التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سعوديون يعيدون شغف قراءة المجلات إلى الاهتمام بتقديم قصص عربية مصورة


جدة – عمر البدوي 
أطلق شبان وفتيات سعوديين مشروعاً لإعادة تقديم الشخصية العربية بشكل مميز أمام القارئ أو المشاهد العالمي، ضمن مشروع يستهدف كذلك إعادة المجلات الورقية إلى واجهة اهتمام المجتمع. وتقوم فكرة المشروع على أن «الهوية العربية ليست علاء الدين»، من خلال تقديم قصص مصورة، وطرحوا مشروعه خلال مشاركتهم في «حكايا مسك 2018».
وقالت الشريك المؤسس المدير التنفيذي لشركة «ايرونكس كوميكس» هند العتيبي: «أسسنا مشروعاً يعمل على تغيير الصورة النمطية التي مازالت تجسد العرب بملابس علاء الدين التي لم يعد يرتديها الآن، ولا يتعلق الأمر في المظهر تحديداً، وإنما بضرورة التأكيد على أن هويتنا تشمل العادات والتقاليد والأخلاق والقيم والكثير من الأشياء الأخرى التي نملكها، وتسهم في تشكيل شخصياتنا أفراد أو مجتمع».
هذا المنطلق كان أحد الثوابت التي ركزت عليها العتيبي حين أطلقت مشروعها «ايرونكس كوميكس»، وهو دار نشر مختصة في نشر القصص العربية المصورة، الذي تعتبره «معنياً كذلك ببناء المجتمع، وربط الرسامين والمؤلفين مع بعضهم من أجل العمل على حل مشكلة ظلت قائمة لوقت طويل، وهي عدم وجود إنتاج قصصي موجه إلى فئة الشباب».
وأضافت العتيبي: «كلنا نشأنا نقرأ القصص المصورة في مجلات مثل ماجد وسنان وغيرها، ولكن بعد ذلك أصبح هذا المحتوى موجهاً نحو الأطفال فقط، ولهذا قررنا ردم هذه الفجوة من خلال إنتاج ونشر قصص تستهدف الشباب ممن يملكون الولاء للقراءة الورقية، والذين يحرصون على اقتناء المجلات والمجلدات باعتبارها هواية قائمة في حد ذاتها».
وكشفت العتيبي عن تحديات واجهت المشروع تتعلق في الاستمرارية، خصوصاً أن غالبية الرسامين من الهواة، إلى جانب صعوبة صناعة سوق لمنتج يعد جديداً تماماً، فيما تمثلت المشكلة الثالثة في أن غالبية الجمهور كان يعتقد أن إصدارات «ايرونكس كوميكس» عبارة عن قصص أطفال لا تختلف عن ما هو معروض بكمية كبيرة في المكتبات.
هذه التحديات جعلتهم يقررون طرح ثلاث نسخ تجريبية فقط لاختبار السوق، غير أن الأمر لم يستغرق سوى أيام حتى عرف الجمهور هذه الإصدارات، قبل أن ينجح المشروع خلال عام واحد من انطلاقه في إنتاج 10 إصدارات متنوعة تم بيع 10 آلاف نسخة منها داخل المملكة وخارجها، ومن هنا حانت لحظة التفكير في المستقبل.
وتدرك هند العتيبي أن هذا النجاح سيتطلب المزيد من العمل للحفاظ عليه، وهو تحدٍ لا يبدو صعباً بالنسبة لها، إذ قالت: «نحن صانعو قصة، ونعرف كيف نوصلها، وقصصنا تتميز بتنوع الشخصيات كما تقدم الهوية العربية بشكلها الفعلي، وقد نتوجه بعد سنتين إلى تحويل قصصنا إلى أفلام، ولكننا سنبقى دائماً دار نشر، ولن نصبح شركة إنتاج».
وأكدت المديرة التنفيذية لـ«إيرونكس كوميكس» أن الأهداف المقبلة تتعلق في مزيد من الوصول العالمي مع زيادة نقاط البيع، مشيرة إلى أن التطور الذي حدث لمشروعها مع «حكايا مسك»، إذ شهدت النسخة الماضية مشاركتهم بثلاثة إصدارات فقط، مضيفة «لدينا 10 إصدارات هذا العام، وسيكون العدد الأكثر في حكايا مسك المقبل، إذ ستكون هذه الفعالية الموعد الرسمي لإصداراتنا الجديدة كل عام».

الرابط :
http://www.alhayat.com/article/4598881


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...