التخطي إلى المحتوى الرئيسي

«اللامتوقع» محور نقاشات أول مؤتمر دولي للفلسفة في الرياض

علوان: السعودية واحدة من أكثر دول العالم تغيّراً 
الخميس - 5 جمادى الأولى 1443 هـ - 09 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15717]

انطلقت، أمس (الأربعاء)، فعاليات «مؤتمر الرياض للفلسفة» الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض، ويستمر لثلاثة أيام، ويجمع نخبة من المفكرين والمشتغلين في الحقل الفكري والفلسفي من داخل السعودية وخارجها.

وقال الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور محمد حسن علوان، في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، إن السعودية واحدة من أكثر دول العالم تغيراً، ولا تكاد تضاهيها دولة في سرعة الحراك النهضوي، وهو الأمر الذي ستكون له انعكاسات فلسفية وفكرية وثقافية مختلفة، ولعل هذا ما يحفز النقاش الفلسفي، لا سيما حول المحور الذي اختير للمؤتمر، «اللامتوقع».

وأضاف: «إننا نجتمع في هذا المؤتمر، من أجل عالم أكثر وضوحاً، ولتصبح قدرتنا على تغييره أكبر».

ويشارك مفكرون ومؤسسات دولية وإقليمية مرموقة لمناقشة مختلف القضايا الفلسفية المعاصرة، تحت شعار «اللامتوقع»، في مسعى لتعميق حضور ودور الفلسفة في المجتمع المحلي، وبثها في الفضاء التداولي الثقافي والفكري، بالتزامن مع ما تشهده السعودية من تحولات على مستويات مختلفة.

وتضمنت الجلسة الأولى من أول مؤتمر فلسفي من نوعه تستضيفه السعودية، نقاشاً حول الفلسفة‬ في الإسلام، وتناولت وجهات نظر من التراث العربي والإسلامي، واستضافت كلاً من عبد الله الغذامي، وسليمان الناصر، وأبراهام خان من جامعة تورونتو.

ويغطي برنامج «مؤتمر الرياض للفلسفة» على مدى ثلاثة أيام، مجموعة من الجلسات العامة التفاعلية وورش العمل التي تتناول القضايا المعاصرة، وتسلط الضوء على دور الفلسفة في فهم العالم اليوم، إلى جانب تغطيتها للحالة الإنسانية الراهنة، وما يؤثر فيها من وقائع غير متوقعة، مثل جائحة «كوفيد – 19» وتأثيراتها الأخلاقية.

كما يناقش المشاركون أهم الموضوعات ذات الصلة في الواقع الحديث كنظريات الأخلاق وأبعادها المفاهيمية، ومستجدات التقدم العلمي، والوتيرة المتسارعة لتطبيقات التكنولوجيا، مسلطة الضوء على حضور الفلسفة المهم في كل هذه المسارات على اختلاف الأنشطة الإنسانية.

وتشمل قائمة متحدثي المؤتمر وضيوفه نخبة من مُنظري الفلسفة في أهم جامعات العالم، بما في ذلك جامعة بريتوريا، وجامعة هارفارد، وجامعة تورينو، ومعهد الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن، وجامعة القاهرة، وجامعة الملك سعود وغيرها.

ويضم المؤتمر أنشطة إثرائية متنوعة، تشمل قرية للقراءة، ومنطقة للأطفال مصممة لغرس قيمة التفكير الفلسفي بين الأجيال الناشئة. إذ خصصت مساحة للأطفال لتحفيز اهتمامهم بالتفكير الفلسفي، تمكنهم من قضاء الوقت وقراءة الكتب والمشاركة في ورشة عمل مخصصة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عاماً تقدمها إحدى الجهات المعنية بتدريب الأطفال على مناخات التفكير والفلسفة.

كما تقدم «المساحة التفاعلية» المجهزة بتقنيات متطورة بُعداً آخر لإثراء تجربة الزوار وتعزيز التفاعل بهدف نشر ثقافة الفلسفة، من خلال عرض «شجرة الفلسفة»، والتعرف على الحقبات التاريخية الفارقة في علم الفلسفة من خلال الجدار التفاعلي، أو «جدار اللامتوقع»، الذي أطلق اسمه نسبة إلى المحور الأبرز في المؤتمر، ويعكس ظلال الأشخاص الواقفين أمامه على مقولات كبار الفلاسفة.



الرابط:

https://aawsat.com/home/article/3348936/%C2%



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...