التخطي إلى المحتوى الرئيسي

إيران تجدد دماء حلمها بوصول بايدن

لا شيء يوقف قرارا إستراتيجيا اتخذته الرياض ودول الخليج لوقف طهران عن زحفها الهستيري للسيطرة على المنطقة وهو ما جدد الدعوة إليه العاهل السعودي في كلمته منتصف نوفمبر أمام مجلس الشورى.
الجمعة 2020/11/20

تمنّي إيران النفس بفرصة “أوبامية” واعدة بعد وصول المرشح الديمقراطي جو بايدن إلى سدة الحكم، وقد سبقت إيران دول المنطقة في تهنئته وتشجيعه على اتخاذ موقف مغاير لما كان عليه الرئيس الموشك على المغادرة دونالد ترامب.

أعطى ترامب تجربة مغايرة تماما لما كان عليه عهد أوباما، حتى في الأيام الأخيرة لولايته، ألقى بعبء جديد من العقوبات القاسية على طهران، واستهدفت العشرات من الأشخاص والكيانات، في أحدث تحرك من قبل واشنطن لزيادة الضغط على نظام الملالي، في وقت يواجه فيه الاقتصاد الإيراني أزمة عملة وتزايد الدين العام وتضخما متزايدا.

بل أكثر من ذلك بتراجعه في اللحظات الأخيرة عن قصف الأراضي الإيرانية ومهاجمة موقع نووي إيراني الأسبوع الماضي.

على خلاف تام لما كان عليه الحال أيام الرئيس السابق باراك أوباما، الذي حصلت إيران خلال توليه الرئاسة على اتفاق مريح ومربح مع القوى الدولية، وانفتحت لها خزائن الدول الغربية بالمليارات من الدولارات، وكوفئت بسكوت كامل عن نشاطها التخريبي وسلوكها العدواني في المنطقة. ومنحت ضوءا أخضر غير مباشر لبرامجها العسكرية والتسليحية الصاروخية، وهو الأمر الذي تتمنى أن تحصل عليه مجددا بوصول الرجل الثاني في إدارة أوباما السابقة إلى البيت الأبيض.

لكن عوائق عديدة تعترض طريق الرئيس المنتظر بايدن في حال سعى لإعادة إنعاش العلاقة مع طهران، إذ لا تبدو الأخيرة مستعدة لتحقيق شرطه بالالتزام الصارم بـ”خطة العمل الشاملة المشتركة”.

من جانب آخر، فقد تغير الحال الذي كانت عليه المنطقة في عهد أوباما، وفي إطار تقارب غير مسبوق يجمع البلدين، استفاد من مناخ تراجع إيراني وتضعضع داخلي وهشاشة في قدرتها قطع الطريق على محاولة بغداد استعادة خط اتصالها مع محيطها العربي، تم منذ أسبوع على فتح المعبر البري الرابط بين السعودية والعراق.

كما أن إسرائيل وهي العدو الرئيسي لإيران تنتعش وتتمدد في المنطقة، وسيكون لها دور في الضغط للتخفيف من اندفاع واشنطن لتحسين ظروف وشروط علاقتها مع طهران، في ظل تجديد الرئيس المرتقب بايدن التزامه بمفردات العلاقة التقليدية بين الولايات المتحدة وإسرائيل وفي الجوهر منها صون أمنها والتضييق على أعدائها.

وقد ذكرت وسائل إعلام عبرية أن إسرائيل بصدد وضع إستراتيجية جديدة لتدشين محادثات مع حكومة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن حيال إيران.

كما يبدو الخليج متمكنا من أدوات الضغط والضبط لحماية مصالحه بعد أن استثمر السنوات الأربع الماضية في تطوير مؤهلاته الأمنية والإستراتيجية للحد من أي  ضرر قد يقع عليه نتيجة انكفاء أو التفاف الدور الأميركي على هواجسه واعتباراته.

تتوقع طهران أن الرسائل المفخخة التي ترسلها عبر وكيلها في اليمن على الأراضي السعودية، بوصف الرياض أحد أركان خطة مواجهة السلوك والتمدد الإيراني، كافية لردع السعودية عن دعم أي توجه عقابي تستحقه إيران إزاء حماقاتها السياسية والأمنية.

لكن شيئا لا يمكن أن يوقف قرارا إستراتيجيا اتخذته الرياض ودول الخليج لوقف طهران عن زحفها الهستيري للسيطرة بسهولة على المنطقة، وهو ما جدد الدعوة إليه العاهل السعودي في كلمته منتصف نوفمبر أمام مجلس الشورى، وحثّ المجتمع الدولي على اتخاذ “موقف حازم” للتصدي لسعي النظام الإيراني للحصول على أسلحة دمار شامل، وتطوير برامج للصواريخ الباليستية، وتدخلاته في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ورعايته للإرهاب وتهديده للسلم والأمن الدوليين.

وفي مواجهة الصلابة التي تبديها الرياض في وجهها، تزعم الخارجية الإيرانية، أن يدها للصداقة لا تزال ممدودة أمام السعودية، داعية إلى الابتعاد عن توجيه الاتهامات إلى إيران نتيجة ما سمته الجهل بالمعادلات الإقليمية والدولية، وهو ما يشير إلى حجم طموحها لانفراجة تحملها نتيجة الانتخابات الأميركية الأخيرة. 

رغم وعد بايدن بالعودة إلى الاتفاق الذي شارك في بنائه أيام عمله نائبا للرئيس أوباما، لكن تغيرات داخل التركيبة السياسية الأميركية قد تعرقل إعادته بنسخته الأصلية القديمة، لاسيما وأن خطوات إيرانية اتخذت كرد فعل على إدارة ترامب ساهمت في إفشاله وتعقيد العودة إليه، وقال مسؤولون إيرانيون مرارا إن خطواتهم باتجاه عدم الالتزام بالاتفاق “لا رجعة فيها”، وإنه لا يمكن ببساطة محو التقدم الذي يتم إحرازه في مجالات البحث والتطوير في إيران.

وبذلك، يصعب العودة إلى الاتفاق بشكله السابق الذي كان محل اعتراض دول الخليج، كما يدعم الثلاثي الأوروبي الذي ساهم في إنجاحه والحفاظ عليه، أي تعديلات من شأنها أن تجعله مقبولا ومدعوما من دول المنطقة، ومن ذلك أن يشمل تحركات إيران الإقليمية وتطوير الصواريخ الباليستية إلى جانب تقييد أنشطة طهران النووية.

لا أحد يريد لهذه المنطقة أن تستمر في نفق المخاطر بلا أفق للخروج. دول الخليج من أكثر الدول رغبة وميلا للاستقرار والسلام، وتودّ لعواصم إقليمية أن تلتقي معها في منتصف طريق التفاهم والشراكة والتعاون على النفع المتبادل في إطار الاحترام ونزع أوهام السيطرة وغرور الإمبراطوريات المتخيلة، وقد وصلت بعد أربعة عقود من الاحتكاك بالسلوك الإيراني لقناعة بأن طهران لا تفهم لغة الحوار وتبادل وجهات النظر، وأن الضغط المشفوع بدعم دولي ضروري لنزع فتيل السلوك التخريبي الذي تتخذه إيران ومثلها الآن تركيا أردوغان.

وإذا كان لا بد من طاولة للحوار حول مستقبل المنطقة وأدوار اللاعبين فيها، فلا يمكن أن يحدث ذلك بمنأى عن حضور الدور الخليجي ومشاركته وضع النقاط على حروف التفاهم والشراكة والعمل من أجل منطقة آمنة ومستقرة.

ودعا الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، في كلمة له بمؤتمر “المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية”، الرئيس الديمقراطي القادم جو بايدن إلى عدم تكرار “أخطاء الماضي” مع إيران.

وشدد على أن إعادة الانضمام إلى الاتفاق، كما هو، لن تخدم الاستقرار في منطقتنا، وإعادة الانضمام ثم التفاوض حول القضايا المهمة الأخرى سيُسقط الدبلوماسية في فخ ويجعلها عرضة للابتزاز الإيراني.



الرابط:


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائياً ع

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم، ومن

ماذا يخطر في بالك ( 5 ) ؟

هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) . راجياً لكم النفع والفائدة  . ضعف التقدير يقود إلى سوء التقرير . .................. كلما كان واقعك ثرياً وغنياً ، بارت بضاعة خيالك الواهم . …………… إذا أحببت شيئاً ثم التقيت به بعد غياب فكأن الروح ردت إليك بعد غيبة الموت ، أو العقل عاد بعد جنون ، أو الذاكرة استفاقت بعد غيبة . كل الأشياء الرمادية تسترجع ألوانها الزاهية ، والروائح الزاكية تستجرّ عنفوانها ، والمشاعر اللذيذة تستعيد عافيتها . ما يفعله الشوق بك من ذهاب العقل وغيبة الذاكرة وموات الروح ، يفعل بك الوصل أضعافه من الفرح والطرب والنشوة . لقد جُبل هذا القلب على الإلف بما يحبه والتعلق به حتى يكون بمثابة الطاقة الموصولة بألياف الكهرباء ، أو الزيت الذي يقدح النور ، والجمر الذي يستفز أعواد البخور . وإذا غاب المحبوب واستبد بك الشوق انطفأ نور الوجه وضاقت النفس وذهب الفرح حتى يعرف ذلك في حدة طبعك وانغلاق عقلك وعبوس وجهك ، فإذا التقى المحبوبان والتأم القلب عادت المياه لمجاريها وشعشع الوجه واتسع الثغر وانفرجت الأسارير . سبحان من خلق . ……………… إذا كنت تسم