التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الفلاحي: «مشروع العمر» يحفز كل إنسان لتحقيق أهدافه

القنفذة - عمر البدوي
السبت ١٣ يوليو ٢٠١٣
لا يتوقف صاحب برنامج على «يوتيوب» الدكتور مشعل بن عبدالعزيز الفلاحي عن إشاعة فكرة مشاريع العمر التي يعبر من خلالها الشاب عن أهدافه وطموحاته ويعرب عن إمكاناته ومواهبه، إذ يعكف المشرف التربوي ومدير مشروع القيم النبوية في إدارة تعليم محافظة القنفذة منذ ما يقرب من ثمان سنوات على إشاعة هذا المعنى في لقاءاته الإعلامية والإذاعية والصحافية وعبر سلسلة من الدورات التدريبية يقدمها على امتداد المملكة جنوبها وشمالها وبلغ بفكرته أراضي بلنسية الإسبانية في إحدى رحلاته الدعوية. «الحياة» حاورت الفلاحي حول مشروع العمر وعدد من القضايا.. في ما يلي أسئلة الحوار:

> بداية.. ما مفهوم «مشروع العمر» الذي تروج له في كل المناسبات الثقافية والإعلامية؟
- هو مشروع تتضح في ذهن صاحبه أهدافه، وتستولي فكرته على فكره وعقله، ويبذل له جميع طاقاته. فكرة المشروع: تحاول أن تغري كل إنسان أياً كان موقعه أن يكوّن له عملاً محدداً ينطلق فيه من قدراته، ومهاراته، ومجاله ليساهم به في بناء مجتمعه وأمته. لأن بقاء الإنسان من دون مشروع يوسّع في دائرة عشوائيته من جهة، ويفوّت عليه نجاحات عظمى.

> ما المحددات والمواصفات التي وضعتها لينطبق على عمل ما أنه مشروع عمر؟
- المحددات والمواصفات التي تجعل هذا العمل مشروعاً عمرياً كثيرة، من أهمها: أن يصل المشروع الذي يختاره الإنسان بين دنيا الإنسان وآخرته. أن يكون متوافقاً مع قدرات الإنسان وإمكاناته، وأن تكون العلاقة بين الإنسان والمشروع الذي اختاره علاقة حب وشغف ورواء بالمشروع، وأن يكون ممكناً في أرض الواقع.

> منذ متى والفكرة تختمر في ذهنك، وجعلت منها ديدنك ولصيقة بك إلى الدرجة التي أصبحت شعاراً تعرف به في الأوساط الاجتماعية والعلمية؟
- هذه الفكرة بدأت من حوالى ثمان سنوات تقريباً.

> كيف وجدت صدى برنامجك اليوتيوبي «ضوء»؟
- تجربة «ضوء» جميلة ورائعة وثرية، والذي دفعني إليها هذا الإقبال الكبير على التقنية والعناية بها، حتى إنها باتت لصيقة الإنسان في كل مكان، وقد أخذت حيزاً كبيراً من فراش نومه. وحاولت جاهداً في تقريب بعض المفاهيم من خلالها، وراعيت فيها قلة زمن المادة المعروضة فهي لا تتجاوز خمس دقائق على أكثر حد، وأردت أن تكون مساهمة من جهة أخرى في إثراء بعض المفاهيم في التنمية الشخصية من خلال السماع، خصوصاً أن شريحة ممن لا تقرأ، أو لا تحب الكتاب مقبلة وبصورة كبيرة على مسألة السماع.

> تحمل درجة الدكتوراه في الفقه، ولكن مفهوم «مشروع العمر» يستغرق اهتمامك وجهدك وهو يقع في مجال تطوير الذات والتدريب الحديث، كيف توفّق بين الجانبين؟
- رسالة الدكتوراه في الفقه وهو مشروعي الأصلي (العلم الشرعي) وأجد فيها روحي وما دقيقة أثمن عندي من تلك التي تذهب في مد مساحته، وقريباً بإذن الله تعالى سيكون هناك نتاجاً مؤثّراً بإذن الله تعالى في الساحة العلمية، ومشروع العمر وتنمية الذات والتدريب هو مشروعي الرديف، وهو قصة أخرى من المشاعر والحب والشغف ما لا يمكن أن يأتي عليه حرف في هذه المساحة، وأخذ حظه بحمد الله تعالى من التأثير في الساحة من خلال بعض المطبوعات (ابدأ كتابة حياتك، ومشروع العمر، وأفكار تصنع الحياة) وأجدني بين عشيقين لا تختلف مساحة الحب المبذولة لكليهما، وأرجو ألا يكونا في مقام الضرتين على زوج في يوم ما.

>عودة إلى مشروع العمر.. هل وجدت تفاعلاً مبشراً في قطاع الشباب، وهل يمكن أن تقدم لنا نماذج لتوضيح فكرتك؟
- بحمد الله تعالى وجدت هذه الكلمة أثرها وصداها في قطاع أرجو أن يكون مؤثراً في الساحة في قادم الأيام، وثمة رسائل كثيرة من خلال البريد من جملة من الشباب داخل المملكة، سواء على مستوى مجتمعاتنا أو في مدن المملكة، وخارجها بدأت مشروعها تطبيقياً في الواقع، وقطعنا شوطاً مناسباً إلى الآن في تحرير هذا المفهوم، وزعزعة القناعات السلبية لدى قطاع كبير من الشباب في العيش من دون مشروع، وأعرف عن قرب من كثير من الكبار بدأ يقلقهم العيش من دون مشروع، ويحاولون أن يعيدوا ترتيب حياتهم على وفق هذا المعنى الكبير، ويكفي أن دولة قطر (الشؤون الإسلامية) تبنت تسويق الفكرة من خلال تبني طباعة كتاب مشروع العمر على حسابها فطبعت منه عشرة آلاف نسخة حتى الآن، والقادم بإذن الله تعالى أكبر بكثير.

> هل نعتبر مفهوم «مشروع العمر» ماركة خاصة لك، وهل وجدت من خلال قراءاتك الموسعة من سبقك إليها؟
- فكرة «مشروع العمر» أصلها لدى شيخنا عبدالله الشهراني رفع الله مقامه، وتبنيت إثراءها بالكتابة والدورات واللقاءات، وللأسف الساحة شبه خالية من هذا المعنى وإن كان أصله موجوداً إلا في نزر يسير في كتيب طرحه الشيخ محمد المنجد (مشروعك الذي يلائمك) فقط.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...