التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فيلم «مشاعر المشاعر».. رحلة في تفاصيل الحج


آخر تحديث: الخميس، ١٤ سبتمبر/ أيلول ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش){ مكة المكرمة - عمر البدوي 

< باسم «مشاعر المشاعر»، نقل مجموعة من الشباب السعوديين مناسك الحج للعام الحالي عبر فيلم قصير لفت الأنظار إليه عبر نجاحه في نقل مشاعر الحجاج بأسلوب فني رفيع.
يقول حسين الدغريري، وهو قائد المجموعة التي عملت على تصوير وإنتاج فيلم «مشاعر المشاعر»، إنهم حاولوا نقل الإحساس إلى المشاهد قدر المستطاع، كانت هذه الفكرة الرئيسة التي حاولوا التركيز عليها، جواباً عن سؤال «كيف يمكن أن يشعر المشاهد بكمية الإحساس الذي ينتاب الحاج وهو يؤدي مناسكه ويخلو بربه»؟ وهكذا فعل الفيلم.
دقائق معدودة استطاعت أن تختصر أياماً من التبتل والخشوع والإقبال على الله، يشركك الفيلم وأنت تتابعه في رحلة القلب إلى السماء، تشاهده بصمت بينما يخفق قلبك وكأنك واحد ممن وقفوا على صعيد عرفات، أو طافوا بالكعبة، أو باتوا بمنى، منطوياً على حب الله ورجائه بأن يغفر الذنب ويوسع الفضل. يختصر الكثير ويغني عن الكلام، هذا أفضل ما يمكن أن توصف به هذه القطعة الفنية التي انتحتها وزارة الثقافة والإعلام السعودية ومؤسسة مسك، وهي تصور ما يختلج قلب الحاج ومشاعره بينما يؤدي فريضته.
كمية التوافق التي سجلها الفيلم بين اللقطة والصوت الموافق ملفته، إذ نجحت في تقديم متعة بصرية تأخذك بعيداً في عبادة التأمل وعالم الروح، وكأنه يخطب قلبك مباشرة.
الفيلم نجح في تقديم رواية سعودية بصرية شديدة الحبكة والنسق الدرامي، قدمها شباب سعوديين محترفين في التصوير والفنون البصرية، وهو جزء من ملامح نجاح موسم الحج العام، وجاء الفيلم وكأنه مسك ختام ذلك النجاح.
المجموعة التي قادها المصور دغريري، والمخرج بدر الحمود، وقائمة من المواهب السعودية الشابة، كانت خلف العمل الذي تم تداوله بشكل واسع وانتشار كبير منذ إطلاقه بالتزامن مع إعلان نجاح موسم الحج.

الجمهور يحتفظ لفريق عمل الفيلم بمناسبات قديمة، كشفت من خلالها الإمكانات السعودية الشابة الكامنة والمؤهلة لإنتاج ما يثير إعجاب وتقدير المتلقي ويستحوذ على اهتمامه، محققاً أرقاماً قياسية من المشاهدات والمتابعات بعد مرور ساعات قليلة فقط على نشره، إذ حظيت أفلامهم بملايين المشاهدات، منها فيلم زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومشروع البحر الأحمر الذي أعلن قبل أشهر.



الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...