التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فريق تطوعي يقدم تجربة جديدة لـ«توثيق السعودية جواً»


آخر تحديث: الجمعة، ٢٨ يوليو/ تموز ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)جدة - عمر البدوي 

< يقدم فريق إرث للتوثيق الجوي تجربة مختلفة تعد بمثابة مهمة غير مسبوقة على الأقل على المستوى المحلي، فهو فريق يضم شباباً من أصحاب الهوايات المختلفة اجتمعوا في فريق واحد لهدف تطوعي وهو توثيق المملكة جواً.
يعمل الفريق من خلال أربعة محاور رئيسة، تشمل مواقع مرتبطة بمعالم السيرة النبوية الشريفة، ومواقع تاريخية وتراثية وإسلامية، ومواقع طبيعية مثل الصحارى والبحار والحقول البركانية والوديان وغيرها، وأخيراً مواقع حضارية تعبر عن منجزات الدولة السعودية الحديثة.
فيما يعتمد التوثيق الجوي الذي يقوم عليه الفريق بالأساس على الطيران بشكل رئيس، في الوقت الذي يمثل الطيران هواية مؤسس الفريق عبدالعزيز الدخيل منذ الطفولة وعندما دخل الطيران الشراعي إلى المملكة وكانت له القوانين واللوائح المنظمة له أصبحت ممارسة هواية الطيران أمراً سهلاً ومتاحاً للجميع، وكان الفضول حول ما تبدو عليه معالم وتضاريس المملكة من الجو بداية انطلاق تأسيس الفريق، إذ كان يرافقه في طلعته الجوية صديقه صاحب هواية التصوير طراد الرويلي، ودفعهم الفضول إلى الذهاب لمواقع مختلفة وأحياناً وعرة لاكتشافها وتصويرها جواً.
وتعد فوهة بركان الملساء الواقعة على أطراف المدينة المنورة أول رحلة توثيق لهم، ولاقت الصورة رواجاً وتشجيعاً من الأهل والأصدقاء وعامة الناس، ما زاد رغبة الصديقين بالخروج عن نمط ممارسين هواية الطيران الشراعي في مواقع دائمة إلى رحلات استكشافية وتوثيقية للوطن.
ويقول مؤسس الفريق عبدالعزيز الدخيل الذي التقته «الحياة»: «كانت البداية في 2014 انطلاقاً من المدينة المنورة وقمنا بتوثيق بعض المواقع التاريخية مثل موقع غزوة بدر وجبل طمية وحرة خيبر البركانية، وبالتعمق بدراسة المواقع التي يمكن الذهاب إليها وجدنا أننا نمتلك في المملكة كنوزاً من المواقع الإسلامية والتاريخية والطبيعية والحضارية».
وأضاف: «في المملكة بقايا لحضارات منذ آلاف السنين، مروراً بقوم ثمود وصالح، وثم مواقع السيرة النبوية الشريفة والإسلامية حتى التاريخ القريب، وتمتلك المملكة عشر حرات بركانية، وفي حرة رهط توجد أكثر من 700 فوهة بركانية تعد كنزاً جيولوجياً كبيراً، إضافة إلى تضاريس مختلفة من صحارى إلى وديان وبحار وجزر وجبال بجميع الأحجام والأشكال، وأصبحنا على يقين تام بأن توثيق المملكة جواً لا يمكن أن يتم من خلال شخصين، ويجب إنشاء فريق متكامل من جميع الهوايات التي تستطيع العمل مع بعضها بشكل جماعي لتنفيذ هذا المشروع التطوعي الكبير».
وتابع: «مع مرور الوقت وعرض نتائج الأعمال للتصوير الجوي في مواقع التواصل الاجتماعي، بدأ يتكون جمهور محب ومتذوق لهذا العمل والتعرف على شخصيات تمتلك هوايات مختلفة يحتاج إليها عمل التوثيق الجوي من خلال فريق عمل يجمعهم، فانضم للفريق المصور والمرشد السياحي معاذ العوفي والذي يعمل على البحث عن آثار وتراث منطقة المدينة المنورة والمواقع النبوية والتاريخية، والمصور مدني سندي، وأشخاص لهم خبرات في تضاريس وجغرافية المنطقة والإرشاد الأرضي في الصحراء، منهما أمين الخطابي، وعمر الجهني، وانضمام طيارين شراعيين من المدينة المنورة وهما محمد السحيمي ومحمد المعيرفي، كما انضم محمود خياط مسؤولاً عن العلاقات العامة والمتحدث باسم الفريق».
وتمت إضافة عنصر نسائي، للعمل عن بُعد في مكتب للفريق، يقوم بأعمال إدارة حسابات التواصل الاجتماعي والأرشيف العام للصور والتنسيق الإداري ليصبح إجمالي عدد الفريق 11».
وقال: «عمل الفريق مع جهات حكومية عدة وقام بتنفيذ أعمال التوثيق الجوي التطوعي مثل محافظة ينبع وخيبر وبدر وإمارة منطقة المدينة المنورة والمكتب السياحي في مدينة العلا، كما قام بتوثيق العديد من الحرات البركانية والمواقع التاريخية في صحراء المملكة مثل مدينة الربذة وهي مدينة الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، وجبل العهين الذي به نقوش تعود إلى آلاف السنين، وبئر هداج في تيما وتعد أقدم بئر في الجزيرة العربية وتعود إلى قبل ألفي سنة، وتحديد موقع قرية العشيرة المندثرة وشهدت غزوة العشيرة والعديد من المواقع الإسلامية والتاريخية والطبيعية والحضارية».

ويهدف الفريق إلى تقديم صورة إلى الجهات الحكومية والمعنية وربط السيرة النبوية الشريفة بصور جوية وتوثيق جميع مواقع الغزوات جواً، وإبراز ما تمتلكه المملكة من تراث تاريخي عظيم من خلال صور جوية ملتقطة بشكل احترافي وباستخدام كاميرات ذات دقة عالية جداً.



الرابط : 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...