التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ماذا يخطر في بالك ؟ ( 3 )



هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) .
راجياً لكم النفع والفائدة .



أبعاض من الناس يعيش الوهم ، وقليل منهم يعيش الحقيقة .
العيش في الوهم فرصة واسعة للتحرر من ضيق الحقيقة وضغط الواقع وشح معطيات الدنيا ، لكنها عيشة خادعة ونسخة مزيفة من الحياة .
أحياناً ينتقل إلى هوس مجنون ، إلى حالة مرضية مزعجة تترسب إلى نوبات استغراق في اللاوقع واستفاقة مفاجئة تعود باليأس والقنوط من إحباط الحقيقة .
الوهم صورة وسواسية من الخيال ، إذ الخيال فضاء منفرج بالأسارير ، تحريض على التفكير العبقري الابتكاري ، توسيع لمنافذ الحياة ، انعتاق من رهان الآن وقبضة الراهن .
العيش في الحقيقة حالة قحط كريهة ، لا يتجاوز حدود الواقع إلى مطامح مشروعة ومطامع مفتوحة ، العيش في الحقيقة أكثر عملية من غيره ، حالة من التواضع والاعتراف بالإمكانات البسيطة .
الانهماك في عيش الحقيقة يصيب الإنسان بغشيان الواقع إلى درجة القنوط ، تكاثف الإحساس بالإحباط من التغيير ، وهذا يؤذي الإنسان إلى درجة ترسب الواقع والقعود عن التغيير .
وفي كلٍ خير وضرّ !!
……………
أنا شغوف بكل ما يتعلق بالتفكير ، وهو مستويات ودرجات ، يهمني كثيراً التفكير بطريقة مختلفة ، تنظر ما وراء الأشياء ، وأحياناً تتلمح ما تستبطنه الأشياء .
أحتاج إلى ( استخدام تفسيراتي الفطرية البسيطة ) التي لم يتراكم عليها غبار التجاهل والإهمال بتعاهدها توظيفاً وتلطيفاً ، بالإضافة إلى ( قراءة مفارقة ) تستوعب جوانبها المتباينة وتشتمل على أبوابها المختلفة .
مهم أمر ( التنبؤ بمتلاحقات الأشياء ) وانعكاسها على الجوانب والحواف وآثارها المستقبلية ، كما لا يصح تفويت أهمية ( تتبع جذورها ) والنظر إلى أسبابها الأولية ومحرّضاتها المبدئية .
بقي شأن ( اللغة العميقة ) في تقييد المكتشفات واستيضاح المناطق المعتمة من الأشياء ، وتحويلها إلى كائن لغوي له حضور يتماثل إلى حد بعيد مع الحقيقة .
من الخطأ ( تكلف التفسيرات البعيدة ) لمحاولة فلسفة الأشياء بطريقة هوسية ، واستبعاد الافتراضات البسيطة المباشرة لمجرد أنها عادية وغير مغرية . 
…………
إذا عرفت أن أقدارنا مكتوبة وفقط ربما تعيش بهدوء ولكن يتفاقم داخلك الشعور بالظلم وتنفجر بثائرة الجحود والنكران لكل مسبّقاتك الإيمانية .
ولكن إذا عرفت إلى جانب هذا أنك مسؤول عن أفعالك ، مرتهن بكسب يدك ، محاسب على سلوكك ، وملاحق بالأثر الذي تتركه .
إذا عرفت كل هذا ؛ ستعيد التوازن إلى تفكيرك ، إذا عرفت أن القدر يستوعب قدرتك على التصرف والاختيار والتغيير ولا يبتلعها ستشعر بالامتنان لهذا العدل الإلهي .
مع كل هذا الشعور بالمسؤولية المزعجة على ما يترتب عليه عملك من ثواب أو عقاب ، ستشعر بالعدل الذي يحرّضك على النجاح والإنجاز والعمل الدؤوب لتكون رجلاً صالحاً وإيجابياً وفاعلاً .
مفاهمينا تصنع تفكيرنا المعتدل وسلوكنا المتساوق مع سنن الكون وإرادة الله ، الاجتزاء في المفاهيم لصالح أغراض الترغيب أو الترهيب تصنع إعاقة فكرية ونفساً مرهقة من وطأة القلق وسلوكاً متهافتاً .
……………
الناس تختلف في طريقة عيشها هذه الحياة ، فقوم يؤمنون بعقيدة الهدم ، يغرسون أفكارهم بمزاحمة غيرهم ويستأصلون شأفة أمثالهم ، يستكملون حضورهم باستبعاد الآخرين ، يلتهمون رفقائهم ويفرضون سيطرتهم ويطبقون على أغيارهم ، يستأثرون بالحديث في المجالس ويغنمون بنصيب الأسد ويحاصصون المكاسب .
وقوم لا يفقهون من الحياة شيئاً ، يهربون من مخاوف مجهولة ومخاطر مظنونة ، لا تقوم لهم قائمة ولا يؤمنون بفكرة ملائمة ، استغرقهم التيه حتى ضاعوا في صحراء اللامعنى ، لا يرسمون أهدافاً مرجوّة ولا يملكون مفاهيم مجلوّة ، وهذا لشديد جهلهم وتجاهلهم حتى استمرأوا الفراغ والضياع والتيه .
وقوم مسالمون ، يؤمنون بالشراكة ، وتقوم حياتهم على التعاضد والتساند ، مشبعون بالثقة أنهم يستحقون الحياة لأجل ذواتهم ولأجل غيرهم ممن يتنفسون معهم الهواء ويدبون معهم على أرض واحدة ، قد يعانون قلة في الناس ولكنهم منارات تضيء الحياة وتشرق بالكون ، قيمتهم في أهدافهم التي تختال في الكون بمثابة الوقود الذي يغذي الناس بأسباب الحياة والدنيا بمبررات البقاء .
…………
ليس سليماً أن تبسط الحكومة نفوذها على تعليم المجتمع والعناية بمنابع الثقافة ، إذ تنتج مجتمعاً أحادي الثقافة ويعرف من العلوم ما كان موافقاً لهوى الحاكم ومعيناً له على فساده وسيطرته وإحكام قبضته وهذا يجري على العادل والظالم .
لا بد أن تكون محاضن التثقيف والتعريف لها حق الاستقلال والنزاهة وتتناولها مؤسسات الحياد ومجتمعات المدنيين ، بمناهج خالية من الأدلجة والتعصب لا تخرج عن روح الأمة ولا تسحق فردانية الإنسان في ( معارفه - تفكيره - توجهه ) .
…………
ما كنت متمنياً أن ينظر في صحيفتي فلا يكون فيها دعوة لله ونشر لهذا الدين أو تحبيب لنبيه الكريم ، وإن كنت مولعاً بالحقيقة والمعرفة والعلوم فإني مؤمن أن الحقيقة المطلقة والمعلومة المطبقة هي وحدانية الله - عز وجل - وصواب هذا الدين وعظمة هذا النبي الكريم .
فاجعلوها خير ما تدعون إليه ، وأصدق ما تكتبون عنه ، وأبقى ما تتركون في صحائفكم ونعمّى ما أبقيت .
……
في بلدان الاستبداد يكون المطر أثر لعدالة الحكومة ، ولكن غرق المدن ليس مظهراً لفسادها .
………
لا ينفع التوهج إلى حد الاحتراق ، ولا الإشباع إلى مستوى التخمة ، ولا الرواء إلى درجة الغرق ، ولا الانغماس حتى الغياب ، ولا الحب حتى الهيام ، ولا التبتل إلى حد الانقطاع ، ولا الخوف حتى الجزع ، ولا الحرص حتى الشحّ ، ولا الجد حتى الصرامة والغلظة ، ولا الهزل حتى السخف .
تعبّد مخلوق إلى درجة الغواية ، وأحب آخر حتى جنّ وفقد عقله ، وربما ابتلى الجسد من رسب الدواء ، وانقطع نفس إنسان لكثرة ما أصاب من الغذاء ، وطلب أحدنا النبوغ حتى أزهق روحه .
الاعتدال دائماً يسلّم من الشرور ، والرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه .
……………
لم يكن القدر أبداً في مواجهة مستميتة ضد الأسباب الطبيعية المشروعة ، ولا يضيق الغيب من التفسيرات الدنيوية للأشياء .
القدر والغيب حاجة إنسانية تخفف من حرقة الأسئلة وعجز الإجابات ، الإيمان بها ضرورة لكمال العبودية والإصرار على الحياة رغم المصائب المهلكة الماحقة ، الكفر جريمة انتقاص في حق الله وعملية انتحار للإنسان بحبل من قلق .
المسألة تكامل وتعاضد في سبيل خدمة الإنسان وإعمار الأرض ، أهل الوسوسة هم الذين يضخمون المعاني التي يعتقدون فيها نصرة للثوابت ، ويحرضونها لابتلاع الإنسان وتجريم طموحه نحو الانعتاق من قبضة التخلف .
مسألة التوازن ضرورة في هذه المناطق الحساسة سريعة الاشتعال والقابلة للكسر والقهر والكفر ، الاعتدال حاجة ماسة لتمكين الإنسان من الأسباب الحيوية لإعمار الأرض وبناء سريرة مستقرة لا يهددها الشك والقلق بالانقراض .
…………
نحن أمة في طور النهضة بعد غفوة طويلة الأمد ، لذا نحن في حاجة ماسة لنقض المعاني البائسة وإحلال المعاني الأصيلة وقد توشحت بالعصرنة والتطور ، في أشد الحاجة إلى تصحيح المفاهيم وتقويم التعاليم ، أفقر ما نكون إلى تطوير معتقداتنا وتحرير منظوراتنا لأجل انطلاقة حضارية متعافية .
ولأن الدين الإسلامي والعصبية العروبية كانت أمتن مصادر البناء ولبناته ، احتاج المصلحون إلى الاقتراب منهما دون نقض للثوابت ولا رفض للأصول لأنها منبع الهوية وجوهر الوجود وسر الكينونة .
ومن هنا نشأ الخلاف ، إذ ظن القاصرون أن نقد المظاهر الفكرية القائمة حرب على الدين والعروبة ، ومن جهة استغل الفاسدون هذا بالانقضاض على مكتنزات الدين ومنابع العصبية ، وضاعت الحقيقة الناهضة بين ضيم القاصرين وانتهاز الفاسدين وخسر المصلحون القضية .
……………
عبثاً أحاول أن أتلمس مشاعر الإنسان ، وأتحسس مناطق الاتصال والانفصال فيها .
أريد أن أعرف العميق منها والسطحي المباشر ، مع يقيني المسبق أن كل اكتشافاتي ستبقى غير قاطعة أو ناجزة لأنني أمشي في مناطق ضبابية أو معتمة كتب عليها أن تبقى غامضة وفي طيّ الغيب .
لا أدري ! شعرت للوهلة الأولى من التفكير أن ( الحزن والحب واليأس ...... ) هي أكثر ثباتاً وعمقاً من مقابلاتها ( الفرح والكره والتفاؤل .... ) .

من ناحية السلوك بدا لي أن ( الهجر والتذمم والمماطلة والمصلحة .... ) هي الغالبة في طباع الناس وسلوكهم بينما ( الوصل والمدح والوفاء والمبدأ ... ) حظوظها أقل من الإنسان .
…………
بعض المتشددين قتل العفوية بمعاول ( الحرام ، النهي ، المكروه ) وزرع في العقول التردد حتى ما عادت تقدم على تجاوز السائد إلى فضاءات الخلق المبدع والإنتاجية العبقرية .
الحرية في بعض معانيها تعني التخفيف من حواجز المرور في حدود ما يعين على النجاح الفذ ويحترم الأصول واليقينيات ، تعني جعل المسألة مرنة وسهلة وممكنة إلى حد معقول .
الحرية لا تأتي بالطوام مما ينقض الشريعة أو يخالف المسنون ويجلب غضب الله ، إنها مزيج من الحماس والفضاء والمنح السياسية والاجتماعية والفكرية تسمح بحراك منتج ثري ومثمر .
بعض من ظن أنه يحمي العقيدة - وفي ظروف التكالب على الأمة - قام بالتضييق والتشديد ثم أصبحت عادة بمرور الزمن وإثبات قدرتها في الحفاظ على الثوابت .
مهم أن نتعالج من هذا الرهاب الفكري الذي خلق ذهنية التردد والتحوط ، وعلينا أن نعيد صياغة العقلية الجمعية بأسلوب متسامح ومرن وأن نتخفف من لغة الانكفاء والممنوع .
لقد تكاثف " التكلّف " بطريقة حرجة وصنع من الدين غولاً يلتهم دنيا الناس ويضيق عليها فضاءاتها العفوية البسيطة ، هذه صنيعة المتشددين ممن أضر بالإسلام من حيث أراد منفعته .
………
الأمم التي تستمر أكثر وتبقى عمراً أطول هي التي تجدد " ما تعيش لأجله ! "
ربما تكون الأديان أصدق من يبث المبررات التي لأجلها خلق الإنسان وبها يعيش ولها يعمل .
المجتمعات الفارغة من الدين تصنع أعداءاً على الأرض حتى تخلق التنافس والعمل والإنجاز والتنمية ، حتى لو اضطرت أن تعادي نفسها كما يعرف بقانون الغاب .
معاني مثل ( العدالة والحق والجمال ) تتعرض لكثير من الانتقاص والتحول والهضم ولذلك يتجدد جري الإنسان وراء تحقيقها بينما يستمر عمر الكون أكثر .
………
لا تسرع في قرار قتل النفس ، المشاعر ، الموهبة ، الفرصة ، التجربة ، الأمل .
إنها جريمة بشعة في حق نفسك ، والدنيا ، والمجني عليه .
…………
لو دامت الحياة على حال واحد ، ما أمِل المريض في الشفاء ولا المحزون في لقاء .
…………
الحرية في الغرب ترتبط ذهنياً بالقانون ، التعديلات أو انتقاص خصوصية ما .
وعندنا ترتبط ذهنياً بالنتائج :انحلال وتفسخ وهكذا .
ثمة اختلاف في الذهنية قد يعيق الحرية في جهة ما ، ويقوم بتحسين شروطها في مكان آخر .
…………
لدينا استعداد للتنازل عن الكره في قلوبنا مع بقاء أسبابه ، ولكننا متمسكون بالحب رغم دواعي التخلي عنه .
……….
الغربة للروح والوحدة للجسد
…………
غربة الروح تسبق وحدة الجسد
…………
نلجأ إلى الوحدة عندما تشعر الروح بالغربة
…………
لا أنتظر منك أن تكون معي : نبيلاً ! شريفاً ! وفياً !
لأنك تحتاج في حياة مثل هذه أن تتخلى عن نبلك .
ولا شريفاً !
لأنه معنى فحولي تستفزه مواقف المرأة ويموت عند الشهوة .
ولا وفياً !
لأنك تشبه الكلب عند ذلك .
أريدك أن تكون معي صادقاً ! صادقاً ! ثم صادقاً ! هل يكلفك هذا شيء يا صديقي ؟
وببروده المعتاد ألقى بكلماته المترنحة : إنه لا يكلفني أكثر من تركك وحيداً .
…………
أصبحت مقتنعاً أن الربيع العربي هو مجموعة انقلابات ساعدت على تغيير الحكام والأنظمة ، الثورة شيء آخر يعني التحول في الثقافة والفكر والسياسة .
 ……………
يمكن أن تأتي الثورة بالتغيير ، ويمكن أن تأتي الحرية بالتغيير ، ولكن الأولى بوقع الطفرة والثانية بفعل التطور .
 ……………
الفترة الانتقالية مثل فترة المراهقة في عمر الإنسان ، تحتاج إلى ضبط وإخلاص ونزاهة في العناية بها حتى تبلغ الثورة نضجها واستواءها .
 ……………
هناك أمر يمكن تسميته " الوضعيات المنتجة " وهي الترتيبات والتجهيزات والأدوات التي تعين على استظهار الأفكار ورفع القدرة الكتابية .
ثمة أشخاص يعتبر إجراء القلم على ورقة وضعاً مغرياً ومثيراً إلى درجة مبدعة ، وآخرون تعتبر التقنيات الحديثة مساعدة على تجويد الأفكار وسرعة تقييدها والتوسع فيها وهذا يصح على أصحاب الشوارد النابهة والكلمات الأدبية المنبعثة دون دراسة أو تمحيص .
هذا أشبه ما يكون بطقوس الكتابة ، التي قد لا تروق لكثير من الكتاب الذين يؤكدون أن الكاتب شخص عادي ولا يلزم لاستخراج إبداعه ترتيبات معقدة أو مسبّقات عبقرية وغامضة .
ولكن هذا لا ينفي أن بعض الكتاب تحول إلى درجة من التماهي النفسي مع الحرف بلغت حداً من الشهوانية والإثارة ومعاقرة الكلمات والإنجاب وهكذا .
والدليل أن بعض الروائيين يكتبون قصص وحكايات موغلة في الفحش والبذاءة تبعاً لحياتهم المكبوتة ورغباتهم المخنوقة واستعاض عن ذلك بالخيال واللاحقيقة ليستعرض " مواهبه الفذة " .
( يقول لنا الرواة أن حياة امرئ القيس الجنسية الحقيقية كانت أبعد ما تكون عن تصويره الشعري لها ، وأن النساء كن يكرهنه ، ولعل ما ينطبق على امرئ القيس ينطبق على عدد من شعراء الجنس النرجسيين ) غازي القصيبي ، عن قبيلتي أحدثكم .
……………
يقولون : أسقطنا أنظمة الاستبداد ، وأكدوا أن النظام ليس مجرد أشخاص ومؤسسات ولكنه شخصية سياسية وروح وجو متعفن ولذلك تقوم الثورة بعملية تطهير .
وكذلك الديمقراطية ليست مجرد مؤسسات وشعارات وأشخاص ولكنه وعي واستعداد اجتماعي وقيم تدفع ثمن هذا النظام السمح المنفتح وليس مجرد ادعاء وصياح .
 ……………
شعوب الربيع العربي لم ترفع خيار ما بعد الإسقاط ، نادت بإسقاط الأنظمة وبعد ذلك يسعهم التفكير في البديل ، ما يهمهم كان هو التخلص من هذه الجثامين .
توفير البديل مهمة استباقية وقد تكون إلحاقية ولكنها لا تسلم من الفوضى ، مقدار التحضر والشعور بالألم من ممارسات الاستبداد تساعدان في تعجيل العملية الانتقالية بشكل يرضي الأطراف ولا ينتقص من الثوابت الجمعية ، وألا ليت قومي يعلمون .
 …………
الأشخاص الذين يشنون حملة تشويه لخيار الإسلاميين ، هم إنما يقومون بعمل مكارثي خطير وسيعاقبهم العقل الاجتماعي بخسارة الثقة فيهم ، كما وأنهم لا يتفقون مع مطلب الحرية الذي تمظهروا بالنضال من أجله والكفاح لتحصيله ، ويبدو أنهم أرادوا بالحرية سلخ المجتمع من حقيقته الدينية .
 ……………
صورة العربي في أفلام هوليوود مثل الخليجي في السينما المصرية.
 ……………
بعض التحولات تسمى تغييراً ولكن باتجاه الأسوأ ، ما يضبطها هو أن توافق مبادئك وتحقق أهدافك .‏
 ……………
لا تعتقد أن قلمك بلغ من النضج ما يكفي لتطويره . لأنك ستتوقف بينما الآخرون يتقدمون .
 ……………
عندما تتكلف في استخدام التعابير ، أنت لا تريد الخير لقارئك .
 ……………
لا تنشغل بشخص فرط في صداقتك ، فالوقت الذي تبذله في الانتظار لا يستحقه .
 ………
عند كل قضية تواجهك ، تناولها كمفردة عند الحكم عليها ، وتناولها ضمن السياق عند تفسيرها .
……………
عندما يتشاغل المجتمع بالمراهقات الفكرية في سبيل حفظ هويته يعطي فرصة للأخطاء الكبيرة أن تنمو حتى يخر صريعاً . 
النزاعات التافهة هي عمل العامة والعظماء تتناقش في الأفكار .
 ……………
كانت الحكومة المصرية المخلوعة توظف بعض النزاعات الدينية والثقافية بين أطراف الفكر المتوهمة بينما هي تبيع حظوظ الشعب من الحياة الكريمة ‏.
كان العلمانيون لعبة في يد الأنظمة لاسترضاء الغرب ، والإسلاميون لعبة أخرى لإسكات الشعوب ، وهم غارقون في التحدي لبعضهم بينما يعيش النظام طويلاً .
…………
إذا عمل الحاكم على تجهيل شعبه عاقبه فيما بعد بطريقة همجية ، وإذا اجتهد في تعليمه عاقبه بطريقة متحضرة ، وفي كل سيُعاقب ، والضمان هو العدل والتداول .
 …………
هذه الحرية التي جاء بها الربيع العربي سوف تحقق ما كنا نحلم بتحصيله مع الثورة ، ولكن بطريقة مترفقة وارتقائية شرط أن يكون المجتمع متحضراً .
صحيح أن الربيع العربي لم يغير كل شيء ولن يحقق كل أحلامنا ولكنه بداية جيدة في طريق النهضة ويكفي أننا أصبحنا نشعر ببعض الحرية .
 …………
لن تنجح ديمقراطية الثورات المنتصرة إذا لم تتجاوز الأطياف السياسية مكاسبها الخاصة ، وتخرج من دائرة أحلامها الضيقة إلى المكسب الديمقراطي العام .
وهذه الحالة الرشيدة للثورة التونسية كان من أسبابها : وجود تيار متدين معتدل وواقعي ( النهضة ) لا يأخذه حماس اللحظة إلى التجني وتعاظم الأحلام .
 …………
كل تقنية حديثة أو جهاز عبقري يغرقه العرب في المهاترات ، ويشغله في حرب وصراعات ، بينما صنع لتسريع العملية الصناعية والإنتاجية للفرد والمجتمع .
 ………
أكثرنا يستخدم التقنيات الحديثة لأنه يشعر بالفراغ ، وهي تساعد في تزجية الوقت بما " يشغل " ، عندها يضيع وقتنا ونخسر فائدتها ونغرقها بالتفاهات .
 …………
الثورات العربية أعادت مفهوم الإسلام السياسي إلى السطح كوريث شرعي لهذه الانتفاضات ، الحقيقة أن المفهوم لم يغب لمرة واحدة ولكن هذه المرة سوف يتناوله الناس كتطبيق على الأرض أكثر منه فكرة تنظيرية أو فلسفة عائمة ، سوف يستفيد مناصروه ومناوؤه من تحويل أفكارهم لحقيقة ، والبقاء للأنفع .
 ……………
كل مرة نسقط فيها خصماً نبدأ فتح جبهة جديدة مع خصم آخر ، الإرهابيون والسلفيون والدولة الدينية والمستبدون والعدو الخارجي والصهاينة ودواليك ، وننسى أقرب عدو إلينا ، أعظم جهاد هو أنفسنا التي تتوسع لتشمل مذهبنا ومصالحنا وكينونتنا ، عندما تتضخم لتزاحم شركاءنا في الوطن والإقليم والكون .
بقي الإسلام دائماً طرفاً تاريخياً لكل النظريات والأفكار الاجتماعية والسياسية ( القومية - الاشتراكية - الليبرالية - البعثية - الرأسمالية - الشيوعية - العلمانية - الديمقراطية ) كلها تذبل وتموت ويبقى الإسلام قائماً مشرقاً ، وبقاؤه منوط بأمرين ( استقرار الثوابت - التجدد التوافقي ) .

السلفية تتعرض لحملة نقد وتصحيح وأحياناً اجتثاث ، على السلفيين ألا يشعروا بالضيق من هذا ، فبالنقد والتدقيق والتمحيص يستوي الأمر على سوقه .
 كلما ضربت كتلة ما ( دينية أو ثقافية أو سياسية ) حصناً ضد النقد والمراجعة ، كانت هذه الكتلة رمز التخلف والتراجع وجرت المجتمع إلى التأخر .
سيطرة المذهب الواحد يؤسس للحرب الأهلية عند أول فراغ في الحكم ، اجعلوا الطوائف والمذاهب والأديان تتنفس طقوسها وحياتها بحرية لأنه الطريق للأمان .

لقد جاء الإسلام بحزمة نصوص تنويرية تبني الإنسان الحر الذي يمتلك أدوات الاختيار والاهتداء إلى سبيل الحق ، بينما أرادت فئة ما أن تعطله وتشل قدرته .
……………
أين أنت ؟ أفتقدك كثيراً !
سمعت مرة كلمتين تزاوجتا بطريقة بارعة ( الأحاديث المؤجلة ) وإبداع الكتابة يشتغل على هذه المهمة .
ويبدو أنها تعبر بصدق عن الإحساس الذي يغمرني الآن ، عن الفكرة التي تشغلني ، عن الخاطر الذي يطوف بي .
أحتاج إليك ! أسألك عنك ، أبحث عن مكانك .
….……
بعض الناس لا يصلح أن يكون حتى موضوعاً لحديث ، غائب حتى لا يكاد يذكر ، مهمل حتى لا يأتي في مجلس أو يجري على لسان .
ليس بالضرورة أن يكون على خير أو يكون عبداً تقياً خفياً ، فإن من يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من غيره .
هؤلاء الأشخاص اعتزلوا الناس والحياة ، همّشوا أدوارهم في مجتمعاتهم ، تعطلوا عن ممارسة الحياة بشكل كافي ولائق بهم .
أخشى أن يصل بهم الحال إلى درجة من العدمية خطير ، فتكون الحياة أو الموت سواسية في حساباتهم .
لو رفعوا أعناقهم قليلاً ربما اندهشوا لحجم الحياة التي تبتهج حولهم ، مجتمعاتنا الناهضة تحتاج إلى كل فرد منها ليشارك في عملية التقدم ويعين على دفع عجلة التنمية المتثاقلة .

فاستيقظوا يا معاشر المهمشين ، واربطوا الأحزمة واحجزوا مقاعدكم في مركب المستقبل !
……………
البقاء في حيز السلف يعني أننا مرتهنون بتفكير وطموح ذلك الجيل دون اعتبار لتبدل الأحوال وتجدد الظروف .
ماذا يعني الالتزام بمنهج جيل ما ؟
إنه يلزمنا حيال هذا الارتباط الفكري والمنهجي أن نكون أوفياء لثوابتهم - ولا ضير - ولكن يعني كذلك أن نكون رحماء بيننا أشداء على خصومهم التقليديين لا خصومنا الواقعيين .
وهذا ما يفسر الخلاف المتصاعد مع الشيعة في البلدان السلفية ، وأصبحت كلمة " رافضي " تهمة كافية لإسقاط كل شخص تماماً كأيام الأمويين عندما كانت موالاة العلويين حينها فرصة للإيقاع بالخصوم السياسيين والدينيين .
وماذا يعني النظر من منظور فكري ما ؟
إن فيه تعطيلاً لقدرات العقل المستجيبة مع العصر ، وفيه تغييب لمعطيات الزمن الراهن التي غذت عقول الفقهاء حينئذ لاستصدار فتاوى تناسب الزمان والمكان ، إن فيه عيشاً في زمن غير هذا الزمن وارتحال للعقل إلى الوراء رغم أن الجسد يعيش ظروف الوقت وصعوباته وتحدياته .
إن هذا التصرف السطحي يلغي قدرة هذا الدين العظيم على التجدد ويبطل صلاحيته لكل زمان ومكان إذ شرط هذه المزية أن توجد عقول فقهية وشرعية تعمل بهذا المبدأ ونحن رجال وهم رجال .

إننا كسلفيين في حالة عقدية مشرفة ومميزة - ثبتنا الله على ديانة الحق وبيضة السنة - ولكن حاجتنا للمراجعات ( الفكرية والسياسية والاجتماعية ) لازمة لزومنا لمعتقدنا الصافي .
…………
الإنسان مركب من طاقة وحاجة ، فالأولى يصرفها والثانية يغذها ، وإن أخل بواحدة حصلت المضرّة ونقصت المسرّة .
……………
ما أعجل ما يعاقب المرء على ( الكبر والشماتة ) .
…………
حسب قانون الأثر ، فإن الأعمال الإيجابية لها ما بعدها .
ولا تنسى أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء .
…………
شكراً للحظات الألم ، التي تضرب هامة الحلم بمطرقة الواقع ، التي توجع قلوبنا عندما تفرط في أسباب الفرح العفوي .
شكراً للحظات الألم رغم قسوتها لكنها مجدية ، تشبه غلظة معلم مخلص ، تذكرني بغضبة أمي وهي تردد كلمات مكتظة بالحب والعناية والتوجيه .
شكراً للحظات الألم التي تتركنا نهباً للحزن ولكنها تكفينا شر توحش الطموح في زمن صعب كان يقوم على التقاسم العادل وأصبح يقتات على التناوش الفج .
شكراً للحظات الألم التي تعيد صياغتنا بطريقة تجعلنا أقوياء في مواجهة المتاعب ، تهيؤنا لتحديات النجاح ، تصنعنا لقمم تكلفنا تحمل المشاق والصبر والتجلد .
ليس مثل الألم مدرسة للحياة ، وأكاديمية لصناعة النجاح ، ومصنعاً يحول يفاعتنا الساذجة إلى حنكة شيخ ما زال صلب العود ينبض بالحياة .
الأمل أكذوبة نطيب به الخواطر ، الألم حقيقة مزعجة ولكنه صادق .
……………
النية الطيبة لا تكفي لتعيش قوياً هذه الأيام .
للأسف الأشخاص الطيبون يتلقون صدمات متتالية ، هذه الصدمات تنهش قطعاً من قلوبهم المهشمة وتطحن رغبتهم في الإصرار على ممارسة حسن الظن ، الحقيقة أنهم يتآكلون بوحشية ، يتداعون من الداخل إلى حد الموت الوجداني .
العيش بحسن نية يخلص الإنسان من آثار الشك المدمرة ، يحقق له درجة من التعافي النفسي ، هو عبارة عن عملية تنقية للجو وترطيب للهواء ، ولكنه أحياناً لشدة قسوة الحياة وصعوبة هذا الزمن يصيب الإنسان بضربات موجعة ، تتالى عليه حتى يبدو مثل رجل متهافت أعياه الضرب المبرح واستسلم لغيابة الألم .
……………
كنت دائماً أحتاج إلى صديق يتحملني لأبعد حد ، ولا يفسر تصرفاتي وكأنني انتقصه ، صديق كل ما تجاهلته أو قصرت في حقه ازداد تعلقاً بي .
صحيح أن في هذا كثير من الأنانية والمبالغة في الثقة ، لكنني سعيد لأنني وجدته ، وأنا مستعد لإسعاده دائماً وعدم تخييب ظنه ولكن بدون مبالغة أيضا .
إنني أريده بسيئاته وحسناته ، بعيوبه وطيوبه ، المهم أن يقبلني كذلك على ما أنا عليه ، ولا يكلفني أن أغير من طباعي شيئاً .
 ……
المحرومون من الحب هم فقط من يتحدث عنه بكثرة ، الممنوحون لذة الحب ينغمسون فيه بصمت .
……………
الذي حرم من الحديث ( مع ) الحبيب ، عوض ذلك بالحديث ( عن ) الحبيب .
………
الحب لا يتراك وراءه آثاراً سيئة ، حتى ألم الفراق هو عقاب على قلة احترام الحب .
…………
ولأننا نعيش الحياة مرة واحدة ، فنحن في حاجة إلى الحب ، إنه مضاعفة الحياة وإثراء العمر وإشباع الرغبة ، إنه الحياة في صورة أبدية .
…………
إذا كان الغرب صحراء من اللامعنى ، فإن الشرق غابة تعج بالمتصارعين من أجل البقاء .
…………
الحرية فضاء ، وعاء ، أفق يمكن أن يصعد إليه الدخان الخانق أو البخور ، الفرق في الأعواد التي تشتعل بالأسفل .
…………
عندما حرمنا من الحرية طويلاً في البلاد العربية تحولت إلى فكرة خيالية ، وعندما حصلنا عليها أخفقنا في التعامل معها بطريقة عفوية وطبيعية
…………
الديمقراطية في مصر مثل رجل شديد الفقر لم يحلم بالغنى يوماً ، ثم ورث من جدته القاصية ثروة هائلة فلم يحسن التصرف من هول المفاجأة .
…………
( الوضوح ) أقوى سمات الشخصية القوية ، والأماكن المضاءة مصدر ارتياح وانشراح .
…………
الأم شريك الطفولة ، الأخ شريك الصبا ، الصديق شريك المراهقة ، الزوجة شريك العمر .
…………
العالم دائم التغير ،والوطن العربي دائم التأخر ، العالم متسارع ،والعالم العربي متثاقل ،العالم نشط ويمور بالحياة ،والعرب موجوعون وقابلون للموت
…………
قرارات مرسي الأخيرة ، تشبه فعل الأم المفزوعة على ولدها ، لقد تغدى بهم قبل أن يتعشوا به ، الحقيقة كل الأطراف مخطئة وقلب مصر مختنق والشعب تائه
…………
سامحوني ، ليس هناك ما يستحق التعب .
…………
ينتشر الغناء بشكل فظيع ، ويذوي الحب بشكل أكثر فظاعة ؟!
…………
عندما تحب ، فأنت مجبر على احترام كل إنسان .
…………
ليس مثل الحب شيء يساعد على تحسين أذهاننا ورفع نوعية الحياة لدينا ، عندما نحب نحن نتعافى من عيبات الإنسان ونتخلص من عاهاته الشائهة .
…………
تداووا بالصدقة ، وتعافوا بالحب !
…………
طموح الإنسان في تملّك الأشياء أكثر ما يقضي عليه ، ودائما الطمع يضيع ما جمع .……………
لا تشتري الحب من باعة الهوى ، اشعر به !
…………
الأغاني خروج عن النص في مسرحية الحب ، قد تكون مستملحة ولكن تبقى جسم غريب عن المتن ، عند اللقاء لا صوت يعلو على صوت الوجدانات الهامسة .
…………
الاعتدال في كل شيء مرغوب ، إلا الحب فهو لا يرضى بغير التضحية والاستسلام والفناء .
…………
البساطة هي أن تعيش اللحظة ، السعادة أن ترضى باللحظة ، الحب هو أن تصنع اللحظة .
…………
في الحب أفراح الروح ، لذاذة القلب ، وإمتاع النفس ، ونشوة الخاطر ، وجلاء الناظر .
…………
لا علاقة بين الحب والحزن ، الذين أخفقوا في مشاريع الحب استلمهم الحزن وأغرقهم الأسى ، وقاموا بتشويه الحب .
…………
الزمن يفنى عند انطواء الحياة ويبقى الحي الذي لا يموت. الله سبحانه يعلو على فكرة الزمن. الزمن احتواء والله لا يحتويه شيء
…………
الأطراف المتناهشة على قلب مصر لن تستجيب لنداء العقل ، لأنه يعني التنازل عن بعض مكاسبهم الضيقة من أجل المكسب الديمقراطي العام !!!
…………
العرب بصيغتهم البدوية يأنفون من تحكم فرد واحد عليهم ، كيف سيخضعون لكرتون وورقة اسمها انتخابات ؟
…………
عش حياتك على أساس الاحترام ، القريب والبعيد ، الصديق والعدو ، الداني والقاصي ، من تعرف ومن لا تعرف .
احترم الصديق لأنه اختارك لمجالسته ، وهل شيء يجلب الحب مثل الاهتمام والتقدير .
واحترم العدو لأنه تذكرك ولو بالإساءة ، وما اختار عداوتك مخلوق إلا أنه رآك ذا قيمة تعادى وذا قوة تجالى وذا موقع ينافس ويزاحم وإلا كنت هباء لا يؤبه له .
الصديق عامله بالمكافأة والتقدير والاهتمام والإحسان والجود ، تقاسم وإياه كل مشرب ومطعم وكل مغنم ومغرم وكل فرح وألم .
والعدو لاقيه بالتودد والتقرب وتزلّف إليه بالتغاضي والتناسي ، لعل القلوب تصفو والكدر يزول والقلوب تتحول إلى الصفح والتسامح ، فإن القلوب سرعان ما تلين بماء التصافي وترطب بقطر التحبب .
الاهتمام سحر نافذ ، والمجاملة كذلك ، وهي مفاتيح القلوب وأسرار النفوس .
…………
ليس سهلاً أن تنام وتستيقظ وتعيش من أجل أن تقرأ وتكتب فقط ، أن تتوقف حياتك على هذا العمل ، أن يكون همك ومشروعك وهاجسك هو مقدار ما ابتلعت من الصفحات وأهدرت من الحبر ، أن تكون مهمتك الوحيدة في الدنيا أن ترتبط بالورق والأقلام التهاماً وتدويناً .
هو عمل رائع ونبيل وإنساني ، شاق وصعب ومكلف ولكنه ماتع وشيق وجميل .
……………
اليتم : 
أن تعيش وحيداً فيما تبقى من عمرك ، أن لا تعرف من معاني الفرح والسعادة إلا أنصافها ، أن تجرب حياة منقوصة ودنيا منكوسة .
أن تجرب فيك الحياة مهارات القسوة ، أن تحجب سحب الهم إشراقة السعادة عن ناظريك ، أن تضيع في تيه الضياع وتغرق في أغوار الغرق .
……………
لا تنصف ، العدالة تساوي بين الأطراف ، المساواة تخلق متطفلين وتحقر السادة .
القيادة تفضيل الفرد على المجموع ، سيادة الأمم توظيف القوة لإخضاع الجماعات ، الحب طغيان العاطفة على رشد العقل ، الإبداع شذوذ المخلوق على قاعدة الخلق ، الغنى جشع الثري وحسد الفقير .
لا تنصف ، أصبح اعتباطاً في هذا الزمن أن تكون محقاً في كل شيء ، القوة نفسها لا تعني النصفة بقدر ما تعني البغي باسم الغلبة وجسارة الثقة .
حتى وإن بدت بعض الحقائق غير نبيلة ، ولكنها واقع في أرض الناس وتخضع له البشرية كلها ، ويل للإنسان !
…………
( البكاء أصدق من الضحك )
حتى دموع التماسيح ليست غزيرة وتفضحها رخاوة الملامح ، والضحك خديعة يختبأ خلفها المكر والمكيدة ، مثل موسيقى الجيوش المنهزمة .
( الغضب أصدق من الرضا )
ولذا كان إمساك النفس عند الغضب أظهر معالم الشجاعة ، والرضا هدوء يسبق العاصفة ، كظم لغيظ يتوقد أسفل منه جمر الثأر والانتقام .
( الكراهية أجمع من الحب )
وقد لا يجشمك تعباً التأليب على شخص اتفق الناس على كراهيته ، فأسرع ما يكون الإنسان إذا أراد الكره ، وأبخل ما يجود عند الحب .
( المصائب أدوم من النعائم )
فإن الدنيا لم تخلق للراحة والإنسان لم ينزل من الجنة لينعم ، وإن الأبدية في راحتنا وترواحنا تكون في الأخرى وإلا ما كانت سلعة الله غالية .

أعتذر لأنني أشوه ما كان جميلاً في أبصاركم ، حقيقياً في أفكاركم ، رائعاً في ظنكم .
لكن هذا ما تفعله المثاليات الوعظية ولا يجود به الواقع البخس .
……………
الطبيعة تكره الفراغ ، والغزو الفكري لا تتحقق نتائجه السلبية إلا إذا كانت المجتمعات خلواً من قيمها ومبادئها وفارغة من مشاريع النهضة والتقدم .
وكما أن المفكر الجزائري مالك بن نبي قال بمفهوم القابلية للاستعمار ، فإن هناك بالقياس ما يسمى القابلية للغزو الفكري ، وهو تفريغ المجتمعات من قيمها الأخلاقية وتعطيلها من العمل على حركات التصحيح والتجدد لتكون مستسلمة لكل طارئ ولكل عدو ينوي استلابها من كينونتها .
لا تنستقذ الأمم من آثار الغزو الفكري ولا من بشاعة أعدائها إلا بالتمكين ، وهو أن تعمل المجتمعات بكل ثقة على تمحيص تاريخها والاسترشاد بثوابتها والعمل بثقة وقدرة وإرادة على بناء المستقبل .
كما أن التحصين لازم في حركة المجتمعات إلى مصائرها وهو الاعتصام بالثوابت القطعية التي تجسد إطارنا العام وشخصيتنا الثقافية والحضارية .
……………
كيف أصبحت ( الانفتاح - التنمية - المعاصَرة - التغيير - التطوير - الإصلاح - التسامح ) مفاهيم تدل على الضعف الديني والاستسلام للقوى الخارجية ومشابهة للأعداء وخور فكري وانهزام نفسي ودواليك من التهم المعلبة التي تشوه السمعة وتضلل العقول وتخون الأمة وتنحر الرغبة في استعادة القوة والمجد والسؤدد .
ربما استخدمها بعض الانتهازيين وقليلي المروءة كمطايا للتغرير بالأمة واستلابها من كينونتها الدينية والقيمية بقصد فاسد أو جاهل متشابه عليه ، ولكن لا يلزم حيال ذلك التنازل عنها بغرض التحوط ودرء الشبهات ومتاركتها إلى ما لا يدعو إلى ريبة أو شبهة انحراف .
كان النبي الكريم السمح المعتدل - صلى الله عليه وسلم - يطلق سراح الأسير العدو ( المحارب ) لقاء تعليمه عشرة من صبية المسلمين القراءة والكتابة ( أدوات المعرفة ) ، النصر الحقيقي في عبقرية محمد - عليه الصلاة والسلام - هو عشرة مجهزون معرفياً وليس الاستئثار بعدو يكلفنا شرابه وطعامه بينما نحن نرسف في الجهل .
التنمية : هي مراكمة نقاط القوة لدى الأمة والاستثمار في طاقاتها لحماية تاريخها وحاضرها والتهيؤ لأجيالها القابلة ، المعاصرة : هي الاستجابة لشروط العصر الحديث في سبيل التنمية والتقدم وتوظيف معطيات العلم والمعرفة المتطورة ، الإصلاح : هو مواجهة الحقائق المعطلة بالإصرار على التقدم ومواجهة الإشكالات بالاعتراف والجزم على تصحيحها وحلحلتها ، التسامح : هو الثقة في توهج قيمنا وحياة قلوبنا وسريان النبض في ثوابتنا وإرادتنا الخير للعالمين ومواجهة العالم الحر ونحن على تمام الاطمئنان إلى قناعاتنا ، الانفتاح : هو جولة على العالم الراغب في التصالح معنا فنصافحه ، أو النقمة علينا فنجابهه ، ولعلنا نكتشف عيوبنا فنتخلص منها ونقيس قدرتنا على البقاء .
…………
لا تفهم الناقد دائماً على محمل العداء
هو لا يجد ما يشاركك به سوى التعليق على أخطائك 
لأن حصته من المشاركة ضاقت إلى مستوى النقد
…………
لولا التواطؤ على تضييع القيم الرشيدة ما حلت بنا النكبات .
ما كان للأمانة أن تضيع لولا تشاركنا في هذه الجريمة الشنعاء والفعلة النكراء .
ابحث عن دورك في هذه الجريمة ، قم بالأمانة حتى لو استصغرتها في عينيك وهان شأنها بين يديك .
أدِ أعمالك البسيطة بكل حرص وأمانة ، فإنها ستصنع الفرق وستحدث أثراً كبيراً .

خيرية الأمة مرتبطة بفضيلة ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) وهي حس عالي لدى الفرد المسلم الإيجابي لا يمكن أن يكون مجرد دور محتكر لدى جهاز ما .
إنها فضيلة إنسانية تعرضت للتشويه من جهة وللانتقاص من جهة أخرى ، أساء لها ثلة ممن يملك ذهناً مشوهاً لا ينسجم مع ثقافتنا الأصيلة وآخرين ممن تضيق أعطانهم دون فهم الدور الرسالي لهذا الدين .
كانت الحسبة في تاريخنا الضيء جهازاً رقابياً يحاسب الكبير والصغير ولا يخاف في الله لومة لائم ، واليوم أصبح يلاحق ذوات المناكير ويغض طرفه عن فاحش المنكرات .
الظلم أول ما ننكر عليه من المنهيات ، والعدل أول ما نأمر به من المعروف .
…………
من شوّه معانينا القديمة واتهمها بالرجعية حتى تنازل عنها شباب اليوم وجيل العصر
أشياء مثل الرجولة النبيلة والأنوثة العذبة من جعلها صوراً من البلاهة والغفالة والاستفحال الممجوج
ماذا أصاب الذهن العربي والمجتمعي حتى استيقن قيمة الرهافة للرجال والجرأة المستقبحة للنساء
…………
الفضيلة لا تكون " نتيجة " ولكنها " اختيار " حر نزيه يجازى عليها المرء بأعظم الثواب وأجزل المغنم .
عندما تخرّج المجتمعات المحافظة نساء عذريات ورجال منخفض الحساسية للشهوة فهذه نتيجة طبيعية للتحفظ والتقاليد الموغلة في التشدد ولكنها غير مؤمونة الديمومة والاستمرار .
بينما يختار البعض " الفضيلة " في وسط فاسد ومتعكر حينها تتضاعف المثوبة لأنه يعيش قابضاً على جمر .
أحياناً تتجاوز المجتمعات المنفتحة حريتها غير المضبوطة إلى درجة يصبح فيها التعفف حالة نادرة وشاذة فحينها ، يلزم " الإصلاح " لرفع الحجة عنك والسلامة من عموم العقوبة أو تجب " الهجرة " كسنة باقية ما لم تطوى الأرض .
وهذا يجري على التعفف عن السرقة في مجتمعات الفساد ، والتعفف عن الحرام في مجتمعات الرذيلة ، والتعفف عن الظلم في مجتمعات الاستبداد ، والتعفف عن القذف في مجتمعات الغيبة وهكذا .
…………
لا يطمع أحدنا في معصية تكلفه مشقة حتى تبدو له أسباب بلوغها أو يغريه منها طالع تحقيقها .
ومن هنا حرّم الشارع بعض ما كان مقدمة لمحظور أو طريقاً إليه ، وجاء في القرآن الكريم بطريقة منفّرة : ( ولا تقربوا الزنا ، ولا تقربوا الفواحش ، ولا تقربوا مال اليتيم ) .
…………
من عاش مشاغباً في طفولته ، مغامراً في شبابه ، مجرباً في رجولته .
كان أكثر نضجاً ممن زمّ جماح نفسه بلجام التأدب والوقار .
……
خاطبوا العقول على النحو الذي يتوافق مع إمكاناتها والنفوس على وفق استعدادها .
…………
( عجز العقل ) ولأن العقل ضعيف بعض الشيء ، فإنه يحتاج إلى كثير من التطوير والتدريب .
……………
ليس هناك معنى منجز ونهائي للعقل ، هل هو أداة ؟ أم خبرة شخصية ؟ أم إمكانات مكتسبة ومستوهبة ؟
……………
هناك خبرة ذهنية - وجدانية تتدخل في أداء العقل وتفسيراته
المعرفة الأوسع تعطي انفتاحاً أكبر ، تسامحاً ومرونة أيسر ، صلابة وجموداً أقل .
العواطف تتدخل بطريقة تحرف مسار العقل ولكنها لا تتسبب في ضعف الدقة وجودة النتائج لأن هذا يعتمد كثيراً على المقدمات الصحيحة والأدوات الفائقة الأداء .
……………
قد تكتشف تهافت عقل الإنسان عندما يتحدث بطريقة غير منضبطة ، يستخدم لغة أقل تحديداً وتعبيراً ، تكتشفها في ذائقته واختياراته .
العقل الجيد يتلمح الأشياء العميقة ولا يهتم لسطوح الأمور ، يتفاعل بطريقة جادة مع طقوس الفرح والتفكير والتعبير .
……………
أكثر مشاكل العقل شيوعاً هو ( التحيز ) ، وأكبر دوافعه للتحيز ( الهوى ) .
……………
الإنسان يواجه في حياته تحديات عديدة ، وهو في لقاءها يحتاج إلى تفسيرات تساعده على التعايش معها أو مواجهتها ، وله في هذا مذهبان :
التفسيرات الناهضة : التي تجعله في مقابل تحديات ملموسة يمكن مجابهتها وفهم دوافعها وتمكنّه من الأدوات العلمية والمعرفية المعاصرة لحلحلتها .
وتحمله المسؤولية الكاملة أمامها ، وتمنحه الاعتراف الكافي والصدق مع النفس في ملاقاة المشاكل وتوظيف التحديات على نحو إيجابي ومثمر .
التفسيرات المثبطة : وهذه تفسيرات معجونة بالاستخفاف بقدرات الإنسان واستحقار قدرته على فهم الظروف الموضوعية للحياة ، وعادة تذهب به إلى مناطق غيبية تضيع فيه قدرته على الفهم والرؤية الواضحة مثل : العين والسحر والشياطين .
وفي أقل الأحوال تكون المسؤولية ملقاة على عاتق ( الآخرين ) بدافع المؤامرة  وسلاح الغزو الثقافي والاستعمار العسكري وعبث القوى العظمى السياسي بمقدرات الأمة والفرد المسلم .
…………
كثيراً ما نضحك ، والحقيقة كثيراً ما نتألم .
…………
بالمعرفة تصبح إنساناً ، بالأخلاق تمارس إنسانيتك .
…………
السجن عند المستبد مطفأة سجائر الأفكار ولكن دخانها النافث في الهواء لا يحبسه جدار ولا يحيطه سوار ، المعتقل نقطة انطلاق ومكان تجمع عند الطوارئ
…………
بعض أشياء ، أحاديث ، مواقف ، تبقى متوهجة وحاضرة كأنها ولدت للتوّ ، لا تشيخ وإن طال بها الزمن ، لا تهرم ولا تذبل ، ولا يزورها الشحوب مطلقاً .
كذلك بعض الذكريات تبقى حية تنضح بالقوة والإشراق وتصلك بمادة الحياة ، تمدك بالطاقة ، وتقف إلى جانبك في لحظات الوحدة وتحميك من سوءات الأيام .
…………
أطلق كلمتك الناصحة ولا تخشى ألا تجد لها أذناً سامعة أو عيناً قارئة .
مسؤوليتك تقف عند إجادة استخدام الألفاظ المؤثرة ، واقتناص الفرصة المناسبة ، وضخ الفكرة الحية ، وصبغها بالإحساس الوجداني الصادق .
ولأن الكلمة الطيبة صدقة ، فإنك مجازى على النصح حتى وإن غادر من الأذن الأخرى ، ولأن النصيحة من عمل المسلم الإيجابي فإن الأجر على الله والثمرة تتحقق بأمر من الله .
كم من رجال تركوا ورائهم إرثاً فكرياً عظيماً عاشت عليه الأمة بقية عمرها ، وهم لا يدرون أنها ستبلغ ما بلغت من الخير والأثر ، غير أن الإخلاص يعمل في كلماتهم عمل الروح في الجسد .
 وآخرون يجدون لكلماتهم مسامعاً تترى وقلوباً عطشى ( وإذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وإن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ) ، ( سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ ) ثم تموت كأن لم ينطق بها أحد .
………
مرذول ذلك الحب الذي يجعل من صاحبه ساذجاً سخيفاً مسلوب الإرادة والمعنى .
ليس في شرعة الحب ما يجعل طرفاً منتقص الكرامة ، منزوعاً من ملكة الحرية ، ممهوراً بالذل حتى لو كان باسم الحب .
يا صاحبي : إن الحياة تعاقبك باسم الحب ، تشبّه عليك وضاعتها في ثوب من نبل الشعور ،  يبدو أن قسوتها تصور لك من وهن كذباً ، وتزور لك حقيقة دنياك دجلاً ، وتزيف حقيقة مشاعرك بلهاً . 
الحب معنى طاهر مغتسل بماء الورد ، شعور نبيل يتخلص من مركب النقص ودرن الوضاعات وسفه الصبيان .
الحب طقس تعبدي ، كيف له أن يمتهن الإنسان ويرديه في مهاوي الخسة ؟
إحساس راقي يطيب به القلب ، وتتسامى معه النفس ، ويترقى العقل في معالي النبل .

وبالمناسبة الحب الذي يجعل طرفاً ما ضعيفاً ومنهاراً سيجعل الطرف الآخر مستبداً متمللاً ، هذا هو الحب الحقيقي : العدل في غاية الاستبداد ، والحق في منتهى الظلم .
……
بعضنا لم يعد يملك قدرة واسعة على العطاء ، أصبح بارداً تجاه علاقاته وصدى لتفاعلهم معه .
لا يقدم سوى ما يتركها باقية ، مثل أطلال شاهدة على فوات الزمن وانحناء ظهر الكون وشحوب وجه البسيطة .
لقد بلغت عاطفته شيخوختها ، قد تتصابى أحياناً مثل مراهقة متأخرة تعود باللوم وخسارة ماء الوجه ، ولا تنقذ إنساناً من ويل الجفاف العاطفي ولا تسلي خاطره من قسوة النهارات القائظة .
لقد استسلمت نفوسهم لفعل الطبيعة ، وفتحت مصراعيها لعبث الأيام في ملامح المستقبل ، فقدوا كل قدرة على التحمل ، وكل أمل في تغيير طبيعة الأشياء على نحو يوافق أمزجتهم ويتساوق مع طموحاتهم العاطفية .
لقد أصبحت تكاليف الحياة باهظة ، إنه زمن صعب ، الشريف لا يقوى على المعيشة في زمن تتهاوى فيه معاقل النبل ، والوضيع وجد ما يكسر شوكته ويبزّه آخرون في القدرة على الخيانة وإيذاء القلوب .
هل يعقل ؟ أن تكون النفوس في هذا الزمن شحيحة إلى هذا الحد الذي يجعل السماء تحتبس عن المطر من فساد أهل الأرض ، لقد فعل التحاسد والتباغض الأفاعيل في طبيعة هذا الكون ، ونشر سمه الزعاف في جسد الإنسانية التي خرت صريعة إنسان هذا الزمان البائس .
………
أنا لا أحافظ عليك وأهتم لشأنك كإنسان ، هناك الكثير مثلك وربما أفضل منك .
أنا إنما أحافظ على آخر قلاعي ، على تجربتي الأخيرة حول مدى قدرتي على بناء علاقة جيدة .
أحاول أن أثبت لنفسي أنني لست فاشلاً كما بدا في العلاقة الماضية ، أن أمحو بعض آثارها القاسية .
أحاول أحياناً يائساً ، وأخرى متسربلاً بكبرياء جريح ، المهم أن تنجح المهمة ولو لدقائق لأن أنفاسي معلقة بشرنقة هذه العلاقة الخديج .
ألا يحق أن أعيش بذكرى معركة منتصرة ، غيري كثير لا يملك سوى الوهم ومع ذلك يعيش منتصباً وقوياً .
………
تسرع بعض النفوس إلى الحزن واليأس ، وقد يجد الحزن فيها قبولاً وترحيباً لا يجد مثله الفرح أو الفأل ، حتى ليكاد يكون الحزن هو الأصل والفرح استثناءاً يندر أن يحصل أو يصير .
تنتشر ميكروبات الحزن في تفاصيل الحياة وأحشاء الذكريات وثنايا المستقبل ، وهي ميكروبات قابلة للعيش المؤبد ، لا تفارق ثغورها المستوفزة لإغاظة الإنسان ، وتسنّ أسلحتها وتشهر قذائفها في وجه البشرية المنزوعة من الرغبة الفرائحية .
تبدو الحياة وكأنها مجبولة على الأحزان وإيلام الإنسان ، بينما يلهث المرء مع أخيه وصديقه وأمه وأبيه على بناء الملاذات الآمنة ، يترافقون في صنع الفرح وتجميل شوهات الدنيا ، إنه الكفاح والكدح والشقاء الذي يرافق الإنسان في مشواره الدنيوي ومضماره الكوني .
لا أستبعد أن ( أنظمة الحكم السياسي ) و( الفلسفة الدينية ) و( الثقافة الاجتماعية ) و( النظم المعرفية ) تفعل فعلها في بناء الذهنية الجمعية تجاه الدنيا والحياة وتندلق هذه الذهنية على تشكلات السلوك داخل التراكيب الاجتماعية الخاضعة لها ، حتى يكاد العرب يعرفون بضيق الأعطان وغلاظة الأذهان والبريطانيون بالفرح الدائم والابتهاج القائم وكذا الأمريكان والفرنس والصينيون والروس .
بالنسبة لي الحياة شقاء إلا موضع يجمعك بحبيب قريب إلى قلبك ، تبادله حديثك وتبثه أشجانك وأحزانك ، تلاحق عينيه وتتبين منهما لحظ التقدير وزيغة الخيانة ، يعتذر إليك ويتملقك بإحسان الكلام وجميله .
………………
وإنك بعض الليالي قد تقضيها في الكتابة حتى يأذن فجر الله اللاحق بالطلوع ، ثم تشعر أنك اسيقظت من ألذ منام أو استرحت من أشقّ مشوار أو انعتقت من أعسر تحدي .
الحروف والكلمات هياكل ينفخ فيها الكاتب من روح أحزانه وأفراحه ، أجساد فيها حسن الخلقة ودميمها ، يهبها الكاتب أرواحاً من لدنه قد تكون حقيرة أو قديرة .
مهمة الكاتب عندي أن يعيد النظر في ( المفاهيم اللغوية ) التي يتداولها الناس ويستهلكونها ، ويتبين الصائب والخائب ، ويصوغ مفاهيم ، صحيحة ، واقعية ، فريدة ، نوعية ، حداثية ، تساعد الناس على العيش الطيب والحياة الكريمة .
لقد رأيت وعايشت أعياناً من الناس تعيش قلقاً وحيرة مؤذية ، تعود فيها المسؤولية والتهمة إلى حزمة المفاهيم التي تدير حيواتهم على نحو متناقض ، يغالبون شهواتهم الفطرية بمثالية التصور ، ويجاهدون طموحاتهم الطبيعية بمعاول القهر ، ويهيلون على فجوات حاجاتهم الملحة تراب الكبت .

دعكم ممن يعيش على مقدمة البيت الكوني ويرى جمال الشرفات وزيف الطلاءات وكذب العناوين ، وتفضلوا إلى الحدائق الخلفية التي يعيش فيها البؤس ، ويفتشرها الوجع الإنساني في صورته الفاحشة والمؤسفة .

………………
أنت المسؤول لتحافظ على مكانتك في قلوب الآخرين ، لا تعلق هذه المهمة على الود فإنه لا يصفو دائماً ، ولا على القلوب فإنها تتقلب ، ولا على الأيام فإنها تتلون .
أنت ، تعاهد قلوب أصدقائك بالاهتمام والعناية ، صِلهم بالهدايا ، لا تقطعهم من سؤالك عن الحال والأحوال .
كن سباقاً في الملمات والمهمات ، سريعاً في العفو والتسامح ، ودوداً لطيفاً وحسن المعشر .
………
بعض حروف الكتاب تقول لناظرها : أرجوك اقرأني باهتمام ، لا تستعجلني بالإعجاب ، لا يطغى تمثال صاحبي على حقيقة جوهري .
اقرأني بتمعن ، إنني أريد لك الخير !
………
بعض علوم الفنون تحولت الى تعقيد اكثر منها تنظيم .
………
ولا تعد عيناك عن صديقك الوفي إلى صديق يريده قلبك .
………
لا يليق بالإنسان النبيل الفاضل أن يخوض في معارك مسفّة تتنزل بقيمته وصورته أمام نفسه والناس من حوله ، إنما جعلت الصدامات لتزيد من اعترافنا بقصور الإنسان في التعاطي بشكل متكافئ مع الكون ، إنما زرعت في ثنايا علاقاتنا وصفحات حياتنا لنحيط بحجم الفوارق والتنوع والاختلافات التي نحتاج تلقاءها إلى التواصي والتعاون والتصالح والتناصح .
وما قولي هذا إلا في الإنسان النبيل الفاضل الذي صيغ بأخلاقه وصنع على عين الفضيلة والرشد ، أما رجل طبع على خلق قليل وأدب وطيء فإنه يتتبع سقطات الناس ويلاحق عوراتهم ويخلق المعارك ليمارس لعبته السخيفة .
لا تخلو الحياة مما يعكرها ويفسد صفوها ، والمعارك الجانبية خلقت منذ انعقدت الإرادة الإلهية  أن ينزل آدم إلى الأرض الدنيا فتكون له منزلاً ومقاماً لا يطول به حتى ينتقل إلى دار حساب يثاب فيها على ما أحسن ويعاقب فيما أساء ، وهذا معقد الابتلاء في منتهى العدل والحكمة .
وحقيق بالإنسان الفذ أن يتنازل عن خلافاته الصغيرة لأنها من عمل الجهّال واشتغال الضلّال وأن يتفرغ لمهمته الكبرى ودوره الأعظم في تبيئة هذه الأرض لإحلال السلام وتعايش الناس واستقرار الكون على قواعد التعاون بالبر والتقوى والتواصي بالصبر والإحسان وإنها لكبيرة إلا على العاقلين .
……………
كل الذين يؤمنون أن الله موجود ، وقادر ، وقوي ، ومهيمن ، ومسيطر .
هم عادة مطمئنون ، ومستقرون ، ولا يجد اليأس ولا العجز إليهم سبيلاً .
ولكن الخوف إذا اعتقدوا أن هذا يكفي ، وإيمانهم كفيل بنصرهم وتمكينهم وانهزام أعدائهم .
حينها يكون الإيمان هزيمة نفسية ، وإضرار بالخلق ، وتعطيل لقدراتهم ، وتعريضهم للمهالك .
ما جاء الإيمان إلا مقروناً بالعمل الصالح والمعروف والبذل والتضحية في سبيل الله .
كونوا مؤمنين عاملين لا غير .
……………

الحق ليس مركوناً فتأخذه ، ولكنه مظلوم فتأخذ به .
هذا يعني أنه عليك الاستعداد لتحمل المشاق ، والصبر على نيل الحق رغم المتاعب .
………
رغم أن حولنا آراء سلبية ، ولكننا نحاول تصديق أننا في آراء الناس على خير .
هذا التحيز مهم لمعالجة خيباتنا ، هذا التجاوز المترع بالمجاملة ضروري كوقود للإنطلاق .
لا يريد أحد أن يصدق الآراء السلبية حوله ، حتى لو كانت حقيقية ، لأن هذا يتطلب قدراً من الموضوعية كبير يصل إلى إزعاج النفس ، يتطلب استعداداً للتغيير وتحمل ثمن ذلك .

واجهوا حقائقكم ، فإن النفوس الشجاعة تستحق التقدير والنجاح .
………
لا يوجد مخلوق مفصول عن تاريخه .
………
‏الإنسان الفاضل ليس هو الكامل أبداً ، لكن هو الذي يحاول الكمال .
………
الإخلاص أصعب تحدي ، والاستقامة أعظم ترويض ، والاستقلال أكبر ضمان ، والحرية أنجب نظام ، والحب أنبل إحساس ، والخوف أنذل شعور .
………
الرياضة ليست شيئاً عادياً بالنسبة للإنسان ،المستطيل الأخضر يشبه عندي مسرح الحياة أو هو صورة مصغرة منها .
………
لدي ثقة مفرطة في قدرات الإنسان ، وشك ذريع في دوافعه ، النبل والوضاعة تجتمعان كثيراً .
………
إذا استطعنا أن نقدم تبريرات جديدة لما يحرمه الإسلام وإلا فنحن عاجزون ، أو أن التحريم انتفى لغلبة المصلحة ونقصان المفسدة .
لكل شرعة تحريم ( حكمة ) ، والحكمة بطبيعتها متجددة ومتغيرة .
ما كان محرماً لأجل أنه وسيلة للشرك ، 
وما كان محرماً لأن فيه مضاهاة لخلق الله فقد أصبح وسيلة فعالة للدعوة ( التصوير ) .
وما كان محرماً لأنه تقليد للكفار أصبح أنجح المسالك لترسيخ العدالة والقسط بين الناس ( الديمقراطية ) وهكذا .
………
هناك نوعين من الناس : 
- نوع يسعى لتحسين قناعاته : مثل المثقف والقارئ والمؤمن والمتتبع .
- نوع مسلّم بقناعاته ( ربما إلى درجة الاعتقاد أو درجة اللامبالاة ) حتى يعرض له ما يغيرها .
………
عند الحر العاقل لا غاية الا اثنتين ( دنيا صالحة - وأخرى فالحة )
………
الحب عملية ترطيب للروح ، مثل الفكر عملية توسيع للأفق ، مثل الدين عملية ترويض للنفس ، مثل السياسة عملية تنظيم للمجتمعات .
الحب يفتح آفاقاً كبيرة للروح ، ولذلك كان مكوناً رئيساً في الدين ، العبادة ، العلاقة مع الله ، وبالتالي في الحياة ككل .
الذي يكتب بإحساس الحب مثل الذي استخدم وريداً إضافياً لتقوية نبض القلب وترقية إحساسه بالحياة ومباهجها .
الحب ينطبع على الذهن بالتسامح ، وعلى الروح بالعطاء ، وعلى الجسد بالتعافي
وعلى العلاقات الاجتماعية بالتنقية والتقوية .
وما زلت أقول دائماً ان الحب يعتبر ضمن منطقة ( الغيب ) مثل الروح والقدر وغيرها ، وقد احتفظ الله لوحده بمعرفتها لاستمر الحياة ويواصل الحب دوره في حياة الانسان ولا تتوقف حركة البشرية على الكون .
الحب ضرورة .
………
هذه المرة أمطرت كثيراً ، ما زالت الأرض تستحق أن نتشبث بها .
باءت بالفشل محاولات الذين ينشرون الرعب والخوف من الله سبحانه وتعالى .
يعتقدون أننا بالخوف والقنوط نتعبد الله أكثر ، لكن رحمة الله أوسع وعقول الوعاظ أضيق .
المرة الواحدة التي تجعلني أعيد الأمل إلى علاقتنا مع الأرض عندما تمطر .
ما زال في العمر بقية والأرض لن تذوي قبل أن ينتهي المطر .
المطر خطاب تمديد لعمر الأرض وتحفيز لعمل الإنسان .
…….…
لا تتستروا على عيبات مجتمعاتكم .
الأمراض التي لا تكتشف باكراً تتطور .
والجروح التي لا تعالج تتعفن .
والجثث التي لا ترفع سريعاً تتجيّف .
اعترفوا أولاً ، واجهوا بشجاعة ، تخيّروا الحلول المناسبة حتى وإن كانت قاسية ومؤلمة .
كونوا واقعيين ، وتخلصوا من مثالية الطهورية ، ولا تبالغوا في وزن أنفسكم ولا الاستخفاف بها حتى لا تجد الأخطاء فرصتها للبقاء طويلاً بينكم .
…………
ليست لدي مواعيد على الأرض ! 
مواعيد سماوية نبرمها فوق طاولة الخيال ونعاقرها عند معقد الأحلام
………
لا تتعلق بأمنيات غير واقعية لا يسعك أن تتدخل في صناعتها .
الطموح : هو قياس الإمكانات وجس نبض الرغبات والميول الشخصية .
الحلم : هو صورة نهائية محلها الذهن .
الهدف : هو خطوة إجرائية جادة بغرض قطع شوط زمني من مضمار النجاح .

لا يصح أن يكون الطموح مبالغة في استعظام الإمكانات ورسم صورة خيالية لمستقبل الإنسان ، لأنه يعود باليأس والتعجيز ، وفي تحميل النفس فوق طاقتها وقدرتها على تحمل تكاليف النجاح .
………
سألني : كيف لا تتوقف أفكارك ؟ قلت :
- لأن الحياة لا تتوقف ، الواقع أكبر مزود للأفكار ، كل يوم ستكتشف جديداًً وستتعلم ، أنت تخطئ لتعرف وتنجح لتذوق وتتقدم .
- والقراءة أكبر مصادر الأفكار ، المعرفة تثريك وتصلك بما لم تعرف وما لم تجرب من قبل ، تضيء لديك الجوانب المعتمة وتفتح المناطق المغلقة وتحيي التفكير لديك .
- والتفكير نفسه يجود بالأفكار العظيمة ، هو عبادة تأملية تقودك إلى الإيمان والبصيرة ، تغنيك بالمكتشفات المبهرة .
………
كل علاقة فريدة لها مكون عميق لا يكون له شبيه في علاقة أخرى .
………
ماذا لو أننا نعيش على سجيتنا ؟
- سنتخلى عن التكلف والادعاء ( الهياط ) وسنعيش بأعلى درجات الانسجام والتوافق .
- سنتوقف عن الإسراف في امتلاك الماديات لأنها تحجبنا عن طبيعتنا وسجيتنا .
- سنبني علاقات قوية ومباشرة ، سنتعامل مع الأصدقاء والأعداء بمستوى كبير من الصدق والنبل .
- سنتعامل بتجرد وواقعية مع نقاط قوتنا فنقوّيها ومع نقاط ضعفنا فنعوّضها .
………
ما تخيلت مرة أننا سنفترق إلى هذه الدرجة من التباعد
المؤلم أننا نحترم بعضنا إلى حد الاشتياق ، نحن إلى ماضينا إلى مستوى الرغبة في البكاء .
الحنين ألم لذيذ ، يستدعي ذكرياتك السارة ليحرضك على الرغبة في المعاودة .
………
الإشاعات حول شخص ما كثيرة ومتعددة ، الفرق أن كل واحد يختار ما يوافق زاويته . 
……………
فراغ قاتل
انحدار نفسي
اندفاع وتهور
عدوانية ويأس
تدين واستقامة
حيرة واضطراب
الإنسان لديه محطات توقف كثيرة في حياته تمر به وتعصف بذهنه وسلوكه ، يحتاج معها إلى انضباط واهتمام وقبل ذلك إلى دراية وإحاطة حتى لا يتورط في ويلاتها أو ينجرف وراءها .
………
بالنسبة لي كان هذا الأسبوع خالصاً للراحل غازي القصيبي ، قرأت له وعنه وبه ، ولكل مهتم بالشأن المحلي عليك بالقصيبي لزيادة وعيك .
ليس ما يميز القصيبي أنه شاعر وروائي ووزير وسياسي ودبلوماسي اجتمعت في فرد واحد ، ولكن تميزه في كونه متمكن إلى درجة التخصص المستقل في كل منها
يعتبر القصيبي تجربة وطنية فذة في الخصومة الفكرية ،لا يرقى عنده الاختلاف في الرأي إلى تشنجات فاسدة ويبقى مشترك الحرص على المصلحة الوطنية أقوى
…………
في دول الاستبداد العربي كانت عين الحاكم على ما يرضي ويغضب الغرب ،كان يتصرف على نحو لا يسبب لهم القلق ، والشعوب في مؤخرة الاهتمامات السلطانية
الحاكم الغربي يتصرف على أساس الاعتبارات الانتخابية التي تقوم على رضا الشعب وشراء وده ، يضع مجاميع الناس نصب عينيه إلى جانب المصالح القومية
…………
أصبحت مقتنعاً : إذا أردت أن تعرف صلاح دولة ما فانظر في حال صُحفها ، إذا رأيت روحاً ناقدة وحرية شاهدة فاطمئن ، وإذا لمست مدائحاً هادرة فامتعض
…………
في دول الاستبداد العربي كانت عين الحاكم على ما يرضي ويغضب الغرب ،كان يتصرف على نحو لا يسبب لهم القلق ، والشعوب في مؤخرة الاهتمامات السلطانية
الحاكم الغربي يتصرف على أساس الاعتبارات الانتخابية التي تقوم على رضا الشعب وشراء وده ، يضع مجاميع الناس نصب عينيه إلى جانب المصالح القومية
…………
النقد : هو عملية تحسين شروط الولاء .
…………
لكل إنسان دائرته المغلقة ، تشكل ولاءه العميق ومسرح انفعالاته واشتغاله ، لديه طموحاته وتحدياته وآلامه وأحياناً خيباته و( ذنوبه الملازمة ) .
…………
أحبك رغم كل شيء !
…………
الإحساس نعمة .
…………
كونوا متفائلين ، فالأرض يرثها المستضعفون !
…………
للناس طاقات تختزن شعورهم المحتقن ورغائبهم المنبعثة ، وهم في تصريف هذه الطاقات مذاهب .
فمن كاتب يبث عوالجه على الورق ، إلى لاعب يستنفدها في العراك والحراك ، إلى راقص يستغرقها في انعطافات الجسد ووثباته ، إلى متحدث يسرّي عن نفسه بالضحك والنقد .
وليس بمستريح هذا الإنسان حتى يصرف هذه الطاقة ويروّح عن نفسه ويذهب عنها ما بها من اضطرام واضطراب .
….…
وقد تحن يوماً إلى عادة كنت قد تركتها ، أو إلى علاقة تجاهلتها ، فيمنعك طول العهد وقسوة البعد حتى ما عاد لها أثر وما بقي لها عقب .
وإني موصيك إذا عزمت التخلي عن مخلوق ، أو متاركة عادة ما ، أن تبقي حبلاً ممدوداً من الود ، أو سبباً موصولاً إلى العهد ، حتى لا تندم مرة أخرى من شدة التجافي وقسوة التنائي .
والناس لا تذكر إلا ما كان لهم به صِلة أو منفعة ، فنحن في زمن تكاد تجهل فيه ما ينزل بساحة جارك أو يلم بقرابتك ، والتباعد استشرى أكثر عندما انتشرت بدائل التواصل الصناعية ووسائل الاتصال الذكية .
………
لهجتنا الجنوبية اقتصادية وبسيطة ومباشرة ، بخلاف بعض اللهجات الادعائية التي تحتشد بكم من الألفاظ الزخرفية والمنطوقة بدرجة من الفخامة والفضاضة .
تحققت في كثير من كلماتنا الدارجة والأصيلة في لهجتنا ووجدتها ذات شبه كبير بأصولها الفصيحة إن لم تكن ذاتها ، وكثيراً ما اكتشفت ضعف درجة الانحراف في ملفظها على عكس بعض اللهجات ( الحجازية خاصة ) .
لست متخصصاً في اللهجات واللسانيات ولكنني أشعر أن حجم الانحراف في اللهجات يعود إلى درجة انفتاح المجتمع ، واحتكاكه بالعوالم خارجه ، ووتيرة التغيير والتجدد داخله .
أشعر بكثير من الارتياح عندما أعبر بلهجتي الجنوبية المتواضعة رغم حواجز الفهم ومعاول القهر التحضري الذي يذيب عموم المتصنعين .
ومما يلاحظ في شأن ( لهجتنا الديراوية ) أنها آخذة في التطور ، حتى سقطت بعض الكلمات من التداول الحديث ، وحلّت كلمات بديلة أو حتى معاني جديدة تجسدت في كلمات حديثة ومبتكرة .
…………
رأيت شاباً استقام وأعفى لحيته وواظب على صلاته ، وهذا مما نرضاه ونحبه ، لأن التدين خير ما يروض النفس على المعالي ويستحثها على الفضائل .
ثم رأى من نفسه فريداً في نوعه ، واحداً في وسطه ، وانبرى في ( تحليل ) ما ينسجم مع طبيعته ، و ( تحريم ) ما لا يتفق مع رأيه .
وقد عرف قبل استقامته بغلاظة طبعه وحدة ذهنه ، ولأنه تدين مع قليل من الدراية ونزر من المعرفة ، ازداد توتره بلون ديني وصبغة شرعية .
وإلا فإن التدين الحقيقي هو بصيرة واستنارة ورشد واعتدال ، لأن عالماً واحداً أشد على الشيطان من ألف عابد ، وما آفة هذا الدين إلا من أنصاف المتدينين .
وقد عرفت شاباً لا يظهر عليه سمت التدين وكثيراً ما يقضي ليله في اللهو ، وهو أهيب ما يكون أمام الله عز وجل ، وقافاً عند حدوده ، يحب الصدقات ، ولا يقول في الناس عيباً ، وقد يختم ستة أجزاء من القرآن في شهر واحد ، ولا تعزب عنه صلاة واحدة منذ عشرات السنوات .
كم أخذ هذا من التدين الحقيقي ، وكم ترك من التدين الشكلي ؟ والله وحده أعلم !
…….……
كيف يكون الدين حالة عملية منعكسة على الذهن بالاستنارة ، وعلى السلوك بالاستقامة ، وعلى الإرادة بالترقية والتطوير ؟

ثمّ توجيهات دينية ( قرآنية - نبوية ) تنفع الإنسان في آخرته ، ورفع درجته في الحساب الديني .
وتوجيهات أخرى من صميم الدين صيغت من أجل تهيئة الإنسان بشكل فاعل وإيجابي لاستثمار الحياة وعمارة الأرض وتطوير دوره الإنساني والكوني .
بالنسبة لي أنا رجل مادي ، وأميل للتفسيرات العلمية التجريبية التي تقلل من حجم اعتمادها على التفسيرات الغيبية إلا فيما تضيق فيه الحدود ( نص قطعي الدلالة والثبوت على احتكار العلم لجناب الله عز وجل ) .
ومن معضلاتنا المؤذية ( تهميش الدنيا لصالح الآخرة على نحو غير متكافئ - المبالغة في توسيع بؤرة الغيبيات في مقابل تطوير الاكتشافات العلمية الجادة ) ويبقى الاعتدال والتوسط هو سيد الحلول .
…………
هناك فكرة عاقلة ( الإسلام ) ، يحاولون إرغام العقول على فهمها بطريقة خرافية .
وهناك فكرة خرافية ( الأديان الفاسدة ) ، يجتهدون لعقلنتها في الأفهام .
…………
كما أن الإجادة لا تتأتى إلا بالممارسة ، والمهارة تتحقق بالتدريب ، والقدرة تنمو بالتطبيق .
فإن الأمم والجماعات لا تعيش حرة إلا بالتمكين .
………
ولأن الإنسان لا ينعتق من طبائعه الكريهة إلا بالمجاهدة ، فإنك قد تجده يعصي على أطهر بقعة ( الحرم الشريف ) ويعصي في أفضل زمان ( رمضان ، عشر ذي الحجة ) .
المواسم فرص للجادين ، ولكنها ليست ذات معنى لمن تستوي عنده الفترة والفرصة ، أولئك الذين يلقون بالفرص عرض الحائط ولا يعنيهم سوى المزيد من ضياع الوقت وفوات الفرص .
…………
لا يرهقني شيء مثل اقتفاء أثر فكرة شاردة تمنّعت عن كتابتها عند حضورها الطاغي .
………
عندما تبدأ في كتابة فكرة ما ، تكتشف في النهاية أنك كتبت فكرة مختلفة غير تلك التي خامرتك في البدء .
لا تستطيع اكتشاف ما إذا كان هذا انحراف أم توسع أم شتات ، ربما تعمل الكتابة على تقييد وتسطير ما يستحق البقاء .
الكتابة تهذيب للأفكار ، وهي إحساس آخر يتخفف من جموح الخيال وتوحش الذهن وتطرف الأمل ، أقرب ما يكون إلى الواقع .
…………
الشرط الأصيل للصديق الجيد هو ( مشاركة الاهتمامات ) إلى حد التشابه ، أن تستوي لدى الشخص وصديقه المثيرات والكوامن ، أن تكون أسباب الفرح والألم واحدة لديهم .
أما التكاليف الباهظة للصداقة على منوال ( الصديق عند الضيق ) فهي اختراع سلبي ونتيجة غير صحية لقصص الخيانات المتكاثرة .
الصداقة مشوار من الاستمتاع والترافق اللذيذ ، ألبوم من الذكريات الإيجابية ، استعداد للفرح وتحضير للاستئناس .
كل الجوانب السلبية الأخرى ، والشروط الغليظة لعقد الصداقات هي تشويه غير مبرر للصداقة .
…………
كثير من شبابنا يمارسون ( تسوّل الاهتمام ) ويستخدمون كل طريقة شرعية وغيرها لاكتساب اهتمام الآخرين واستجلاب إعجابهم ولفت أنظارهم .
يستخدمون شبكات وأدوات التواصل الجديدة لتغذية حاجتهم إلى هذا المطلب الفطري الأصيل في طبيعة الإنسان .
تنازلوا عن مسؤوليتهم تجاه ( تطوير أنفسهم - وأداء واجباتهم الدينية والاجتماعية ) وقلبوا سلم الحاجات الإنسانية .
لا تثريب على شاب يلوي على تحقيق ذاته واكتساب اهتمام وتقدير الآخرين ، وهذا ظاهر النجاح ورغبة طموحة وجديرة بالإنسان ، ولكن باطن النجاح هو امتلاك ما يستحق التقدير ، تخيّر المضامين الفذة لارتقاء الإنسان وفخاره .
…………
لا شيء يجعلك مختلفاً عن بقية كائنات هذه الأرض سوى أن ( تعرف شيئاً جديداً ) أو ( تصنع  شيئاً مفيداً ) .
……….
الموضوعية عمل أخلاقي ، وأداة علمية ، ووظيفة عملية .
…….…
واحد من أصدقائي متمحور حول نفسه ، يزن المواقف على أساس رضاه وغضبه ، يحب نفسه أكثر من اللازم ، إلى الدرجة التي جعلته يخسر كل من حوله .
اليوم أنا متفائل لأنه استفاق من سلبيته ، وبدأ يتحسس حجم الآثار السيئة للتمحور حول ذاته ، استرد كثيراً من صداقاته القديمة ، وشرع في بناء علاقات جديدة على قدر من المتانة والتميز .
ساعده في هذا ثلة من الأصدقاء الجيدين ، ممن صبر على أذاه ، وتقبله بكل عيباته ، واليوم يشهدون تطوره وتحوله باتجاه الأفضل .
…………
في مجتمعنا .. ما مدى استعداد الشباب لتحمل المسؤوليات الجادة ؟
ما حجم الجهد المبذول لبناء كفاءات قديرة لمستقبل الأمة ؟
ما مقدار الفرص الممنوحة لمن يستحق الصدارة والتمكين ؟
ظروفنا المعيشية تغري بالأمان ، وهذا يمكّن الأمل من تخدير النفوس وتعطيل العقول وتهديد المستقبل .
وإن كانت الأمور بدأت تضيق ، ولكن الشعور بحجم المتغيرات ومواكبتها متباطئ ويحبو بتثاقل غريب .
إلى جانب التسطيح الفكري الذي يمارس لشبابنا ، هناك تقتير في الفرص والمساحات الممنوحة ، بالإضافة إلى تدجين العقول ودمغ النوعيات ، يعمل الشباب على هدر طاقاتهم وصرفها فيما لا يليق .
الأمر مؤسف .. وأكثر منه : مخيف !!
…….……
هناك أشخاص يفكرون ( كيف يستمتعون أولاً ؟ ) ثم يهتمون بما ينتج عنه ، غير أنهم منغمسون في الاستئناس ، مستعدون لمنارسة طقوس الفرح رغم كل الموانع .
وهم نوع انبساطي ، مرح ، فوضوي ، ذو حضور اجتماعي ، بشوش ، ونشيط .

وآخرون يفكرون ( كيف لا يخسرون عندما يستمتعون ؟ ) والحقيقة أنه سؤال ذهني يفترض تكاليف باهظة للفرح ، ينتقص الاستمتاع قبل الانطلاق فيه ، ويضرب بالعوائق دونه .
وهم نوع انقباضي ، سلبي ، متعكر المزاج ، حاد الذهن ، غليظ الطبع ، نظامي ، متأفف ، مبالغ في الحذر .
…………
صديقي لا يتذكر الله إلا في أوقات غريبة !
هو مثل سائر الناس يصلي فرضه ويصوم شهره ولا يأتي منكراً كبيراً ، ولكن قل أن يطرأ الله في سلوكه أو تفكيره ، إلا إذا احتاج مالاً أو أراد قصم ظهر ظالم .
صديقي يفتقد الله كمعنى للرحمة والوفاء والنبل في حياته ، يفتقده لعيش حياة منسجمة ومتعالية ، يفتقده كثيراً في مواضع الإنسانية الفائقة .
لكل فرد ( تجربة تدين شخصية ) تشع في ذهنه وتنعكس على تعبده وتعامله مع الله ، والشرع ، والناس .
أن تعرف نفسك أمر رائع وماتع ، وأن تتعرف على الله خطوة عظيمة في سبيل الانسجام والفاعلية الشخصية .
يبدو أن البيت ، والمدرسة ، وخطيب الجمعة لا يقدم وجبة دسمة ولا صحية عن الله في أذهان شبابنا .
بعض رجال ونساء لم يكتشفوا الله إلا في محطات متقدمة من العمر ، حتى لا يكاد يبقى وقت لاستظلال المعاني العميقة لهذا الانكشاف النوراني .
…………
أنا فكرة ، وأنت فكرة ، وهذا الكون وما يحوي ، وهذه السماء ، وذلك الماء ، وهؤلاء البشر كلهم أفكار .
كم يمكن للكاتب أن يستلهم منها ، كم فرصة أمامه للكتابة ، كم باباً مشرعاً ينتظر أن يقتحمه ، كم .. وكم ؟
………
شيء مثير أن تكون مرتبطاً بالسفر إلى درجة يصعب الانفصال بينكما .
دائماً ما تكون مستعداً لمغادرة المكان ، لا تقيم طويلاً حتى تلبث في لملمة أغراضك ، الحقيقة أنك تبدأ في التنازل عن حاجياتك بشكل تدريجي حتى ما تعود تحمل سوى جسدك .
تتحول إلى ( كائن طارئ ) ، وضيف دائم على الأماكن التي تنزل فيها ، تألف الطريق الذي تمخره باتجاه محطتك القادمة ، تطالع الأفق الذي يسع أحلامك ، وتلك المركبات التي تراها مثل منازل جيرانك .
الكائن الطارئ يشبه العابد المتبتل الذي يضع قدماً في الدنيا وقدماً في الآخرة ، دائم السفر لا يأنس إلى وطن واحد أو نصف مواطن يعيش كأنه غريب أو عابر سبيل .
وأنت في طريق السفر تضطر لاستحثاث ذاكرتك لتزودك بالقصص والذكريات حتى تحكيها لرفاق السفر ، أحياناً تخلق الأحاديث وتسوقها على سبيل المبالغة الكاذبة حتى يمر الوقت بوتيرة أسرع .
الحقيقة أنك تكتشف أن الحياة قصيرة إلى الدرجة التي تطوى فيها حياتك في ثواني ، إذ تمر بثلاث حوادث قاتلة في أقل من ثلاث ساعات .
وتكتشف أن هذا الكون المترامي لا يحتضن حياة من نواع واحد بل أكثر من ذلك ، السفر تجربة فريدة .
………….
لو أن مقاليد هذه الأرض في يد البشر لانقلبت الموازين وفسدت الدنيا وهلك الناس .
رغم أن الإنسان نافذ وقادر ، ولكن الله مهيمن على كل شيء وفوق كل أحد .
وحتى تعرف قيمة أن يدير الله وحده هذا الكون ، انظر في رحمة الله بفتح باب التوبة حتى يحين موعد انطواء الأرض وقيام الساعة .
ماذا لو كان أمر العفو والصفح بيد واحد من الناس ، لعجز الناس من الرحمة وأوغلوا في الفساد وما التفتوا إلى نداء التأنيب أو داعي الضمير .
…………
رأيت شبهاً كثيراً بين كل من تصاحبا واقترنا قد لا تراه للوهلة الأولى .
ثمة ما يربط بينهما في أعماق الأعماق ، يجعل منهما منسجمين في الطبائع والأفهام ، وقد يجمعهما وإن تناءت الديار وتباعدت بهما البقاع .
وإنك قد تظن في اثنين اجتمعا فرقاً شاسعاً وتبايناً في الأخلاق والطباع ، لكن إذا أمعنت النظر لمست الأمزجة المتوافقة والأذهان المترافقة وقد يظهر هذا في فلتات اللسان أو مدادات الاهتمام ودرجات الاستجابة لمثير واحد .
……….…
لا تجعل شخصاً آخر يمتلك قرار الفرح أو الحزن عندك .
السعادة قرار سيادي ، إذا امتلكه غيرك أضحيت مثل مستعمرة منهكة تحت يد جلاّد قاهر .
ستعود مثل صبي يستمتع والده الأبله بإرغامه على الضحك أو إغاظته وإبكائه .
ستكون عرضة للتحكم القهري ، والذوبان في قبضة الآخرين .
سيعرف السيئون الطريق إلى تعكير مزاجك وإفساد ذهنك وتضييق صدرك .
تحكم في مشاعرك ، وامتلك قرار نفسك ، كن بشوشاً ومرحاً وفرحاً ، واضحك لتستمتع بفرح ، وابكي لتتنفس ببساطة وارتياح .
….….……
القراءة سر الوجود ، والكتابة حبر الخلود .
………
يتعرى عندي الرجل من مروءته عندما يستفحل على مرأة ضعيفة مسكينة قليلة الحيلة ، ويكون نعامة خوارة في مواقف الواجب والنبل .
يتعرى عندي المراهق من حقه الطبيعي في المغامرة عندما يتهور إلى الدرجة التي يخسر فيها قيمه ومبادئه .
يتعرى عندي الصديق عندما يرضى بالهوان لأن هوى قلبه يجرجره ولا يقوى مغالبته .
يتعرى عندي المعلم عندما يضيع أمانة التعليم ويقدم أبسط إمكاناته في تعليم طلابه ، ولكنه حريص على كل مليم ينقص من مرتبه .

البسوا ثياب الأمانة ، وتزينوا ببهاء الأخلاق ، وتتوجوا بالنبل والترفع ، ولباس التقوى خير !
…………
اكتب ما شئت . 
ولكن اكتب شيئاً ذا معنى ، ليس لمجرد الكتابة ، فلو أحصي ما كتبه قلم أو نضح به حبر لجمعت ما يملأ الأرض ويطاول السماء ولكن لا يبقى منه إلا ما ينفع الناس ، ويمكث في الأرض ، ويقرّ في الصدر ، وينير الذهن ، ويضيء العقل ، ويجلو البصيرة ، ويصلك بالله .
أنا منهزم أمام قلمي لا أقوى على مغالبته ، أستسلم لجريان حبره وانطلاقة سطره ، لا أركز طويلاً في المعاني لكني أشعر أنني أكتب في النهاية شيئاً يقرأ لأنه يعبر عن حالة ما .
…………
هناك صورة نموذجية مثالية يرسمها ( الدين ) .
وهناك صورة واقعية عملية يكتشفها ( العلم ) .
أعتقد أن ( المهمة الرسالية ) هي تقريب الصورتين إلى درجة يستطاع تحقيقها والقيام بها .
هنا يأتي ( دور الخطاب ) الذي يرسم حجم التقارب بينهما ويوظف إمكاناته لرتق الفجوة والتقريب بينهما .
…..….
لا تثريب على أحد " يعيش الدور " بمعنى : أن يعتقد في نفسه صورة مثالية في علم أو فن أو مذهب أو مطمح .
فأن تعيش الدور يعني أن تتصور في نفسك النجاح ، وأنك تستحق أن تكون ممن ثبّت قدميه في مواكب الصالحين ممن يرث الأرض وينال قبول الناس ورضى الله .
" عيش الدور " ولكن لا تستسلم لتهويمات الخيال وكن جاداً على نحو يجعلك من العاملين لا مجرد الحالمين فقط .
………
دعه يمر .. دعه يعمل .. دعه يتنفس .. دعه يعيش  .. دعه يذنب .. دعه يخطئ .
ليس شيء مثل هذا النظام الحر يخرج أفضل ما في الإنسان ، يستفز إمكاناته العالية التي لا تشرق إلا في مواطن التحدي الحر .
يولد الإيمان المنقذ من الضلال ، والخلق الواقي من النذالات ، وينمو العلم رافعة الإنتاج والفاعلية ، ويستقر العدل ميزان الحق وقانون النظام .

دعه يمر حتى يصل .. دعه يعمل حتى ينتج .. دعه يتنفس حتى يتعافى .. دعه يعيش حتى يستمتع .. دعه يذنب حتى يستغفر .. دعه يخطئ حتى يتعلم .
…………
أنا آسف لما عليه بعض شبابنا الناضج ، ضاع كثير من الوقت وهم لم يتخذوا قرار الالتزام بحصص القراءة اليومية .
ماطلوا كثيراً في جعل القراءة جزءاً من برنامج حياتهم ، ومحطة في مشوار عمرهم القصير .
إنني أعرفهم جيداً ، أعرف استعداداتهم الجيدة وإمكاناتهم العالية ، سيصبحون مختلفين ما لو اتخذوا قرار جاداً بالقراءة المستمرة ، سيصبحون في مواقع متقدمة يحسدون عليها ، سيصلحون للحياة بشكل رائع ، سيصبحون أكثر إشراقاً وجمالاً .

لا شيء يصوغ الإنسان على نحو عميق مثل القراءة ، تجعل الشخص إنساناً بهوية ملائكية وصيغة سماوية ، يتحول إلى مخلوق مختلف ولا يتكرر ، فريد من نوعه وفذ في مجتمعه .
آه .. يا ليت قومي يعلمون .
…………
ولأن كل شيء سيذبل ولو بعد حين ، حاول أن تكون رطباً بذكر الله ، طرياً بذهن مستنير ومعرفة متفتحة ، مشرقاً بأخلاق عطرة ، صحيحاً معتدلاً في سلوكك وعلاقاتك وتفكيرك .
…………
اليوم أندم على ما تركته بالأمس بحجة أن وقته لم يحِن !
أتحسف على مقدار العمر الذي مضى وأنا أنتظر ذلك الوقت المناسب !!
اكتشفت مؤخراً أنني كنت أنتظر مزيداً من الوقت المهدر ، والفرص الضائعة ، ولبناً مسكوباً لا ينفع معه الندم .
لا تنتظر طويلاً ، وابدأ خطوتك الجادة الآن ، فإنه لا يصلح شيء قد ذهب وقته .
……...
لن يعدم الإنسان البدائل الوافرة ليملأ به وقت فراغه الكبير .
كل السلوكيات والعادات السيئة التي يمارسها بداعي الفراغ ، هي مجرد بدائل سلبية في مقابل بدائل جيدة وثرية وإيجابية .
هناك كثيرون يعانون الفراغ ومساحات واسعة من العطالة ولكنهم يختلفون في الطريقة التي يديرون فيها هذه الأوقات .
الفراغ عبارة عن سؤال ملحّ ، تختلف الإجابة عليه من شخص لآخر حسب وفرة معلوماته واتساع ثقافته واستحضار بدائله وخياراته .
…………
رسالتي إلى وزير الثقافة والإعلام

يا وزير الثقافة
الكل لمس دورك الكبير في رفع الحظر عن بعض الكتب من دخولها إلى البلاد وهذا عمل رائع ، ولكن القراءة ما زالت تشهد انخفاضاً يهدد مستوى الوعي الشعبي والقدرة الحضارية للمجتمع ، لماذا لا تتعاون الوزارة مع مؤسسات التربية والتعليم والتنمية الاجتماعية لإشاعة عادات القراءة الناضجة بين شبابنا وأطفالنا .

يا وزير الإعلام
منصات الإعلام الجديد تجاوزت قنواتنا التلفزيونية ، منسوب الحريات ارتفع في كل مكان ، أصبحت نهمة المجتمع أكثر تضوراً إلى جرعة من التطور والتحديث تطال مؤسسات التلفزيون السعودي الذي يعاني تباطؤاً في مواكبة الإعلام الجديد وسقف حريته المتطاول .
صحفنا السعودية ما زالت تعالج القضايا الشائكة بنفس المستوى من الرتابة والتقليدية ، لماذا لا تأتي حركة التصحيح والتجديد من رأس السلطة الرابعة ، هناك شباب متمكن وقادر على فعل التأثير ولكن لا يتاح له العمل أو تقلد مناصب المسؤولية .

يا وزير الثقافة
الأندية الثقافية والأدبية في المملكة غرقت في معارك الأجنحة ، أصبحت مغيبة عن الفعل الحضاري وفاقدة لدورها التنويري ، لأن قيود البيروقراطية والضعف المادي والحضور الإعلامي الضئيل والطرح الثقافي التقليدي ، كل هذا يخنقها ولا يعطيها فرصة للتنفس والإنجاز وإحداث الأثر .
لماذا لا تقود مشروعاً لتطوير هذه الأندية حتى تستفيق وتستعيد قدرتها وتتحول إلى منصات حرة ومناطق متوقدة بالفكر الناضج لبناء الإنسان السوي وتنمية المكان الحضاري .

يا وزير الإعلام
نحن مجتمع آخذ في التطور ، ينشد التنمية في كل جوانبه ، يمارس مهنة التحديث والتجديد في أطرافه وسويداء قلبه الثقافي ، وهذا لن يحدث بغير ثورة إعلامية تواكبه وتحفّه وتحفّزه ، تجعل منه مشروعاً مقدساً لكل فرد سعودي ، يشغل ذهنه ويملأ عليه اهتمامه ، يضعه نصب عينيه ويجمع عليه همه .
إذا لم يتحول الإعلام السعودي الذي تتسلمون قياده إلى مشروع وطني حقيقي قائم على أساس الحرية المنضبطة والانفتاح والتعدد والمسؤولية ، ويتعافى من شوائب التعصب والإقصاء والأدلجة فإنه سيرجع وبالاً على الوطن السعودي ، ونحن نثق بك وننتظر منك الكثير .
……………
أن تجد ما يشغل نفسك فهذه نعمة عظيمة ، والعمل عبادة ، والفراغ مفسدة ، " والنفس إذا لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية " كما قال الشافعي .
أن تكون منشغلاً فهذا واحد من أسرار السعادة ، وعامل لاستقرار النفس ، قد يشوش الشغل ذهنك بعض الشيء ولكن الفراغ يجعله شتاتاً ونهباً للأذى والوجع .
يا أهل الأرض اشتغلوا ، " ويا عمال العالم اتحدوا " ، فإن في الشغل منفعة ومسرة وجنة .
أن تشتغل ، يعني أن تنام مبكراً ، وتستيقظ مع الكون في صباحه النشط ، أن تطرد عن نفسك الوساوس ، ولا تجد متسعاً للتفكير السلبي أو اختراع الأذى لنفسك .
وحدهم الفارغون هم الموجوعون في هذه الحياة ، أولئك الغارقون في المزيد من التبطل معرضون للموت ذبولاً وانتظار قضمة الجنون .
الهلوسة والخرف يتسلق أدمغة المتقاعدين والعاطلين والفارغين ، ويرمي بهم في مصحة نفسية لا تعيدهم عقلاء ولا تمكنهم من الشغل .
اشتغل حتى لا تخرف مبكراً .
.……………
كثير من علاقاتنا المبتذلة ، وصداقاتنا المعطلة ، وعلاقات الحب المؤجلة ، وعقود العمل المهملة ومشاريع الزواج المنفصلة ، يكون وراءها ( سوء الظن ) .
كثير من الظلم الواقع على المهمشين في مجتمعاتنا ، يعانون من إساءة الآخرين للظن بهم .
رزمة من الأحكام المسبقة التي لا تحفل بأدنى درجات الصدقية والاعتدال تحرم هذا المجتمع من فرص رائعة للعمل والتقدم والطمأنينة .
حتى علاقتنا بالله العلي الكبير ستفشل إذا لم تزف في مواكب إحسان الظن وعلى ركاب الفأل الحسن .
علينا أن نوسع مناطق التفاهم الحر والموضوعي لأنها تثري علاقاتنا وتنقذنا من ويلات المعارك الجانبية والاستنزاف الخطير لإمكاناتنا الذهنية والوجدانية .
…………
( سوء الظن ) فرصة مواتية للشيطان ، انحراف في فطرة التعايش الإنسي ، إصرار على الإضرار ، ورغبة منتكسة في البقاء على أساس إزاحة الآخرين واستبعادهم من الكون .
( سوء الظن ) يغلق كل ملفات التساكن والتسامح والتعاون ويفتح أبواب جهنم ، ينذر بالشر ، وينشر سم التأليب والتجريح والتخوين .
( سوء الظن ) عمل إجرامي ، ومشروع شيطاني ، وقصور إنساني ، وضعف ذهني ، وحيلة ملتوية ، وهدف رخيص ، وإضرار بالبشرية .
( سوء الظن ) لا يمنح مساحة للتفاهم ، ويهدم كل بناء مشيد للتقارب ، ويلغي الخطوات باتجاه التصالح ، ويفاقم النزاعات ، ويذكي التعصب ، ويعمي البصر والبصيرة ، ويفتح منافذ السوء ، ويحرض مصارع الشر .
….………
هو مستاء كثيراً لأنه أصبح عاصياً ومسرفاً في تفويت واجباته الدينية .
صحيح أنه يعيش حياته على نحو ممتع وحر وبقيود أقل وعفوية أكثر ، ولكن هذا لا يكفي لتشعر بالاطمئنان والاستقرار .
ما زال يتذكر جيداً أيامه القديمة ، أيام كان ملازماً للصلاة التي يرفدها بالسنن ، أيام كان يتعاطى ورده اليومي من القرآن بكثير من التأثر والتجاوب العميق ، كان يحاول أن يقوم بضعاً من الليالي ، كانت دمعة الخشية سرعان ما تنهمر ويغتسل بها قلبه .
هو يتوق كثيراً إلى تلك الأيام البيضاء ، يجتهد لاستعادتها ويغالب نفسه وشهوته وهواه ، قد ينجح أحياناً ويخفق بشكل شبه دائم .
…………
كن بارعاً في ترتيب طريقة التعامل مع النفوس المختلفة .
بعض الأشخاص ستعيش معهم أزمة " صراع النفوذ " ، أشخاص يتضايقون من حضورك الاجتماعي ، ويعتقدون أن إزاحتك تعني إثبات وجودهم .
بعضهم يتعايشون معك على قاعدة " تبادل المنافع " وهذه علاقات واقعية وجادة ، تربطك بهم مشاريع عمل مشترك وعقود تفاهم تبادلي ونفعي مميزة .
البعض الآخر يشعرون بوجودهم ويعيشون حياتهم على أساس " وجودك النوعي " وهؤلاء يبادلونك الحب والعطاء اللامحدود ، يشكلون عداد صداقاتك وأمانك الاجتماعي .
وغيرهم لا تشكل لديهم أكثر من " وجود ثانوي "  وهم من عامة الناس ومن عموم المعارف التي قد لا تلتقيهم إلا لماماً ولا يشكلون دائرة اهتمام أو تأثير لديك وأنت كذلك بالنسبة لهم .
…………
أحنّ إليه كما يحن الشيء إلى أصله ، مثل أم عقيم تتوق لمولود يملأ عليها دنياها .
أحنّ إليه كما يحن رجل بخيل إلى مال بذله عند مستدين مماطل .
أحنّ إليه كشوق أرض طال عنها غياب المطر ، كحنين طير إلى وكره القديم ، ومجرى جاف إلى مائه العذب .
أحنّ إليه مثل زوجة هجرها زوجها فوق أربع أشهر ، مثل أم غاب أولادها كثيراً في أروقة العقوق .
أحنّ إليه مثل عاشقة تعيش تحت سطوة والد جشع يطمع في مرتب وظيفتها .
أحنّ إليه مثل نادٍ عالمي يحترق لبلوغ منصات التتويج .
أحنّ إليه مثل حنين شعب لفجر الحرية وقد طال ليل العبودية .
أحنّ إليه مثل حنين صائم فاسق إلى أذان المغرب ليطرد عطش ضميره الخاوي .
أحنّ إليه مثل شهوة ممثل فاشل لدور بطولي ، مثل رغبة الفلول المستميتة لاستعادة كرسي الحكم ، مثل رغبة رونالدو اللحوحة في جائزة أفضل لاعب في العالم ، مثل أمنيات عجوز جنوبية للقاء ملك متخن بالحجب ، مثل حلم إبليس بالجنة ، مثل أمل أمريكا في توبة الظواهري .
أحنّ إليه مثل حنين رجل محكوم بالقصاص إلى عفو أصحاب الدم .
أحنّ إليه كأشد ما يكون الحنين !!
…………
لدي صديق مشبع بالإشاعات والأخبار الملفقة ، مثخن بما لا يصدق ويذهل أمامه العقل والمنطق ولا يكاد يبين .
ربما تتدخل ( الإمكانات العقلية / والتقاليد المعرفية ) في تحسين نوعية المعلومات الواردة والصادرة ومنح صكوك البقاء طويلاً أو أحكام الطرد والإبعاد .
كما أن ( الاستجابة النفسية ) لها تأثير في تقبل ما نريده حتى لو كان عبثاً ، ورفض ما لا نريده حتى لو كان صواباً وحقاً .
الخطر عندما نعتمد على كمية هذه المعلومات الملفقة لتنعكس على مخرجات تفكيرنا وربما مسارات سلوكنا وتوجه قراراتنا ، بالإضافة إلى تأثير مثل هذا في إفساد علاقاتنا وقدرتنا على التواصل الإيجابي والفاعل .
…………
كلما وسعت إمكاناتك وارتقيت بمواهبك أصبحت أقل عرضة للفشل .
………
يقل عنصر المفاجأة  ويرتفع مستوى التوقع كلما ارتقت معارفك واتسعت مداركك .
………
جعلت المصلحة منطقة لينة حتى يختلف عليها المتنازعون فتكتسب جولات زمانية تتجدد بها البشرية ويدوم بها الكون ، ولو كانت المصالح تتحقق بصورة نهائية ناجزة لطويت الأرض وانمحت مادة الحياة وما كان للعيش معنى ولا قرار .
……………
يهتم الإسلام بحفظ ضروريات الإنسان الخمس ، وهو لا يضيّق الحدود والحريات إلا من حيث تؤتى هذه المقومات ، وشرّع في سبيل ذلك ما يحفظها ويستبقيها طيبة حسنة بعقل وعفو وسماحة .
وما عدا ذلك من القيود والسدود فهي من صنع المتنطعين ومبالغة التقليديين ، أرادوا حماية ديانة الناس فأوقعوهم في الحرج وحبسوهم في العنت بينما جاءت الشريعة السمحة لرفعهما عن الناس .
جاء الإسلام وابتنى في أتباعه الإيمان الحقيقي والتعبد الوجداني العفوي والخشية المغلفة بالحياء والطهر ، ثم سن الأحكام الرادعة والتشريعات الصادعة لتكون جهاز ضبط قانوني أمام طبيعة بشرية غير مستقرة .
ثم جاء المتنطعون وتبعاً لاختلاف الزمان وابتنوا التشريع على أساس سوء الظن بالناس والغفلة السائدة عليهم والانحراف عن المنهاج فجاءت نسخة الإسلام التي صنعوا وكأنها منفرة قاسية وثقيلة فأضرّوا بالإسلام والمسلمين .
………………
الصلاة في المسجد الحرام من المشاهد الإنسانية العظيمة التي يزخر بها ديننا الإسلامي الحنيف ، صورة تذيب الفوارق الاصطناعية بين بني آدم .
في هذه البقعة الشريفة من الأرض يجتمع الغني والفقير والعالم والبسيط والأسود والأبيض على صعيد واحد بدون تفرقة .
رابط إنساني جليل يستوعب كل الجنسيات والألوان وينظمها في عقد المشترك الإنساني والتوجه شطر الله ويرتفع عن ضيق التعصبات .
في دين الإسلام الحنيف نمتلك ذخيرة عقدية متينة تؤسس لخير العالمين وعمارة الأرض ونشر السلام ونفتقد للخطاب الجاد العبقري .
الإسلام يملك جاذبية ذاتية وقدرة سينمائية للتأثير وطقوس تعبدية مقنعة ونافذة ولكن المسلمين يشوهون ذلك بالبلادة والتقليد .
ورغم ضعفنا كمسلمين إلا أن الدين بقي شامخا أشم وينفذ إلى قلوب البشرية ويكتسب كل لحظة مسلما جديدا ينضوي تحت لواءه .
……………
إذا انفصل مخزونك من المعرفة والثقافة عن واقعك وحقيقة عيشك ، فإنك تخسر أهم فرص التمحيص والتطوير وتغلق باباً كبيراً لإثراء أفكارك وإنماء عقلك .
…………
الواقعون في الحب يتخلقون من جديد ، يعيدون صياغة حياتهم ويغيرون أنماطهم في العيش والسلوك والتفكير .
…………………
لا أحد يستغني عن المتابعة والمحاسبة ، حتى أكثر الناس نزاهة .
………….
بعض العقول لديها قدرة عجيبة على التدفق ، وبعض القلوب تحافظ على حيويتها طويلاً ، وبعض الأرواح تمتلك لياقة اجتماعية عالية ، وبعض الوجوه تشع بنظارة ساحرة لا تنطفئ .
كن متسامحاً وجواداً ومتحبباً ومؤمناً وصادقاً وبسيطاً ومنفتحاً وسهلاً وقريباً وستجمع كل محاسن الأمور .
…………
في زمن مثل هذا : أنت مضطر للخوض في أحاديث سخيفة ، ويبقى الفارق في حجم الحماس الذي تبديه بين موضوعات جادة وأخرى ساذجة .
……………
الحب والصحبة لا تقوم على المشابهة كثيراً ، بل على المنافرة أحياناً .
........
إن تحت رماد ( الطيبة ) خبثاً دفيناً أشد إيقاداً من الجمر .
........
الموت ألم لا تشعر به .
………
رأيت أن النفس الكريمة إذا اشتهت ما يعيبها الإعلان عنه لاذت بالصمت ، والنفس اللئيمة تسترت بالكذب والنفاق .
……………
لتكون متحدثاً يعجب الناس مجالسته ويتنافسون على مصاحبته :
كن مختصراً ، غير مكرور ، متفكهاً ، غير متعيلم ، مستمعاً جيداً ، موافقاً عادة إلا من ظاهر الخطأ .
…………
الأمم والجماعات تعيش أطواراً ثلاثة تكلفها مطالب مختلفة على أساس تباين المراحل التي تعيشها الأمم :
الطفولة والصبيانية ( الحاجة - المعين الوجداني - التذبذب والطراوة ) 
المراهقة والفتوة ( القوة والبطش - التنمية المستدامة - الطموح الجامح )
الكهولة والشيخوخة ( التمحور حول الذات - الاستهلاك - التقدم الانهياري .
……………
تحشر العادة الاجتماعية الخاطئة في زاوية الدين ، عندما تموت مبرراتها المنطقية على الأرض وتبقى غير صالحة لتعيش أكثر .
وكأن الدين أصبح قلعتها الأخيرة ، ربما لأن الأديان مستوعبة وحمالة أوجه وقد تجد لها بعضاً مما يعينها على العيش لعمر أطول .
كما أن الدين كطبيعة يحمل بعض المعتقدات التي تنقطع حبال سببيتها الموصولة بالحكمة من وراء الأفعال وهذا ما يسمى بالأجزاء الغيبية من الدين ، وفي الأديان التي فسدت يصبح المنطقي وغيره متعلق بأسمال هذه الأجزاء الخفية .
وربما السبب في ذلك أن العلاقة بين ( الدين والعادة ) متناوبة ومتداخلة إلى درجة التماسك غير الواضح للعين المجردة .
………
يبدو أن الحرية في الغرب بنيت على أساس اقتصادي في المقام الأول ، بينما نحن العرب نتشوف لحرية مبدؤها ( الانعتاق السياسي ) .
 …………
القراءة في العلم الشرعي والموروث الفقهي المتين تورث دراية كافية بمقاصد وشروط ومسبقات الفتيا ولكنها لا تكون هذه الثقافة نائية عن هاجس القول على الله أو تهيب مخالفة السلف - الذي أصبح ركناً تجاوزت أهميته مرجعية المقاصدية والغايات الشرعية - .
حتى أصبح لدى الفقيه شعوراً بمحاذاة التفكير السلفي ويسهل عليه أن يشير بنفس الفتوى السلفية بكل معطياتها الزمانية والمكانية حتى لو أحدث ضرراً بإنسان الحاضر ، إذ أصبحت مهمته أن يكون ملاصقاً لسقف السلف وبذلك يفوز بجائزة الموافقة واحترام الموروث الفقهي .
…………
أيها الأصدقاء : حافظوا على بعضكم ، فإن هذا الزمن شحيح والفرص ضنينة بأن تجمعكم مرة أخرى ، وأنتم بحاجة إلى بعضكم ، يتقدم بكم العمر وتزداد الحاجة .
……………
اجعل لك من أهلك وزوجك وولدك رأس مال اجتماعي ، عندما تنهار أسهم علاقاتك الخارجية .
………
ليس لديه متع مؤجلة ، ولا تخدعه المعاني البراقة .
متعته لم تكن يوماً معقودة إلا في التصالح مع نفسه والعمل من أجل أهدافه والحفاظ على مبادئه .
دائماً ما كان يسخف خصوماته ويتجاهلها ، لأنه ينتظر ما هو أكبر منها وأليق به .
مثل هذا ، حقيق به النجاح والتميز !
………
الرسول محمد أعظم مكسب إنساني لكثير من معاني الحرية والتدين والتضحية ، والشهادة له بذلك دليل وعي وإنصاف خاصة من غير أتباعه .
 ……………
الإسلام هو النسخة النهائية والأكثر نضجاً للدين الذي أراده الله للبشر .
 ……………
الإيمان نتيجة الشك ، وليس دائماً نتيجة المنطق أو الفرض أو النص أو القطع .
الإيمان شعور مكانه القلب وطريقه اليقين وبدايته البحث .
……………
سيبقى الشخص البعيد بالنسبة لنا مثيراً للإهتمام والتقدير .
دائماً الرجل الجديد في منظومة علاقاتك له هيبة ورهبة ، يثيرك بتصرفاته ، تلتفت لسلوكاته ، وتشعر بالجدة في كل ممارساته ، مما يحرك لديك حاسة الاستغراب المغلف بالتقدير والإعجاب . 
الإلف والتعود يقتلان هذا الشعور بالمهابة ، وربما يموت ذلك الشعور بمجرد الانطباع السلبي الأولي .
……………
لماذا تهتم بالعداوات إذا اكتشفت أن العمر قصير .
ماذا أبقيت للحب والفرح والسعادة إذا أزهقت وقتك في البغض والكراهية والأحقاد .
لا يعرف مخلوق متى تحين ساعته ، ثم يفتح مشاريع الكراهية وكأنه سيعيش أبداً .
………….
التاريخ لا يكفيك لتكون سيداً في حاضرك .
لو كان الماضي ينفع ، لاستفاد منه إبليس وقد قضى بعض تاريخه في الجنة .
………….
قاتِل الرتابة ، وأبغِض الروتين الذي يكبل أيامك ، حاول أن تضيف جديداً إلى حياتك ، أو جدّد الحياة من داخلك .
…………
‏أفرح كثيراً عندما نكتشف تفسيراً علمياً لظاهرة طالما تحمل وزرها الأبالسة والجان .
………
الرمزية : هي أن تلعن الأشياء بطريقة مؤدبة .
بمعنى ( تدق بالهرج ) !!
…………
في الكتابة الأفكار تستدعي بعضها .
………
الوقت الذي يذهب في الاستمتاع والاستئناس والترويح عن النفس ، ليس من الوقت الضائع .
بل هو وقت ثمين ذهب في الاستعداد للمهمة القادمة ، عمل تنشيطي لتغذية الطاقة من جديد .
استروحوا ، واستمتعوا ، واقضوا بعض وقتكم في الاستئناس ، لأن مثل هذا يعود عليكم بالصحة والنشاط .
………
الحياة تمنحك فرصاً نادرة لتفقد أشيائك الخاصة جداً .
تذهب بك الدنيا بعيداً عن الأمور الصغيرة ، يمضي وقت طويل قبل أن تطمئن على أصدقائك ، وعلى آخر ما تركتهم عليه من الحال والمآل .
تتصرّم الأيام وأنت لم تلتفت مرة واحدة نحو أشيائك وممتلكاتك وبقايا طفولتك ، وذكرياتك تلك التي أسكنتها بواطن عقلك .
حتى تلك العادات البسيطة التي كنت تمارسها في طفولتك أو مراهقتك ، تشعر بالمسافة الطويلة دونها .
فجأة تجد نفسك أمامها ، في لحظة طافحة بالرومانسية تغتصب ابتسامة رضا معجونة بالأسى على غياب تلك الأيام .
تعاهد قلبك بمثل هذه الذكريات الندية ، رطّب حاضرك المجحف بزمانك الخالي ، وعطر زمانك بعبق هذه الصور الباسمة .
………
صاحبي لا يعرف نجوم الكرة ، ولا رجال السياسة ، ولا أبطال الدراما ، ولا نشطاء تويتر ، ولا قيادات البلد ، ولا شيوخ الدين ، ولا صحفيين أو مذيعين ، ولا منظري الليبرالية ، ولا عباقرة العالم ، ولا شعراء ولا أدباء قديماً أو حديثاً ، ولا يعرف سوى اثنين من الخلفاء الراشدين ، وبصعوبة بالغة تعرف على ولي عهد السعودية .
…………
في كل الأحيان عليك أن تتأدب عند العتاب ولا تستخدم كلمات خادشة لجدار المحبة العتيق . 
العتاب ليس تعبير عن الاستياء والبغض والقطيعة ولكنه رغبة في تحسين العلاقة وتطويرها وتقويتها .
وإذا استخدمنا كلمات غير لطيفة نخرج من دائرة العتاب إلى دائرة السباب .
…………
أشفق كثيراً على الأشخاص الذي يختبئون وراء أسرارهم ، يحيطون أنفسهم بحزمة من الألغام الموقوتة .
منكفئون ، يتحدثون بهمس ، يتجنبون الخلطة ، تحولت حياتهم إلى ثكنة عسكرية أو جهاز مخابرات عتيق .
علمني مشعل الفلاحي أن الوضوح والمباشرة والتقليل من دعوى السرية من أهم ملامح الشخصية القوية السوية والنضج والإيجابية .
حجم الأسرار لا يعطيك وجاهة ولا شخصية كارزمية ، بل يحولك إلى كائن منبوذ وغرائبي ومثيراً للقلق والريبة .
مشكلة البعض أنه يحب السرية لأنها تعطيه إحساساً درامياً عالياً كما قال لي صديقي وائل الصحبي .
الحقيقة أن هذا لا يقدم ولا يؤخر ، انظر في عديد الأشخاص ذوي الوجاهة العالية والمكانة الاجتماعية المرموقة ستجدهم أشخاصاً واضحين ومباشرين ليس لديهم ما يخفونه أو يخشونه .
…………
البعض يفتقد مهارة " تسويق نفسه " ويعتمد على أساليب خاطئة وأحياناً منحرفة وشاذة بغرض اكتساب الاهتمام ونيل الإعجاب والشعور بالقبول الاجتماعي .
بعضهم يقوم بتزويق نفسه ( التميلح ) ، وآخر يهتم بتنميق نفسه ( التفاخر ) ، وغيره يعمل على تلفيق نفسه ( التعالم والهياط ) ، وآخر يسعى لترقيق نفسه ( التأنث ) ، وواحد يشتغل على تشقيق نفسه ( التبطح والتسدح ) ، والذكي من عمل على تصديق نفسه ( التزكية والترقية ) .
………
أتأتي الآن يا هذا ؟!
وقد أذقتني طعم الفراق العلقمي ، وقد أشربتني من كأس الوجع ، وقد أهرقت ماء قلبي وتركته قاحلاً إلا من شراك الألم وأشواك الندم .
أتأتي الآن يا هذا ؟!
وقد جعلتني أفزع من الوحشة إلى من لا تطاق مجالستهم ، وأهرع من الوحدة إلى من لا يجتمع بهم إلا مأفون دعت عليه أمه بالضياع .
أتأتي الآن يا هذا ؟!
وقد تركتني نهباً لسؤالاتي الضالة ، عارياً إلا من الأسى ، موجعاً من طرْق السؤال عنك ، أطفق أخسف من ورق ذكرياتك المهترئة وأتستر به من فضيحة الخيانة وأهرب من وقاحة المستشفين .
أتأتي الآن يا هذا ؟!
وقد تعودت على غيابك حتى استبعدت حضورك من قائمة أمنياتي ، الآن وقد أسكنت الحزن محل الفرح ، الآن وقد بلغ الإياس موطن اليقين ومنزل القرار .
أتأتي الآن يا هذا ؟!
وقد استجرت برمضاء الذكريات من نار الفراق ، وقد استظل قلبي بفيء الصبر من هجير الوداع ، وقد أدمنت روحي الألم وغلبها على العافية .
أتأتي الآن يا هذا ؟!
لتحكي بطولاتك أيام فراقنا ، تتسلح بكل بدائلك وحلائلك وأنا أستمطر مدامعي وأعتصر قلبي مع كل قصة ومشهد لك تحكيه باستمتاع وأتلقاه باستوجاع .
أتأتي الآن يا هذا ؟
…………
الآن قل ما تريد لأولئك الرائعون ممن يملأ حياتك ويطيب لحظاتك ، لا تنتظر وقتاً تكون فيه أكثر جرأة وأقل حذراً .
لا تعتقد أنك ستكون أضعف عندما تعبر عن الامتنان لوجودهم معك ، هذا من وسوسة الشيطان .
لا تسمع لنداء كبريائك أن تترك مصارحتهم بحاجتك إليهم ، فإن الكبرياء شعور مزيف يتخلى عنك عند المصائب .
الآن قل لهم : أنتم رائعون ، وأنا لا شيء بدونكم ، أنتم من جعل لحياتي طعماً آخر ، أنتم سكن لي وأنا لا لن أفرط فيكم .
الآن قل ما يستحقه أولئك المبهرون ، لا تتأخر حتى تضيق الفرصة ويفوت الوقت ويضيع العمر وربما يحول مانع قبل أن يسمعوا منك شيئاً يجعلك لا تغادر أذهانهم .
أنت لا تملك عقداً للبقاء طويلاً هنا ، لا تملك تصريحاً بتصريف حياتك على النحو الذي يستهويك ، لا تملك صكوكاً للقلوب التي تمر بك وتحيطك ، بالكلمة الطيبة فقط تحول كل هذا إلى ثروة باهظة بين يديك .
…………
في الكتابة نستنجد بالمعاني الصافية للهروب من اختناق الواقع .
…………
نحن التهاميون خلقنا بجانب البحر والخبت والوادي ، وكلها مساحات شاسعة من الماء والرمل والزرع ، فكيف لا نكون انبساطيين غير منقبضين ومعطين لا مغلّين ومنفرجين غير منكمشين .
أرواحنا يمدها البحر بالرطوبة والليونة ، والخبت بالأفق المنفتح والذهن الصافي ، والوادي بالسريرة المنبسطة والدخيلة الطيبة السعيدة .
وما تبدلت نفوسنا ولا أحوالنا إلا يوم هربنا من هذه الطبيعة السخية إلى ضيق بيوتنا وسجن دورنا فأغلقناها دون الإخوة والأحبة ، وأغلظنا أقفالنا ، وأحكمنا وثاق أبوابنا ، وانكفئنا في منازلنا كما تنكفأ القدور والمواعين .
ثم ضاقت نفوسنا وشحبت ملامحنا وغلظت طباعنا ، وشكونا جور الزمان وعاتبنا تبدل الأيام وتحول الأنام ، ولعمري أن التهمة تلاحقنا ولا تجد مذنباً سوانا .
…………
أنا آسف .
آسف يا صديقي لأنني كنت أقل من طموحك ، و


أقولها اليوم قبل كل شيء ، قبل أن يمنعني الموت أو يحول دوني عارض كبر أو يصرفني الغرور .


…………
كن غنياً عن الأشياء تأتي حتى بابك .
………
أمام البحر .. عليك أن تنحني لجلال الطبيعة ، ذلك الماء اللامتناهي ، البساط البحري المتصل بالأفق الناعس ، بينما يطل القمر من عليائه على جمهورية الماء التي تستقبل بريقه بكثير من الاحتفاء .
البحر مخلوق كتوم ، يسرّ إليه الشاطئ بكل حمولاته ومخلوقاته ، حتى ذلك الآدمي الذي فاض بهمّه على البحر حتى غصّ بالشكايات والنكايات ، بئس ذلك الإنسان .
تتدافع أمواجه لكأنها تتطهر من خبث الآدميين ، تتقدم نحو اليابسة وكأنها تسترق بعض ما يجري على وجه الأرض ، أو لعله داعي السكينة المنغمر في قعر البحر يشاء أن يغزو الأرض ويلجم ضجيجها .
البحر وفيّ لهذه الطبيعة ، قضى عمره الكوني وهو قرين اليابسة لا يحول ولا يميل ، هلاّ أخذت منه بعض الوفاء أيها الإنسان .
……………
إذا كنت لا تملك ذاكرة موسيقية ستنخفض قدرتك على ضبط إيقاع حياتك وترتيب ذهنيتك وتنقية أفكارك .
الموسيقى تجربة إنسانية هروبية باتجاه الأمل والسلام والانسجام .
…………
دائماً اجعل خواتيم أشيائك مصطبغة بالإيجابية .
وادعوا الله أن يجعل خير أعمالك خواتيمها وخير أيامك يوم تلقاه .
اجعل آخر ما تتركه في هذه الدنيا عملاً نافعاً أو علماً رافعاً أو صدقة جارية أو ولداً صالحاً يدعوا لك .
اترك أثراً طيباً ومشروعاً ناضجاً وذكراً حسناً وانطباعاً جيداً .
في لقاءاتك الدورية ورّث موقفاً باسماً ، علاقاتك لا تغادرها قبل أن يستطيب أصحابك معرفتك ، مهاتفاتك اختمها بكلمة طيبة ، قبل سفرك حاول أن تتعهد قلوب أهلك بالوصايا والهدايا ، مواقفك العابرة استثمرها لخلق انطباع جيد .
ودائماً .. اسأل الله حسن الخاتمة .
…………
الحب يعيد إنتاج الأشياء بطريقة مبتكرة .
الحب : حرب الإنسان ضد السأم .
……………
الحب عملية تجميل للعلاقات .
الصداقة تطبيع مع الخيانة .
الفكاهة ملح ، لولاها ما استطبنا الحياة .
……….
لدينا حزمة من الأفكار الجريئة التي نكتمها ، لا نخاف أن تكون خاطئة ولكن نخاف ردة فعل المجتمع .
إذا كان الغرب يعرفون المكارثية ، فنحن لدينا الكاشغرية .
وكليهما يجتمعان في وصف حالة مجتمع يرفض الاختلاف ويتبنى مبدأ العنف والتخوين والاستعداء تجاه كل مختلف .
وهذا لا ينذر بطبيعة سوية ولا مستقبل جيد ، بالعكس يعبر تماماً عن حالة القلق والانهزام النفسي وعدم الثقة في صلابة المكونات الركيزة للمجتمع .
نقض هذه الثوابت عمل جنوني وغبي ، ولكن تطويرها ينبئ بقوتها وصلاحيتها وتمديد عمرها .
هناك حضارات وأمم وأقوام وأديان اضمحلت وتلاشى ذكرها ، لسنا بمنأى عن هذه السنة الإلهية التي تظهر جبروت الله وعظمته وديمومته ، غير أن الضمان الحقيقي هو القدرة على التجدد والإصرار على البقاء .
…………

أستطيع قياس مستوى النضج الذي بلغه صاحبي على أساس المستوى الذي وصلته أذنه الموسيقية .
إذ تعبر اختياراته - ليس دائماً - عن مدى تمكنه من امتلاك قراره والتعبير عن مستوى ذائقته ورسم هويته الشخصية الفريدة .
الموسيقى والقطع الأدبية بمثابة التعبير بالإنابة ، لا يتدخل الفرد في صناعتها ابتداءاً ، ولكنها تعبر عنه باعتبار اختياره لها ضمن تفضيلاته الشخصية .
ولذلك كانت الفنون جزءاً من معطيات تشريح وتحليل وفهم الشعوب والمجتمعات ، لأنها عبارة عن منتج ثقافي يسفر عن قيم المجتمع ومستوى ذائقته وهويته الثقافية الجمعية .
ثمة أشخاص لا يميلون لفن معين أو لون خاص ، وهذا ناتج الاضطراب والتيه الفني - ليس دائماً - وقد يعبر عن قلة الاهتمام واللامبالاة وصرف عنايتهم لما يرون استحقاقه من وجهة نظرهم .
…………
أنت لم تختر فكرة وجودك في هذا العالم ، ولكنك مختار في سبل العيش فيه .
تعرف أن والداك كانا سبباً في وجودك ، وأنت سبب ما ستوجده من عمل وما تحدثه من صنيع ، مسؤول تمام المسؤولية عن نتائج أفعالك ، فكن عاقلاً بما يكفي لتكون على قدر المسؤولية .
……………
كل الوقت الذي تصرفه في العبادات هو استثمار للزمن الباقي ، وتطوير لإمكاناتك الذهنية والوجدانية .
بشرط أن تقوم بالعبادات في سياق الإحسان ، أن تكون الصلاة خاشعة ، والصدقة خافية ، والنية صافية ، والإخلاص حاضر ، والإتقان يكلل كل هذا ، وإلا فإنك غير مستفيد منها ولا ينولك غير الجهد والتعب .
……………
الصداقة هي فائض الأخوة .
…………
النبي محمد هو وحيد زمانه ممن لا تمل سيرته ، ما إن تعيد قراءتها حتى تجد جانباً جديداً وتكتشف فرصة للإلهام العبقري ، حتى لو طننت التشبع بموقف نبوي ما حتى تجد فيه ثروة من المعاني وذخيرة من صور النبل والرقي .
عادة ما تغرورق عيني وأنا أصافح شيئاً من سيرة النبي الكريم ، أجد فيها ما يسلي الخاطر ويثبت القلب وما يجعل العيش على هذه الأرض صنيعاً ذا معنى وغاية .
يجوز التعصب في حق هذا النبي الكريم لأنك لا تجده إلا في مذاهب النبل والانتصار للإنسانية والعناية بالضعفاء وتغليب الحق والعدل والإيمان .
نصيحتي أن تتلقى سيرة هذا النبي الفذ بمحض جهدك ، لا تستسلم لتهويمات الآخرين ممن ينتصر لمذهبه الضيق ويحشد البراهين ويلوي النصوص لتلميع آراءه وتنميق أفكاره ، ابحث في مراجع التاريخ المنصفة وأمعن في آيات القرآن وافتح عينيك على سيرة لا تليق إلا بالعظماء النادرين .
…………
أكره رؤية الإنسان في موقف ضعف ، لأنه سيكون في درجة من الامتهان تتنزل به من حالة الإنسوية إلى درجة مسفة وموقف وضيع .
لا أحب أن يفتك به الفقر أو الجهل أو الاستبداد ، لأنه سيصفّر قيمته السماوية ويجبر عينيه على الانفجار بدموع القهر وقلة الحيلة .
العمل النبيل هو مساعدة الآخرين ليحافظوا على إنسانيتهم ، هو الوقوف إلى جانبهم لمواجهة الضعف والانهيار .
كلمة طيبة واحدة ربما تنقذ الموقف ، صدقة في السر ربما ترتفع به من جحيم الفاقة ، عمل في الإصلاح السياسي يرتقي بحقه إلى علياء التمكين والعزة والكرامة الحرة .
وأحقد على الإنسان الذي يعتاش على مبادئه ، ذلك الذي يتجاوز إمكانيات الضعف إلى رذيلة الاستضعاف .
أكره الإنسان الذي يبيع قيمه وشرفه وإنسانيته النبيلة عند أول تحدي يمتحن آدميته ، ذلك الباحث عن ضيق المصلحة والهارب من حمل المسؤولية .
أحقد عليه بشدة !
…………
عندي أن الفتاة المحتشمة خير وأكثر ثقة وتحضراً وانسجاماً من الفتاة المتعرية .
كما أن المحتشمة تثق في قدرتها الذاتية على الإقناع واكتساب اهتمام الآخرين وتقديرهم ، المتكشفة تحتاج إلى وسائل اقناع سيئة .
…………
بإمكانك أن تحب وأن تكره في نفس الوقت ، وبإمكانك أن تحب دون أن تكره .
العاطفة طاقة لا تستنفدها في الكراهية واستغرقها في الحب والمودة والامتنان .
ستشعر بالصحة والسعادة والراحة ، إذا صرفت كل حصص الطاقة العاطفية لديك في سبيل الحب .
كن متقشفاً في بذل شيء من طاقتك على الكراهية والبغضاء .
…………
أعترف أنني كنت أرعناً في التعامل معك ، تجاهلتك بطريقة غير أخلاقية ، ولم أقابل إحسانك إلا بمزيد من النكران ، بعتك وأنت تشتريني ، أعرضت عنك وأنت مقبل عليّ ، بالغت في إهمالي وأنت تبالغ في الاحتفاء .
أعترف أنك كنت صبوراً تجاه أفعالي ، كنت خلوقاً ومبادراً ومتمسكاً بي ، فرطت فيك وأنت تتشبث بقلبي .
ولكن قليلاً ما يطاوعك هذا القلب يا صديقي ، كثيراً ما يختار من لا يستحق ويعرض عن أولئك الرائعين من أمثالك ، كثيراً ما أرغمه ولكنه لا يستجيب ولا يهتم ، وتأكد : الاهتمام العفوي خير من الاهتمام الذي يأتيك تكلفاً .
…………
لا يجب أن يتوقف الإنسان عن الاحتفال ، لأن هذا يغذي قلبه بطاقة الحياة ، ويزود روحه بإمكانات البقاء طويلاً ويساعد على تجاوز المحن وتجشم الصعاب ونيل المطالب وتحقيق المآرب .
الاحتفال يشبه تعليق زينة الفرح في قرية ريفية تستعد للعيد ، أو تعليق فوانيس رمضان المشعة على أبواب منازلها .
يشبه تمديدات الكهرباء التي تحول ليل تلك القرية إلى صباح صناعي ، شيء من غزو الضياء لجيوش الظلام الحاشدة .
انشروا ثقافة الاحتفال ، واضربوا مواعيد له طيلة أيام العام ، وانصبوا منصات الفرح وتجهيزاته في كل بقعة من هذا العالم لنجعله قابلاً للعيش .
مواسم للكرة والرقص والثقافة والسياحة والتسوق والسينما والمسابقات وهكذا ، لا تجعلوا الاحتفال يتوقف لأننا نعيش مرة واحدة فقط .
………
نحن لم نخلق للمتعة ، هذا صحيح فلقد خلقنا لعبادة الله وعمران الأرض والتفكير بشكل جاد عن طريق لوصولنا إلى جنة الله في الأرض وفي السماء .
بالإيمان والصلاة والخلق الحسن وحب الخير للناس وتحري رضا الله والامتثال لأمره والاقتداء بنبيه الكريم .
ولكن المتعة جعلت للإنسان ، فلماذا نعيق وصوله إليها بداوعي دينية أو ادعاءات اجتماعية قاسية ؟
…………
الحياة المحاطة بالضغوط أكثر إنتاجية وإيجابية للإنسان من الحياة الرخوة .
لذا ليس من الصواب أن تتخذ موقفاً سلبياً تجاه المصائب فربما كانت خيراً لك وتحفيزاً لإنتاج أجود ما لديك من إمكانات الصبر والفاعلية والإنتاج .
غير أن الضغوط قد تكون فتاكة أحياناً وتصيب المرء في مقتل اليأس أو العجز أو حتى ختام الحياة ، هذا يدعوك لتتسلح بالإيمان والمعرفة والصديق المخلص حتى توسع قدرتك على استثمار الضغوط والتحايل عليها عبر وسائل جيدة وتكتيكات متقدمة .
…………
أدركت مبكراً أن المشكلة ليست في وجود الوقت الكافي ولكن في القدرة على استثماره .
كما أن الاستغلال الطوعي - بخلاف الإكراه - لمساحات الوقت الواسعة فيما ينفع ويرفع دليل على الهمة العالية والذهنية الناضجة .
وهذا جزء من الأثر الاستراتيجي الذي تطبعه فكرة خشية الله في الخلوات .
ومن هنا يزداد يقيني أن الاستقامة الدينية أفضل إطار لتطوير الإنسان وترويض ذهنه وروحه لما تتطلبه شروط النهضة والنجاح .
التدين الشخصي يجهز الفرد بشكل كافي لتحمّل المشاريع النبيلة الثقيلة ( إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً ) ويوسع من إمكاناته لتجاوز امتحانات الطريق تجاه العبودية لله وعمارة هذه الأرض .
…………
قيام الليل عمل بطولي ، عمل يتخلص من أضيق فرص الرياء ، ويرفع حجب ما بينك وبين ربك ويفتح مساحات من الاعتراف والاستغفار والتنزّه .
إنه يحيي فيك الضمير ، ويسعف قلبك بجهاز الإنذار الأخلاقي ، ويجسد حقيقتك أمام عينيك ، ويطرح مسألة ضعفك وتقصيرك على طاولة المحاسبة والتمحيص .
ابذل دمعك في سجدة ليلية ليغتسل بها قلبك وتتطهر روحك من درن الليالي السوداء ومن خطيئة التجاهل والإهمال والتقصير في جناب الله وفي حظ نفسكمما يبقى لك .
عمل بطولي لأنه يتجاوز شهواتك ومآربك الأخرى ويضعك أمام مهمة جادة لصياغة نفسك على نحو إنساني شفاف ونزيه .
…………
اكتب ما تفخر ببقائه أثراً بعدك وشاهداً عليك .
…………
حتى إذا كنت بمفردك ، تظاهر وكأن أحداً يشاركك لحظاتك !
السعادة كذبة بيضاء أحياناً .
…………
لا تبحث عن حظ نفسك في كل شيء ، لا يعقل أن تكون لك مصلحة من كل عمل أو أدنى شغل تقوم به .
اجعل شيئاً من وقتك وجهدك في سبيل التطوع وفي سبيل الله تعالى وعلى نحو تسترضي به قومك وتنفع به أهلك وترفع به قدرك .
……….
لا تشعر بالأسف إلا تجاه تقصيرك في حق ربك ، لأن هذا ما يستحق الندم بالفعل . 
عندما تقلب ناظريك في حجم النعم التي منحتها ستكتشف الفجوة بينها وبين شكرك لها وتثمينك لقدرها .
بعد هذا يمكن أن تشعر بالأسى على تفريطك في الواجب الاجتماعي الذي يلزمك تجاه أهلك وصحبك وعشيرتك .
وأقسى من هذا الندم على التفريط في حق نفسك ، عندما تطالع الزمن المتقادم وأنت لم تحطها بعلم ولم تحفّزها بخير ولم تعدّها لصلاح الدنيا والآخرة .
……………
الوحدة تعيد ترتيب نفسك من الداخل ، تنظم تفكيرك وتعيد الهدوء إلى سريرتك .
الصخب كائن جشع ، قد لا يتوقف إلا عند أبواب قلبك وعلى أعتاب ذهنك فيعيث فيهما ضجيجاً واضطراباً .
تشبث بالوحدة عندما يزاحمك الضجيج ، اعتزل حالة الصخب اليومي وضغط الروتين وملاحقة المشاغل المتوترة ، واستغرق في فضيلة الهدوء .
العبادة والتأمل والتفكير العميق والصمت صور نموذجية للوحدة المنظمة والاعتزال المثمر .
…….……
بعض من نعرف يعيشون حياة الشبهة ، يعتقدون جزافاً أن الناس تنوي بهم الشر في كل طالعة ونازلة ، ويحضرون للإيقاع بهم كل لحظة .
لغتهم ملغومة ، وذهنيتهم محتبسة بفكرة مؤامراتية خبيثة ، وسلوكهم مثقل بتكتيكات التحوط والحذر ، ولا يطلق لنفسه فرصة العيش العفوي الحر .
وهذا يعود إلى نظام التربية الذي يعتمد للحفاظ على تلقائيتهم ، ويعود إلى حجم التجارب التي تعرضوا لها في إطار صداقاتهم ، وأحياناً إلى مستوى تعاطيهم مع هذه العلاقات بما يغريها بالبقاء أو يوسوس لها بالرحيل والإيذاء .
الحقيقة أنهم يحتاجون إلى إعادة ترتيب حياتهم على نحو يبعث على الطمأنينة والاستقرار ، وتنظيم علاقات متينة تجمعهم بمن يكون أهلاً للثقة والتخلص من هذا القلق الذي يتلبسهم .
…………
البعض قد يجعل من نفسه محور الأشياء ، يقيس المسافات من نقطة ارتكازه ، ويرى الأشياء من زاويته .
أستطيع القول أن كثيرين يمارسون هذا المبدأ  بتحريض من الفطرة ، ولكن الخطأ عندما يبالغ إلى درجة التعصب وينتصر لنفسه ولو كانت على خطأ .
ومن الأخطاء : رهن تصويب الأشياء وتخطئتها على أساس من هواه ، وإنتاج عصارة أفكار لا تخالف مبتغاه ، والانكفاء في قمقمه الذاتي فلا يدرك صواباً ولا يأخذ بحق .
…………
التوقع هو تخمينات تقوم على معطيات أولية لا ترقى إلى مستوى المقدمات القطعية ، هو لا يعدو أن يكون ضربة حظ ليس إلا .
والتنبؤ تحري النتيجة الأقرب إلى التحقق عبر أدوات علمية دقيقة تستطلع المسارات وتستعرض التجارب الشبيهة وتضع الافتراضات المحتملة .
التنبؤ نسخة متطورة من التوقع ، تشبه منتجاً يتقدم به العمر وتزداد إمكاناته القديرة على إصابة كبد الحقيقة ، وهذا ما يمتاز به العالم المتقدم إذ يشتغل على دراسات المستقبل والاستعداد الكافي لتحديات المراحل المتقدمة .
أمة العمل لا تشبه أمة البطل ! 
…………
نحن نختلف في تحديد معيار ما هو سر وما هو غير ذلك .
ولو اتفقنا في تحديد معايير ثابتة لما حصل هذا الخلط وما انفلتت بعض الأسرار التي لا ينبغى أن يباح بها .
ولأننا نختلف في تحديد مستوى السرية تجاه بعض المعلومات فإننا قد نستخف بما يستحق أن يكتم فنبوح به ، ونستعظم ما لا يستحق الكتمان فنتحفظ عليه .
وقد عرف النابهون أنه لا يستأمن على سر سوا راعيه ، ومن كان بسره أضيق فإن غيره يستثقل كتمانه وعدم بيانه .
وخير للإنسان أن يستبقي من السر ما لا يصلح البوح به لفساد أعظم أو ضرر متحقق وإلا فإن الحياة الواضحة البينة خير ما يعين على الاستقرار والارتياح .
…………
وضوح المشروع لدى الفرد من أفضل ما يحافظ على مبادئه ويطور إمكاناته ولا يحرضه لمباطل الفارغين وعمل العاطلين .
وقد تجد فرداً غاب عنك لسنوات ثم تجمعك به صدفة سانحة فإذا به منهك القوى خائر العزائم وينعق بشكواه الضاجة من عمل الأيام في مصيره وعبث الأقدار في حاله .
يلوم فساد الأيام وانحراف الناس ونسي أن يتهم نفسه وفراغها من مشروع يلم شعثه ويجمع أمره ويضيء له طريقه ويرتب نظام حياته .
غير أن نفراً من الناس يملك مشروعاً تقليدياً يستبقيه حياً بين الأحياء وفرداً ضمن سياق الرتابة المجتمعية ولكنه لا يتجاوز هذا إلى عمل يرفع ذكره وينفع أمته ويستفز قدراته ، وهذا خير من البطالين .
…………
لا تكن ممن ينظر إلى جانبه الشخصي والمصلحي من الأشياء ، لا تحتكر اهتمامك في الزاوية التي تخصك وتعنيك ، فهذا عمل أناني قبيح .
يقال انظر إلى الجزء المملوء من الكوب ، وأنت تفكر كيف تختطف الكوب ؟
تتحسب لكل فرصة تعود عليك بالنفع وتنسى أن الحياة لا تدار إلا بالمشاركة ، تتخطف مكاسبك في مرة وتتناسى أنك لن تنال سوى ما كتب لك .
تنازل عن جشعك ، هذا القلق الذي يقذّ تصرفاتك ويدير حياتك يخرجك من تلقائيتك إلى طمع هوسي مستطير .
ارفق بنفسك فإنك ما راكمت حظوظك إلا كانت وبالاً عليك وشغلاً في نفسك ومحقاً لصحتك ووقتك { أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون } .
{ فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد اللّه ليعذبهم بها في الحياة الدنيا} .
 { وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا} الآية .
وإنك لمتتبع أثر مطامعك حتى يلحقك الإرهاق ويصيبك الجهد ، ويستشري داء الحسد في أوصالك وأعصابك ، فتضيق نفسك بما عند الناس من خير وما عندك من الفاقة والقلة .
…………
الوسطية ضرورة موضوعية ، لأنها تجمع شتات الحق المتناثر في الأطراف .
…….….…
الشائعة أبسط صور الخرافة ، والدين المزيف أبشع صورها .
…………
صاحب المعرفة المتعمقة متجاوز للبراهين ، يسافر رأساً إلى الفكرة .
…………
بعض الشباب يفقد هويته تماماً إلى درجة الضياع ، لا يمتلك قرار نفسه ولا إدارة حياته .
في التعبير النبوي الشريف يعتبر هذا إمّعة إذا أحسن الناس اتبعهم وإذا أساء الناس ناصرهم .
ولهذه الطبيعة التائهة آثار كارثية : فلا أنت بمستلذ بشيء من حياتك ولا جزء من حريتك .
وقد يتعلق الإنسان بهوية متطرفة لا يروق لها إلا إزاحة الآخرين على سبيل إذابة هوياتهم أو دحرها وهذا خلاف سنة التعايش الكونية والطبيعة البشرية .
احفلوا بهوياتكم واصنعوا ذواتكم على نحو يجعلكم مستقلين وفاعلين وإيجابيين .
…………
هذا الدفتر يغري بالكتابة ، يحرضك على نثر أفكارك وحروفك على جبينه .
يتضور جوعاً مثل ضغاء صبيان الفقراء .
كل صباح يتلبسه شيطان قرين ولا يعتقه قبل أن أرويه بطريّ الكلام .
…………
لا نريد أن نعقل الفرح ، ولكن أن نحس به .
.………
الحب هو قطعة من حريتك تعطيها من يستحق .
…………
الاهتمام جزء من وقتك تصرفه فيما ينفع .
…………
قد يبالغ أحدهم في تقديرك إلى درجة النفاق ، وقد يسرف في إهمالك إلى درجة الشقاق ، وقد يبالغ في التمسك بك إلى مستوى الاختناق ، وقد يتورط في الاهتمام بك إلى مستوى الاحتراق ، وقد يهتم كثيراً بحالك إلى مرتبة الإشفاق ، وقد يبلغ درجة من التودد لك حتى الوفاق والاتفاق ، وقد يبلغ بكما التفاهم والانسجام إلى مبلغ العناق .
وفي كل خير ، والأصدقاء جزء من الأقدار التي تصيبك ، فأحسن إليها بالرضا والقناعة .
…………
لن تحصل على تقدير الآخرين واحترامهم دون جهد تبذله وتستحق على أساسه اهتمامهم .
لا شيء تحصل عليه بالمجان هذه الأيام إلا عطايا من لا ينتظر جزاءاً ولا شكوراً .
الناس تتبادل التقدير والاهتمام كما تتبادل البضائع بطريقة مادية بحتة .
يبقى قليل من البشر يقدمون عطاءاً فذاً دون مقابل ولكنهم قليل وستكون من أسعد الناس إذا صادفتهم أو جمعك بهم حظ جيد .
……………
لا نفكر فيما نملك حتى نفقده ، ولا نرى الجوانب المضيئة لإنسان حتى يرحل ، ولا نقدر قيمة الوقت إلا إذا ذهب ، ولا نثمن الفرص المطروحة حتى تغادر ، ولا نشعر بقيمة الصحة حتى نسقم ، ولا نراعي حال الأصدقاء حتى يغضبون ، ولا نهتم بالدراسة حتى تدهمنا الامتحانات .

هكذا يأتي الخاملون في الدرك الأسفل من الاهتمام ، في الوقت الضائع من دورة الزمن ، في اللحظة التي لا تناسب وفي الساعة التي لا تنفع .
وهكذا تفلت من أيدينا عديد الفرص ، ونخسر إحساسنا بالحياة ، ويمضي العمر سريعاً دون أن نبالي أو نهتم ، كم من العمر مضى وكم من الخير انقضى قبل أن نستغله أو نحسن إليه .
وقد يغتفر كل هذا التفريط ، إلا تفويت رضا الله أو تضييع حق النفس .
…………
لا يصح أن يكون هناك شخص واثق من نفسه تماماً ، فهذه نرجسية عمياء تدفعه إلى الكبر والغرور الفاحش .
بعض من الثقة تصل بك إلى النجاح والكثير منها قد يؤدي إلى كارثة ، قد يعطلك عن تطوير إمكاناتك ويخفي عنك مناطق الضعف والنقص التي تحتاج إلى إصلاح وترميم بغرض رفع فاعليتك وإيجابيتك .
الثقة هي تقدير الإمكانات الحقيقية ، ولا تعني أبداً حالة الادعاء الفارغ أو التفاخر بما ليس لديك فذلك يجعلك محط سخرية وشفقة .
كن واثقاً من نفسك بطريقة واقعية بعيداً عن ملائكية الادعاء أو فتنة الغرور .
…………
لا ينتج الإبداع إلا في حالة انسجام عالية .
حتى أولئك الذين يصدرون منتجات ثقافية تقوم على التشكيك ونقض الأعراف العتيقة ، إنما ينتجونها وهم في حالة توافق مع مكون الشك والارتياب لديهم كأساس للمعرفة ومنطلق لليقين .
انظر في الحالات الإبداعية الإنسانية في كل فن ومجال ، ميسي في الكرة والمتنبي في الشعر وغادة السمان في الرواية وعباس العقاد في النثر ودواليك من نجوم الفن ورجال الفكر والذوق والأدب ستجد ذهناً منسجماً وقريرة معتدلة وروحاً متفقة وراضية عن نفسها وحظها .
الانسجام مطلب إبداعي ، والأشخاص الذين يعانون علاقة مشوهة مع ذواتهم ، والأمم التي ليست على حال طيبة مع ثوابتها ، لا يمكن أن يتقدمان إلى الأمام أو يبذلان ما يبقي أثرهم ويحفظ ذكرهم .
القناعة مسألة طيبة وهي الطريق نحو الرضا والانسجام العميق .
…………
تمديد أمد المراهقة يضاعف متاعب الإنسان ، الأولى أن تكون المراهقة فترة زمنية قصيرة فهي ليست طبيعية ولا صحية وعادة ما يذهب فيها المرء إلى أقصى حدود التطرف وتجاوز الخطوط التقليدية من جهة الانكفاء أو الانطلاق .
…………
الحسد حالة ضعف تستقوي بمشاعر خسيسة .
حالة انهيار نفسي تبحث عن هواء الإضرار بالغير وتنسى أنه دخان سام لا حياة فيه .
الحسد تعبير عن إفلاس روحي يبحث عن ثمن بخس يجده في كراهية الآخرين .
……………
الوضوح موقف شجاع .
أن يكون الشخص واضحاً يعني أن يكون واثقاً ولا يخشى لائمة .
يعني أن يكون صادقاً مع نفسه ومخلصاً لقيمه ، ووفياً لصحبه .
يعني أن يكون 
……………
وقد تجد أحداً يعيد ما كتبه ، ويقول بما سبق قوله وإن كان في مهاب جديد وحرف مختلف ولكن المعنى نفسه والقصد ذاته لا غيره .
الواحد قليلاً ما يأتي بجديد ، وإن جاء به كان علامة نبوغه وإشارة تميزه ، وإلا فإن الناس تعيد استهلاك ما قامت بإنتاجه سلفاً .
ولولا التكرار لانطوت الحياة مبكراً .
……………
مهمتنا النبيلة أن نطور إحساسنا الأخلاقي لا فرض مزيد من العقوبات والردع القاسي .
عادة ما يمنعنا من معاقرة الخطأ ردة فعل المجتمع وليس موقفنا أمام أنفسنا ، يمنعنا خشية التقريع الاجتماعي  وليس وازعنا الداخلي ، يمنعنا العيب وليس الحرام .
هذه العلاقة المشوهة تنتج مجتمعاً غير سويّ بالمرة !
وقد تجد فرداً في أرض قاصية يقيم حق الله والناس ونفسه لا يخشى سوى الله وموقفه أمام ضميره ، وقد تجد رجل يشرع القانون ويدعو إليه فيكون أول من يخرقه لأن أمن العقوبة فأساء الأدب .
……………
أحياناً تكتب ما تظن أنه يستحق الإعجاب فلا يثير اهتمام أحد .
وأحياناً تكتب كلمة عابرة لا تلقي لها بالاً فتجد قبولاً واسعاً ورواجاً كبيراً .
الآخرون يحددون معايير ما يستحق إعجابهم واهتمامهم .
الكتابة مخاتلة .
……………
بعض الخلافات تنعش العلاقات .
……………
تعامل مع كل فرد على أساس أنه إنسان وقط ، دون اعتبارات أخرى .
…………
الصباح توبة اليوم من ذنب الظلام .
جرأة النور على الانقضاض ، استغفار الناس من خطيئة النوم ، الكون يكشف عن ساقيه ، 
…………
قصتك لا تعني شيئاً لغيرك ، وربما كان أهم ما لديك أسخف ما عند سواك .
الإنسان ممسوك في زواية ما يعنيه وما يتصل مباشرة بذاته ، لا يذهب أبعد من هذا إلا على جسر الحب أو القربى أو الصداقة وهذه بمثابات أنابيب مشاعر تصل الأطراف ببعضها .
الحياة عبارة عن مشروع شراكات ، الشخص الناصح يوسع شبكة علاقاته ليجعل قصته شيئاً مهماً لأكبر عدد ، والبائس يقف عند حدود قاصرة وعلاقات خاسرة ولا يطمع في أكثر من هذا .
اجعل قصتك شيئاً ملهماً ومميزاً ، وبعدها ستنال اهتمام الآخرين وتقديرهم .
…………
يكفي مراجعة مواقفك ، والتبين في مواقف من حولك لتكتشف حجم التناقض والتضارب لدى الإنسان .
ستجده مشتعلاً بالحماس في مواقف اعتيادية ، ومتلبساً بالبرود في لحظات الجد ، وهكذا دواليك من صنوف التباين بين ما يجب عليه وما يقوم به .
وهذه الضبابية صنيع طراوة المبادئ وعدم وضوح المشروع الشخصي الذي يضمن ثباتاً نسبياً وسلامة من التحول والنكوص .
ولا يزال الإنسان يزداد التباساً وعتمة ، إلا من استضاء بنور الإيمان وأشع بوهج المعرفة .
………….
التغير في العلاقات ضرورة لتطوير العلاقات والحفاظ عليها ، لو بقيت العلاقات على حالها من الرتابة والروتين ربما تحللت وانفرط عقدها .
الخلافات والمشاجرات تعيد إليها بعض عافيتها واصطحاحها ، إلا إذا تجاوزت المسألة حدود المعقول فإن هذا تهديد لها وشق لصفها .
…………
أعظم قيم العدالة السماوية هي : الفردانية .
إذ يحاسب الإنسان على أساس تصرفاته الشخصية ، ويرتهن بما كسبت يداه ، ولا يزر وزر أخرى .
وهو شرط نهضوي عظيم ، وقد عرف الغرب شعور الإنسان بفردانيته كمحفز على الإنجاز والعمل ، فأعطى المسألة أقصى إمكاناتها وفضاءاتها ، فأنتجت مجتمعاً مؤمناً بدوره وفاعليته ، التي انعكست بالتالي على حجم الثروة الإنتاجية التي صنعها وأبدعها .
الاستقلال ، والثقة بالنفس ، والشعور بالمسؤولية ، كلها صور من إحساس الإنسان العميق بفردانيته .
( وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ) الرحمن / ٩٥ .
……………
العقل محدود وليس بقاصر .
……………
نلجأ إلى المقارنة الحادة ، ونلزم معارفنا بنتائج ما تنتهي إليه مقارناتنا وهذا عيب معرفي واضح .
الاحتكام إلى المقارنات ليس عملاً دقيقاً ومأموناً دائماً ، فوق آثاره النفسية المدمرة فهو قد يكون سبيلاً للتضليل وتشويه الحقائق .
…………
اقرأ القرآن بشكل مستمر فهو حياة حقيقية ، يجعلك رطباً طرياً ، وتسلم من يباس العقول وجفاف القلوب وبلادة الأذهان وقسوة الجنان .
اقرأ القرآن وكأنك المقصود بوعده ووعيده ، اقرأه وكأنه خطاب إليك ورسالة تعنيك ، اقرأ القرآن من أجلك .
خذ حظاً من التفسير والتبصر بمقاصد القرآن ومراميه حتى تحيط بأسراره وتلم بأخباره وادرك معانيه وتستلذ بمبانيه .
……………
مشكلة الحبيب أنه لا توجد فيه مشكلة ، ولذا نستعير مشاكل من نسيج الشك .
……………
هناك من يهرب من مواجهة المشاكل ، وهناك من يفرّ من الحياة برمتها .
……………
هناك شخص مستطيع بذاته ، وآخر مستطيع بغيره .
……………
شبكات التواصل الاجتماعي وأدوات الاتصال الحديث استنزفت كل قدرات الشباب على الحب .
أشبعت جوعهم العاطفي بقصص من نسج الخيال ، علاقات من ضرب الوهم ، ومشاعر مزيفة تستنفد مخزوناتهم العاطفية .
…………
في شبكات وأدوات التواصل الحديث يتبنى الشاب علاقات عاطفية هزيلة أساسها حرف إلكتروني لا يسمن ولا يغني .
ويزداد الأمر سوءاً عندما يعلق عليها الشاب طموحات عاطفية كبيرة فيحملها فرق ما تطيق من الوفاء والثقة والأمان الاجتماعي .
أيها الشباب : اعتصموا إلى ثروتكم الاجتماعية الحقيقية .
………
يمتلك صديقي أكثر من عشرة برامج للمحادثات والدردشات ، يقضي أغلب وقته في التعارف وبناء علاقات هشة .
يصرف كثيراً من اهتمامه ووقته عليها ، ويكد ذهنه في تتبع الجديد والعناية بعلاقاته الإلكترونية المتشعبة ، وربما ضاقت به رحباء الأرض إذا انقطعت بطارية جهازه أو نفدت خدمته أو انفصلت شبكته .
وربما ضاقت نفسه إذا تعثرت واحدة من علاقاته ، وابتهج مرة أخرى إذا ابتنى علاقة جديدة ، ويحدث كل هذا بينما ينحسر أثره الاجتماعي على وجه الحقيقة .
…………
هناك التباس بين الحب والصداقة الجيدة والجنس .
الحب شعور لا تملك أمامه سوى الاستسلام ، والصداقة الجيدة عمل تراكمي وصنعة تحتاج إلى عاملي الزمن والعطاء ، والجنس شهوة ضاغطة لا يحسن أن تصرفها إلا عبر قنوات شرعية فاضلة .
إذا حصل الالتباس فإن الشخص عادة ما يتورط في حياة بائسة يحصل فيها كثير من الألم والندم .
……………
نظم مشاعرك حتى لا تكون نهباً لجوعها البشع .
لا ينبغي لعاقل أن يستسلم لمشاعره بطريقة بليدة .
كن عفوياً ومتباسطاً ، كن متناغماً مع نفسك ، كن منسجماً مع مبادئك ومشروعك .
اعرف نفسك لأن هذا سر المشاعر المنتظمة والقلب الذي يخفق بالحب دون شتات وينبض بالأنس دون انحراف .
وتعوذوا من استبداد الهوى !
……………
انغمس في الفرح ، انهمك في السعادة ، تشبع من الأنس ، واستلذ بالجمال ، اهتم بالحياة ، واستمتع بالفنون .
لن تشغلك النفس بغيره ، ولن يجد اليأس مساحة منك أو موقعاً في قلبك .
لا يوجد في جوف رجل من قلبين ، ولا يشغل الذهن فكرتين متضادتين ، وإن فرغت النفس من شيء اشتغلت بغيره ، والطبيعة تكره الفراغ .
اليأس كائن انتهازي ، يبحث باجتهاد عن موقع من نفسك ، وينقضّ عليه ولا يفرط فيه .
الفراغ يشبه خيمة بدوي مضياف ، لا يرد ضيفاً ولا يضيق بنزيل ، حتى ما كان فيه ضررك ونفي سرورك .
…………
كن الإشراق الذي يستضيء به من حولك .
……………
الهدوء فضيلة قليل هم الأشخاص الذين يتمتعون بها ، وفي زمن مثل هذا يكون الهدوء فرصة نادرة الحدوث .
الصخب يحيط بك من كل اتجاه ، والكون يضجّ بالتناقضات التي تقلل من حظوظ الهدوء .
وعلى الإنسان أن يتمسك بالهدوء كفضيلة لا يصح أن يفرط فيها أو يتجاهلها .
الهدوء صفة مكتسبة ولا تنال إلا بالسعي والمجاهدة ، حتى يبلغ الإنسان درجة من الانسجام لا يضره بعدها صخب الدنيا أجمعين .
امتلك أفكاراً مضيئة تساعد على ترتيب بيتك الداخلي ، واكتسي بالخلق الحسن حتى تبني علاقات جيدة ، وانهمك في مشاريع العطاء الإيجابي ، وانتظم في سلك العابدين لله الموقنين به ، تغنى بفضيلة الهدوء وتنجو من وعثاء الضجيج .
…………
وقد تجد في الكتابة أوسع باب للهروب من ضيق الحياة ، أيسر طريق للخروج من تأزم النفس وانحباس الخاطر .
وإنك قد تدمن في الكتابة قدرتها البارعة على تصريف احتقانك وذهاب أحزانك ، تحلق في سماء الأنس وترتفع عن جحيم اليأس ، تمعن في فضاء الأمل وتغادر قارورة العجز .
الكتابة ليست ورقة وقلم ، إنها تدربك على رؤية الأشياء الجميلة ، وتفتت عندك رسوبات الحزن والهم ، وتبعث في ذهنك وقلبك طاقة الحياة .  
…………
ربما تكتب معنى قديماً بطريقة جديدة ، وربما تكتب معنى جديداً بطريقة قديمة .
…………
كل مرة أزداد إيماناً بالقوة الاجتماعية للصلاة فضلاً عن قيمتها التعبدية .
ولعل في تسميتها " صلاة الجماعة " سراً كامناً وأثراً ضامناً لتجسير العلاقات ودعم نسيج المجتمع .
كثير من مقيمي الصلاة هم أكثر وجوه المجتمع نشاطاً وفاعلية ، وبخلافهم المتاركين لهذه الفريضة إذ يعانون درجة أقل من المكانة الاجتماعية والتأثير الأهلي .
….….……
هناك شروط للانسجام الاجتماعي يجب دفعها لتحقيق درجة كافية من التوافق مع الآخرين .
هناك رأي حول الخضوع لشروط الاندماج الاجتماعي وأنه إذابة قسرية لإمكانات الفرد النوعية وتعريضها للسحق القهري .
………….
في مجتمعنا للمرأة مكانة أثيرة ، فعموم الذكور يتعاملون معها بكثير من الحساسية والحذر والحيطة .
ورغم ذلك ما زالت المظالم تتفاقم على المرأة وتتضاعف بشكل يعطل دورها ويأزم أوضاعها ويراكم آلامها .
من هنا يراودني شك ذريع عن المبرر الحقيقي  لهذه المكانة ، إذ تبدو وكأنها مدفوعة باحترام الرجل أولاً ، لأن الخطأ على المرأة هو تعدي على عرض " الرجل " وقلة احترام المرأة هو تشكيك في " قدرة الرجل على حماية شرفه " .
إذاً الرجل هو المعنيّ في المقام الأول بحجم الاحترام الذي تناله المرأة في المجتمعات المحافظة ، ويبدو أن المرأة ما زالت كائناً ملحقاً بالرجل ولن تنال احتراماً مستقلاً في ظل ثقافة عرجاء .
……………
عتبي كبير على آباء هذا الزمان ، المخدرات عادت بقوة لتفترس عقول الشباب وتختطف مستقبلهم .
الحساسية الاجتماعية العالية تجاه مسائل الإدمان والتعاطي تعطي غطاءاً جيداً لتنامي الظاهرة وتفشي المشكلة .
رغم الملاحقة الأمنية الممتازة ، ولكن منطق القوة وحده لا يكفي دون قوة المنطق ، كثير من شبابنا ارتمى في وحل المخدرات لأنه وجد الأمان خارج حدود منزله .
الفشل الذريع للمنزل في احتواء الأبناء ، وعدم دعمهم في تكوين صداقات مميزة ، هو السبب الرئيس في انحراف الشباب .
أصلحوا بيوتكم ، يصلح مستقبل هذه الأمة !
………….
ليس هناك شخص متكبر يعتقد أنه بحاجة إلى التطوير ، وهذا أفدح ما يتسبب في تراجعه وتخلفه .
المغرور يعتقد دائماً أنه في موقع متميز وعلى حال جيدة ، ولذا لا حاجة للبحث عن ما يحتاج إلى تقويم أو تدعيم .
المتواضع لديه قناعة ناهضة أنه بحاجة للتطور ، ولديه صورة واقعية عن حاله ومواطن الضعف لديه فيعمل على استنهاضها وتقويمها ومعالجتها .
الغرور يقضي على صاحبه ، والتواضع ينهض براكبه .
……………
لا تتاجر بضعفك .
هذا يجعلك ترضى بكل الضيم والانتقاص الذي تتعرض له ، بمعنى أن تتعايش مع صورتك المقهورة في أذهان من حولك .
عندما تستدر عطف الآخرين واهتمامهم بموجب نقصك ، فأنت تدفع فاتورة المكاسب من رصيد قيمتك الاجتماعية وحضورك المثالي .
الاستضعاف هو أنثوية الطباع ، وصبيانية التصرفات ، وعتاهة التفكير ، وبلادة الإحساس ، وموات الضمير .
كن إنساناً بحق ، واستقوي بما أوتيت من الثقة والإيمان والرضا .
………..…
‏الاستضعاف هو " القهر المستطاب " .
…………
بعض الأشخاص مصمم على حب نفسه ، ولا مكان لديه لمشاركة الآخرين .
…………
‏لولا " النسبية " لفسدت الأرض وبارت الحياة .
………..
أعظم قوى الإسلام هي " الواقعية " .
……………
الذكي هو الذي يعتقد بسهولة الأشياء قبل الإقدام عليها ، والغبي هو الذي يستصعبها .
المسألة تتعلق في المقام الأول بحجم الثقة الذي يشعر بها الفرد تجاه نفسه ، والإمكانات الأولية والمكتسبة مؤثرة في التحديات المتقدمة وشديدة التعقيد .
ولكن الثقة تساعد على تجاوز العمليات العقلية الابتدائية والمتوسطة على الأقل .
……………
الذي ينكب على أجهزة الاتصال الحديث وشبكات التواصل الاجتماعي بإسراف وصورة مبالغ بها ، يتحول إلى كائن سلبي .
شيئاً فشيئاً ينسحب من محيطه الاجتماعي الواقعي ويستغرق في عوالمه الافتراضية بلا وعي .
بعد قليل ربما يفقد حساسيته الاجتماعية وقدرته الفاعلة على الاتصال بالآخرين بشكل طبيعي ، وإذا انقطع اتصاله بعالم الافتراض واضطر للخلطة الحقيقية ستجده مطبق الصمت وشارد الذهن ومشتت الانتباه ومنكفأ الرأس .
الإنسان مستسلم لما تعوّد عليه ، وبلا وعي يتصرف بشكل غير طبيعي بينما يثير استغراب الآخرين من حوله .
وربما حكيت لكم في هذا الباب من القصص والمواقف ما يبعث على الشفقة والسخرية في آن لولا خشية الإطالة ، وإلا كيف يصبر مخلوق على الصمت لساعات تتجاوز الخمس دون أن تحركه شهوة الكلام للتواصل مع جاره الملاصق ؟!!
…….……
إذا رأيت مجتمعاً ما يكثر فيه التعلق بالمردان وتزدهر سوق الشبّان الحسان ، فاعلم أن الشباب بلغوا مرحلة الإياس من الاتصال المباح بشقائقهن من الفتيات .
المهور وتكاليف الزواج لا تليق بمجتمع يريد حياة ناضجة وصحية وجادة ، وإذا بلغت المهور مبلغاً فاحشاً دون نكير أو نفير عاقبهم الله بالشذوذ وبلايا الانحراف .
إذا ظن المصلحون أن العلاج هو مزيد من النفخ في مكون الفضيلة لدى الإنسان ، فهذا ظن خاطئ ، لأن الحلول منزوعة الواقعية لا معنى لها .
تيسير الزواج ، وتقليص أمد المراهقة ، وتحسين وجهات النظر المتبادلة بين الجنسين ، وتقريب عمر الاتصال المباح ، أفضل الحلول لمواجهة مخاطر الانحراف .
….….………
التدين الشكلي يختطف التدين السلوكي .
يملك أحدهم منصباً دينياً رسمياً كبيراً ، وهو من طليعة الثلة المؤمنة من المطاوعة ، بلحية طويلة وثوب قصير واستقامة ظاهرة .
ولكن أحداً من جيرانه وأقرانه لا يشهد له بخير ، ويؤكدون بشكل متواتر تقصيره في حق والديه وأهل بيته ، وهو يسرف في الادعاء والتزييف .
ما زلت أعلق المسؤولية على الثقافة بمعناها الواسع في استيعاب هذه الشخصيات المزدوجة أو رفضها .
مداواة الثقافة التي تدير ذهن وسلوك المجتمع ترفع من قيمة التدين السلوكي والأخلاقي وتنتصف من التدين الشكلي وتحجمه إلى دوره الطبيعي .
والقرآن الكريم والحديث الشريف مليء بما يعالج هذا الإشكال التاريخي القديم ، ولكن الخطاب الوسيط عطّل جهاز النقد الذاتي سداً لذريعة التطاول على القيم الدينية .
……………

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائياً ع

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم، ومن

ماذا يخطر في بالك ( 5 ) ؟

هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) . راجياً لكم النفع والفائدة  . ضعف التقدير يقود إلى سوء التقرير . .................. كلما كان واقعك ثرياً وغنياً ، بارت بضاعة خيالك الواهم . …………… إذا أحببت شيئاً ثم التقيت به بعد غياب فكأن الروح ردت إليك بعد غيبة الموت ، أو العقل عاد بعد جنون ، أو الذاكرة استفاقت بعد غيبة . كل الأشياء الرمادية تسترجع ألوانها الزاهية ، والروائح الزاكية تستجرّ عنفوانها ، والمشاعر اللذيذة تستعيد عافيتها . ما يفعله الشوق بك من ذهاب العقل وغيبة الذاكرة وموات الروح ، يفعل بك الوصل أضعافه من الفرح والطرب والنشوة . لقد جُبل هذا القلب على الإلف بما يحبه والتعلق به حتى يكون بمثابة الطاقة الموصولة بألياف الكهرباء ، أو الزيت الذي يقدح النور ، والجمر الذي يستفز أعواد البخور . وإذا غاب المحبوب واستبد بك الشوق انطفأ نور الوجه وضاقت النفس وذهب الفرح حتى يعرف ذلك في حدة طبعك وانغلاق عقلك وعبوس وجهك ، فإذا التقى المحبوبان والتأم القلب عادت المياه لمجاريها وشعشع الوجه واتسع الثغر وانفرجت الأسارير . سبحان من خلق . ……………… إذا كنت تسم