يبدو أنه قدر ملازم للمرأة السعودية أن تكون في واجهة المشاغبات الكلامية والمنازلات الإعلامية ، فهي لا تلبث أن تغيب عن واجهة الساحات الساخنة حتى تعود مرة أخرى على ظهر قضية اجتماعية أو ثقافية أخرى .
هذه المرة تأتي قضية المرأة بهوية رياضية خالصة ، ذلك عندما ارتفع الجدل والصخب لإعطاء المرأة حقها في ممارسة الرياضة وتمثيل البلاد في المحافل الرياضية حسب الضوابط الشرعية التي تحترم خصوصية الوطن وثقافة المواطن .
بعيداً عن الضوابط الشرعية التي يتبنى مسؤوليتها علماء ومتخصصون ثقات هم أجدر بالعلم وأدرى بالحكم ، فإن في الرياضة نفعاً للمرأة من جهة صحتها وانتفاع جسدها ، كما وأن رياضة المرأة تعطيها الحق في المساواة المنضبطة كعضو إنساني يتفق مع غيره في مطالبه وحاجاته .
الرياضة ليست ترفاً ولا ممارسة ترفيهية بل هي ضرورة تؤكدها تقارير ارتفاع السمنة والآثار الصحية الكارثية وجوانبها النفسية والذهنية التي تؤثر سلباً على إنتاج المرأة ومشاريع التربية الأسرية واستقرار البيوت وتناغم المجتمع .
هناك مشاكل حقيقية ناتجة عن قلة الحركة وممارسة الرياضة ، ومن هنا كان لا بد من تفعيل دور الرياضة النسوية ، وخاصة رياضة المشي والجري وتوفير ذلك في مدارس البنات خطوة إيجابية تحمي الخصيصة الاجتماعية وتهيئ المجتمع لخطوات حضارية من شأنها أن تعالج الإشكالات الصحية والثقافية معاً.
ويظهر لي أن هذا التردد الواضح في التعامل مع رياضة المرأة يعود إلى مكون ثقافي استبعد دور المرأة وحقها الشرعي في ممارسة الحياة على نحو عفوي ومحترم يصون دورها ويحفظ حقها ويزيد فاعليتها بما يعود على هذا المجتمع بالخير الكبير .
ولعل تجربة زميلتنا في صاحبة الفخامة " هناء العلوني " بتاريخها الصحفي الحافل يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن المرأة يصح أن تبدع في كل مجال وعلى أية حال .
تعليقات
إرسال تعليق