التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الحياة في زمن " الكورونا "


الأحد ١ / ١٠ / ١٤٤١ حلي

 

هذه أيام غير عادية !

بدأت كتابة هذه التدوينة في فجر اليوم الأول من أيام عيد الفطر المبارك لعام ١٤٤١ هـ ، لا صلاة عيد هذا العام ، ولا صلاة فجر في المسجد ، صوت مؤذن الجامع الصديق أحمد بخاري يصدح بتكبيرات العيد من مكبر المسجد للتعويض عن غياب الشعور والإحساس بالعيد بعد حظر إقامة شعائره المعتادة بسبب تداعيات فايروس كورونا الذي فرض شللاً عاماً في مظاهر الحياة ، وصباح العيد هذا شاهد قاسٍ على ذلك .

انتهينا بحلول فجر هذا اليوم من شهر رمضان المبارك ، الحقيقة أن رمضان كذلك كان منزوعاً من مظاهره المعتادة ، بدون صلاة تراويح ولا جمعة وجماعة في المساجد ، ولا خروج إلا خلال ساعات النهار الضيقة لقضاء الاحتياجات الضرورية ، رغم الجمود الذي يخيّم على يومياتنا بسبب " كورونا " استطاع شهر رمضان أن يخفف من وطأة هذا الجمود ، وينفذ إلى القلوب بروحانيته وروتينه اليومي المحبب إلى النفس ، لم يفقد رمضان بريقه في القلوب ، واستطاع أن يسد جوعنا الداخلي إلى شيء من السرور ، رغم أنها المرة الأولى التي نحرم فيها من زيارة مكة المكرمة وأداء طقس العمرة السنوي الذي لم أنقطع عنه لأكثر من ١٠ سنوات ، ولا زيارة مدينتي جدة وقضاء بعض الوقت الرمضاني الأثير في أسواقها وأزقتها ووسط حشد المآذن التي تتبارى لتغرز أصوات أئمتها في كبد السماء بتراتيل رقيقة تضفي طابعاً لا يساويه شيء من المتعة والأنس بليالي رمضان الجدّاوية .

لا مشكلة في ذلك ، لرمضان طبيعته التي لا تقاوم ، بين أهلك ووسط قريتك التي لم أكد أن أصل إليها حتى الثالث من رمضان بعد حظر السفر بين المناطق داخل المملكة ، كان البقاء وحيداً هناك خلال شهرين قبل رمضان ، يبدو لي محبذاً ومريحاً ، ولكن فكرة المكوث هناك خلال شهر رمضان كانت ساعات من الجحيم والوحدة القاسية والشعور الثقيل بالانفصال عن الشعور بهذا الشهر الكريم ، لقد هربت وتجاوزت مشقة ما يمكن أن ينتطرني من كآبة البقاء وحيداً هناك .

 

انتهى رمضان ، الأيام مقبلة على استعادة شحوبها الذي تسببت فيه " كورونا " ، والناس عرضة للدخول مجدداً في دوامة الحظر الجزئي والإغلاق شبه الكامل للأنشطة ، والانحسار في بيوتهم تماماً والتوقف عن الزيارات والمناسبات ضمن سياسة " التباعد الاجتماعي " القاسية التي طبقت للحدّ من تفشي الوباء .

 

تجربة جديدة ومرّة يعيشها المجتمع ، لا أحد يتذكر شيئاً مثل هذا عاشه واضطر للخضوع له ، الأشخاص الذين اعتادوا على نمط معيشي يقع جزء كبير منه خارج ذواتهم بالاعتماد على الآخرين في استكمال صورة اليوميات والعادات التي تشكل في مجموعها منظومة حياتهم ، سيلاحظون الفرق ، ستكون حدّة الإجراءات قاسية وقوية في التأثير عليهم .

 

لا تبدو القرى بنفس الوتيرة التي قد تجدها في المدن ، الحقيقة أن القرى محمية بنظام يومياتها منخفض النشاط والخيارات ، في المدن انكشف شكل الحياة القائمة فيها على ما تضخه الفضاءات العمومية فيها من شروط الحياة المدينية ، الشلل الذي تسبب فيه الفيروس يجعل البقاء في المنزل خانقاً هناك ، العمارات المتطاولة والمتراصة بجانب بعضها تسدّ أفق القاطنين فيها عن التقاط الأنفاس ، ولأنني قضيت قرابة شهر ونصف في جدة منذ البدء بتطبيق إجراءات الإغلاق والحظر الجزئي ، وقضيت رمضان في القرية ، جربت الحالتين ، المدينة تختنق عندما تتوقف ، القرى تستطيع أن تتنفس بالحدّ الأدنى من شكل الحياة .

 

سألت ابن أختي جابر عن الظروف التي نعيشها ، أحببت أن أسمع وجهة نظره كطفل ، للتو انتهى من عامه الدراسي الأول بطريقة مبتورة ، بعد أن تسببت الجائحة في وقف الدراسة قبل شهرين من موعد نهايتها الرسمي ، وجه أصابع الاتهام إلى كورونا حسب ما قالت له أخته التي تكبره بأعوام ، ولم يعلق بأكثر من هذا ، وهو الطفل النبيه السؤول الذي لا يعجز عن النقاش الطويل معي .

 

وكنت فكرت ، لعلي أكتب مشاعري عن هذه التجربة مثلما سألته عن وجهة نظره ، أن أتفحص ذاتي في نظرها إلى هذه المرحلة غير العادية ، وحسب ما قرأت ، لم يحدث قريباً من هذا سوى أيام الانفلونزا الاسبانية العام ١٩١٨ ، ولكن اتصال العالم ببعضه لم يكن كما هو عليه اليوم من تشابك عنقودي ، تسبب في سرعة انتشار وإشاعة تأثير الفايروس الذي انطلق من الصين وتفشى حول الكرة الأرضية جمعاء ، وأصبح الخطأ غير المحسوب الواقع في سوق المأكولات البحرية والغرائبية بمدينة ووهان الصينية قادراً على منعي من الخروج والتسكع في حارتي الصغيرة رغم آلاف الأميال التي تفصل بينهما .

 

عموماً لا أعرف شكلاً مكتملاً ستخرج به هذه التدوينة ، ربما أنجزها عندما أشبع التجربة كتابة ورصداَ ، وربما تبقى مفتوحة حسب ما تمليه المستجدات والمشاعر التي تحايثها ، خاصة وأن المشاعر غريبة إلى حد بعيد ، في مواجهة تجربة غير مسبوقة ، ربما لم تكن فكرة اعتزال الحياة العامة جديدة بالنسبة لي ، فأنا ملتزم بهذا النمط من العيش منذ فترة ليست بالقصيرة ، فترة تكفي لتدريبي على مواجهة هذا الفائض الكبير من الوقت والعزلة والانكفاء داخل البيت ، الفرق أن ذلك كان يحدث بطريقة اختيارية ، ومحدودة في إطاري الشخصي ولم يكن محفوفاً بهذا القلق من المخاطر الصحية التي يهدد بها الوباء ، وليس انقطاعاً تاماً عن الفضاء العام ولا تتخلله فرص للاستمتاع ببعض فرص السفر ، أو الطلعات الخفيفة على البحر أو في البر أو المتنفسات المتاحة حسب المكان .

 

والواقع أن كثيراً من الشعور الحادّ بالتجربة ضعف وتراجع عند وصولي إلى القرية، صوت أطفال العائلة يبدد الصمت الذي يخيّم في الأجواء ، الزيارات المحدودة في إطار العائلة بين وقت وآخر تحرك الدماء في عروق الأيام المتشابهة ، بعض أصدقائي لا ينقطعون عن الوصول المتكرر إلى البيت وقضاء أوقاتنا المعتادة من الحديث المتبادل والمزح المرسل ، استعدنا اتصالنا بالألعاب التشاركية على الكيرم والبلايستيشن .

كل هذه النوافذ الممكنة تخفف من وطأة الجمود ورتابة الأيام ، فضلاً عن اهتاماماتي وفروضي الجادة التي تشكل العامود الفقري لأيامي المعتادة ، من ساعات القراءة المنتظمة ، وساعات المشاهدة الجادة ، والكتابة الصحفية أو الوظيفية المختلفة ، وانضم إليها مؤخراً الدورات التدريبية المختلفة عبر الإنترنت ، ودبلوم العلوم الإنسانية الذي التحقت به ضمن منحة مجانية من أكاديمية نماء بمناسبة الفايروس ، وهو فرصة ذهبية أحمد لله توفيقه وفضله وتيسيره الانضمام إليها ، وها أنا أكاد أعبر المقرر الأول فيه بحلول عيد الفطر السعيد .

 

سيولة فائضة من الوقت

وقد تجدني بعض أيام الجائحة منزعجاً من ضيق الوقت ، والتعب في ملاحقة المهام الواجب إنجازها في اليوم الواحد ، كنت أكتم سروري وسعادتي وأنا مزحوم بهذه النعم التي تفضل بها الله عليّ وأجدها تملأ وقتي ، وتقطع شعور التفاهة الذي يمكن أن يساور شخصاً يواجه سيولة فائضة من الوقت الذي لا يجد ما يشغله به أو يقضيه فيه .

وهذا الشأن تحقق في مثل هذه التجربة الغريبة ، كنت أنظر إليها كفرصة لاستثمار هذا التوقف غير العادي لشكل الحياة الطبيعي ، لاستزراع نمط حياة شخصي أكثر ثراءاً وإغداقاً ، وتوطين العادات الفردية التي كان يشق على المرء فعلها أمام طوفان الحياة العاديّة التي كانت تتحكم فينا أكثر مما نتحكم فيها ، لقد توقف قطار الأيام ، الفرصة الآن متاحة وممكنة لمن أراد النزول من على ظهره لبعض الوقت ، يمدّ بصره إلى شكل الحياة في وضع التوقف ، بعد أن كان شاخصاً في تداعيها وانسيابها عبر النافذة الملاصقة لمقعده من باطن القطار ، كنت من المشجعين لاستثمار هذه الفرصة ولو للتأمل وإعادة تعريفنا للأشياء ، هناك من يرفض الفكرة ويدعو للتوقف عن تحريض الناس على هذا الخيار ، وأن الناس متعبة من ضغط التجربة غير المتوقعة ، لكن الحقيقة أن هذه من المرات القليلة وغير المرشحة للتكرار ، التي تكون فيها الحياة في حالة ارتخاء كامل ، بما يشجع ويتيح التأمل فيها بهدوء وتروّي وتمهّل ، يلقي بالكثير من الأعباء عن كاهل المنغمسين في ضوضائها وحجبها الغليظة .

 

قرابة 80 يوماً حتى الآن منذ فقدت الحياة طبيعتها التقليدية ، لقد تهاوت الكثير من الكماليات التي كانت تزيّن جبهة الأيام وربما تثقلها ، شعر الناس لأول مرة أنه يمكن قضاء أيامهم بدون الكثير من الأشياء التي كانت تستنزف الوقت والطاقة وتستحوذ على تركيزهم ، وأن القليل منها وربما بدونها يمكن أن يضمن حياة جيدة ، وبقية من الوقت للاستمتاع باللاشيء .

لست متحمساً لفكرة أن الحياة ما بعد كورونا ستكون مختلفة ومتغيرة بتأثير الإجراءات التي فُرضت استجابة لمخاطرها ، ستعود الحياة إلى وتيرتها الصاخبة بمجرد انقشاع الخطر ، وسيضرب شلال الحياة على رؤوس الجميع مثلما يفعل دائماً وسيعيد تشغيل ساعاتهم حسب توقيتها النمطي ، وأن قرار التغيير والاختلاف هو اختيار شخصي بحت ، ربما يتجشم عناءاته أفراد قليلون ، لديهم الاستعداد لخوضه والاستفادة من هذه الفرصة كنواة نفسية وواعية لحياة أخرى ما بعد كورونا ، وإن كانت هذه التخمينات والتقوّلات ليست بمنأى عن سؤال : هل حقاً هناك ما يتحتم تغييره وتعديله في نمط الحياة ؟ ربما لم يكن شكل الحياة سيئاً أو سلبياً بما يستدعي إعادة النظر فيها وإصلاحها ، باستثناء حسابات شخصية محدودة ومعادلات فردية ، قد تجد في هذه التجربة غير المعهودة ولا المسبوقة فرصة لمراجعة ذواتها وإصلاح قصورها وتصحيح إطارها الخاص واتخاذها نقطة تحول وانطلاقة في سياقات متصلة بها مباشرة ، ولا علاقة لها بالشكل العام للحياة .

 

ربما بدأت هذه التدوينة بموقف من هذه التجربة ، ثم تغيرت خلال مجريات الكتابة ، ليس لأنني مضطرب أثناء النظر إلى التجربة ، بل لأن الكتابة تشبه المساءلة ، سيما تلك النزيهة منها ، التي اندلقت أو انزلقت من ذهن الكاتب لمجرد توثيق مشاعره بدون أحكام مسبقة ولا أهداف مقصودة ، ربما تقوم بتوجيه الكتابة ونزع فتيل اشتعالها الموضوعي من الداخل ، وتبقى مجرد هياكل من الكلمات الجامدة .

أشعر وكأن الكتابة الحرة المتداعية تشبه حواراً بين الذات بمشاعرها البكر ، وبين الوعي بكل مدركاته وتجاربه وقسوته في نقد الذات وصقل مشاعرها واستهداف حظوظها الأنانية ، ولذا كلما اتسعت مدارك الوعي ، كان خير معين على تغذية الذات بعوامل الصوابية والحكمة في النظر إلى الأشياء والتعاطي معها ، وهذه غاية الكتابة التي تشكل التمظهر الخارجي والمقاربة الاجتهادية لتجسيد هذا الحوار الداخلي ، ومتعتها في الوقت عينه .

 

الحياة خارجنا : تبادر إلى ذهني هذا المعنى ، منذ أخذت حالات الإغلاق تتزايد وتشلّ مظاهر الحياة التقليدية التي يعتمد عليها روتين الناس وتكسو حياتهم بطبيعتها الراكدة ، لوهلة اكتشف الناس أن تلك اللحظات العابرة والعادات البسيطة هي بمجموعها كل الحياة التي يتنافسون فيها ويتلاهثون لاقتناصها .

" الحياة خارجنا " بمعنى أن ثمة من يعيش خارج ذاته ، الكثير من مباهجه وشروط استقراره واستمراره معتمدة بالكلية على الخارج ، من أكثر المعاني قدسية وهي العبادة ، بحيث أنه لا يتصور القيام بها إلا في المسجد وبحضور المشاكلين له ، وأن التعبد الفردي الذي يبدأ في الذات وينتهي فيها لا يحرك نفس المشاعر ولا يعطي نفس النتيجة .

ثمة من نعرف ، حياته كاملة في الخارج تماماً ، بل ربما هرب من ذاته وبيته وكل مساحاته الخاصة لأن نعيق الوحدة يطحنه بقسوة ، ويجد في الخارج مهربه ، ويقضي كل وقته وحياته ولا يثوب إلى كينونته إلا مستنزفاً مرهقاً متداعياً تماماً ، فعلت " كورونا " بشروط السلامة فيها فعل الصدمة عليهم ، فرضت عليهم مواجهة الذات وربما انكشافها تماماً على كل ما تزخر به من الفراغ الكبير الذي يندفع في جوفه الهواء ويصدر صفيراً مزعجاً يقض مضاجعه ويفسد راحته .


وللحديث بقية ،،،

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائياً ع

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم، ومن

ماذا يخطر في بالك ( 5 ) ؟

هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) . راجياً لكم النفع والفائدة  . ضعف التقدير يقود إلى سوء التقرير . .................. كلما كان واقعك ثرياً وغنياً ، بارت بضاعة خيالك الواهم . …………… إذا أحببت شيئاً ثم التقيت به بعد غياب فكأن الروح ردت إليك بعد غيبة الموت ، أو العقل عاد بعد جنون ، أو الذاكرة استفاقت بعد غيبة . كل الأشياء الرمادية تسترجع ألوانها الزاهية ، والروائح الزاكية تستجرّ عنفوانها ، والمشاعر اللذيذة تستعيد عافيتها . ما يفعله الشوق بك من ذهاب العقل وغيبة الذاكرة وموات الروح ، يفعل بك الوصل أضعافه من الفرح والطرب والنشوة . لقد جُبل هذا القلب على الإلف بما يحبه والتعلق به حتى يكون بمثابة الطاقة الموصولة بألياف الكهرباء ، أو الزيت الذي يقدح النور ، والجمر الذي يستفز أعواد البخور . وإذا غاب المحبوب واستبد بك الشوق انطفأ نور الوجه وضاقت النفس وذهب الفرح حتى يعرف ذلك في حدة طبعك وانغلاق عقلك وعبوس وجهك ، فإذا التقى المحبوبان والتأم القلب عادت المياه لمجاريها وشعشع الوجه واتسع الثغر وانفرجت الأسارير . سبحان من خلق . ……………… إذا كنت تسم