التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عدنان صعيدي: لا أرى تطورا في إعلامنا ولغتنا العربية فيه تئن وتبكي!


جدة – عمر البدوي 
بعد مشوار طويل في أروقة الإذاعة السعودية، كان صوته المتشبع بالهدوء والسكينة يذرع في أثير الفضاء ويملأ المسامع والأصداء، اختار أخيراً التقاعد أو ما يسميه (الراحة النفسية) لأن العمل الوظيفي في ظل الجمود الدائم يعتبر مرضاً وقد نال كما يقول نصيبه منه حتى لم يعد لديه ما يحتمل من أجله.
والواقع لم يتوقف عن الركض في المجال الذي أحبه وشغف به وأخلص له، وخط بمداد قلمه ما يشبه نغمة صوته، كلمات مخضبة بالخبرة ومعجونة بعصارة أيام طويلة في الميدان، يكتب المقالات ويؤلف الكتب التي توثق لمسيرة واحدة من أجهزة الإعلام السعودي النافذ، الإذاعة التي كانت يوماً بوابة العالم إلى البلد المعظم، وبوابة هذا البلد إلى العالم كله على هدهدات الحناجر الفضية التي أسست لحال إعلامية سعودية غير مسبوقة.
ما زال عدنان محمد صعيدي يحتفظ بسحر طبقة صوته الدافئ، منافحاً عن قيمة الإذاعة الثقافية كبوابة عبور وجسر مرور لبناء الوعي المجتمعي الحقيقي والفاعل.

> كيف بدأت علاقتك مع «الميكرفون»؟
- الالتحاق بالعمل الإذاعي جاء بعد الثانوية مباشرة، ولكن التعلق بالإذاعة بدأ مبكراً جداً، مع بدايات المواجهة العربية مع الكيان الاسرائيلي٬ وكان العرب شعبياً ورسمياً يتنادون لدعم القضية٬ تحت شعار كان مشهوراً وقتها «ادفع ريالاً تحمي عربياً» رداً على شعار اسرائيلي مضاد٬ وكان هناك توجه لجمع التبرعات من كل مكان في البلدان العربية.
وأهل حارتي في الشامية بمكة المكرمة كانوا اجتمعوا لجمع التبرعات وكنت وقتها صغيراً اجلس في حجر والد٬ وبعد نهاية خطبة أحد رجالات الحارة انقدني والدني عشرة ريالات وذهبت إلى مقدمة الصفوف ودفعت بها على الطاولة.
لم يكن شيء من كل هذا يجذبني أكثر من صوت الخطيب الذي كان يتحدث بالميكرفون٬ وكنت مشدوداً إلى هذه الآلة التي تنقل الصوت بجهورية٬ ومن هناك بدأ تعلقي بالموضوع.
وفي الصف الخامس الابتدائي بدأت أولى تجاربي مع الإذاعة المدرسية بتلاوة القرآن، ثم بعض الفقرات التي عززت من تعلقي بهذا المجال، ثم بدأت المدرسة الاستعانة بي في بعض حفلات إدارة التعليم٬ وكان بعض المعلمين يشجعني ويدعمني٬ وفي المتوسطة التحقت بجمعية الاذاعة٬ وعينني أحد المدرسين رئيساً للجمعية٬ وخلال المرحلة المتوسطة تدربت على فن الحوار والإذاعة الخارجية٬ وذلك كله في منتصف الستينات الميلادية.
في الثانوية خف نشاطي قليلاً ولكنني بمجرد تخرجي بالشهادة الثانوية توجهت إلى الاذاعة٬ وخضت تجارب متعددة تعثرت طويلاً٬ نجحت خلالها في تجاوز واحدة من أصعب لجان التقييم وقد ضمت أسماء بارزة في مجالاتها مثل اللغة والإعلام وسواها٬ وطلب مني قراءة نصوص مختلفة٬ وتم قبولي بفضل الله للتدريب أولاً ثم الظهور على الهواء.

> عادة الإعلاميين لا يتقاعدون، لاسيما المبرّزين، يواصلون الركض في مضمار المهنة ولو نحلت قواهم، لماذا اخترت الراحة؟
- اخترت الراحة النفسية، لأن العمل الوظيفي في ظل الجمود الدائم يعتبر مرضاً٬ وقد نلت نصيبي منه حتى لم يعد لدي ما أحتمل من أجله. أنا لم أتقاعد إعلامياً فقد أصدرت ٣ كتب عن الاذاعة٬ وأشارك بإنتاجي الكتابي في وسائل الاعلام الجديد كلما كان لدي ما أقول٬ وألقي المحاضرات متى طلب مني ذلك.

> كنت ملازماً لاثنينية عبد المقصود خوجة، ماذا أضافت لك وللحالة الثقافية عموماً؟
- رشحني مدير عام اذاعة جدة الاستاذ حسين العسكري لتقديمها بناء على رغبة صاحبها الشيخ عبد المقصود خوجة، فتعايشت مع بعض الحراك الثقافي٬ والتعرف عن قرب على شخصيات كنت أسمع عنها٬ واستضافة بعض الشخصيات لصالح برامج الاذاعة٬ وأفكار جديدة لبرامج إذاعية.
أما الاثنينية فقد وثقت لحياة ضيوفها وأبرزت ملامح عدة لثقافتهم ورسخت لدى الكثيرين أهمية المؤسسات المدنية في خدمة الثقافة، كان عنوان الاثنينية الاحتفاء أو التكريم غير أن واقعها امتد إلى ملتقى ثقافي وبعض لقاءاتها كانت فكرية.

> ذكرت مرة أن لجنة المقابلة الشخصية التي أجازتك مذيعا؛ تكونت من أبي تراب الظاهري، زهير اﻷيوبي، بكر باخضير، سليمان عبيد، ومعم أدباء وشعراء٬ وكان كل واحد يحاورك في تخصصه، هل تبدلت الحال الآن؟
- كانت تلك آخر مرة تعقد فيها لجنة بذلك المستوى في اذاعة جدة٬ وحتى تقاعدي بعد تعاوني وعملي في الإذاعة لمدة ٣٩ عاماً، لم تعقد لجنة مماثلة بل لم تعقد لجنة مقابلات شخصية وإنما لجنة لسماع التجارب بعد تسجيلها من قبل المتقدم منفرداً أو بإشراف شخص واحد، مما ساهم في تردي حال المذيعين عن ذي قبل.

> هناك محطات حديثة ذات شعبية أعادت للإذاعة وهجها، لكنها تفقد الرصانة التي كانت تعرف بها الإذاعات؟
- بل أساءت للعمل الاذاعي وللمهنة٬ واستمرارها هو استمرار في الانحدار المهني.

> لكأن « اللغة العربية» تئن في إعلامنا العربي؟
- وتبكي أيضاً.

> في كتابك الأخير حاولت التأريخ لمرحلة مهمة من عمر الإعلام السعودي، إلى أي مدى تفتقد مكتبتنا المحلية لتوثيق تفاصيلها والاحتفاظ بتجاربها للأجيال؟
- حتى في كتابي الاول «على الموجة القصيرة» وثقت في هوامشه بعضاً من تاريخ الاذاعة والشخصيات وكتابي الثاني «على موجة طويلة» يعتبر توثيقاً لبرامج وشخصيات إعلامية وإذاعية تفتقد إلى كثير جداً بل هي أقل من فقيرة, وقد كتب عنه الأديب حسين بافقيه فقال: «سيظفر فيه مؤرِّخ الإعلام، والإذاعة خاصَّةً، بتأريخٍ دَوَّنه مؤرِّخ معاصر، وقف على الحدث بنفسه، بلْ وضرب بسهم وافر في صناعته، وذلك هو المؤلِّف عدنان صعيدي، وسيُلْفِي فيه طلاب الإعلام ذاكرةً لحقبة قديمة مِنْ عمر إذاعة جدَّة، استنقذها المؤلِّف مِنَ الضَّياع، وأثبتها في كتابه، فظهرنا فيها على وثائق طريفة لإنتاج البرامج وإخراجها وتنفيذها، وعرفنا فيها أسماء المعدِّين والمذيعين والمخرجين والفنِّيِّين، بلْ وساعة البثّ، وهي ذخيرة نفيسة، سينزلها التَّاريخ منزلتها، بعد حين، وجَلَا فيه عدنان الحُجُب عنْ أسماء اتَّصلتْ أسبابها، منذ عقود طويلة، بالإذاعة، فترجم لها ترجمة وافية، وقدَّم لمؤلِّفي التَّراجم العامَّة سِيَرًا أمينة لجيل قديم ومخضرَم مِنَ الإذاعيِّين والإعلاميِّين، سيقرأ كلّ أولئك، ويقرأ القارئ المثقَّف، كلامًا مبسوطًا مِنَ التَّاريخ الحَيّ الَّذي لا أثر لمعظمه في الكتب ولا الصُّحُف عنْ برامج وأسماء، ربَّما عرفها بعضنا، ومؤكَّد أنَّ جمهرةً مِنَّا لم يعرفوها، فكان كتاب عدنان صعيدي تقييدًا لتلك الحياة، وتنبيهًا إلى تلك المآثر».

> هناك التفاتة حقيقية لتطوير الإعلام السعودي، باستقطاب الكفاءات المهاجرة ٬ وإعادة الاعتبارات للقيمة الإعلامية لبلادنا في محيطها العربي، كيف تقيّم الجهود حتى الآن؟
- لم أرَ أي شيء مما ذكرت.

> النقد الإذاعي كان مدار كتابك الأول، ويبدو هذا النوع من الطرح مفقودا لدينا إلى حد بعيد؟
- جداً وذلك لسببين٬ الأول اعتقاد البعض أن النقد ذمّ٬ والثاني أن البعض ينتقد لتصفية حسابات قديمة.

> دشنت حسابك على منصة سنابشات، وأنت ابن أكثر المنصات عراقة وأصالة، هو تسامح واتصال أداتي مهم، ما هي وصفتك للتعاطي السليم مع وسائل الإعلام الجديد؟
- الشكر في ذلك لأخي الصديق الاستاذ كمال عبد القادر الذي أقنعني بأن أسرب في مقاطع صغيرة على سناب شات بعض تجاربي الاذاعية. والتعاطي مع وسائل الإعلام تقليدية وحديثة٬ لابد أن يكون بصدق وموضوعية وليس لطلب الشهرة أو إشاعة الفوضى.

> هل تقلص حلمك وإصرارك، في كون الإذاعة مصدرا ثقافيا ومعرفيا مثلها كالكتاب؟
- أبداً ومتمسك به٬ حتى وإن اختلف المحتوى فالأمر متعلق بمن يكتب ويقدم وليس بمن يتسلى.

> برأيك.. الإعلام موهبة أم شهادة أم فرص؟
- موهبة ثم دراسة٬ والفرصة متاحة تلقائياً بعد ذلك.

> كنت ضمن أول دفعة تدرس تخصص الإعلام في جامعة المؤسس بجدة، في ظل النقد اللاذع الذي تجده مؤسسات التعليم لعدم ملاءمة مخرجاتها لسوق العمل وحاجاته، كيف تجد حالة كليات الإعلام والاتصال لدينا؟
- طالما أن الطالب يقبل في الإعلام وفق الدرجات في شهادته الثانوية٬ وليس وفق الموهبة فلن يكون ملبياً لحاجة السوق٬ وما لم يكن لدينا معاهد للتدريب بعد التخرج في الجامعة فإن المتخرج عاجز عن تحقيق نجاح حقيقي في مجال الإعلام

> أداء بعض شاشتنا، لاسيما ما يتعلق بالحوارات التلفزيونية هشّ وجدلية أكثر منها مفيدة؟
- لغياب المهنية وتفاهة الهدف، وفي تغريده سابقة قلت: كثير من اللقاءات التلفزيونية ليس الهدف منها اظهار الحقيقة، بل تجيش البعض على البعض وهذه ليست اهدافا نبيلة.

> ماذا عن الصورة الإعلامية عن المملكة، يمكن القول إنها تحسنت بفضل الجهود العلاجية السريعة التي تقوم بها وزارة الإعلام، أم أن المشوار طويل؟
- لا اعتقد ان الاعلام هو من يقوم بتحسين الصورة بل التحرك السياسي والدبلوماسي أكثر اثراء. ويمكن التحرك بسرعة ان رغبت الوزارة تقصير المشوار. الاعلام الخاص او التجاري القائم بأموال سعودية نجح لاعتماده على قدرات انتاجية إبداعية، واعتقد ان الوزارة لابد ان تنهج اسلوبا أكثر تطورا فتنافسها فهي ملك الدولة التي هي مصدر هام للخبر وصانعة للحدث وصاحبة القرار الرقابي.

> لا تزال الصحف الورقية قائمة، رغم الأزمة الحقيقية المحدقة بها، كيف يمكن الخروج بأفضل النتائج؟
- الصحف الورقية ستبقى الى حين واعتقد انه من المفيد ان تكون نسختها الاساسية الكترونية وتتحول الورقية من اخبارية الى رأي وتحليل ودراسات تخدم من يحتاجها.

> هل نشكو من ضعف وغياب مراكز متخصصة في بحوث الإعلام؟
ليس فقط في بحوث الاعلام بل وفي التدريب والتقنية الاعلامية.

> في ظل جدل مشتعل حول صوت المآذن، قلت مرة: «حتى اللحظة لا يعرف بعض مؤذني المساجد فائدة لاقط الصوت ومكبره٬ فيؤذن بصوت مرتفع كأنه على منارة»؟
- هذا صحيح مع الأسف، وكذلك بعض الأئمة يريد ان يسمع تلاوته لأهل الحي وليس للمصلين، فليس هناك ما يدعو الى رفع الصوت وكل زوايا المسجد بها سماعات، والغريب انه يرفع صوته في القراءة ولا تكاد تسمعه اثناء التكبير للسجود مثلا، مؤذنو وائمة المساجد بحاجة الى دورات تدريبية في كيفية التعامل مع لاقط الصوت، وغالبية المساجد بحاج الى هندسة صوتية كما هو الحال في الحرمين الشريفين.

رسائل إلى:

رؤساء تحرير الصحف
مع الاحترام والتقدير أنتم رؤساء تحرير على الورق فقط، فكل من له حساب على مواقع الإعلام الحديد أصبح رئيساً للتحرير.

هيئة الإذاعة والتلفزيون
ليس لكم من نتاج يصنف وفق المعايير الإعلامية إنه نتاج الهيئة، وأحسب أن زمن الوزارة كان أكثر إبداعا.

إعلامي شاب
الفرصة أمامك كبيرة جداً في عصر التقنية التي تمكنك من المعلومة وسرعة البث فاحرص أن تكون بنفس المستوى في لغتك وثقافتك وصدقك.

شخص له فضل عليك
كثيرون يصعب حصرهم لكن الأستاذ ابراهيم الصقعوب له فضل الصداقة والدعم الإداري الذي لا يمكن ان أنساه، ويظل لصديقي وزميلي رويشد الصحافي جانب كبير من الفضل في مساندتي في برنامج «رحلة على الهواء» وبرنامج «تعال معي إلى جدة» وانطلاقة إذاعة نداء الاسلام في بثها على مدار الساعة.

شخص تود الاعتراف له والاعتذار له
زوجتي سامية محمد نوح وقد ذكرت ذلك في صدر كتابي الأول.

ملامح:
- عدنان بن محمد بن احمد صعيدي ولدت عام 1374هـ ــ 1955م بمكة المكرمة ونشأت وتلقيت تعليمي العام فيها.
- حصلت على درجة بكالوريوس آداب من جامعة الملك عبد العزيز عام 1980م في تخصص الإعلام شعبة الصحافة.
- تاريخ التحاقي بالعمل الإذاعي والتلفزيوني بدأ عام ١٩٧٦ مذيعاً متعاوناً والالتحاق بالعمل الوظيفي عام ١٩٨٠ .
- عينت مديراً لإذاعة نداء الإسلام عام 1427هـ (2006) ومديراً للبرامج المنوعة بإذاعة الرياض عام 1432هـ (2011م) ثم كلفت في نفس العام بالإشراف على اذاعة نداء الاسلام.
- أحلت إلى التقاعد بتاريخ (1/7/1435هـ ــ 30/4/2014م).
- خلال تاريخي العملي قمت بإعداد وتقديم العديد من البرامج الاذاعية وبعض البرامج التلفزيونية واعداد وتقديم اول برنامج بث مباشر في الاذاعة السعودية وهو برنامج رحلة على الهواء وعملت لفترات قصيرة أثناء الدراسة الجامعية مندوباً ومحرراً صحافياً متعاوناً مع صحف: الندوة، البلاد، الشرق الأوسط.
- كتبت في النقد الإذاعي والتلفزيوني والفني للصفحات الفنية في كل من جريدة المدينة (ملحق الأربعاء)، مجلة اليمامة، جريدة الاقتصادية، جريدة البلاد.
- أسست وأشرفت على إعداد صفحتي «ديجيتال» في جريدة البلاد، وكانتا أول صفحتين خصصتا للإذاعة والتلفزيون السعودي في الصحافة السعودية.
- أصدرت عام 2014 كتاباً بعنوان (على الموجة القصيرة) في طبعتين، وهو مقالات في النقد الاذاعي والتلفزيوني والفن والمسرح.
- أصدرت عام 2015م كتاباً بعنوان «على موجة طويلة»، وهو توثيق لعدد من الشخصيات والبرامج الاذاعية منبسطًا في بياض 257 صفحة من القطع المتوسط. تلا ذلك بابان وثقت فيهما لبرنامجي الإذاعي وشخصيات إعلامية وإذاعية.
- أصدرت عام 2016 كتاباً بعنوان «على الموجة المتوسطة»، وهو عبارة عن حكايات ولقطات وتغريدات إذاعية.


الرابط :
http://www.alhayat.com/article/4609679


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائياً ع

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم، ومن

ماذا يخطر في بالك ( 5 ) ؟

هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) . راجياً لكم النفع والفائدة  . ضعف التقدير يقود إلى سوء التقرير . .................. كلما كان واقعك ثرياً وغنياً ، بارت بضاعة خيالك الواهم . …………… إذا أحببت شيئاً ثم التقيت به بعد غياب فكأن الروح ردت إليك بعد غيبة الموت ، أو العقل عاد بعد جنون ، أو الذاكرة استفاقت بعد غيبة . كل الأشياء الرمادية تسترجع ألوانها الزاهية ، والروائح الزاكية تستجرّ عنفوانها ، والمشاعر اللذيذة تستعيد عافيتها . ما يفعله الشوق بك من ذهاب العقل وغيبة الذاكرة وموات الروح ، يفعل بك الوصل أضعافه من الفرح والطرب والنشوة . لقد جُبل هذا القلب على الإلف بما يحبه والتعلق به حتى يكون بمثابة الطاقة الموصولة بألياف الكهرباء ، أو الزيت الذي يقدح النور ، والجمر الذي يستفز أعواد البخور . وإذا غاب المحبوب واستبد بك الشوق انطفأ نور الوجه وضاقت النفس وذهب الفرح حتى يعرف ذلك في حدة طبعك وانغلاق عقلك وعبوس وجهك ، فإذا التقى المحبوبان والتأم القلب عادت المياه لمجاريها وشعشع الوجه واتسع الثغر وانفرجت الأسارير . سبحان من خلق . ……………… إذا كنت تسم