التخطي إلى المحتوى الرئيسي

«سعوديات قياديات».. ترجمة مبكرة لرؤية المملكة في استثمار الطاقات الوطنية



آخر تحديث: الإثنين، ١٦ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)جدة - عمر البدوي 

< كان وقوف الفتاة السعودية يارا النملة، ذات الـ18 ربيعاً، المرة الأولى على مسرح استاد الملك فهد بالرياض، لتمثل المرأة السعودية، باحتفالية اليوم الوطني، من خلال مشاركتها في أوبريت «ملحمة وطن»، مؤشراً جليّاً على واقع مختلف ستصبح فيه المرأة السعودية سيدة المشهد وأيقونة العام الجاري بلا مبارز. أربعة قرارات ملكية في عشرة أيام أسهمت في تعزيز مكانة المرأة وتمكينها في المجتمع، وخلق مستقبل جديد للمرأة السعودية تناصف فيه الرجل في خدمة الوطن وبنائه، وتنافسه على حد سواء أمام الفرص القيادية ومواقع التأثير والإنجاز، إذ لم يكن الأمر السامي، الذي سمح للمرأة بقيادة السيارة، إلا العلامة الظاهرة في عهد المرأة وزمنها البحت، وهو مجرد واجهة لمجتمع مختلف أعطى المرأة حقها الكامل في الوصول إلى حيث تطمح وينبغي لها، بوصفها جزءاً أصيلاً في المجتمع.
شيئاً فشيئاً تحتل المرأة مواقع قيادية ومناصب ريادية تشير إلى نحو بعيد في الفضاء الجديد الذي أخذت فيه المرأة السعودية تخترق المراحل وتجتاز الخطوات بوعي وثقة وكفاءة نحو المعالي، وهو ترجمة حقيقية للبعد الاجتماعي، الذي يشير إلى اعتدال منطقه بعد سنوات من الاعتلال، ونضج رؤيته في النظر إلى المستقبل، وتعاطيه مع المجتمعات الأخرى.
قطاع الصحة واحد من أكثر القطاعات تقدماً في تمكين المرأة السعودية، وسبق غيره إلى تسمية الكفاءات النسائية في مواقع مؤثرة، يعزز ذلك الأداء المميز الذي يعبر عن استحقاق فعلي، إذ عينت أخيراً الطبيبة نورة الأزيمع مديرةً لمستشفى الولادة والأطفال بالدمام، وهو لم يكن التكليف الأول لامرأة، مديرةً لمستشفى، إذ سبق وكلفت استشارية الأمراض المعدية مشيرة العناني مديرةً للمستشفى الرئيس بمدينة الملك فهد الطبية، في حين كانت إيمان الملا تدير باقتدار مستشفى العيون بالظهرا، وكذلك الحال مع مديرة مستشفى الولادة والأطفال بالأحساء هدى العتيبي منذ سنوات.
عندما وقف مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي مبتهجاً للحديث عن قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة، كان ذلك تتويجاً لسنوات من العمل لتمكين المرأة. الوفد السعودي الذي يقوده في وجه كل التحديات الأممية والتعبير عن وجهة نظر السعودية تجاه قضايا العالم يضم إلى جانب كفاءات مختلفة، قياديات سعوديات، على رأسهن المنسقة السياسية للفريق المميز السيدة منال رضوان، وعضوة وفد المملكة الدائمة لدى الأمم المتحدة أحلام ينكصار.
‏ويتجاوز ذلك إلى دور مبرّز تلعبه كفاءات سعودية في المنظمات والمؤسسات الدولية، يترك صدى في أروقة العالم وأثراً في عواصمه العالمية، وأخيراً وقع اختيار منظمة الصحة العالمية على عضوة مجلس الشورى السابقة الدكتورة لبنى الأنصاري لمنصب مساعد المدير العام لشؤون قياس وتقويم الخدمات الصحية.
المطبخ الأول لصناعة القياديات السعوديات هو الجامعات، وأخيراً أصبحت النساء يدرن باقتدار كبريات المؤسسات التعليمية، حتى الجامعات التي تأخرت بعض الشيء في هذا التوجه بدأت تتغير، إذ وجّه مدير جامعة الإمام الدكتور سليمان أباالخيل أخيراً بتكليف الدكتورة موضي الدبيان عمادة مركز دراسات الطالبات بالجامعة‏، والذي يبدو أنه يحدث المرة الأولى في تاريخ جامعة الإمام.
وكذلك الحال مع الوزارات والمؤسسات الحكومية، التي أحالت كثيراً من الملفات الكبيرة إلى طاولات النساء، يبدأ الأمر من برامج الاقتصاد والتنمية والتوطين، ولا ينتهي عند مجالس الرياضة، ‏إذ تعمل أفنان أبابطين مديرة عامة لبرنامج ريادة الأعمال النسائية والاجتماعية، وأخيراً كلفت تماضر الرماح وكيلة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية للتوطين، وهلا التويجري أمينة عامة لمجلس شؤون الأسرة، وخلود القحطاني أمينة عامة للحوار الاجتماعي، فيما تسنمت الآن الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان رئاسة الاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية، وهي البارعة في شؤون الرياضة السعودية.
تبدو خريطة القيادات السعودية اليوم شبه معتدلة، تضم الجنسين بإنصاف ومساواة تقريباً، أو جناحي طائر لا يستقيم أحدهما من دون معاونة الآخر، وهو أمر يكشف عن حجم الجدية في تطبيق رؤية المملكة، التي يعول في شأنها الكثير، وتزداد الأمور وضوحاً وجلاء إذا عرف حجم الدور الذي تقوم به الفتاة السعودية في وسم برامج الرؤية ومتابعة تنفيذها، إذ تجلس على سبيل المثال لا الحصر غادة الغنيم على مقعد المستشار الأول في مكتب التحول الوطني ٢٠٣٠، وهي مثل غيرها من الفتيات السعوديات يتطلعن إلى دور أكبر وفرصة عادلة لبناء الوطن وتحمل مسؤولية مستقبله.



الرابط :



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائياً ع

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم، ومن

ماذا يخطر في بالك ( 5 ) ؟

هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) . راجياً لكم النفع والفائدة  . ضعف التقدير يقود إلى سوء التقرير . .................. كلما كان واقعك ثرياً وغنياً ، بارت بضاعة خيالك الواهم . …………… إذا أحببت شيئاً ثم التقيت به بعد غياب فكأن الروح ردت إليك بعد غيبة الموت ، أو العقل عاد بعد جنون ، أو الذاكرة استفاقت بعد غيبة . كل الأشياء الرمادية تسترجع ألوانها الزاهية ، والروائح الزاكية تستجرّ عنفوانها ، والمشاعر اللذيذة تستعيد عافيتها . ما يفعله الشوق بك من ذهاب العقل وغيبة الذاكرة وموات الروح ، يفعل بك الوصل أضعافه من الفرح والطرب والنشوة . لقد جُبل هذا القلب على الإلف بما يحبه والتعلق به حتى يكون بمثابة الطاقة الموصولة بألياف الكهرباء ، أو الزيت الذي يقدح النور ، والجمر الذي يستفز أعواد البخور . وإذا غاب المحبوب واستبد بك الشوق انطفأ نور الوجه وضاقت النفس وذهب الفرح حتى يعرف ذلك في حدة طبعك وانغلاق عقلك وعبوس وجهك ، فإذا التقى المحبوبان والتأم القلب عادت المياه لمجاريها وشعشع الوجه واتسع الثغر وانفرجت الأسارير . سبحان من خلق . ……………… إذا كنت تسم