يحصل أن يكون ميسي " في يومه " فيفوز برشلونة بالمباراة وينتهي اللقاء بنتيجة ترجح كفته ، ولكن لا يحصل أن يعتمد فريق ما على لاعب واحد يختزل إمكاناته ويتأبط تاريخه تحت معطف موهبته الفريدة وشهرته الوحيدة .
كان المدرب الأجنبي أسطورة ، فجاء فتحي الجبال ليكسر هذا التابوه ، كان المحترف اللاتيني والاسكندنافي أسطورة ، فأومض التايب والحوسني بإشراقتهما الكروية النافذة ، كانت الأندية الكبار أسطورة على نحو ما فشق نادي حي الملز الطريق إلى مصاف الكبار ، كان فلان وفلان أساطير تختصر جهود السنين الطوال والتاريخ الذي لا يطال فجاء جيل الشباب وأسمع صوته مدوّياً في فضاء المستقبل .
في أندية العالم المتحضر يدركون جيداً الوقت الذي يناسبهم للاستقالة من مواطن المسؤولية ، غادر " جوسيب غوارديولا " مهمة تدريب أعظم فريق في زمانه وفي وقت مناسب تماماً ، وعندما نطالع مستوى ونتائج الفريق الكتالوني ندرك أن المدرب الاسباني تخلى عن منصبه قبل ضمور قدرته على الإنجاز والعمل .
أليكس فيرغسون الذي نال لقب السير الأميري لقاء إنجازاته العظام وانتصاراته الجسام تحدث في تصريحه الأخير عشية اعتزاله بكلمة ينبغي أن تعلق في أذن التاريخ عندما قال : " لقد غادرت الفريق وأنا منتصر ! " ، إنه يقوم بحراسة تاريخه عندما يعتزل في الوقت المناسب تماماً وقبل لحظات من أفول نجمه وسقوط اسمه .
لا ينبغي أن نتعلق بالأشخاص ، وعلينا أن نبني الثقة بالأعمال ونعلق عليها الرهان ، وأن نتداول الفرص المتكافئة بما يكفل لها تحقيق مساواة عادلة في تمكين المواهب وفتح آفاق المستقبل , الأسطرة التي يكون فيها تكريم للأعلام وتقدير لجهودهم وتثمين لأدوارهم لا تعني البغي على تاريخ الكيانات وهضم حقوق الشباب وتعطيل مواهب الجيل الصاعد .
تعليقات
إرسال تعليق