التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رياضة حريم !




يبدو أنه قدر ملازم للمرأة السعودية أن تكون في واجهة المشاغبات الكلامية والمنازلات الإعلامية ، فهي لا تلبث أن تغيب عن واجهة الساحات الساخنة حتى تعود مرة أخرى على ظهر قضية اجتماعية أو ثقافية أخرى .
هذه المرة تأتي قضية المرأة بهوية رياضية خالصة ، ذلك عندما ارتفع الجدل والصخب لإعطاء المرأة حقها في ممارسة الرياضة وتمثيل البلاد في المحافل الرياضية حسب الضوابط الشرعية التي تحترم خصوصية الوطن وثقافة المواطن .
بعيداً عن الضوابط الشرعية التي يتبنى مسؤوليتها علماء ومتخصصون ثقات هم أجدر بالعلم وأدرى بالحكم ، فإن في الرياضة نفعاً للمرأة من جهة صحتها وانتفاع جسدها ، كما وأن رياضة المرأة تعطيها الحق في المساواة المنضبطة كعضو إنساني يتفق مع غيره في مطالبه وحاجاته .
الرياضة ليست ترفاً ولا ممارسة ترفيهية بل هي ضرورة تؤكدها تقارير ارتفاع السمنة والآثار الصحية الكارثية وجوانبها النفسية والذهنية التي تؤثر سلباً على إنتاج المرأة ومشاريع التربية الأسرية واستقرار البيوت وتناغم المجتمع .
هناك مشاكل حقيقية ناتجة عن قلة الحركة وممارسة الرياضة ، ومن هنا كان لا بد من تفعيل دور الرياضة النسوية ، وخاصة رياضة المشي والجري وتوفير ذلك في مدارس البنات خطوة إيجابية تحمي الخصيصة الاجتماعية وتهيئ المجتمع لخطوات حضارية من شأنها أن تعالج الإشكالات الصحية والثقافية معاً. 
ويظهر لي أن هذا التردد الواضح في التعامل مع رياضة المرأة يعود إلى مكون ثقافي استبعد دور المرأة وحقها الشرعي في ممارسة الحياة على نحو عفوي ومحترم يصون دورها ويحفظ حقها ويزيد فاعليتها بما يعود على هذا المجتمع بالخير الكبير .
ولعل تجربة زميلتنا في صاحبة الفخامة " هناء العلوني " بتاريخها الصحفي الحافل يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن المرأة يصح أن تبدع في كل مجال وعلى أية حال .



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...