التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الخليج مسرحا لمفاجأة أكتوبر الانتخابية

حث أوباما دول الخليج على التفاهم مع إيران وقوّى طهران باتفاق يشوبه الخلل ومكن جماعة الإخوان من حكم دول محورية ظنا منه أن ذلك سيساعد على إنهاء أزمة المنطقة.
الأربعاء 2020/10/14

حفِل التاريخ الأميركي بعادة انتخابية، لاسيما في حال كانت الأمور لا تتجه بسلاسة إلى مرشح ما، وهو أن يفجر حدث سياسي أو إعلامي مفاجأة من شأنها أن تسلط الأضواء وتميل بالكفة وترجح فوز أحد المتنافسين على الآخر.

تشير نظرية أو مؤامرة أو مفاجأة أكتوبر إلى قصة مزعومة للتأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية، بدأت عام 1980 إبان المنافسة التي دارت بين الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر وخصمه الجمهوري حاكم كاليفورنيا السابق رونالد ريغان.

وتتابعت خلال الانتخابات التالية، مع تفجر قضية “إيران كونترا” للإضرار بفرص إعادة انتخاب جورج بوش الأب، وفي أكتوبر 2008 وصف الارتفاع القياسي في معدل البطالة بأنه “مفاجأة أكتوبر”، لحرمان مرشح الجمهوريين جون ماكين من الفوز أمام منافسه الديمقراطي أوباما، وفي 7 أكتوبر عام 2016 نشرت مقاطع أظهرت المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالمتطاول على النساء، وخلال الفترة نفسها، بدأ موقع “ويكيليكس” حملة تسريب رسائل بريد إلكتروني لتسليط الضوء بشكل سلبي جدا على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. 

تعبّر الاحتكاكات المبعثرة في أجزاء من المنطقة، عن نذير صدام مباشر وتدميري بين واشنطن وأدوات إيران في المنطقة، إذ ومع إقرار منظومة عقوبات جديدة على طهران

غالبا ما تكون المفاجآت من نوع قنبلة إعلامية صاخبة تحدث ضجيجا بتصاعد لأيام، ويحدث تأثيرا على مزاج المجتمع الأميركي، ويزيد من حظوظ مرشح على الآخر، وقلّ أن تكون حدثا على الأرض، كما أن الاتهامات توجه دائما للجمهوريين بأنهم لطالما برعوا في استخدام “مفاجأة أكتوبر” لقلب اتجاهات التصويت.

وبينما نقترب من منتصف شهر أكتوبر، وتبدو النتائج متأرجحة جدا، والأجواء ضبابية تماما، فإن شدة الاستقطاب تزيد من ترقب المجتمع الأميركي والعالمي لحدوث مفاجأة مدوية تبعثر الأوراق، ويظن بأن إصابة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته بكورونا، أو اتفاقات السلام بين دول عربية وإسرائيل، ضمن هذه العادة، لكن مواصفات هذه الأحداث لم تكتمل عناصرها ولا موازين تأثيرها.

يترقب الخليج أكثر من غيره نتائج ما تنتهي إليه الانتخابات، نتيجة تأثير السياسة الخارجية الأميركية على معادلات المنطقة التي تقعد على كف عفريت، تشكل إيران صداع رأس المنطقة والعاصمة واشنطن على حد السواء. وسبق لإيران أن ارتبطت بأول حدث سجل عادة أكتوبر الانتخابية.

وتصاعدت درجة الاحتكاك بين طهران وواشنطن هذه الأيام، ووضع الرئيس الموشك على نهاية ولايته الأولى دونالد ترامب القضية الإيرانية على رأس الأجندة التقليدية للسياسة الخارجية الأميركية، ليزداد لهيب الملف ويزداد جحيم توتره.

تعبّر الاحتكاكات المبعثرة في أجزاء من المنطقة، عن نذير صدام مباشر وتدميري بين واشنطن وأدوات إيران في المنطقة، إذ ومع إقرار منظومة عقوبات جديدة على طهران، أشار مصدر مقرب من إدارة ترامب ببدء العد التنازلي لضرب ميليشيات العراق، وتدجيج مياه الخليج والمضائق بالآليات الحربية والعسكرية.

غالبا ما تكون المفاجآت من نوع قنبلة إعلامية صاخبة تحدث ضجيجا بتصاعد لأيام، ويحدث تأثيرا على مزاج المجتمع الأميركي، ويزيد من حظوظ مرشح على الآخر

تشكل اتفاقات السلام التي بادرت إليها دولة الإمارات مع إسرائيل، في جانب منها، بلورة لنهج جديد في المنطقة يعبر عن تفاهم القوى الإقليمية على ضبط مسافات التعاون والتفاهم بينها، وذلك على وقع الانسحاب الأميركي التدريجي الذي كان الرئيس السابق باراك أوباما أول من جهر به.

حث أوباما دول الخليج على التفاهم مع إيران، وقوّى جانب طهران باتفاق يشوبه الكثير من الخلل والنقص، وعزز من انكسار المنطقة بتمكين جماعة الإخوان من حكم دول محورية عقِب ثورات الربيع العربي، ظنّا منه أن ما كان يعتبرها قوى معتدلة ستساعد في إنهاء أزمة المنطقة وانسداد الأفق في وجه شعوبها، لتتبنى قيما ديمقراطية في علاقاتها الاجتماعية وسلوكها السياسي ومنطقها الثقافي.

إلا أن الأحلام الهشة تبدلت بدخول المنطقة في نفق أكثر سوداوية بصعود رايات التشدد وتدفق شلال الدماء، الذي تناثرت شظاياه في عواصم عربية وأوروبية مختلفة.



الرابط :



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائياً ع

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم، ومن

ماذا يخطر في بالك ( 5 ) ؟

هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) . راجياً لكم النفع والفائدة  . ضعف التقدير يقود إلى سوء التقرير . .................. كلما كان واقعك ثرياً وغنياً ، بارت بضاعة خيالك الواهم . …………… إذا أحببت شيئاً ثم التقيت به بعد غياب فكأن الروح ردت إليك بعد غيبة الموت ، أو العقل عاد بعد جنون ، أو الذاكرة استفاقت بعد غيبة . كل الأشياء الرمادية تسترجع ألوانها الزاهية ، والروائح الزاكية تستجرّ عنفوانها ، والمشاعر اللذيذة تستعيد عافيتها . ما يفعله الشوق بك من ذهاب العقل وغيبة الذاكرة وموات الروح ، يفعل بك الوصل أضعافه من الفرح والطرب والنشوة . لقد جُبل هذا القلب على الإلف بما يحبه والتعلق به حتى يكون بمثابة الطاقة الموصولة بألياف الكهرباء ، أو الزيت الذي يقدح النور ، والجمر الذي يستفز أعواد البخور . وإذا غاب المحبوب واستبد بك الشوق انطفأ نور الوجه وضاقت النفس وذهب الفرح حتى يعرف ذلك في حدة طبعك وانغلاق عقلك وعبوس وجهك ، فإذا التقى المحبوبان والتأم القلب عادت المياه لمجاريها وشعشع الوجه واتسع الثغر وانفرجت الأسارير . سبحان من خلق . ……………… إذا كنت تسم