حج " أسرع وأسهل وأمتع " عناوين واقعية لتجربة الحاج في المشاعر المقدسة

حج أسرع .. حج أسهل .. حج أمتع ، هذه العبارات المقتضبة ليست مجرد دعايات ترويجية ، لكنها تعبير حقيقي عن واقع الحج الذي يشهد تطوراً مستمراً ودأباً مستمراً من القطاعات الحكومية في السعودية لتحسين تجربة الحاج ، إذ تحقق ورش العمل المكثفة التي تنتظم فيها الدوائر الحكومية نهاية وبداية وخلال كل موسم الحج ، نتائج عملية لملافاة كل مظاهر القصور ومواكبة تطلعات الحجاج القادمين من خلفيات وبقاع مختلفة ، وتوظف الجهات ذات الصلة كل ما تجود به التقنية ومنتجات العصر الحديثة لتسريع عملية تحسن تجربة الحاج ، بما يصل إلى إمكانية وصفها بالممتعة والثرية .

حزمة كبيرة من المبادرات تكشف عنها الجهات الحكومية كل عام ، في القطاع الاكثر نمواً وتطوراً على مستوى العالم ، مبادرات منفردة وأخرى مشتركة ، كلها تصب بالمحصلة في صالح إثراء وإغناء تجربة الحاج والمعتمر كل عام .

من ذلك ما أطلقته وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، مؤخراً ، مبادرة “حج ذكي” على بوابة “سعودي”، وذلك في إطار الجهود التي يبذلها قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات والمتزامنة مع جهود كافة القطاعات الحكومية والأهلية ذات الصلة التي تأتي جميعها بهدف استغلال أفضل الوسائل التي من شأنها أن تيسر لضيوف الرحمن تأدية مناسكهم.

وتضم هذه المبادرة خدمات رقمية وقائمةً بأبرز التطبيقات التفاعلية مثل تحديد المناسك مباشرة، ومساعدة الحاج على الاستفادة من التقنية في معرفة خطوات انتقاله بين المشاعر، وإرشادات وأدلة تقنية، وتطبيقات صحية، وتطبيقات حكومية تفيد الحجاج والمعتمرين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وانطلقت لتعلن عن بدء مرحلة جديدة في رحلة التحول الرقمي لرؤية المملكة 2030 التي تحظى بإشراف ومتابعة ودعم القيادة الرشيدة.

ومنها " طريق مكة " وهي إحدى المبادرات التي يجري تنفيذها ضمن برامج التحول الوطني (2020)، تحقيقًا لرؤية المملكة (2030) وذلك للارتقاء بخدمات الحجاج، وتسهيل وتيسير أدائهم لفريضة الحج، وتشمل المبادرة بدءاً من إصدار التأشيرات وإنهاء إجراءات الجوازات والجمارك، والتحقق من توفر الاشتراطات الصحية، وترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن بالمملكة، الأمر الذي سيمكن الحجاج المستفيدين من تجاوز تلك الإجراءات عند وصولهم إلى المملكة، ويتيح لهم فرصة الانتقال مباشرة إلى الحافلات التي تكون بانتظارهم، لتقلهم إلى أماكن إقامتهم بمكة المكرمة والمدينة المنورة، فيما تتولى الجهات الخدمية استلام أمتعة الحجاج المستفيدين من المبادرة، ونقلها إليهم في الدور السكنية.

تم تطبيق المبادرة على حجاج إندونيسيا وماليزيا مع إمكانية تطبيقها مستقبلاً على الدول الراغبة بالمبادرة.

كما دشنت هيئة الهلال الأحمر السعودي مبادرتها والتي تتمثل في تطبيق «أسعفني» لاستقبال بلاغات طلب الخدمة الإسعافية عبر الهواتف الذكية على أنظمة تشغيل أبل (IOS) وأندرويد(Android) بست لغات مختلفة، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الهيئة لتقديم أفضل الخدمات الإسعافية في جميع مناطق المملكة.

ويأتي هذا التطبيق في إطار الجهود المبذولة من قبل هيئة الهلال الأحمر السعودي لتقديم أفضل الخدمات الإسعافية لمحتاجيها ولضمان سرعة الوصول للحالات الطارئة في حال الحاجة للخدمة الإسعافية، وزيادة دقة تحديد الموقع كما أنه يمكن لمستخدم التطبيق إرسال رسالة استغاثة عاجلة في حالات الطوارئ القصوى لكل من الهلال الأحمر والأشخاص المقربين له عن طريق خدمة الرسائل القصيرة  .

عشرات المبادرات والتطبيقات التي تنتج بشكل مستمر لتحسين تجربة الحج وتحقيق معاني السهولة والمتعة والسرعة ، وتلقي هذه الخطوات التقدمية بتاريخ طويل من ارتباط الحج بالمشقة والمعاناة ، وتؤكد حرص المملكة واستجابتها لحاجات كل المسلمين وريادتها في خدمة الحرمين .

كما أنها ومنذ أيام فتحت الباب واسعاً لآلاف الشباب من كل العالم لتقديم مقترحاتهم وإظهار قدراتهم لخدمة مواسم الحج عبر منافسة الهاكثون الأكبر في العالم لتقديم حلول تقنية وذكية لمشاكل الحج وحاجاته ضروراته ، ومن شأن ذلك أن يضيف ذراعاً فاعلاً ومؤثراً في عملية الإنتاج المستمر للمبادرات والأفكار النوعية التي تخدم الحجاج والمعتمرين المسلمين وتضيف قيمة عملية أجدى وأنفع لمفاهيم حج أسرع وأسهل وأمتع .