التخطي إلى المحتوى الرئيسي

وجوه يمنية: الواقع وناسه في أعمال الفنان زكي اليافعي

الفنان اليمني زكي اليافعي يرسم الوجوه المعبّرة، وكأنه يوم يمرر أصابعه في ثنايا الملامح ليصلها بأعماق الإنسان اليمني المنطوي على الكثير من الكلام المضمر.
الأحد 2019/02/10

يمتلك الفنان اليمني زكي اليافعي قدرة خيالية على رسم الوجوه، والخيول، والريف اليمني، التفاصيل التي تحتفظ بها لوحاته، دقة ملامح الوجوه تنبئ عن حجم الموهبة التي يتمتع بها الفنان. عندما تطالع لوحاته الزيتية تظن لوهلة أنها من عمل الكاميرات، صور مكبّرة التقطتها عدسة ماهرة، لكنها في الواقع رسومات متقنة من يد رسام ماهر، إذا تفحّصت التفاصيل جيّداً ستلاحظ ذلك، وستنتبه إلى كفاءة هذا الرسام وقدرته على تجسيد الواقع عبر لوحاته الجميلة.
ليس مجرد ناقل، أو وسيط بين الواقع ولوحاته، هذا الفنان، فهو يختلف كثيراً عن المصور، الذي تقترب أعماله في دقتها من فن التصوير، لكن عندما ندقق في أعماله ثمة شيء لا بد أن نعثر عليه، فهو يجيد وهو يرسم تلك الوجوه المعبّرة، نقل الأحاسيس، وكأنه يوم يمرر أصابعه في ثنايا الملامح يصلها بأعماق الإنسان اليمني المنطوي على الكثير من الكلام المضمر، الملامح الصامتة في لوحاته تقول الكثير لمن يرهف سمعه.
موهوب بالفطرة، فهو يرسم، مذ كان طفلا، الأشياء المحبوبة لديه، كان يبدو متيّماً برسم الخيول، لما فيها من رشاقة ومقاسات ونسب وتشريح رباني رائع.

بعدها وبفعل التشجيع من الأهل والمدرسين استمر يرسم بشغف وحب حتى سنوات الجامعة، ومع تراكم الخبرات الفنية والثقافية ازداد تعلقه بفن الرسم، وبرزت مهاراته في أعمال ستستقطب إليها محبي فن الرسم.
بسبب ميوله نحو الواقعية في سلوكه وطباعه كإنسان، أحب المدرسة الواقعية، وعمل على تطوير مهاراته وقدراته من خلال المتابعة والاطلاع على أسس هذه المدرسة كالتشريح والمنظور، والمقاسات والنسب وعلاقات الألوان.
في أجواء تحتشد بالتراث وعناصره تجذّر لديه الاهتمام بتلك العناصر، وبالمكونات التراثية، وبكل أصيل وقديم، وكل ملمح من تراث عريق، وقد أخذ على عاتقه رسم المناظر المتصلة بالبيئة اليمنية، ونقل عناصر هذه البيئة إلى اللوحة، وقد حمل ذلك كرسالة أسهم من خلالها في نشر التراث اليمني العريق.
جسد ذلك في خصوصيات الملبس وفي المهن القديمة والمباني التاريخية، وأسهب في رسم الفئات البسيطة الفقيرة، يرسم أحوالها وجعل أعماله تنطق بأحزانها ومعاناتها، وهو يشعر بأنه يقدم فنا متصلا بالناس يوصل عبر الفن رسالتهم إلى كل المجتمع. وقد حقق انتشارا كبيرا، وتمكن من الفوز بالعديد من الجوائز.

يقول زكي “الفن الجميل والقريب إلى قلوب الجمهور وحب الآخرين هو ما يحمل رسالة إنسانية بامتياز. غلب على أعمالي رسم كبار السن وتفاصيلهم الكثيرة، ذلك لأنهم أصحاب هوية واضحة وصريحة، كما أنني أكن تقديرا خاصا لهذا الجيل فهو كله عطاء ومحبة وعمل ومتشبث بالأرض والأشجار”. فاز بالعديد من الجوائز، منها جائزة رئيس الجمهورية المركز الأول بالجمهورية 2007، وجائزة وزارة السياحة لأفضل منظر سياحي، وجائزة بعثة الاتحاد الأوروبي بالمركز الأول، وجائزة دبي الثقافية، ومثّل اليمن في العديد من المعارض والمهرجانات الخارجية.
الحديث عن طموحه كفنان سوف يقودنا إلى ذكر تلك السلبيات التي تعوق عمل وتطلعات الفنان في المجتمع اليمني والعربي عموما. يعتبر أن “طموح الفنان دائما هو أن تتغيّر تلك الأحوال النافرة، فاليمن يفتقد إلى الكثير من العوامل والأسباب التي من شأنها أن تنهض بالمشهد الفني، مثل الصالات أو الغاليريهات المتخصصة لهذا الفن، والتي تعطي تأثيرا إيجابيا في رفع الذوق العام، وكذلك الجامعات والمعاهد الفنية ونقص الفعاليات كل هذا يتسبب في ضعف التذوق العام للفن التشكيلي، وندرة الثقافة المتصلة بالعمل الفني.

هناك القليل من المهتمين بالفنون البصرية في اليمن، خصوصا ممن عاش في الخارج. يطمح الفنانون التشكيليون إلى تجاوز كل هذه العوامل المحبطة للفنان، ويتمنون لهذا الإبداع التقدم والارتقاء إلى المستوى المتوقع من الشخصية اليمنية ذات الطبيعة الخلاقة. أعرف أن المهمة ليست سهلة أمام الفنان، خصوصا أن العربي يفتقد، عموما إلى ثقافة اللوحة وقيمتها في منزلة تأتي بعد أشياء وكماليات لا تستحق أن تقارن باللوحة الفنية.
أخيرا، يعترف زكي بأن “الفن في حياتي هو العامل الذي يشعرني بقيمة الحياة ومذاقها الجميل، فاليوم الذي أرسم فيه أشعر بأني عشته.. بكل جماله.. لذلك أنأى بنفسي بعيدا عن السوء الذي يحصل في المشهد الإنساني، والسياسي بصورة خاصة. أرسم لكي أنسى كل ما هو حولي من مساوئ، وأعالج نفسي من التوتر أو الضغط النفسي والقلق بالرسم. الرسم أو الفن طاقة هائلة الجمال أشعر بها تتدفق داخلي عندما انتهي من إفراغها في المساحة البيضاء أشعر بقمّة السعادة”.

Yemeni artist finds ‘value of life’ in paintings

Yafei has won several awards, including Yemen’s Presidential Award in 2007, the Ministry of Tourism’s Award for the best landscape painting, the European Union Delegation Award and the Dubai Cultural Award. 
Sunday 10/03/2019

RIYADH - Yemeni artist Zaki al-Yafei has an incredible ability to paint faces, horses and Yemeni landscapes. The level of detail and the accuracy of the faces in his paintings are a glimpse of this artist’s talent.
A down-to-earth person in character and behaviour, Yafei said he was naturally attracted to the Realist school of painting. He worked on developing his skills and abilities by studying the foundations of this school of art, such as anatomy, perspective, proportions or the colour wheel.
Growing up in an atmosphere filled with tradition and heritage, Yafei said he developed a deep-rooted interest in patrimonial elements and all that is old and authentic. Yafei has assumed the duty of representing Yemeni landscapes, of transferring the elements of the environment onto canvas, thereby transmitting a message that spreads the country’s ancient heritage.
He embodied this heritage by capturing Yemeni sartorial specificities, old trades and craftsmen and historical buildings. He focused particularly on painting people from the poorer classes, representing their conditions and illustrating their sorrows and suffering in his work.
He said he feels that he produces art that is connected and relevant to people, using the artistic medium to convey their message to the rest of society.
“Art that carries a humane message is art that is beautiful close to the hearts of the public,” Yafei said. “Much of my work depicts the elderly in detail and that is because they have a clear and frank identity. I also have a special appreciation for this older generation. It is generous and loving and still clings to the land and the trees.”
Yafei has won several awards, including Yemen’s Presidential Award in 2007, the Ministry of Tourism’s Award for the best landscape painting, the European Union Delegation Award and the Dubai Cultural Award. He has represented Yemen in many exhibitions and festivals abroad.
Talking with Yafei about his aspirations as an artist will inevitably turn to a discussion about the obstacles that artists face in Yemeni and Arab societies. “The artist constantly hopes that these circumstances change,” said Yafei. “Yemen lacks many of the factors and conditions that could vitalise the artistic scene, such as galleries or exhibits, which would lift the public’s taste. There is also a lack of art universities, institutes and events. This results in poor popular engagement with the arts and a paucity of artistic culture.”
“Only a few people are interested in the visual arts in Yemen, especially those who have lived abroad,” he said. “Artists aspire to overcome these frustrating factors and wish for the art scene to rise to the expectations of the Yemeni creative personality.
“I know that it will not be an easy task, especially since Arabs, in general, lack the culture of the painting. It is valued less than other possessions and luxuries that do not even deserve to be compared to a work of art.”
He added: “For me, art is what makes me appreciate the value of life and its sweet taste. I feel like I fully and beautifully live every day in which I paint. This is why I distance myself from the evil we see in the humanitarian crises and especially in the political landscape.
“I paint to forget all the dreadful things around me. I heal myself from stress and treat anxiety through painting. Painting and art are tremendous energy that I feel flowing inside me. I am over the moon once I am done discharging it on the white canvas.”

الروابط :





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائياً ع

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم، ومن

ماذا يخطر في بالك ( 5 ) ؟

هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) . راجياً لكم النفع والفائدة  . ضعف التقدير يقود إلى سوء التقرير . .................. كلما كان واقعك ثرياً وغنياً ، بارت بضاعة خيالك الواهم . …………… إذا أحببت شيئاً ثم التقيت به بعد غياب فكأن الروح ردت إليك بعد غيبة الموت ، أو العقل عاد بعد جنون ، أو الذاكرة استفاقت بعد غيبة . كل الأشياء الرمادية تسترجع ألوانها الزاهية ، والروائح الزاكية تستجرّ عنفوانها ، والمشاعر اللذيذة تستعيد عافيتها . ما يفعله الشوق بك من ذهاب العقل وغيبة الذاكرة وموات الروح ، يفعل بك الوصل أضعافه من الفرح والطرب والنشوة . لقد جُبل هذا القلب على الإلف بما يحبه والتعلق به حتى يكون بمثابة الطاقة الموصولة بألياف الكهرباء ، أو الزيت الذي يقدح النور ، والجمر الذي يستفز أعواد البخور . وإذا غاب المحبوب واستبد بك الشوق انطفأ نور الوجه وضاقت النفس وذهب الفرح حتى يعرف ذلك في حدة طبعك وانغلاق عقلك وعبوس وجهك ، فإذا التقى المحبوبان والتأم القلب عادت المياه لمجاريها وشعشع الوجه واتسع الثغر وانفرجت الأسارير . سبحان من خلق . ……………… إذا كنت تسم