التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بعد تفجير «العرضي».. شجب التكفيريين أقوى مما مضى!




جدة – عمر البدوي
الجمعة ٢٠ ديسمبر ٢٠١٣

تبدو حادثة التفجير في المستشفى العرضي في اليمن أكثر بشاعة ودموية في أعين الإسلاميين من أية حادثة خلت، إذ ظهر الشجب والإدانة واضحين من دون مواربة أو صمت، على رغم تشكيك عدد منهم في تورط تنظيم القاعدة فيه. تبني القاعدة للتفجير شابه نوع من التشكيك باعتبار أن التبني كان عبارة عن تغريدة من حساب يتبع التنظيم في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إلا أن تاريخ التنظيم الملطخ بالدم يميل بكفة قبول الرواية وتصديق الناس لها، كما يظهر ضمور وتلاشي الحجج التي يبرر «القاعديون» أو المتعاطفون معهم أفعالهم في ساحات الفضاء الإلكتروني.
التوثيق المرئي للحادثة انتشر في شكل لافت في شبكات التواصل الاجتماعي، ووثق تفاصيل الهجوم، وأدى هذا إلى إدانة مجتمعية سعودية لمظاهر العنف والاعتداء التي أسفرت عن مقتل 56 شخصاً غالبيتهم من الأطباء والممرضات، وإصابة 176 آخرين بجروح، وذلك بحسب آخر معلومات أعلنت عنها اللجنة الأمنية العليا في اليمن، ومن بين القتلى طبيبان ألمانيان وآخران فيتناميان وممرضتان فيليبينيتان وأخرى هندية. وكشفت وزارة الدفاع اليمنية أيضاً عبر موقعها على الإنترنت «26 سبتمبر نت»، أن قريباً للرئيس عبدربه منصور هادي لقي حتفه جراء الهجوم.
وتناقلت وسائل إعلامية أن العملية كانت تستهدف اغتيال الرئيس عبدربه منصور هادي الذي كان يقوم بزيارة للمستشفى، واعتقلت السلطات اليمنية قياديين خططا للعملية خارج العاصمة صنعاء بعد فرارهم من مكان العملية.
وعلى رغم أن السلاح منتشر في اليمن إلا أن الحادثة تبدو صدمة للنسق الاجتماعي المتفاجئ من بشاعة الحدث، وربما تسهم في نبذ الفكر القاعدي الذي ينشط بصورة لافتة على الأراضي اليمنية، وسط ظروف سياسية مضطربة وطبيعة اجتماعية قبلية محافظة.
يبدو أن سحر «القاعدة» الاجتماعي انقلب عليه، وبدأ يخسر كثيراً من التعاطف والتبرير التي كان يسجله بعد كل عملية تستهدف أبرياء وآمنين، وعلى رغم الانحسار الذي شهده «القاعدة» فكراً وتنظيماً في الأعوام الأخيرة، إلا أن أحداثاً راهنة كالوضع السوري بعثت فيه روحاً جديدة، وفتحت الأبواب على مصراعيها لتجنيد مزيد من الشباب وتوظيفهم في الصراعات الدامية.
وتشهد الأراضي السورية واليمنية باعتبارها مناطق قلاقل سياسية وحروب دامية توافد مزيد من المجندين الشباب، وعلى رغم ذلك سجل السعوديون نسبة أقل قياساً إلى الأعوام الماضية، نظراً للجهد الذي بذل في محاربة هذا الفكر بعد الاكتواء بناره خلال العقد الماضي، ما ترك أثراً في ذهنية الجماهير، ولكن الفكر القاعدي لم يعدم المناصرين والمؤيدين ولو على سبيل التورية والتلميح. ويعيش «القاعدة» فكراً وتنظيماً تذبذباً واضحاً بين اكتساح التأييد له، أو خسارته مع كل حدث يهز المنطقة، إذ يظهر تراجع مؤيديه مع بداية ثورات الربيع العربي وبعد مقتل زعيمه أسامة بن لادن، وقبل ذلك مع انخفاض فاعليته وتراجع أنشطته وخسارة الرهان على أساليبه الصدامية والدموية.
وعلى رغم ارتباط مستوى تأييد القاعدة من عدمه بحجم الأحداث التي تستدعي أساليبه ورؤيته لمواجهة أحداث الواقع الإسلامي، إلا أن بعض الخبراء يعلق المسألة في الأساس بالتفسير الديني الذي يتبناه المجتمع، ومستوى اقترابه من التفسير القاعدي الحرفي للنصوص الدينية، وإنزالها على الواقع المعاصر والحدث الراهن.




الرابط : http://alhayat.com/Details/583995

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائياً ع

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم، ومن

ماذا يخطر في بالك ( 5 ) ؟

هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) . راجياً لكم النفع والفائدة  . ضعف التقدير يقود إلى سوء التقرير . .................. كلما كان واقعك ثرياً وغنياً ، بارت بضاعة خيالك الواهم . …………… إذا أحببت شيئاً ثم التقيت به بعد غياب فكأن الروح ردت إليك بعد غيبة الموت ، أو العقل عاد بعد جنون ، أو الذاكرة استفاقت بعد غيبة . كل الأشياء الرمادية تسترجع ألوانها الزاهية ، والروائح الزاكية تستجرّ عنفوانها ، والمشاعر اللذيذة تستعيد عافيتها . ما يفعله الشوق بك من ذهاب العقل وغيبة الذاكرة وموات الروح ، يفعل بك الوصل أضعافه من الفرح والطرب والنشوة . لقد جُبل هذا القلب على الإلف بما يحبه والتعلق به حتى يكون بمثابة الطاقة الموصولة بألياف الكهرباء ، أو الزيت الذي يقدح النور ، والجمر الذي يستفز أعواد البخور . وإذا غاب المحبوب واستبد بك الشوق انطفأ نور الوجه وضاقت النفس وذهب الفرح حتى يعرف ذلك في حدة طبعك وانغلاق عقلك وعبوس وجهك ، فإذا التقى المحبوبان والتأم القلب عادت المياه لمجاريها وشعشع الوجه واتسع الثغر وانفرجت الأسارير . سبحان من خلق . ……………… إذا كنت تسم