التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حيوية




" حيوية الشباب "  كانت العنوان الأبرز لمنازلة الاتحاد والهلال ضمن كأس خادم الحرمين الشريفين ، كانت المباراة مفعمة وسريعة الإيقاع ، وكان المستطيل الأخضر يحتفل بأرواح جيل جديد يشرق في فجر الكرة السعودية .
نواف العابد كان رجل الهلال بهدفه الماكر ، وسلمان الفرج وياسر الشمراني وعبد الله السديري كانوا النجوم الزرقاء التي أضاءت أفق الهلال .
وفي المقابل جاء محمد قاسم ومختار فلاتة وعبد الفتاح عسيري وفهد المولد وعلى رأسهم عبد الرحمن الغامدي الذي جاء بتأكيد مقعد الشباب ضمن الرحلة إلى مستقبل يبشّر بخير الكرة السعودية .
رغم النهاية المفاجئة لملحمة نور ورفاقه مع نادي الاتحاد ولكنها جاءت بمثابة مفاصلة حادة بين جيلين ، كانت نقطة من أول سطر يكتبه الشباب ضمن صفحة بيضاء تتحفز لكتابة إنجاز كبير .
الرهان الحقيقي على الشباب وليس سواهم ، هذا لا ينفي الحاجة إلى عناصر الخبرة التي تغذيهم بخارطة الطريقة إلى المستقبل بتؤدة وروية وحكمة .
على الشباب ألاّ يستعجل النجومية الزائفة ، وأن يمضي في بناء حضوره الاستثنائي بعيداً عن الأضواء الحارقة أو الفلاشات الخارقة .
عندما يبدأ نجمك في الظهور واسمك في الحضور فهذا لا يعني أنك بلغت من الإنجاز منتهاه ولا من النجاح أقصاه ، بل يلزمك مزيداً من الجهد الصامت والعمل الدؤوب لتوسيع إمكاناتك وإثبات مكانك .
عملية إحلال الشباب بمثابة المخاطرة ، والنجاح لا يتحقق إلا بقدر من ذلك ، ومواجهة الاتحاد والفتح القادمة تعطينا فرصة لقراءة مستقبل الكرة لأنها تقف بنا على عتبة منافسة تختلط فيها معاني الحيوية والشغف في روح الشباب الصاعد .
أخيراً .. عن أبي الدرداء - رضي الله عنه – قال : أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل يشكو قسوة قلبه فقال – عليه الصلاة والسلام - : " أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك ) فارفق بهم يا درة الملاعب .



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...