التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أيها الضيف تمهّل

الناس في رمضان تتبدل
إما قارئ للقرآن يرتل
أو قائم بالليل يتبتل
أو جالس في دورة الفيصل
أيها الضيف تمهّل
إن هذا القلب صعب أن يتبدل
وإلى الإنابة يتحوّل
أيها الشهر المبجّل
هل تألمت لمن بفضلك يجهل
أو بين يدي سفرته يتدلل
وإذا قام للصلوات تثاقل
ليس كل الناس كما تظن
إن فيهم من في لياليك يعمل
يستغفر ويسبح ويهلل
خده بالدمع تبلل
وإذا قام إلى الصلوات تجمّل
وتلى دعواته يتأمل
أيها الشهر تمهل
أين تذهب .. ؟
أجبِ النفس الضعيفة تتساءل
ما مصيري .. ؟
هل إلى الجنة أرحل
أم في جهنم أتجلجل
ما مصير الأعمال القاصرات
هل ستقبل ..؟
هل تألمت لمن في ليلك يتبطل
وعن الطاعات معطل
ومن الواجب يتسلل
ومن الخير يقلل
وإذا نادته الشهوات أقبل
وإذا ما نودي للصلوات أجفل
أي ذنب أيها العاصي ستحمل ؟
أيها الشهر المبجل
تمهّل ..
أين ترحل .. ؟
هل تألمت لمن في المعاصي يتململ ..
وفي الطاعة يتعلل
إنه في قيد من ذنب تكبل
لست تزعل .. !
أو عن العاصين تسأل
إنه بذنوب يتسربل
وعن الطاعات ترجّل
لم يا أيها الإنسان تتعجل
إن قولي في مصيرك يتأجل
ليقيم الله ساعته ويفصل
يوم محشر
يندم الظالم ويفشل
وإلى الدركات ينزل
إلى أسفل .. إلى أسفل .. إلى أسفل
جدد الجلد وأبدل
إفقأ العين وأسمل
أحرق الأطراف بدءاً ثم أجمل
آه من نار تمور ..
إن جسدي يا زبانية النار .. لا يتحمل
أيها القائم في الصف الاول
أبشر ..
بنعيم وأنهار ومنزل
إن ربي .. لجواد
وكريم متفضل
إن ربي ..
بالإنعام والإكرام مؤهل
يضعف الحسنات ويجزل
خيره في الليل والنهار يتنزل
وبالعفو والصفح يتفضل
أيها العاصي ألا تعقل
ألا تطمع في حال أفضل
ومن الخيرات تنهل
ومن التقصير تحلل
أيها العابد صل
أطع الله العظيم وامتثل
وارسل الدعوات رغباً وابتهل
واقرأ القرآن ذكراً لا يُمل
وإلى جنات ربي ارتحل
وارفع القلب السليم عن مواطن الزلل
لا تؤخر .. لا تؤجل .. لا تكل
قبل أن يأتي الأجل
إن ربي ليس يهمل
هو يمهل .. ثم يمهل .. ثم يمهل
حتى إذا ما الموت استهل
داخل التوب خلل
ولو تزينت الحلل
وافتديت بأموال كالجبل
لست تقبل ..لا محل
قبل أحيان القيامة أو أقل
لست تقبل ..لا محل
20 / 9 / 1432 هـ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...