التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حرب القاعدة المضمرة في اليمن

تنظيم القاعدة في اليمن تحمّل أعباء اندماج بقايا ومخلفات رعاياه في السعودية بعد أن ضيّقت عليهم القبضة الأمنية وتراجع حضورهم في المشهد المحلي والعجز عن إبداء أي فعالية في الداخل السعودي.

الجمعة 2020/02/14
خلف حرب استعادة الشرعية التي كانت تخوضها الحكومة اليمنية بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الانقلابي الحوثي، ثمّة حرب أخرى لم تحظ بتغطية واسعة من الإعلام وحظ وافر من الاهتمام، رغم أنها لا تقلّ عنها ضرورة ولا ضراوة. هي الحرب التي كان يخوضها التحالف العربي ضد تنظيميْ القاعدة وداعش، التي جاءت امتدادا للحرب المفتوحة التي تشنّها الرياض وأبوظبي ضد كل بؤر التطرّف والإرهاب.
يحدث ذلك بالتزامن مع الجهد الأميركي المستمر في اقتناص رؤوس الإرهاب في المنطقة، وتكثيف الجهد الحربي والأمني لتصفية تلك الرؤوس. وأحدث هذه العمليات توجيه طائرة درون لتستهدف مركبة قاسم الريمي، زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وأبرز المدرجين في قائمة التنظيمات الإرهابية لدى السعودية والولايات المتحدة ولجنة العقوبات الخاصة باليمن في مجلس الأمن.
تحمّل تنظيم القاعدة في اليمن أعباء اندماج بقايا ومخلفات رعاياه في السعودية بعد أن ضيّقت عليهم القبضة الأمنية وتراجع حضورهم في المشهد المحلي والعجز عن إبداء أي فعالية في الداخل السعودي.
وعلى طريقتهم المألوفة، حاول متطرفو القاعدة استثمار الظروف غير الطبيعية التي يشهدها اليمن من انفلات وحرب على الحوثيين الذين لا يقلّون عنهم تشدّدا ورجعية، وشرعوا في بناء قاعدة انطلاق وتحرك تنظم صفوفهم وتؤهلهم للعب دور في المنطقة.
يأتي ذلك في إطار جهد إخواني مكثّف لإرهاق التحالف العربي في معارك جانبية واستنزافه في الجبهات المفتوحة وتبديد انتباهه عن المشروع الضمني الذي تتبنّاه بعض أجنحة الحكومة اليمنية ممن يلبّي حاجات رعاة الإخوان في الدوحة وأنقرة ومن ورائهم طهران، خدمة لأجندة انقلابية تتوارى خلف التهم المرسلة للإمارات والتشويش على جهدها والمنسجم مع نوايا الرياض الحميدة.
فضلا عن دور وظيفي يأتي في صميم عقيدة التنظيم وهويته، بعرقلة سعي السعودية في مرحلتها التحولية القائمة هذه الأيام. ولعل المتشدّد اليمني الذي شنّ هجوما على أحد عروض هيئة الترفيه ضمن موسم الرياض قبل شهور يأتي في هذا السياق.
كما أن التقليد القاعدي حضر مجددا في خلط أوراق السعودية دوليا، وتجديد الخطة المهزومة لإلصاق تهمة الإرهاب بصورة المملكة، وخلق مناخ عدائي تجاهها في الأوساط الأميركية النخبوية والشعبية، وذلك عبر العملية التي أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عنها، وتحريض الطالب السعودي على إطلاق النار في ديسمبر في قاعدة بحرية أميركية في فلوريدا مما أدّى إلى مقتل ثلاثة بحارة أميركيين.

الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائياً ع

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم، ومن

ماذا يخطر في بالك ( 5 ) ؟

هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) . راجياً لكم النفع والفائدة  . ضعف التقدير يقود إلى سوء التقرير . .................. كلما كان واقعك ثرياً وغنياً ، بارت بضاعة خيالك الواهم . …………… إذا أحببت شيئاً ثم التقيت به بعد غياب فكأن الروح ردت إليك بعد غيبة الموت ، أو العقل عاد بعد جنون ، أو الذاكرة استفاقت بعد غيبة . كل الأشياء الرمادية تسترجع ألوانها الزاهية ، والروائح الزاكية تستجرّ عنفوانها ، والمشاعر اللذيذة تستعيد عافيتها . ما يفعله الشوق بك من ذهاب العقل وغيبة الذاكرة وموات الروح ، يفعل بك الوصل أضعافه من الفرح والطرب والنشوة . لقد جُبل هذا القلب على الإلف بما يحبه والتعلق به حتى يكون بمثابة الطاقة الموصولة بألياف الكهرباء ، أو الزيت الذي يقدح النور ، والجمر الذي يستفز أعواد البخور . وإذا غاب المحبوب واستبد بك الشوق انطفأ نور الوجه وضاقت النفس وذهب الفرح حتى يعرف ذلك في حدة طبعك وانغلاق عقلك وعبوس وجهك ، فإذا التقى المحبوبان والتأم القلب عادت المياه لمجاريها وشعشع الوجه واتسع الثغر وانفرجت الأسارير . سبحان من خلق . ……………… إذا كنت تسم