التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حواري مع جريدة النادي




> ما هي وجهة نظرك كشاب في الفيس بوك ، هل ترى بأنه تسبب في مشاكل اجتماعية ، أو تواصل أكبر ولماذا ؟
- كتبت مرة على صفحتي في الفيس بوك هذا المنشور " أعتقد أن واحد من أسباب نجاح فكرة " الفيس بوك " هي عمله على تخليص أعضائه من حالة الاغتراب التي يعانيها الإنسان ، فكلمات مثل قبول الصداقة والإعجاب بالمنشورات والتعبير عن حالتك الآنية وما تفكر فيه : كلها جوانب تدغدغ الإنسان وتبعث له الشعور بالثقة في نفسه وإحساسه بالقبول الاجتماعي .
ولكن الفيس بوك لا يعدو أن يكون عالماً افتراضياً لا يغني عن حياتك الحقيقية وواقعك الحيّ ، املأ حياتك بالإنجازات فإنها غناك ورضاك والله يظلنا برحمته " .

ولا شك أن الفيس بوك واحد من مخرجات التقنية الحديثة التي بدأت تحتل موقع الريادة في الكثير من أنشطة الإنسان اليومية والكلية ، ويجري عليها ما يجري على مثيلاتها من التقنيات والكشوفات العلمية العصرية من سلبيات وإيجابيات .
الفيس بوك ساعد في التعريف بالكثير من القضايا العامة والمسائل الهامة ، وانتصر لآلام الشعوب التي استطاعت أن تتنفس الحرية بعد آماد من الفقر والاستبداد . 
التويتر مثلاً كانت له فضيلة كبيرة في الأزمات العامة وتفاعل معه جمهور الناس لدعم مشروعات التطوع والبر والإحسان ، وتجربة شباب جدة أيام السيول خير برهان على مدى انتفاع المجتمعات من هذه التقنيات الحديثة .
هذا من جهة ومن جهة أخرى كانت هناك سلبيات كعادة الأشياء في هذه الحياة ، مثل تفتيت العلاقات الاجتماعية والتقليل من التزاور واللقاءات الودية وخفض حساسية وأهمية التقارب الجسدي ، ناهيك عن آثار مثل هذه التقنيات في خيالية الحياة والتعاطي معها بشكل لاواقعي على أساس الانعكاسات النفسية مثل الإدمان والعزلة الاجتماعية والأخطاء المكرورة بخصوص التعارف غير الشرعي وأحلام الثروة .



> هل ترى ان الوقت مناسب لبرمجه برنامج عربي حديث للتواصل بدلا من الفيس والتويتر ؟

- إذا كان هدف البرنامج العربي عزل النشاط العربي عن الإطار العالمي فهو ضار ، فللعرب قضايا دولية ورأي عالم يدعمه مخزون ثقافي كبير وتركة حضارية مميزة تستحق أن يعرف بها أمم الأرض قاطبة .
لا شك أن برمجة برنامج خاص بالعربية يساعد في منح خصوصية عالية للغة العربية والمتحدثين بها ، لكن أعتقد أن الوقت تجاوز الخصوصية إلى عصر من الشراكة العالمية والتوافق الإنساني الكبير تبقى فيه السطوة للأمم ذات الرسالة الفاعلة والرؤى المثمرة .
المحتوى العربي على الإنترنت يعاني شحاً عالياً وفقراً مدقعاً ، وحسب الموسوعة الحرة فقد "  شهد أواخر عام 2006 ضعف شديد في الاهتمام العالمي باللغة العربية من حيث تدعيم اللغه العربية في المواقع والبرامج والأنظمة الإلكترونية الجديدة. ولكن هناك تحسن منذ 2009 وبدأت المواقع العالمية بدعم اللغة العربية مثل موقع فور شارد وموقع فيسبوك وآخر المواقع التي تم تدعيم اللغة العربية فيها هو اليوتيوب المملوك لعملاق البحث جوجل " بالإضافة إلى تويتر مؤخراً .
ولكن هناك بعض المبادرات العربية المميزة لدعم وتعزيز المحتوى العربي في الإمارات ومصر والبحرين وعلى رأسها " مبادرة المك عبد الله للمحتوى العربي " التي تشرف عليها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ، وجاءت المبادرة السعودية بدافع من شح المحتوى العربي لدرجة أن نسبته لا تتجاوز 0.3% من المحتوى العالمي للغات الأخرى، لذا جاءت مبادرة الملك عبد الله للمحتوى العربي انطلاقا من الدور الذي تلعبه المملكة في العالمين العربي والإسلامي.
في رأيي أن مسؤوليتنا نحن الشباب المشاركة في دعم وتمثل أهداف وقيم مثل هذه المبادرات الرائدة والإسهام في تعزيز المحتوى العربي على الإنترنت والاستفادة من بوابات عالمية ومفتوحة مثل الفيس بوك وتويتر وبقية الشبكات الاجتماية الفاعلة لبث مثل هذه المشروعات الذكية والمميزة .
وستبقى محاولات تصميم برامج ذات خصوصية لغوية أو جغرافية ترسيخ لمزيد من مفارقة هذا العالم الذي يتجه للشراكة والتعاون في ظل مثل هذه الفتوحات التقنية في عالم الاتصال والمعلومات التي اختصرت المسافات وطوت الأبعاد الزمانية والحغرافية في سبيل رفاه الإنسان وسعادته وراحته وتحقيق أهدافه العالمية لكأنه بعيش في قرية الصغيرة كأبسط تعريف للعولمة في صورتها المتسامحة غير المتوحشة .



> هل تؤكد بأننا لازلنا بحاجه ماسة الى المزيد من الوقت كي نصل الى ما وصل اليه الاخرون تقنيا ؟
- التفاؤل مهم في مثل هذه المناطق الحساسة التي تتصل بسؤال النهضة العربية والإسلامية كإطار عام يستوعب بلداناً نحن في مقدمتها وعلى رأسها ، وإلى جانب التفاؤل نحتاج إلى جرعات من الواقعية التي تضعنا في المربع المنطقي لحالتنا الحضارية والإنتاجية على مستوى الخارطة المسكونة والأرض المعمورة .
هناك الكثير من المواهب المميزة التي نالت استحسان العالم وإعجابهم وأثبتت جدارتها في إنتاج واستيعاب أسرار هذه التقنية التي أصبحت علامة النبوغ ودلالة النهضة ، فإن عصر الزراعة انتقل إلى الصناعة ثم إلى عصر الحكمة وهذا عصر التقنية وتكنولوجيا المعلومات ، والاتجاه إلى تشغيل التقنية في أخص ممارسات الإنسان واضح وقوي وأنماط الحياة أصبحت مصطبغة بمسحة تقنية وتكنولوجية صارخة حتى بات ما يعرف بالحروب الإلكترونية فضلاً عن دخول التقنية في كثير من أنشطة الإنسان العلمية والطبية والإعلامية والتربوية والتعليمية ، غير متناسين حضور التقنية في مجال التعليم حيث أصبحت المناهج في مدارس عربية وإسلامية تتلقى عبر وسائل تقنية حديثة بينما يثقل كاهل الطالب السعودي بأرتال من الكتب والأوراق تزيد من عبأ الدراسة المالي والبدني وتورث ارتباطاً عضوياً بين الدراسة والشقاء البدني والنفسي .
ولذلك كان الاستثمار في هذه المجالات مسؤولية عظيمة تقع على كاهل الدول الصادقة في دعم مجتمعاتها وتقوية جانبها ، كما أن المجتمعات المدنية ليست مستبعدة من المسؤولية تجاه رفع فاعليتها لمواكبة النشاط التقني العالمي ، وهذا ما تعبر عنه بعض المبادرات الشبابية الناضجة ولكننا نحتاج بالفعل إلى وقت وجهد كبيرين كي نصل إلى ما وصل إليه الآخرون تقنياً .


> نصيحه توجهها لمستخدمي شبكات التواصل الاجتماعية ؟

- أهم رسالة أوجهها إلى عموم مستخدمي الشبكات الاجتماعية سيما الشباب الذين يشكلون قطاعاً كبيراً من مستخدميها هي : الاعتدال ، في الاستخدام والتعاطي مع هذه الشبكات للتخفيف من حدة آثار الإدمان .
إذ أصبحت هذه الشبكات بالنسبة لبعض الشباب بديلاً عن الحياة الواقعية ، يسلب أوقاتهم ويبتلع جهدهم البدني والذهني ربما في ما لا فائدة منه وما لا يرجى خيره وأثره ونفعه ، وهذا قد يضر بإنتاجية الفرد في العمل إن كان موظفاً ، أو الدراسة إن كان طالباً ، أو التأصيل العلمي والتزود المعرفي إن كان ناشطاً وعامل معرفة .

كما أنصح بالتخفيف من شحن أجواء هذه الشبكات - وتويتر على وجه التحديد - الذي أصبح مسرحاً يضج بالمهاترات والمنافسات الفكرية في صورتها غير الصحية ، لقد بلغت التشنجات مرحلة من المرضية والخطورة أخشى أن تنعكس على الحياة الاجتماعية والسلم الأهلي ويعيد دولاب الإرهاب الفكري والجنائي إذا لم يلتفت إليه أهل الرأي والعقل والحرص والمشورة .

ولا يفوتني أن أشيد وأشد على يد بعض المبادرين أصحاب المشروعات المميزة التي استفادت من هذه التقنيات الحديثة لتكون بمثابة نافذة حية وفاعلة على مجتمعنا تدعم المظاهر الإيجابية ، وتعمل معاول التصحيح والنقد في المظاهر السلبية التي تزيد من جراح المجتمع وتعطل التنمية وتؤخر عجلة التقدم .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائياً ع

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم، ومن

ماذا يخطر في بالك ( 5 ) ؟

هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) . راجياً لكم النفع والفائدة  . ضعف التقدير يقود إلى سوء التقرير . .................. كلما كان واقعك ثرياً وغنياً ، بارت بضاعة خيالك الواهم . …………… إذا أحببت شيئاً ثم التقيت به بعد غياب فكأن الروح ردت إليك بعد غيبة الموت ، أو العقل عاد بعد جنون ، أو الذاكرة استفاقت بعد غيبة . كل الأشياء الرمادية تسترجع ألوانها الزاهية ، والروائح الزاكية تستجرّ عنفوانها ، والمشاعر اللذيذة تستعيد عافيتها . ما يفعله الشوق بك من ذهاب العقل وغيبة الذاكرة وموات الروح ، يفعل بك الوصل أضعافه من الفرح والطرب والنشوة . لقد جُبل هذا القلب على الإلف بما يحبه والتعلق به حتى يكون بمثابة الطاقة الموصولة بألياف الكهرباء ، أو الزيت الذي يقدح النور ، والجمر الذي يستفز أعواد البخور . وإذا غاب المحبوب واستبد بك الشوق انطفأ نور الوجه وضاقت النفس وذهب الفرح حتى يعرف ذلك في حدة طبعك وانغلاق عقلك وعبوس وجهك ، فإذا التقى المحبوبان والتأم القلب عادت المياه لمجاريها وشعشع الوجه واتسع الثغر وانفرجت الأسارير . سبحان من خلق . ……………… إذا كنت تسم