ما بالك أيها الضيف تتعجّل الرحيل ؟! وقد شرعت تستأذن بالمغادرة ولم يمضي على حلولك عزيزاً على قلوبنا سوى عشرة أيام . وهل تظن أنها تكفي لنستمتع بلحظاتك . تغيب عنا 11 شهراً طويلة ونحن نتقطع في نصفها حسرة عليك ونصفها الآخر نشرئب لعودتك . ارحم قلوبنا الضعيفة التي تعطشت للقائك شهوراً عجاف ، واليوم تطل بجلالك وبهائك وما تلبث أن تغادرنا آسفين على اللحظات التي ضيعناها في حضرتك . نريد أن نبث الشكوى في لياليك ونعلق قلوبنا بباريك ، وأنت لا تفتأ تعلمنا أن الفرص لا تعيش طويلاً ثم تغادر غير آبهة بالكسالى والعابثين . ألم تأتي من لدن رب كريم ؟ فحنانيك بنا ورجائي أن تنتظر ولو لقليل . هل آلمك جموع الشباب الذين أسرفوا في تجاهلك ولم يحسنوا استقبالك ، فإن ثمة قلوب رجال تعلقت بك ودموع سالت لأجلك ، فحنانيك بهذه القلوب المرهفة . هل آلمك إسرافنا في النعم حتى كدنا ننسى معانيك ، هل آلمتك التخمة التي تصيبنا بينما إخواننا يموتون جوعاً في الصومال ؟ هل آلمتك الليالي التي ضاعت في أحاديث العبث واللهو ، بينما كنت تنتظر ألسنة تلهج بالذكر والتسبيح والاستغفار وتلاوة القرآن ؟ إن كان إلا الرحيل يا رمضان .. فأرجوك أخبرني إن كنت من عتقائك وأصفيائك وممن صدقك ؟! أخبرني أرجوك ، هل كنت على قدر العهد الذي قطعته لك ؟ إن السؤال يحرق أحشائي ولوعة الشوق كالسكين في أضلاعي ، فحنانيك بقلبي . أعرف أن بركة أمتنا في بكورها ، ومن ضيع لياليك الأولى لهو أفوت لبقيتك . لكنني أعرف كذلك سماحتك وصفحك وسعة ساحتك ، فخذ مني العهد بالسداد وقضاء ما سبق له العبّاد ، وأن أتسلح بالصبر والجلاد فيما تبقى منك . يا رب .. كن لنا وأمدنا بعونك . عبدك وابن أمتك 10 / 9 / 1432 هـ
البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...
تعليقات
إرسال تعليق