التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المهرجان السعودي للتصميم يضع الرياض في طليعة المشهد الإبداعي العالمي

الثلاثاء - 8 جمادى الآخرة 1443 هـ - 11 يناير 2022 مـ رقم العدد [ 15750]


أطلق المهرجان السعودي للتصميم فعالياته، وفتح أبوابه للجمهور والزوار، لاكتشاف مساحة فنية وإبداعية تجمع المُهتمين للتعلم والاستكشاف والاحتفاء بما يخص التصميم، وإعادة تصور المستقبل، والتواصل لخلق مساحة خاصة بالسعودية لتكون جزءاً من الثقافة العالمية والخريطة الإبداعية، وخلق منصة ترعى الحوار، وتزود المواهب المحلية بالفرص، وتعزز المساهمة في التنمية الاجتماعية والوطنية.
مهرجان التصميم هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، وتنظمه هيئة فنون العمارة والتصميم، في منطقة جاكس في الدرعية، تحت شعار «تواصل - ابتكار - تعاون» في الفترة من 9 وحتى 29 من يناير (كانون الثاني) الحالي، ليضع العاصمة السعودية في قلب الحوارات الإبداعية للعالم، من خلال التركيز على القوة التحويلية للتصميم، ويضع نواة لصناعة التاريخ الثقافي الإبداعي في المملكة.


ويضم المهرجان مجموعة من المعارض، التي تقدم عدداً من منتجاتها التي تطرح تجارب مبتكرة في التصميم، من أبرزها القسم الخاص بهيئة فنون العمارة والتصميم، ويعرض في جنباته أبرز برامج ومبادرات الهيئة الاستراتيجية، التي تسعى إلى دعم التميز في قطاع العمارة والتصميم ليعكس الثقافة المحلية، وتمكين المواهب الوطنية، للارتقاء بجودة الحياة، وجعل السعودية في طليعة المشهد الإبداعي العالمي.
وتتمثل مشاركة «معهد مسك للفنون» في عرض جماليات الثقافة البصرية المعاصرة من أنحاء العالم العربي، والتعريف بأفضل مائة ملصق عربي، وهي نتائج المسابقة التي تنظم كل عامين وانطلقت من الجامعة الألمانية بالقاهرة، ويسافر معرض الملصقات إلى مختلف البلدان العربية وخارجها، ويشارك الآن من خلال المهرجان السعودي للتصميم، سعياً لتعزيز مكانة الملصق كوسيلة للتواصل في الأماكن العامة، وإثارة المناقشات حول دور الملصق وتكوينه ومحتواه وتقنيات تنفيذه.
كما يشارك مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، من خلال مجسم «فسيلة»، احتفاءً من المركز بالإرث الثقافي والجمالي للنخيل من خلال إعادة تعريف جذع النخلة وفسائلها، ويتكون جناح «إثراء» من مجموعة وحدات مستقاة من سعف النخيل، وحين يشع نور الشمس على الجناح، فإنه يترك انطباعاً بصرياً كما لو كان الضوء يمر من خلال سعف النخيل.


ويوفر المهرجان كمنصة للمواهب المحلية والتعاون الإبداعي، فضاءات للقاء المهتمين بمجال التصميم في مختلف قطاعاته، يستثمرون فرصة لقائهم في مكان واحد، لإثراء تجاربهم وخبراتهم، وخلق مساحة حرة من النقاش الثري والمنتج، بالإضافة إلى ورش العمل التي تلقي الضوء على عدد من الموضوعات المتصلة بمحور المهرجان، طوال 21 يوماً.
وينظم المهرجان خلال أيامه، الأسبوع السعودي للتصميم (أفانين)، ويجمع 20 ماركة وعلامة تمثل الثقافة المحلية بطريقة عصرية جميلة تحت سقف واحد، وترمز كلمة «أفانين» إلى غصون متشابكة، التي تمثل جهود الماركات والمبادرات في عالم التصميم التي تقدم الثقافة بطريقة معاصرة، وصممت مساحة العرض لـ«أفانين» لتقدم تجربة فريدة من نوعها تقود الزائر في رحلة معاصرة في عالم الهوية المحلية.
كما يقام على هامش المهرجان، منتدى التصميم الذي يضم قادة الفكر المحليين والدوليين، ومشاريع بقيادة سفراء التصميم السعوديين، إضافة إلى إقامة سوق التصميم للمؤسسات المتوسطة والصغيرة والعلامات التجارية الفريدة من نوعها، فضلاً عن تركيبات التصميم الوظيفي، وورش عمل حية وبرامج مميزة للأطفال، بما يكفل إثراء زيارة الحضور من مختلف الفئات العمرية وتحسين معارفهم في هذا المجال الثقافي الإبداعي المميز.
ومن المقرر أن تعلن، بتاريخ 27 يناير، نتائج النسخة الأولى لجائزة «العلا للتصميم»، التي تمنح لأعمال التصاميم الاستثنائية المستوحاة من التراث والمناظر الطبيعية والموروثات الفنية والثقافية لمنطقة العلا شمال غربي السعودية.

الرابط:

https://aawsat.com/home/article/3407136/%







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...