أنتقل وأشير إلى أن الارتباط الإداري باللغة العربية يتيح مساحة أوسع من غيره من الارتباطات، وذلك لوجود عدد من الفضاءات الجمالية المناسبة. والمؤكد أن الشأن الإداري ينهك القريحة بالحدود المنطقية والإدارية والصارمة لآليات العمل، ولكن المبدع الحقيقي هو الذي تضغط عليه المواقف مهما كانت، فتورق في قلبه وعلى لسانه وفي ضميره مشاعر اليقظة والأحاسيس المبدعة.
> كنت يوماً رئيساً لنادي الرياض الأدبي، يتزايد الكلام اليوم عن ضعف دور الأندية بما يبلغ انعدام جدواها، ما رأيك؟
- الأندية الأدبية مؤسسات ثقافية لا تختلف عن غيرها من المؤسسات في مجتمعنا بعامة، وهي مطالبة أن تبذل وسعها لإتقان عملها، ولكنها تتحرك وفق أطر عامة لدى جميع المؤسسات، وأطر خاصة بها تتصل باللوائح المنظمة لها، وأطر افتراضية غير مرئية تتصل بطبيعة المسؤولين عنها مباشرة في مجالس الإدارات، وبالوفرة المالية وبالتراكم في الخبرة أو التراكم في منجزات هذا النادي أو ذاك. والمؤكد أنه لا يمكن اتهام هذه المؤسسات أو الدفاع عنها بشكل نظري، لأنها مؤسسات مفتوحة على المجتمع، ولذلك نجد مواقف متعددة تجاه بعضها، فتجد من يقف موقفا سلبياً منها، ونجد من يقف موقفاً إيجابياً منها، والمتفق عليه أنها من المؤسسات التي تُطالب بالكثير. وبعض المنجزات التي قدمتها الأندية الأدبية كانت رائدة ومميزة، وعلينا أن نستذكر بعض الإنجازات في مجال الإصدارات أو بعض الملتقيات أو بعض البرامج الخاصة بالشباب أو الطفل أو المرأة أو غير ذلك، ولكن هذا لا يمنع من استمرار المطالبة برفع مستوى الأداء، بل إنه يتعين علينا أن نتطلع إلى المزيد، ولا يمكن تقديم إجابة واحدة على السؤال الثقافي وإنما يجب أن تظل الأسئلة دائمة ومتعددة ومتكررة ليظل العمل متوهجاً ودائماً ومتنوعاً.
> كنت أول من تولى رئاسة النادي بطريق الانتخابات، كيف هي تجربة صناديق الانتخاب في مقاعد الأندية الأدبية، هل قدمت ما يستحق الاستمرار فيه؟
- كانت تجربة لافتة تستحق الدرس العميق من جميع الأطراف، بخاصة وزارة الثقافة والإعلام، إضافة إلى عدد من الإعلاميين الذين تعمقوا في درس هذه التجربة وكتبوا عنها وراقبوها بشكل دقيق مع أعداد من المنتسبين إلى الجمعيات العمومية في الأندية الأدبية الذين من حقهم أن يقاربوا هذه التجربة، فهذه تجربة وطنية تستحق النظر وإعادة التقويم والانطلاق بها إلى مسارات أرحب.
> هل يواجه المجتمع قيوداً اجتماعية دون تمكين بعض الاستحقاقات المدنية والسياسية على غرار «فتنة تعليم المرأة»؟
- مجتمعنا السعودي مجتمع ناهض، وينمو بشكل متسارع في مسارات متعددة، وتجتهد الدولة بقيادة المشروع الحضاري نوعياً وتراكمياً، ولذلك لم يكن غريباً لي في دراستي لواقعة تعليم البنات وإطلاقه في البداية، أن تكون الدولة هي التي استطاعت أن تقود هذا المشروع إلى آفاقه العليا، وأن تنطلق به برؤية رشيدة بدأت منذ عهد الملك سعود والملك فيصل، ووقت أن كان الملك فهد في وزارة التعليم لاحقاً، كما كان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وقت إمارته للرياض جهد بارز في تسهيل إجراءات افتتاح المدارس، وهذا يعني أن وجود المعوقات أو الممانعة الاجتماعية في ذلك الوقت من بعض فئات المجتمع لم تكن سبيلاً إلى أن توقف الدولة مشروعها الحضاري، وإنما قادته واستطاعت أن تحفظ استقرار المجتمع، وأن تقدم له المستوى المناسب والمميز في هذا السياق.
> انتشرت صور لطوابير طويلة من قاصدي معرض الرياض الدولي للكتاب، هل يحمل المستقبل جيلاً سعودياً مختلفاً برأيك في ظل ما يتنامى لديهم من حس ثقافي ووعي كشفته وسائل التواصل الجديد؟
- قد يشعر المتأمل بوجود نوع من تنميط المجتمع بوصفه مجتمعاً لا يحتفي بالجدية والكتاب والمعرفة والانضباط، وهذا يمكن أن نلمسه على مستوى بعض النكات والرسومات وتبادل الآراء والمقاطع في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، لكن يجب أن نتنبه إلى أن هذا المجتمع مجتمع متنوع، ويحتضن كل النماذج. وهناك مسارات بارزة علينا أن نتوقف عندها ملياً، ومنها ما يحمله معرض الرياض الدولي للكتاب من نماذج نوعية في تغيير الصورة التي وضعنا أنفسنا فيها، إذ تدل هذه الصورة على تميز كبير في الإقبال على المعرفة والقراءة. وهناك صور إيجابية متعددة نجدها في الجامعات وفي الأندية الرياضية وفي عدد من الشركات، كما تتجلى أيضاً في المواسم الكبرى مثل رمضان والحج وفي المدن المقدسة، وذلك على مستوى النظام والتعاون المجتمعي والخدمة والبر وتعميق المعرفة والمبادرات التطوعية الشخصية، وهي نماذج يجب على الإعلام وعلى المجتمع وعلى التربويين وعلى الأكاديميين أن يعنوا بتسليط الضوء عليها، وأن نقرأ كتاباً قادماً لأحد المفكرين يتأمل في التحولات الاجتماعية المتنوعة وفي الصور المتقابلة في مجتمعنا، وقراءة الأنماط التي تتغير وتتزحزح من موقع إلى موقع آخر.
> البعض لا يراهن على قيمة ما يقرأه الشباب اليوم، إذ ينحو إلى الروايات والكتب السطحية، وأحياناً يفسر هذا الاندفاع بضيق خيارات الشباب أو حمى الموضة، ماذا تقول؟
- لا أحبذ تحميل الشباب مسؤولية مشكلاتنا، وأن نصفهم بصور نمطية سلبية بأنهم كسالى، وأنهم لا يقرؤون إلا الضعيف، وأنهم لا يهتمون، وإذا اهتموا فإنهم يهتمون بالأشياء قليلة الأهمية، لأن الواقع لا يقول ذلك دائماً. هناك نماذج من الشباب نلومهم، وربما نحاسبهم. ولكن هناك نماذج مميزة في مجتمعنا إنما قادها الشباب، فالشباب يجب أن يكونوا جزءاً رئيساً من الحل، وليسوا جزءاً من المشكلة فقط، وإذا كنا نشير إلى بعض القراءات السطحية للشباب، فإن من الشباب من ألَّف كتباً مميزة، ومنهم من حقق مراكز متقدمة على مستوى الشعر، بل إن منهم من أنجز إنجازات علمية متخصصة في مجال العلم التطبيقي المتخصص. وفي مستوى اللغة العربية، نقول: إن أبرز المبادرات النوعية الخادمة للغة العربية في عصرنا الحالي إنما قدمها الشباب.



الرابط :

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائياً ع

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم، ومن

ماذا يخطر في بالك ( 5 ) ؟

هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) . راجياً لكم النفع والفائدة  . ضعف التقدير يقود إلى سوء التقرير . .................. كلما كان واقعك ثرياً وغنياً ، بارت بضاعة خيالك الواهم . …………… إذا أحببت شيئاً ثم التقيت به بعد غياب فكأن الروح ردت إليك بعد غيبة الموت ، أو العقل عاد بعد جنون ، أو الذاكرة استفاقت بعد غيبة . كل الأشياء الرمادية تسترجع ألوانها الزاهية ، والروائح الزاكية تستجرّ عنفوانها ، والمشاعر اللذيذة تستعيد عافيتها . ما يفعله الشوق بك من ذهاب العقل وغيبة الذاكرة وموات الروح ، يفعل بك الوصل أضعافه من الفرح والطرب والنشوة . لقد جُبل هذا القلب على الإلف بما يحبه والتعلق به حتى يكون بمثابة الطاقة الموصولة بألياف الكهرباء ، أو الزيت الذي يقدح النور ، والجمر الذي يستفز أعواد البخور . وإذا غاب المحبوب واستبد بك الشوق انطفأ نور الوجه وضاقت النفس وذهب الفرح حتى يعرف ذلك في حدة طبعك وانغلاق عقلك وعبوس وجهك ، فإذا التقى المحبوبان والتأم القلب عادت المياه لمجاريها وشعشع الوجه واتسع الثغر وانفرجت الأسارير . سبحان من خلق . ……………… إذا كنت تسم