التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الشباب والشابات: برامجنا التطوعية مستمرة لمساعدة الآخرين



عادل عبدالرحمن (جدة)
أكد لـ «عكاظ» عدد من الشباب والشابات المتطوعين أنهم يجدون أنفسهم في التطوع لخدمة وطنهم والآخرين، مشيرين إلى أنه رغم ضعف ثقافة التطوع إلا أن مبادراتهم مستمرة لمساعدة الآخرين، وبينوا أهمية الجامعات في تأصيل ثقافة التطوع.
يقول عمر البدوي «يشكل العمل التطوعي وجهة مفضلة للشباب السعودي، وذلك لملء أوقاتهم واكتشاف إمكاناتهم واحتضان مواهبهم والتعبير عن أنفسهم والبحث عن ذواتهم والإسهام في خدمة بلدهم، فضلاً عن البواعث الدينية ورجاء المغفرة والأجر والمثوبة والدوافع الأخلاقية لخدمة الآخرين ونفع الناس ومعونتهم وسد حاجتهم»، مضيفاً تعيش المملكة تحولات اجتماعية وثقافية، وهي بكثافتها السكانية العالية وقطاع الشباب الذي يحتل مساحة واسعة من خارطتها البشرية بدأت تعلن عن ولادة مشاريع أعمال تطوعية أهلية وفرق شبابية تتبنى خط العمل الطوعي بإمكانات متواضعة وطموحات عالية.
وأكدت سارة جهتاي أنه على الرغم من ضعف ثقافة العمل التطوعي، إلا أن المبادرات لا تكاد تتوقف من شباب الوطن الذي يزخر بنشاط اجتماعي وخيري ودعوي غير مسبوق أسهم في تسريع انتشار هذه المبادرات، مضيفة أن الفرق التطوعية تأخذ أشكالاً متعددة من جهة المظلات الرسمية التي تتبناها وجهات الدعم المادي، ونوعية البرامج التي تقدمها، وفئات الشباب، تتباين في أهدافها ورؤاها ورسالتها وحجم طموحها وخططها المستقبلية، ولكنها تتفق في الإطار العام للعمل التطوعي وتفتقد للتواصل الجيد والعمل المشترك الذي يضمن أفضل النتائج ويحقق الأهداف ويسد ثغرات العمل ويرفع من مستوى الإنتاج والجودة في العمل والأهداف والإنجاز.
التطوع تهذيب للنفس
من جهتها قالت عائشة ناس ناشطة تطوعية «بالنسبة للفرق التطوعية المحتضنة لشباب المملكة أمامها الكثير من الوقت والتحدي لتثبت وجودها وتحقق مستوى من الإنتاج والحرفية والفاعلية في التنافس في العمل التطوعي المحترف»، مشيرة إلى أن العمل التطوعي يهذب النفس ويربّيها على العطاء والبذل ويكسبها الكثير من العلاقات الجيدة مع الآخرين
وأكد ثامر العبدالله أن ثقافة التطوع توجد الكثير من الفرص للشباب للتعلم وكسب الكثير من المهارات، مضيفاً أن عددا من التجارب في الكثير من الأحداث بجدة كشفت عن الكثير من الجوانب الإيجابية لدى شبابنا ومدى وعيهم وثقافتهم العالية، وتابع «يعد العمل التطوعي رمزاً من رموز تقدم الأمم وازدهارها، فالأمة كلما ازدادت في التقدم والرقي، ازداد انخراط مواطنيها في أعمال التطوع الخيري، كما يعد الانخراط في العمل التطوعي مطلباً من متطلبات الحياة المعاصرة».
ويرى معاذ الفرحان ضرورة أن يكون أعمال التطوع تحت مظلة حكومية ترعاها وتنطلق منها، ما يجعل العمل أكثر تنظيماً وترتيباً وتكون الاستفادة منه عظيمة للفرد والمجتمع، وقال «إن تجربتي مع التطوع كانت مع جمعية إنسان ومنها أحببت هذا العمل لأنه يجعلني أساعد إنساناً محتاجاً، ما يسعدني ويجعلني أتفانى في تقديم هذا العمل الإنساني».
دعم ورعاية التطوع
وتشير دينا محمد إلى أن التطوع يحتاج للمزيد من الدعم والمساندة، وترى أن الجامعات تتحمل دوراً مهماً في تأصيل هذه الثقافة، فضلاً عن إطلاق ورش عمل وتكريم المتطوعين ورفع معنوياتهم لما يقدمونه من عمل يخدم المجتمع، واقترحت أن يكون هناك منهج على الأقل يناقش هذا الموضوع ويضعه في أطروحات ودراسات.
وتتمنى سميرة سعيد أن تكون الحملات التطوعية التي يقدمها الشباب والشابات مدعومة من الإعلام التقليدي قبل الإعلام الجديد، لأن هذه الأعمال تجد صدى مميزًا في قلوب الآخرين، لافتة إلى أن التعليم هو من يستطيع نشر هذه الثقافة لخدمة المجتمعات، وأضافت «من خلال تجربتي الشخصية فإن أهم المميزات التي أراها في التطوع أنه يحمل الكثير من العطاء والمساعدة من الجميع، وأتمنى أن تتبنى وزارة التعليم العالي إنشاء معهد أو أكاديمية لتطوير وصقل التطوع».
ويرى خالد عسيري أن هناك كثيرا من الأعمال تنتظر المتطوعين ويجب أن تكون تحت منصة حكومية لتكون الاستراتيجيات والآليات والخطط أكثر وضوحًا وفاعلية، مطالبًا رعاية الشباب بأن يكون لها دور في هذا الجانب، خاصة أن الفئة العمرية التي تقوم بالتطوع عادة ما تكون الفئة الشابة والوثّابة والمتطلعة لعمل مجتمعي مميز خدمة للوطن قبل نفسها، مشيدًا بدور الشباب وتفاعلاتهم من خلال منصة مواقع التواصل الاجتماعي التي ساندت العمل التطوعي بكثير من الإيجابية.


الرابط :

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...