التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ممدوح سالم: نعول على «هيئة الثقافة» لتفعيل دور المسرح في حياة المجتمع


جدة – عمر البدوي 

وداع غير عادي لسوق عكاظ بعد أن بلغ عدد زوار سوق عكاظ في دورته العاشرة في يومه الختامي 43,667 زائراً ليصل إجمالي عدد الزوار طوال 11 يوماً إلى 394,718 زائراً، محطماً بذلك كل التوقعات والأرقام القياسية، وللمرة الأولى في تاريخه.
جادة سوق عكاظ كانت واحدة من أبرز فعاليات السوق التي لاقت اهتمام الزوار، وحفلت بعروض مسرحية وعروض للخيل والهجانة بشكل يومي طوال فترة السوق، الأمر الذي شكل عامل جذب كبير، إذ اكتظت جنبات الجادة بالجمهور الكثيف.
تحدث لـ«الحياة» مخرج جادة عكاظ والمشرف العام على مشاهدها المسرحية ممدوح سالم، وقال: «العادة أننا نقدم شخصية معروفة للعمل المسرحي، ولكن في هذا العام اتخذنا تكتيكاً مختلفاً وابتعدنا عن الشخصية المحورية وركزنا على مجموعة حكايات في العمل المسرحي لعبس وذبيان وحكايات الشعر والحرب. وحاولنا تقديم أربع حكايات بلون ورؤية مختلفة، الأولى بعنوان «ذهب وعوسج» واستعرضنا القوافل والأسواق التجارية في ذلك الزمن من سوق عكاظ، بالإضافة إلى المروءة والشهامة الموجودة لدى الفرسان والتصدي لقطاع الطرق، فيما كان المشهد الثاني بعنوان «منازل الكرام» وقدمنا خلاله دراما شعرية لمجموعة من الأبيات الشعرية والألغاز الشعرية، وكان بحضرة مجلس النابغة الذبياني الذي اشتهر مجلسه بفطاحلة الشعراء وحاولنا تجسيد هذا المشهد بنوع من الدراما الشعرية أقرب إلى الدراما العاطفية». ومضى سالم قائلاً: «المشهد الثالث كان بعنوان حكمة القدر، ويتحدث عن رجل تاجر اسمه عطيل، وهو شخصية فانتازية ابتكرناها لهذا العمل وحاولنا من خلالها تقديم دراما فانتازية أقرب للحكايات الإنسانية، وجاء المشهد الأخير بعنوان «حوار السيوف» وهو نوع من الأكشن أو المغامرة لأننا طرحنا فيها الحرب الشهيرة «داحس والغبراء» وجسدنا السباق بين الفرسين والحرب التي دامت 40 سنة، والحكايات كانت مرتبطة براوي يقدم الحكايات بشكل جميل بحيث يقدمها للناس بشكل مبسط ويراعي فئات المجتمع».
وعن الأزياء المستخدمة في الجادة قال المخرج السعودي: «لا يمكن مطابقتها تماماً مع ذلك الزمن، ولذلك لابد من الخيال، وعندما بدأنا تصميم الملابس وضعنا فئات، فكبار الشعراء لهم نوعية ملابس معينة وأصحاب القوافل التجارية سواء من اليمن أو الشام أو الهند، بقية الناس العادية لها ملابس مخصوصة، وهذا تكنيك نستخدمه كرؤية فنية ومحاولة لمزج الحقيقة والواقع بحاجة فنية مع الاجتهاد في موضوع الألوان إلى حد ما، بحيث يكون الشعراء لهم ألوان فخمة وبقية الفئات لهم ألوان إلى حد ما بسيطة، وبالتالي هي مسألة فيها نوع من الخيال والتوارث في كتب التاريخ».
وعن مسرح الشارع الذي اختارته جادة عكاظ لتقديم عروضها قال ممدوح سالم: «هذه التجربة هي الثالثة لي في سوق عكاظ، وحاولنا تقديم شكل جديد ومختلف عمّا قدم في دورات عكاظ الماضية، وتجربة مسرح الشارع ليست منتشرة كثيراً في المملكة والوطن العربي، وهي عموماً من التجارب الصعبة وليس من السهولة القيام بها في عملية مفتوحة مع المجتمع، بخاصة في سوق عكاظ الذي يزوره يومياً من 30 إلى 40 ألفاً المتوسط اليومي للحضور، لكن الشكل التاريخي المقدم من أزياء ومكياج وطريقة التكنيك الفني المستخدم في العروض المسرحية جعلت الناس يتفاعلون كثيراً، وبعد انتهاء العرض المسرحي يحرص الناس على التصوير وأخذ صور تذكارية والحديث مع الممثلين، وقد اجتهدنا مع الممثل لإطلاعه على السيرة التاريخية للدور الذي يقوم به ويحفظ بعض أبياته الشعرية، وهو نوع من التحضير للممثلين حتى يعيش الزائر حتى نهاية اليوم تجربة عربية مكتملة ومرتبطة بالتراث العربي».
وتحدث ممدوح عن قابلية وإمكانات الشباب السعودي للأداء المسرحي وتجسيد الشخصيات التاريخية، موضحاً أنهم يستعينون بمن لديهم خبرة ولهم تجارب سابقة «لأن الأدوار الرئيسة تحتاج تكنيكاً معيناً وأداء تعابير دقيقة وبالتالي يقع اختيارهم لها، والأدوار الفرعية أو الثانوية نستعين فيها بشباب من محافظة الطائف، ونحاول قدر الإمكان تقديم نوع من التدريب الحركي واللفظي لهم، وعادةً العمل المسرحي نسجله في استوديوات خارج المملكة ونستعين فيه بالممثلين المحترفين ومتخصصين في اللغة العربية ثم نطبق الأداء الحركي في السوق هناك».
وعن تأثير غياب المسرح على الواقع السعودي قال ممدوح: «المسرح بالنسبة للمجتمع حياة، ونحن بحاجة في ظل وجود هيئة للثقافة إلى مخطط استراتيجي لوجود المسرح، لأن المسألة إذا ارتبطت بمناسبة معينة في الصيف أو الأعياد سيظل المسرح محلك سر، وبالتالي يقع على هيئة الثقافة دور كبير في وضع خطط للمسرح، وأنا أعترض على مجانية الحضور للمسرح الذي تفرضه بعض أمانات المناطق بالمملكة لأنه تقليل من قيمة المسرح الذي يعد أباً للفنون وغذاءً للثقافة ومصدراً للفكر، والرسوم مهمة مثل باقي ما تدفعه الأسر لحضور المتنزهات ومراكز الألعاب، فنحن نعول كثيراً على هيئة الثقافة لتفعيل دور المسرح في حياة المجتمع وتفعيل حضوره بشكل أكبر بخاصة في ظل التوجهات الجديدة لرؤية المملكة ودعم قطاع الترفيه والاهتمام بالفنون والمسرح».
وعن آفاق مشروع عكاظ من وجهة نظره كمخرج وجزء من الاحتفالية في أبرز فعالياتها لثلاث سنوات، لفت إلى أن هناك أفكاراً كثيرة مثل «جادة المستقبل» ستنفذ في العام المقبل، «وأتمنى للأعمال الفنية والتاريخية ألا تكون فقط على المستوى المحلي بل نطمح أن تكون على المستوى العالمي، إذ قدمت قبل فتره معينة دراسة لهذا الموضوع لتكون في الدورة الـ11، بخاصة أن هناك تجارب سبقتنا في مسرح الشارع، وهو لون جديد على الشارع السعودي وبالتالي نحتاج عروضاً مختلفة للخلط بين التاريخ والتراث مع المهارات الفنية التي قدمها بعض الفنانين في المناطق المختلفة من العالم».



الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائياً ع

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم، ومن

ماذا يخطر في بالك ( 5 ) ؟

هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) . راجياً لكم النفع والفائدة  . ضعف التقدير يقود إلى سوء التقرير . .................. كلما كان واقعك ثرياً وغنياً ، بارت بضاعة خيالك الواهم . …………… إذا أحببت شيئاً ثم التقيت به بعد غياب فكأن الروح ردت إليك بعد غيبة الموت ، أو العقل عاد بعد جنون ، أو الذاكرة استفاقت بعد غيبة . كل الأشياء الرمادية تسترجع ألوانها الزاهية ، والروائح الزاكية تستجرّ عنفوانها ، والمشاعر اللذيذة تستعيد عافيتها . ما يفعله الشوق بك من ذهاب العقل وغيبة الذاكرة وموات الروح ، يفعل بك الوصل أضعافه من الفرح والطرب والنشوة . لقد جُبل هذا القلب على الإلف بما يحبه والتعلق به حتى يكون بمثابة الطاقة الموصولة بألياف الكهرباء ، أو الزيت الذي يقدح النور ، والجمر الذي يستفز أعواد البخور . وإذا غاب المحبوب واستبد بك الشوق انطفأ نور الوجه وضاقت النفس وذهب الفرح حتى يعرف ذلك في حدة طبعك وانغلاق عقلك وعبوس وجهك ، فإذا التقى المحبوبان والتأم القلب عادت المياه لمجاريها وشعشع الوجه واتسع الثغر وانفرجت الأسارير . سبحان من خلق . ……………… إذا كنت تسم